المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صحيح أن الناس يطوفون و يتمسحون بقبر النبي ولا يوجد من ينكر..؟ يجيبنا الشيخ الفوزان


كيف حالك ؟

أبو عبد الله الشرقاوي
03-16-2006, 04:05 PM
هل صحيح أن الناس يطوفون حول قبر النبي- صلى الله عليه وسلم- ويتمسحون به ولم يوجد
هناك ولا أحدا ينكر عليهم ولم يوجد مسلما لله يرضى ويغضب ؟


من درس الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :"تفسير من سورة الحجرات إلى سورة الناس"، 1427/2/13هـ

السائل: أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل: هل وافق السلف الوليد بن عبد الملك في إدخال الحجرة في المسجد؟ وما قولكم فيمن يلمز علماء الحرمين بأنهم ينكرون الشرك ولا ينكرون الصلاة في المسجد النبوي وفيه القبور؟
الشيخ: قبح الله من قال هذا القول؛ اللي يصف المسجد النبوي بأن فيه قبور، المسجد النبوي بناه الرسول – صلى الله عليه وسلم- أول ما قدم، وكان فيه قبور للمشركين فنبشها ونقبها؛ فلم يبنى على قبور، ولم يدفن- صلى الله عليه وسلم- في المسجد؛ وإنما دفن في حجرة عائشة؛ محافظة عليه من الغلو، أما أنه جاء الخليفة ورأى أنه يدخله في المسجد، فهذا تصرف من الخليفة، ولم يوافق عليه؛ لكن الحمد لله لا زال الله يقيض من يحافظ على قبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- ويمنع الغلو فيه، في مختلف العصور، والحمد لله، من ولاة المسلمين من يحافظون على القبر ويمنعون الغلو فيه، وهذا من نعمة الله - سبحانه تعالى-، نعم.

الناصر
03-16-2006, 07:21 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك أيها الأخ الكريم

قاسم علي
03-20-2006, 06:02 PM
يزاك الله خيرا

الناصر
03-21-2006, 04:59 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 27 ص 326 وما بعدها :(ولما مات دفن في حجرة عائشة قالت قال رسول الله في مرض موته ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ( يحذر ما فعلوا قالت عائشة رضى الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره ان يتخذ مسجدا وفى صحيح مسلم أنه قال قبل يموت بخمس ( إن من
كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ( وفى صحيح مسلم أيضا أنه قال ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ( فنهى عن اتخاذ القبور مساجد وعن الصلاة إليها ولعن اليهود والنصارى لكونهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لأن هذا كان هو أول أسباب الشرك في قوم نوح قال الله تعالى عنهم وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا قال ابن عباس وغيره من السلف هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم فهو لكمال نصحه لأمته حذرهم أن يقعوا فيما وقع فيه المشركون وأهل الكتاب فنهاهم عن اتخاذ القبور مساجد وعن الصلاة إليها لئلا يتشبهوا بالكفار كما نهاهم عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لئلا يتشبهوا بالكفار ولهذا لما أدخلت الحجرة في مسجده المفضل في خلافة الوليد بن
عبد الملك كما تقدم بنوا عليها حائطا وسنموه وحرفوه لئلا يصلى أحد إلى قبره الكريم وفى موطأ مالك عنه أنه قال ( اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ( وقد استجاب الله دعوته فلم يتخذ ولله الحمد وثنا كما اتخذ قبر غيره بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة وقبل ذلك ما كانوا يمكنون أحدا من أن يدخل إليه ليدعو عنده ولا غير ذلك مما يفعل عند قبر غيره لكن من الجهال من يصلى إلى حجرته أو يرفع صوته أو يتكلم بكلام منهي عنه وهذا إنما يفعل خارجا عن حجرته لا عند قبره وإلا فهو ولله الحمد استجاب الله دعوته فلم يمكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلى عنده أو يدعو أو يشرك به كما فعل بغيره اتخذ قبره وثنا فإنه في حياة عائشة رضى الله عنها ما كان أحد يدخل إلا لأجلها ولم تكن تمكن أحدا أن يفعل عند قبره شيئا مما نهى عنه وبعدها كانت مغلقة إلى أن أدخلت في المسجد فسد بابها وبنى عليها حائط آخر كل ذلك صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا وإلا فمعلوم أن أهل المدينة كلهم مسلمون ولا يأتي إلى هناك إلا مسلم وكلهم معظمون للرسول وقبور آحاد أمته في البلاد معظمة فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم بل فعلوه لئلا يتخذ وثنا يعبد ولا يتخذ بيته عيدا ولئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم والقبر المكرم في الحجرة إنما عليه بطحاء وهو الرمل الغليظ ليس عليه حجارة ولا خشب ولا هو مطين كما فعل بقبور غيره وهو صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن ذلك سدا للذريعة كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لئلا يفضي ذلك إلى الشرك ودعا الله عز وجل أن لا يتخذ قبره وثنا يعبد فاستجاب الله دعاءه فلم يكن مثل الذين اتخذت قبورهم مساجد فإن أحدا لا يدخل عند قبره ألبتة فإن من كان قبله من الأنبياء إذا ابتدع أممهم بدعة بعث الله نبيا ينهى عنها وهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده فعصم الله أمته أن تجتمع على ضلالة وعصم قبره المكرم أن يتخذ وثنا فإن ذلك والعياذ بالله لو فعل لم يكن بعده نبي ينهى عن ذلك وكان الذين يفعلون ذلك قد غلبوا الأمة وهو قد أخبر أنه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة فلم يكن لأهل البدع سبيل أن يفعلوا بقبره المكرم كما فعل بقبور غيره )0
قال ابن القيم في نونيته :
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي *** قد ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعائه *** وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجائه بدعائه *** في عزة وحماية وصيان

