الأيمان عند السلف

قال الشافعي في ((الأم)) وكان الأجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن ادركنا يقولون :
(( الأيمان قول وعمل ونية ولا يجزىء واحد من الثلاثة الا بالآخر )) الايمان لأبن تيمية ص 123
وقد قال الإمام البخاري :((لقيت أكثر من الف رجل من العلمء بالأمصار فما رأيت أحدآ منهم يختلف في أن الايمان قول وعمل يزيد وينقص ))فتح الباري 1/47
وذكر ابن جرير في عقيدته بسنده الى الوليد بن مسلم قال : سمعت الأوزاعي ومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز رحمهم الله ينكرون قول من يقول :إن الايمان إقرار بلا عمل .
ويقولون : لا ايمان الا بالعمل ولا عمل الا بالايمان .ص 10 المجموعة العملية .
وقال البغوي : (( اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على ان الأعمال من الايمان))
ثم قال ايضآ : وقالوا (( إن الايمان قول وعمل وعقيدة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية على مانطق به القرآن في الزيادة وجاء الحديث في النقصان في وصف النساء )) شرح السنة 1/38-39
وقال شارح الطحاوية :(( ذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وأسحاق وسائر أهل الحديث وأهل المدينة وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين الى أنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان ) ص374
وقال الطبري : والصواب في الايمان قول من قال هو قول وعمل يزيد وينقص وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه مضى أهل الدين والفضل . المجموعة لعلمية ص 10
وساق الأجري في الشريعة بسنده الى أبي هريرة وأبن عباس رضي الله عنهما أنهم قالا : (( الايمان يزداد وينقص ))
وبسنده الى عمرو بن حبيب قال : الايمان يزيد وينقص .
قيل له مازيادته ونقصانه ؟
قال إذا ذكرنا الله وحمدناه وخشيناه فذلك زيادته وإذا غفلنا وضيعنا فذلك نقصانه )) ص 111
قال الشيخ محمد خليل هراس في تعليقه على الواسطية : أن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وأن هذه الثلاثة داخلة في مسمى الايمان .
ولما كانت الأعمال والأقوال داخلةفي مسمى الأيمان كان الأيمان قابلآ للزيادة والنقصان فهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
قال الشيخ بن عثيمين في تعليقه على قول شيخ الأسلام : الإيمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح .
أما قول اللسان : فهو النطق
قول القلب : أعترافه وتصديقه وأخلاصه وتوكله وخوفه ورجاءه وغيره هذه الأشياء
وعمل الجوارح : معروف .

من أقوال السلف في الايمان :

قال مالك بن ينار :الايمان يبدو في القلب ضئيلآ كالبقله فإن صاحبه تعاهده فسقاه بالعلوم النافعه والأعمال الصالحة وأماط عنه الدغل وما يضعفه ويوهنه أوشك أن ينمو ويزداد ويصير له أصل وفرع وثمره وظل الى ما لا يتناهى حتى يصير أمثال اجبال
وإن أهمله صاحبه ولم يتعاهده جاءه عنز فنتفها أو صبي فذهب بها أو أكثر عليها الدغل فأضعفها أو أهلكها أو أيبسها كذلك الايمان .
وقال خيثمة بن عبد الرحمن : الإيمان يسمن في الخصب ويهزل في الجدب فخصبه العمل الصالح وجدبه الذنوب والمعاصي .

وكان ابن مسعود يقول : (( اللهم زدني إيمانآ ويقينآ وفقهآ ))

والحمدلله أولآ وأخيرآ