محنة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى

لما وصل الكتاب الى الرشيد بشان العلويين ومعهم الشافعي كتب الرشيد الى والي اليمن بحمل العلويين .. فحملوا معهم الشافعي مكبلا بالحديد والله اعلم بما قاساه في الطريق الى العراق من عذاب .. ولكن لطف الله ولا شك بعباده المؤمنين في مثل هذه المواقف عند التجاء العبد لربه جل وعلا


قال الإمام الشافعي ...

فأدخلنا على هارون الرشيد عشرة عشرة وقد مضى اكثر الليل ...فجعل يقيم منا واحد واحد فيتكلم من وراء الستر فيأمر بضرب عنقه حتى انتهى ذلك الي !!!

فقلت ....

يا أمير المؤمنين عبدك وخادمك محمد بن إدريس الشافعي ..

فقال هارون الرشيد .. اضرب عنقه !!

فقلت يا امير المؤمنين اقول وتسمع ويدك الباسطة وسلطانك المنيع ولا يفوتك مني ما تريد ؟؟

قال هارون الرشيد !! قل ..

قلت .. يا أمير المؤمنين كأنك اتهمتني بالانحراف عنك والميل الى هؤلاء القوم وسأضرب لك مثلك و مثلهم معي :-

أحدهما خلطه بنفسه واشركه في نسبه وزعم انه مثله وان ماله حرام عليه الا بأذنه وان ابنته حرام عليه الا بتزويجه وانه كما يرى له عليه يرى له عليه لنفسه .

والآخر زعم انه دونه وانه في النسب اعلى منه وانه عبده وان ابنته امته وانها تحل له بغير اذنه وان ماله له .


فلمن تراه يتولى يا أمير المؤمنين فهذا أنت وهؤلاء ...


قال(الرشيد) .. فاستعادني القول ثلاث مرات كل ذلك أرد عليه بمعنى واحد بألفاظ مختلفة !!

قال الرشيد .. احبسوه ..

قال الشافعي .. إلى ان بقي حدث علوي من أهل المدينة وأنا فقال للعلوي أأنت الخارج علينا والزاعم اني لا اصلح للخلافة ؟؟

فقال العلوي ! .. أعوذ بالله ان ادعي ذلك او أقوله .. قال فأمر بضرب عنقه فقال له العلوي ان كان لابد من قتلي فانظرني اكتب إلى أمي بالمدينة فهي عجوز لم تعلم بخبر ي .. فأمر بقتله .. فقتل .

ثم قدمت :- ومحمد بن الحسن جالس معه فقال لي مثل ما قال للفتى ..

فقلت يا أمير المؤمنين .. لست بطلبي ولا علوي وانما دخلت في القوم بغيا علي .. وانما أنا رجل من بني المطلب بن عبدمناف بن قصي ولي مع ذلك حظ من العلم والفقه والقاضي يعرف ذلك .. أنا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبدمناف .

فقال لي.. انت محمد بن إدريس ؟؟؟

قلت نعم يا امير المؤمنين .

قال .. ما ذكرك لي محمد بن الحسن !! ثم عطف على محمد بن الحسن فقال ..

يا محمد ... ما يقول هذا هو كما يقوله ؟؟؟

قال محمد بن الحسن:- بلى وله من العلم محل كبير وليس الذي رفع عليه من شانه .


قال الرشيد .. خذه اليك حتى انظر في امره !!

وتبينت براءته امام الرشيد ..