الناصر
03-22-2006, 03:06 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج27 ص 268 ،269:(
السابع:أن السفر المشروع إلى مسجده يتضمن أن يفعل في مسجده ما كان يفعل في حياته وحياة خلفائه الراشدين من الصلاة والسلام عليه والثناء والدعاء كما يفعل ذلك في سائر المساجد وسائر البقاع و إن كان مسجده أفضل فالمشروع فيه عبادة لله مأمور بها وأما الذي يفعله من سافر إلى قبر غيره فإنما هو من نوع الشرك كدعائهم وطلب الحوائج منهم واتخاذ قبورهم مساجد وأعيادا وأوثانا وهذا محرم بالنص والإجماع
فإن قلت فقد يفعل بضع الناس عند قبره مثل هذا قلت لك أما عند القبر فلا يقدر أحد على ذلك فإن الله أجاب دعوته حيث قال ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ( وأما في مسجده فإنما يفعل ذلك بعض الناس الجهال وأما من يعلم شرع الإسلام فإنما يفعل ما شرع وهؤلاء ينهون أولئك بحسب الإمكان فلا يجتمع الزوار على الضلال وأما قبر غيره فالمسافرون إليه كلهم جهال ضالون مشركون ويصيرون عند نفس القبر ولا أحد هناك ينكر عليهم )0

الناصر
03-23-2006, 05:32 PM
هناك كلام موجود للعلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان الذي معه ينقل لنا وجزاه الله خيرا

فكري الدينوري
03-23-2006, 09:21 PM
هناك كلام موجود للعلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان الذي معه ينقل لنا وجزاه الله خيرا
سبحان الله البارحة كنت أقرأُ كلام الامام الشنقيطي في هذه المسألة وقلت في نفسي من ينقل لنا كلام الشينقيطي ...

