1 مرفق
رد الشيخ ملفي الصاعدي على مقال ربيع (هل يجوز أن يرمى بالإرجاء...وأن العمل كمال) صوتيا
رد الشيخ ملفي الصاعدي على مقال ربيع المدخلي
(هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل و العمل كمال)
س/ شيخ أحد الكتاب في الأنترنت في مقال له بعنوان : هل يجوز أن يُرمَى بالإرجاء من يقول :" إنَّ الإيمانَ أصلٌ والعملَ كمالٌ ( فرعٌ ) "؟
يقول: لا يجوز أن يُرمى بالإرجاء من يقول بهذالأنَّ هذا يقتضي تضليل علماء الأمة ومنهم :
الإمام محمد بن إسحاق بن منده و الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام الحافظ ابن رجب و الإمام عبد الرحمن بن حسن والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله
فهل هذا صحيح -؟
جواب فضيلة الشيخ الدكتور ملفي بن ناعم الصاعدي
- حفظه الله ورعاه -
يا أخي هؤلاء العلماء ماذا يقولون ؟ ؛ هل قالوا أن العمل شرط كمال - مطلقا ً - ؟
فهذا لم يفهم كلام العلماء ، فالذي ينقل هذا الكلام ما عرف مقصود العلماء من هذا اللفظ ، فالعمل شرط صحة - يا أخي - وهل مرادهم بأن العمل كمالٌ كله ؟ لا ، ولكن يريدون أن أصل الإيمان هو الإعتقاد ، والعمل من الإيمان فمثل الشجرة ، يزرعها الإنسان ولها فروع ، ولكن لا تـُســّـمى شجرة حتى تكون بـأصول وفروع ، وكالبيت له أصل وله جدران ، ويحتوي على غرف ٍ ، ولايُســّـمي بيتاً ،إلا إن إحتوى هذه الأشياء ، فالقواعد وحدها لا تسمى بيتا ً- وهي أصل البيت - فالقواعد هي أصل البيت ، ولكن وحدها لاتسمى بيتا ً ، حتى تبنى الجداران والغـُرف ، واضحٌ يا أخي ؟!
فهؤلاء العلماء مرادهم أن أصل الإيمان أي الشيء الذي هو أساسه ويُـبنى عليه ؛ هو الإعتقاد ، وليس مرادهم أن الإيمان يصح بدون عمل ، ولأنه بإجماع أهل السنة لابد من العمل للإيمان ، وهذا هو الفرق بين أهل السنة والجماعة وبين المرجئة وبين الخوارج ، أن المرجئة يقولون : " حتى وإن لم يعمل يكون ُ مؤمنا ً " ، وأما أهل السنة فقالوا : "لابد من العمل معه " ، وذلك لأن الإيمان يتكون من - اسمع يا أخي - يتكون من الإعتقاد ومن القول ومن العمل ، فلابد من قول ٍ وإعتقادٍ وعمل ٍ حتى يصح الإيمان ، ثم العمل درجات ، منه ما هو واجبٌ ، لايصح الإيمان إلا به ، ومنه ما هو واجبٌ يصح الإيمان دونه ، ولكن تاركه يأثم ، ومنه ما هو من كمال الإيمان - فالـمستحب من كمال الإيمان ، فالعمل درجات عند أهل السنة ، يفصّــلون فيقولون : منه ما هو واجب ، ومنه ما لايصح الإيمان - أصلا - إلا به من واجبه ، ومن ماهو مستحب ، فهم لايشترطون العمل كلـَّـهُ ، ولكن يشترطون مايصح الإيمان به ، وقد بيــّنوه ، أما أن نقول أنه يصح الإيمان بدون عمل مطلقاً ، بمعني أنه يُــعدُّ مؤمناً ، ولو لم يعمل شيئا ألبته ، فليس هذا هومذهب أهل السنة والجماعة ، بل هو مذهب المرجئة ، وأما أهل السنة والجماعة ، فإجماعهم منعقدٌ على أن الإيمان لايصح بدون هذه الثلاثة أمور ٍ ، الإعتقاد والقول والعمل ، فالإيمان مكونٌ من هذه الأشياء من القول والإعتقاد والعمل .
تاريخ الفتوى: يوم الجمعة 26 شوال 1427 هـ