العلامه صالح الفوزان يوافق الشيخ فوزي الأثري في شرحه لحديث "يا أبا ذر أني أراك ضعيفا
العلامة صالح بن فوزان الفوزان يوافق الشيخ فوزي الأثري في شرحه حديث : ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا )
عن أبي ذر - رضي الله عنه - مرفوعا : ( يا أبا ذر أني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) رواه مسلم .
أبو ذر - رضي الله عنه - من السابقين الأولين إلى الاسلام ومن الزهاد الأتقياء رضي الله تعالى عنه من فضلاء الصحابة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا : ضعيفا عن القيام بالمهام وهو ليس ضعيفا في دينه ولا ضعيفا في علمه ولكنه ضعيفا في القيام بالمهمة لا يحسنها . إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي . هكذا ولي الأمر يحب للناس ما يحب لنفسه وهو صلى الله عليه وسلم كذلك يحب لأمته ما يحبه لنفسه فهذا فيه أن ولي الأمر يكون ناصحا لرعيته فلا يولي أحدا لأنه لا يحب لنفسه أن يتولى شيئا لا يحسنه فكذلك لا يولي غيره من لا يحسن هذا الشيء .
( لا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم ) نهاه عن الأمارة وعن الأمانه . الأمارة و هي الولاية ولو على اثنين فكيف الولاية على جماعة أو على دولة وهو ضعيف لا يحسن تصريف الأمور .
( ولا تولين مال يتيم ) لأن مال اليتيم يجب حفظه ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ، وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوا أسرافا وبدارا أن يكبروا ) أموال اليتامى لا يجوز تركها تضيع فيجب حفظها وأن يتولى عليها من هو كفؤٌ لحفظها وتنميتها ورعايتها ولا يتولاها الضعيف الذي لا يحسن التصرف في الأموال .
أبو ذر - رضي الله عنه - كان منصرفا إلى العبادة وإلى التقى والزهد والورع ولم يكن مهتما بأمور الدنيا فلذلك ما كان يحسنها - رضي الله تعالى عنه - فلذلك نصح له النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذا دليل على أن ولي الأمرلا يجوز له أن يولي الضعيف الذي لا يستطيع القيام بالمهمة الوظيفية .
لإستماع اضغط هنا