الناصر
03-24-2006, 03:07 PM
سبحان الله البارحة كنت أقرأُ كلام الامام الشنقيطي في هذه المسألة وقلت في نفسي من ينقل لنا كلام الشينقيطي ...
وهناك كلام أيضا للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه شرح أركان الإسلام 0

أبوحذيفة المدني
03-24-2006, 06:43 PM
تفضل كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - من القول المفيد شرح كتاب التوحيد :
في باب ما جاء في التغليظ من عبدالله عند قبر رجل فكيف اذا عبده
{ " إعتراض وجوابه " إذا قال قائل نحنُ الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنهُ في وسط المسجد ! فما الجواب ؟
قلنا الجواب على ذلك من وجوه :
1/ المسجد لم يبن على القبر ؛ بل بني المسجد في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -
2/ أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يدفن في القبر حتى يقال : ان هذا من دفن الصالحين في المسجد ؛ بل دُفن في بيتهِ .
3/ أن إدخال بيوت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنها بيت عائشة ليس باتفاق الصحابة بل بعد أن إنقرض أكثرهم ،ولم يبق منهم إلا القليل , وذلك عام 94 تقريبا .
4/ أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخالهُ . لأنه في حجرة مستقلة في المسجد .... إلى أن قال ....
فبهذا يزول الإشكال الذي يحتجُ به أهل القبور ويقولون هذا من عهد التابعين والمسلمون قد أقرُّوهُ ولمْ يُنكروه ؛ فنقول :
إن الإنكار قد وُجِدَ حتى في زمن التابعين ...}

الناصر
03-24-2006, 07:14 PM
جزاكم الله خير أيها الأخوة الفضلاء
كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله الذي أشرت إليه معناه :( أنه لم يسمع على مر العصور أن قبر النبي اتخذ وثنا ) هذا معنى الكلام والكتاب غير موجود عندي والكلام اطلعت عليه قبل وقت فالذي يستطيع ينقل منه الكلام نصا وجزاكم الله خيرا والكلام أغلب ظني أنه في شرح أركان الإسلام 0 ويوجد كلام أيضا في فتح المجيد 0
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه بمنه وكرمه

أبوحذيفة المدني
04-01-2006, 09:16 PM
الحكمة من إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد

السؤال :
من المعلوم أنه لا يجوز دفن الأموات في المساجد ، وأيما مسجد فيه قبر لا تجوز الصلاة فيه ، فما الحكمة من إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض صحابته في المسجد النبوي ؟

الجواب :
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) متفق على صحته ، وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال صلى الله عليه وسلم : (( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله )) متفق عليه .
وروى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )) .
وروى مسلم أيضا عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه نهى أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه ))
فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها كلها تدل على تحريم اتخاذ المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك ، كما تدل على تحريم البناء على القبور واتخاذ القباب عليها وتجصيصها ؛ لأن ذلك من أسباب الشرك بها وعبادة سكانها من دون الله كما قد وقع ذلك قديما وحديثا ، فالواجب على المسلمين أينما كانوا أن يحذروا مما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وألا يغتروا بما فعله كثير من الناس ، فإن الحق هو ضالة المؤمن متى وجدها أخذها ، والحق يعرف بالدليل من الكتاب والسنة لا بآراء الناس وأعمالهم ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصاحباه رضي الله عنهما لم يدفنوا في المسجد وإنما دفنوا في بيت عائشة ، ولكن لما وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك أدخل الحجرة في المسجد في آخر القرن الأول .
ولا يعتبر عمله هنا في حكم الدفن في المسجد ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لم ينقلوا إلى أرض المسجد وإنما أدخلت الحجرة التي هم بها في المسجد من أجل التوسعة فلا يكون في ذلك حجة لأحد على جواز البناء على القبور أو اتخاذ المساجد عليها أو الدفن فيها لما ذكرته آنفا من الأحاديث الصحيحة المانعة من ذلك ، وعمل الوليد ليس فيه حجة على ما يخالف السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله ولي التوفيق .


