الأرض يرثها عباد الله الصالحون
كيف نوفق بين قول الله تعالى: (( أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )) وبين: ((أنه لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله )) ؟
لا منافاة بينهما، إن الأرض يرثها العاقبة والعاقبة للمتقين والأرض يرثها عباد الله الصالحون، حتى يأتي، حتى ينتهي عباد الله الصالحون بالموت بالريح التي تقبضهم، ثم بعد ذلك تقوم الساعة على شرار الخلق، إنما هذا عباد الله الصالحون يرثون الأرض قبل... قبل آخر الزمان قبل أشراط الساعة الكبار.
وكذلك أيضا مما يدل على ذلك أن عيسى ومن معه من المؤمنين ورثوا الأرض وصاروا هم الباقين حتى جاءت الريح الطيبة فقبضوا، الساعة لا بد من قيامها قبض على أرواح المؤمنين وانتهى، وانتهى عباد الله الصالحون، إذا جاءت الريح وقبضتهم انتهت الأرض، انتهوا من الأرض، ولم يبق في الأرض أحد منهم فتقوم الساعة على الكفرة، لكن ما دام في الأرض مؤمنون وكفار فالعاقبة للمتقين، وإذا قبضت أرواح المؤمنين بقي الكفرة فقامت عليهم القيامة فلا منافاة نعم.
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
