عبدالرحمن الحجي وطعنه في الإمام ابن خزيمة رحمه الله

كتب الدكتور عبدالرحمن الحجي مقالاً من أسوأ المقالات عنون له بالعنوان التالي :

( قال الإمام أحمد : من تأول حديث الصورة فهو جهمي )

وقد قرأت هذا المقال عدة مرات ..

فمرة قلت : هذا مفسد خطير يريد إسقاط أئمة الدين بما يقع من أحدهم من زلة !

ومرة قلت .. لعل أحد عوام الرافضة من أنصاف المتعلمين قد دسه على الدكتور !!

ومرة قلت : لعل كاتب هذا المقال شاب صغير لا يدري ماذا يريد !! و لا يعرف من هم هؤلاء الأئمة

ومرة قلت .. قاتل الله التعالم إذا كان يسوقه الهوى الخفي لتعظيم النفس وحب الظهور !

ولا زلت إلى الآن لا أستطيع أن أصدق أن الدكتور عبدالرحمن الحجي يستطيع أن يكتب مثل هذا المقال السخيف !

وخلاصة المقال :

أن الإمام ابن خزيمة جهمي ! والشيخ الألباني أيضاً جهمي !

بل خلاصة المقال :

أنه لم يظهر بعد القرون المفضلة أحد من أهل العلم يقوم بالدين ويصدع بالحق سوى كاتب المقال هداه الله

أي أن رحم العلم قد عقمت فلم تنجب أئمة يقومون بالدين والعلم حق القيام ،

بل قد تواطأ أهل العلم بعد القرون المفضلة على السكوت عن المبطلين والمبتدعين ،

فلانوا معهم ، وتساهلوا في الإنكار عليهم !

وحتى لا أكون ممن يلقي الكلام على عواهنه بلا حجة ولا برهان سأذكر من كلام الحجي ما يؤكد ذلك ،

ويبين مدى التهور والتخبط الذي ينتهجه هذا الرجل هداه الله :

في بداية المقال : ذكر الكاتب هداه الله أن من شهادة أن محمداً رسول الله : تصديقه فيما أخبر ..

ثم قال : (وكان فيما أخبر به عليه الصلاة والسلام أن الله خلق اّدم على صورة الرحمن

فأهل التوحيد والسنة استقبلوا هذا الحديث بمحبة وتسليم وانقياد ... )

ثم قال : (ووجدت طائفة أخرى حرفت معنى هذا الحديث وثقل عليها. )

ثم مباشرة قال : (الجيل الأول ممن حرف حديث الصورة :

أول من حرف معنى هذا الحديث فيما نقل إلينا من غير الجهمية المحضة

هو أبو ثور الفقيه من كبار أصحاب الشافعي واشتد إنكار الأئمة عليه ... )

فأخرج الحجي أبا ثور من الطائفة الناجية أهل التسليم والإتباع بزلته في مسألة الصورة !

ثم ذكر الجيل الثاني : (الجيل الثاني ممن تأول حديث الصورة:

ثم أظهر ابن خزيمة تحريف حديث الصورة وهو دون أبي ثور في العلم والمنزلة ... )

وأيضاً أخرج الحجي الإمام ابن خزيمة من تلك الطائفة الناجية أهل التسليم والانقياد وألحقه بأهل التحريف !

ثم ذكر الجيل الثالث : (الجيل الثالث ممن تأول حديث الصورة:

وفي عصرنا أظهر بعض المعاصرين كالألباني وغيره تحريف حديث الصورة )

وكذلك الألباني ألحقه الحجي بأهل التحريف !

ومن خلال هذا الملخص يتضح أن الحجي قد جعل أهل التوحيد والسنة أهل الإتباع والتسليم في طرف

وأبا ثور وابن خزيمة والألباني في طرف مقابل ، فأهل السنة سلموا ، وهؤلاء حرفوا !

وهذا يعني أن هؤلاء العلماء الذين زلوا في مسألة حديث الصورة ليسوا من أهل التسليم والانقياد

لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، بل هم من أهل الأهواء والتحريف !

بل هم من الجهمية .. غير المحضة !!!

وهذا بلا شك من أكبر الظلم والبغي ، نسأل الله العافية

فهؤلاء العلماء قد عرفوا عند أئمة السنة بالتسليم والانقياد للكتاب والسنة ،

ولكنهم في هذه المسألة بالذات قد وقع لهم – هم وغيرهم- فيها شبهة بسبب عدم تصحيحهم لحديث ( على صورة الرحمن )

فلم يثبتوا ما دل عليه الحديث لأنه غير ثابت عندهم ،

وقد ذكر ابن خزيمة ثلاث علل لهذا الحديث ، وزاد الألباني علة رابعه ،

ولو ثبت هذا الحديث عندهم لأخذوا به وسلموا له ،

فقد أثبتوا من الصفات ما قال عنه الحجي نفسه –نقلاً عن ابن قتيبة- :

(وليس هو – أي حديث الصورة - بأعجب من إثبات القدم والأصابع والساق وغير ذلك لرب العالمين على ما يليق بجلاله .)

وهذه العبارة التي نقلها الحجي عن ابن قتيبة فيها أبلغ رد على مقال الحجي برمته !

فلو كان هؤلاء العلماء من محرفة الصفات الذين لم يتلقوا النصوص بالتسليم ، لحرفوا هذه الصفات وتأولوها ولم يسلموا للنصوص فيها

فالذي يثبت لله الأصابع ولا يثقل عليه ذلك .. كيف يثقل عليه إثبات حديث الصورة لو ثبت عنده ؟؟!!!

ثم إن هؤلاء العلماء ، يثبتون لله الصورة ، على ما ورد في حديث المحشر ،

وهذا مما يؤكد براءتهم من التجهم ، والتحريف الذي يتصوره الحجي عنهم هداه الله

أخيراً أقول : إنني أعلم أن هذا المسلك القبيح .. لن يروج إلا على أصحاب النفوس المريضة .. والقلوب الحاقدة

ولولا أن الحجي .. ناشر هذا المسلك القبيح .. ورافع رايته دكتور في جامعة الإمام .. يشار له بالبنان

لما كتبت حرفاً واحداً في بيان ما وقعوا فيه من غلو وأخطاء

فأسأل الله عز وجل أن يوفق أهل الإصلاح في هذه البلاد أن يوقفوا هذا الرجل عند حده .. وأن يعرفوه قدر نفسه

والله ولي التوفيق وهو المستعان وحده ، بيده الأمر وهو على كل شيء قدير

وكتبه / عبدالله السبيّع عفا الله عنه


.