المصدر :
كتاب الدعوة ج1 ص26،25،24 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
وهي موجودة في موقع الشيخ ابن باز

أبوحذيفة المدني
04-01-2006, 09:19 PM
وللشيخ فالح الحربي رد قوي جدا ً على هذه الشبه لم أرَ مثله ُ في شرح كتاب الاعتصام من البخاري .. لعل من يأتينا به ِ

أبوحذيفة المدني
04-10-2006, 01:19 AM
العلاَّمة صَالح ٌ بن عبْدِ الله ِ الفَوْزَان ِ


س -
هنا أسئلة ٌ كثيرة تسأل ُ عن قبر الرَّسُول ِ - صلَّى الله ُعليه ِ وسلَّم - وهُوَ أَنَّه ُ الآنْ مَوجُود ٌ بالمسجِد ِ ، وأنكم قلتُم في درس ٍ السَّابق أنهُ أُدخِلَ المسجدَ بقوة ِ السُّلطان ِ في حينه ُ فلماذا لايسعى العُلماء ُ في هذا الزَّمان ُ بإخراجه ِ من المسجد ِ منعا ً للبدع ِ ومَا حُكم ُ القُبة ِ الخضراء التّي فوق القبر الآن ؟

ج -
أَنا قُلتُ لكم مرارا ً وتِكرارا ً - وهذا موجُود في الكتب وفي كلام الشيخ نفسِه ِ ؛ وسيأتي - ان شاء الله - أنَّ الرَّسُول - صلّى الله ُ عليه ِ وسلَّم - دُفنَّ في بيتِهِ ولم يُدفن ُ في المسجِد ِ ، كيفَ يدفن ُ في المسجد وهو ينهى عنْ ذلك قبلَ وفَاته ِ بخمس ٍ .

هلْ تَظُنُونَ أَنْ الصَّحابة َ سيدفِنُونه ُ بالمَسجِدْ ؟!! ؛ ما يُعقل ُ هذا أَبدا ً ! ؛ فهو دُفنَ في بيتهِ ، لأَجل ِ حمايتِه ِ من الشِّرك ، لأَجل ِ حمايتِه ِ من الشِّرك ، تقول عائشة ٌ - رضي الله عنها - { ولولا ذلك لأُبْرِزَّ قبْرُهُ ، غَيْرَ أَنَّه ُ خُشِيَّ أَنْ يُتَخِذَّ مَسجِدا ً } ، فهوَ دُفنَ في بيتِه ِ لهذا الغرضْ ، ثم أُدخلت الحجرة ُ في المسجد ِ فيما بعد ُ ، وهذا لايدُل على أن الرّسول دُفن َ في المسجد ِ ، إدخالها خطأ ٌ ، ولكن الرسول لم يدفن في المسجد ؛ فهذه مُغالطة ٌ واضِحة الذي يقول أن الرسولَ دُفنْ في المسجد ِ، مُغالطة ٌ أَوْ مُكابرة ٌ للتاريخ ِ ؛ فلاحُجة َ لهُمْ في ذلِك َ .
وأَما مسألة ُ السقف ُ على الحجرة ِ فهذا موجود ، فالرسول دلإن في حجرة ولها سقف ولها جدارن ، على أنّها حجرة ، لا على أَنّه ُ بُني على قبره ِ - فتنبّهوا لهذا -

الرّسُول ُ مادُفن َ في فضاء ٍ ثُمَّ بُني على قبره ِ ، ثًم بُنِّي عليه ِ وسُقِّف ْ ؛ لا . لكنه ُ دفن في بيته الذي كان يسكنه ُ ، وهُو َ له ُ جداران وله سقف ، حماية ً له ُ ، ومبنيّ على أَنَّه ُ بيت ٌ وسكن ٌ ؛ وما بثني لأجل ِ القبر ِ - فتنبّهوا لهذه الأمور ، فتلبس عليكم ، ويُشّبه عليكم بعض ُ المغْرورين ".



شرح قاعدة في التوسل والوسيلة...
لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله
1427/3/10هـ

الناصر
04-10-2006, 05:02 PM
جزاك الله خيرا يا أبا حذيفة على هذه الجهود الطيبة وبارك فيك وغفر لي ولك ولجميع الإخوة الكرام

أبوحذيفة المدني
04-11-2006, 11:00 PM
حيّاك الله ُ أَخي النَّاصر َ ، ولسان ُ الحالِ معك َ : " ...سَبَقْتَ به ِ ونَحْن ُ مُقَلِدُوه ُ ."

