شبهات واشكالات حول بعض الاحاديث والايات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شبهات واشكالات
حول
بعض الأحاديث والآيات
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلاهادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
ا ما بعد : لقد من الله عز وجل على أمة محمد صى الله عليه وسلم أن جعل دينها خاتم الأديان ونبيها خاتم الأنبيا وجعلها خير الأمم وتكفل بحفظ دينها الذي مصدره الأول القران العظيم ثم السنه المطرة فمن تمسك بهما عصمه الله من كل سوء وفتنة ، وحسبنا وصية نبينا عليه الصلاة والسلام : ( لقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتا ب الله وسنتي ).
ونرى من حين لآخر أقلام حاقدة وأخرى جاهلة تثير شبة واشكالات حول بعض الآيات أو الأحاديث اما عن عمد لاثارة الشكوك والخلل في عقائد المسلمين ، كما يقوم بذلك الزنادقة والمستثرقين والعلمانيين وخاصة في بلاد الكفر حتى يشككوا المسلم في دينه ، واما عن جهل يقوم به بعض أبنا المسلمين الذين يتبعون كل ناعق فيرددون بعض هذه الشبه والاشكالات ظنا منهم أن هناك تعارض بين ايات القران أوالأحاديث أوبينهما جميعا. والبعض الآخر يعلم علم اليقين أنه لاتعارض بين القران والسنة ولكنه يسأل العلماء لكي يزداد بصيرة وايمانا ولا يحار جوابا عندما تثار بين يديه مثل هذه الشبه والاشكالات ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند الله لو جدوا فيه اختلافا كثيرا ) (النساء 82 )
قوله عزوجل : ( لانفرق بين أحد من رسله )
وقوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم )
سئل فضيلة الشيخ : كيف نجمع بين قوله عزوجل : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) وقوله سبحانه وتعالى : ( لانفرق بين أحد من رسله ) ( البقرة 253 ، 285 )
فأجاب _ رحمه الله _ بقوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم عى بعض ) ؛ كقوله تعالى : ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ) ( الاسراء 55 ) ؛ فالأنبياء والرسل لاشك أن بعضهم أفضل من بعض فالرسل أفضل من الأنبياء وأولو العزم من الرسل أفضل ممن سواهم ، وأولو العزم من الرسل هم الخمسة الذين ذكرهم الله _ تعالى – في آيتين من القران، الآية الأولى : في سورة الأحزاب : ( واذ أخدنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ) ؛ محمد عليه الصلاة والسلام ؛ ونوح ؛ وابراهيم ، وموسى ن وعيسى ابن مريم.
الآية الثانية : في سورة الشورى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ) فهولاء الخمسة وهم أفضل ممن سواهم .
وأما قوله تعالى عن المؤمنين : (كل آمن بالله وملأئكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله ) فالمعنى لانفرق بينهم في الايمان بل نؤمن أن كلهم رسل من عند الله حقا وأنهم ما كذبوا فهم صادقون مصدقون وهذا معنى قوله : ( لا نفرق بين أحد من رسله ) اي في الايمان بل نؤمن أن كلهم عليهم الصلاة والسلام رسل من عند الله حقا .
لكن في الايمان المتضمن للاتباع هذا يكون لمن بعد الرسول عليه الصلاة والسلام خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام , لأنه صلى الله عليه وسلم هو المتبع , لأن شريعته نسخت ما سواها من الشرائع وبهذا نعلم أن الايمان يكون للجميع كلهم نؤمن بهم وأنهم رسل الله حقا وأن شريعته التي جاء بها حق , وأما بعد أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام فاءن جميع الأديان السابقة نسخت بشريعته عليه الصلاة والسلام وصار الواجب على جميع الناس أن ينصروا محمدا عليه الصلاة والسلام وحده . ولقد نسخ الله _ تعالى _ بحكمته جميع الأديان سوى دين الرسول عليه الصلاة والسلام , ولهذا قال الله تعالى : ( قل يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لااله الاهو يحي ويميت فآ منوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) الاعراف 158 , فكانت الأديان سوى دين الرسول عليه الصلاة والسلام كلها منسوخة لكن الايمان بالرسل وأنهم حق هذا أمر لابد منه
والله ولي التوفيق
الشيخ محمد بن عثيمين (رحمه الله )
التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم )
س : سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن الفتوى رقم (46) من كتاب الفتاوى ص (107، 1018 ) ، أن التبرك بريق أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم حرام ونوع من الشرك باستثناء الرقية بالقرآن حيث ان هذا يشكل مع ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية : ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا باذن الله ) فنرجو من فضيلتكم التكرم بالتوضيح ؟
ج : فأجاب بقوله : ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا اشكال ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك ، وجوابنا في الفتوى السابقة هو التبرك المحض بالريق وعليه فلا اشكال لاختلاف الصورتين
ا لشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله