المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله /شيخ الإسلام الإمام محمد عبدالوهاب رحمه الله


كيف حالك ؟

قاسم علي
04-01-2006, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله
قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾[يوسف:108].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله{لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال له «إنّكَ تَأْتِي قَوْماً أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله (وفي رواية: إلى أن يوحِّدوا الله)، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ. فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدّ على فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللّهِ حِجَابٌ». أخرجاه.
ولهما عن سهل بن سعد (: أن رسول الله قال يوم خيبر: «أُعطِينّ الرايةَ غداً رجلاً يُحِبّ اللهَ ورسوله ويُحبّه اللهُ ورسولهُ يَفتحُ اللهُ على يديهِ». فباتَ الناسُ يَدوكون ليلَتَهم أّيهم يُعطاها. فلما أصبحوا الناسُ غَدَوا على رسولِ الله كلهم يرجو أن يُعطاها, فقال: «أينَ عليّ بن أبي طالب؟» فقيل: هو يَشتكي عينَيهِ: فأرسلوا إليه.فأوتي به فبَصَقَ في عينَيه, ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَأ كأنْ لم يكنْ به وَجَع, فأعطاهُ الراية, فقال: «انفُذْ على رِسْلِكَ حتى تنزلَ بساحَتهم, ثم ادُعهم إلى الإِسلام, وَأَخْبِرْهُم بما يَجِبُ عليهم من حقّ اللّهِ فيه, فواللّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللّهُ بكَ رجُلاً واحداً خيرٌ لكَ مِن حُمْرُ النّعَم». (يدوكون)، أي: يخوضون.
الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله .
منقول من كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب
{{وهذا الترتيب الذي صنعه المؤلف في هذه الأبواب في غاية المناسبة فإنه ذكر في الأبواب السابقة وجوب التوحيد وفضله والحث عليه وعلى تكميله , والتحقق به ظاهرا وباطنا والخوف من ضده : وبذلك يكمل العبدفي نفسه.ثم ذكر في هذا الباب تكميله لغيره بالدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله فإنه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه ثم يسعى في تكميل غيره , وهذا هو طريق جميع الأنبياء فإنهم أول ما يدعون إلى عبادة الله وحده لاشريك له وهي طريقة سيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم لأنه قام بهذه الدعوة أعظم قيام ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ولم يفتر ولم يضعف حتى أقام الله به الدين وهدى به الخلق العظيم ووصل دينه ببركة دعوته إلى مشارق الأرض ومغاربها , وكان يدعو بنفسه ويأمررسله وأتباعه أن يدعوا إلى الله وإلى توحيده قبل كل شيء لأن جميع الأعمال متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد .
فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن : وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء وإذا كانت الدعوة إلى الله وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم : وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة . قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [ سورة التغابن : الآية 16 ] ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة , وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين .
القول السديد في مقاصد التوحيد
الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==