العلاَّمة صَالح ٌ بن عبْدِ العزيز ِ آل الشَّيخ ِ



س/ استدل بعض القبوريين على جواز البناء على القبور لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفن في حجرة عائشة فكيف الجواب على هذه الشبهة؟

ج/ فهو دفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حجرة عائشة، نعم؛ لكن حجرة عائشة كانت قبل القبر، وحجرة عائشة مفتوحة إلى الآن، إلى الآن مفتوحة إلى أعلى والسقف العلوي هذا سقف المسجد لما أدخل، فحين دفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في عهد الخلفاء الراشدين كان السقف كان مفتوحا، كما كانت عائشة تقول رَضِيَ اللهُ عنْها: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي العصر والشمس في حجرتي. لأنها مفتوحة من أعلاها، وإنما سُقِفَ بعضها وتُرك بعض في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بشيء من الجريد الذي يزاد.
الواقع الآن الحجرة مفتوحة من أعلاها، نعم هناك جدران مثلثة لكنها مفتوحة من أعلى ليس عليها سقف، وكذلك الجدار الثاني ممتد حوالي ستة أمتار ثم مفتوح أيضا من أعلى، وكذلك الحديد هذا الذي ترى، يعني ثلاثة جدران ثم الحديد، كل هذه مفتوحة.
يأتي سقف المسجد الذي أحاط بالحجرة هذا للمسجد لا للحجرة.
فإذن البناء لم يقع على قبره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وإنما البناء كان موجودا قبل القبر، فدفن عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في بيته ولم يُبْنَ عليه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ لم يُبْنَ على قبره ولا على قبر أصحابه، وجُعلت له حمايات عديدة حتى يَبعد الناس عن القبر فأُخذ من مسجده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ من روضته عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عدة أسطوانات عدة أمطار، أخذت من الروضة الشريفة التي قال فيها عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» أخذت حماية لقبره عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حتى ما يصل إليه الناس.
فإذن الآن ما يمكن أن يقال أن البناء مسقوف من كل جهاته، ولا يمكن أن يقال إن الزائر له يزور القبر؛ لأن بينه وبين القبر أمتار وبناء جدار ثم جدار يعني الجدار الحديدي ثم الجدار الذي يليه ثم جدار ثالث ثم الجدار الرابع، هناك أربعة جدران تذكرون كلام ابن القيم رحمه الله في النونية حيث قال:

فأجاب رب العالمين دعاءه * *...................

أي دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران
الجدار الأول جدار حجرة عائشة، ثم الثاني وارءه، ثم الثالث الذي ترونه الآن، ثم بعد ذلك بعد زمن ابن القيم أو في أول عهد الدولة العثماني تقريبا جعل الحاجز الحديدي هذا فهي أربعة، وأُخذ من الروضة بضعة أمتار مع أنها مسجد وجعلت حماية للقبر بإجماع المسلمين؛ لأن في هذا الأخذ من المسجد الذي هو وقف ومسجد أسسه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على التقوى من أول يوم أخذ منه حماية للقبر حتى لا يوصل إليه، وحتى لا يتخذ وثنا.}

ص 12 من رسالة تفريغ الاسئلة والاجوبة من شرح معاليه ِ لكشف الشبهات

أبوحذيفة المدني
04-11-2006, 11:14 PM
العلاَّمة صَالح ٌ بن عبْدِ الله ِ الفَوْزَان ِ


((...وبهذا يتضح أن تقديم النذور والقرابين للمزارات شرك أكبر؛ سببه مخالفة هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم في الحالة التي يجب أن تكون عليها القبور؛ من عدم البناء عليها وإقامة المساجد عليها؛ لأنها لما بنيت عليها القباب، وأقيمت حولها المساجد والمزارات، ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون، وأنهم يُغيثون من استغاث بهم، ويقضون حوائج من التجأ إليهم، فقدموا لهم النذور والقرابين؛ حتى صارت أوثانًا تُعبدُ من دون الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد‏)‏ ‏[‏رواه مالك وأحمد‏]‏، وما دعا بهذا الدعاء إلا لأنه سيحصل شيء من ذلك، وقد حصل عند القبور في كثير من بلاد الإسلام، أما قبره فقد حماه الله ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم، وإن كان قد يحصل في مسجده شيء من المخالفات، من بعض الجهال أو الخرافيين، لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره؛ لأن قبره في بيته وليس في المسجد، وهو محوط بالجدران .
كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في نونيته‏:‏
فأجاب ربُّ العالمين دعاءه ** وأحاطه بثلاثة الجدران . ))

المصدر :
الفصل الثالث‏:‏ تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها
من كتاب الشيخ الفوزان عقيدة التوحيد ص 61

أبوحذيفة المدني
04-11-2006, 11:47 PM
أخي الناصر لو نقلت كلام الشنقيطي في المسألة لتعم الفائدة ..او اذكر رقم الآية والسورة وسأنقله ان شاء الله

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:29 AM
الشيخ فالح بن نافع فلاح الحربي

{ .. والشيء ُ الذي لاتعلمونه ُ ، ونعلمه ُ نحن ُ يقينا ً وتفصيلا ً، مما يُعدُّ والله مما نرفع ُ به الرأسَ ، من تصرُفاتِ خادم ِ الحرمين وحكومته ِ ، ومن تصرُفات مسؤلينا لأنهم أهل توحيد ، وأهل سنة ٍ وأهل ُ عقيدة ٍ ، وهو أَنَّهُم لم يُوسعوا المسجد َ من الجهة ِ الشَّرقية ،دليل ٌ وآية ٌ لِكُل ِّ أحدٍ ، على أن التوسعة الشرقية ، عندما وُسِعَت ْ من الشَّرق ِ ، أنها تركت مساحات ٍ كبيرة ِ من الأماِم ِ، بمليارات ِ الدولاراتِ والرِّيالات ِ ، وتركتها كله لأجلِ أنْ لا يُقال ُ أنَّها جعلت القبرَ في وسطِ المسجد ِ ، لانَّها لوسعت بمحاذاة القبرِ وقدَّمت العمارة ِ ، عن العمارة ِ السُّعُودية ِ الأُولة ِ عن مُحاذاتِها ، لصارَ القبرُ في وسط ِ المسجِد ِ ، فَضحت بتلك الأموال ِ في تلك المساحة ِ التِّي المتر ُ بالعشَّراتِ وتركتها من الشرق ِ ومن الغرب ِ بمحاذاة ِ المسجد ِ القديم ِ، ماثلة ً للعيان ِ يراهَا النّاس ُ دليلا ً على هذا الفِعل ِ المُبارك ِ ، وتكلَّفت مليَّارت ِ في نزع ِ المِلكيات ِ من الشَّمال ِ ، والإطالة ِ من جهة ِ الشّرق ِ والغَرب ِ ، من أجل ِ هذه العقيدة ومن أجل التَّوحيد ِ ، ووالله ِ إنِّي لشَّاهد ُ عيان ٍ على هذه ِ القضية ِ ، و قد إختلف فيها مشايخ ، وكان للشيخ عبدالله بن زاحم ٍ الفضل َ الكبير ِ ، فقد وقف َ وقفتْ أهل السُّنة ِ ، ووقوف الرّشجال ِ في هذه القضية ِ ، وكنت ُ أَتِيه ِ وأجلس ُ معه ُ وهو لايَقرُّ لهُ قرارٌ ، ويسهر ُ الليالي ، ويُضنِّي نفسَهُ ويُتعب ُ نفسه ُ ، في البحث ٍ والتنقيب ِ ، وفي جمع ِ كلام ِ أَهل ِ العلم ِ ؛ حتَّى يُرفع َ لوليّش الأمر ِ فيتضِحَ له ُ الأمر َ ، ويكون ذلك من مناصحة ِ العُلماء ِ ؛ فَأَدَّى ماعيله ِ - جزاهُ الله ُ خيرا ً - وإخوانهُ الذِّنَ كانوا معه ُ وسدَّدوه ُ في ذلك َ ، وأيَّدُوه ُ ، وكان يتقَّوى بذلك ، ثُمَّ جاء الأًمرُ ألا يُوَّسَعَ المسجِدُ ُ من شرق ِ القبر ِ ، وأنْ يُجعل َ على ماترونه ُ الآن َ ، وتُركت َ أراء ُ من يُحتَرم ُ رأيه ُ ، ومنْ يُقدَّر، ومن لو أنْ القضية َ قضية ُرأيٍّ ، فإنّه ُ لايُوازن ُ بينَ رأيه ِ وبين رأي الشَّيخ ِ عبدُالله ِ بن حازم ٍ ، ولكن لأن ذلك هو الحق ُّ وله علاقفة ٌ بالعقيدة ِ ، وقامت معه ُ الحجة ُ والدليل ُ ، أخذت رأيه ُ دون رأي الأخر لأنه ُ معه الحجة والدليل ُ ، وتركت رأيّ المعظَّم ُ وهو الذِّي له المنزلة والمكانة ِِ ، ويُؤخَذُبرأَيه ِ في القضايا الأُخرى ، فهذا له دلالاتٌ ودلالات ٌ ، وحُقَّ لنا كما قُلتُ أن نرفع َ به ِ الرأسَ ، وأن ندعو لهؤلاء الذين كانوا حماية ً لعقيدتنا ، وكانوا يقفون مواقف الرِّجال ِ ، حينما يدورُ الأمر ُ بين نُصرة ِ الإسلام ِ والعقيدة ِ ، وبينَ خُذَّلانها ، ومن هذا - لو تفطن َ - الشيءَ الكثير َ مما تتحمله ُ هذه الدولة ُ في تحكيم ِ الشريعة ِ ، ومن الأمور التي تُؤخذُ عليها ؛ بسبب تحكيمها للشريعة ِ ، ونصرة ِ السُّنة ِ ، وتجد ُ العالم ِ يجلب ُ عليها بخيله ِ ورَجِلِه ِ ، ولكنَّها لاتُبالي ، وترفع ُ كتاب اللهِ وتقول نحن ُ نسير ُ وفق هذا الكتاب ، هذا مثال ٌ مماتتحمل ويتحمل المسؤلون
من أجل الدين ِ ومن أجل السُّنة ِ ومن أجل عقيدة التَّوحيدِ ؛ مايتحملون من أجله ِ حتى أنَّهُم يقفون مواقف - في بعض الحلات - مواقف رهيبة ولكنّهم ويتحملون من أجل هذا الدين ِ ،ومن أجل ِالعقيدة ، ِ ومن أجل هذا التَّوحيدِ ..}

من شرح كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة الشريط 5

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:30 AM
العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي :

{ وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك ، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة ، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبدالله ، وتوفي في خلافة عبدالملك ، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين ، والوليد تولى سنة ست وثمانين ، وتوفي سنة ست وتسعين ، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك ، وقد ذكر أبو زيد عمر بن
شبة النميري ، في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه
عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائباً للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج ، وماء الذهب ، وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأدخل القبر فيه }

.في " الصارم المنكي " (ص 136)
بواسطة تحذر الساجد 32

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:32 AM
الإمام العلامة المُحدث ُ ناصر ِالدين والسُّنةِ الألباني - رحمه الله -
(1)
قال الألباني -رحمه الله - معلقا ً على كلام ابن عبدالهادي - رحمه الله -
{ ..يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة ، لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه ، وهو مخالف أيضاً لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه ، ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ، ولئن كان مضطراً إلى توسيع المسجد ، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة ، وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة ، بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين ، فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئاً ما ، فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم }


تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد 32 - 35

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:36 AM
الإمام العلامة المُحدث ُ ناصر ِالدين والسُّنةِ الألباني - رحمه الله -
(2)


{الجواب عن الشبهة الثانية :
وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ، ولو كان ذلك حراماً لم يدفن فيه !
والجواب : أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم ، فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم ، فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده ، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد ، وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ، ولا خلاف في ذلك بينهم ، والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة ، إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً ، كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره ( ص9ـ10) ، ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه ، فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة ، فصار القبر بذلك في المسجد1 ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً لم توهم بعضهم ، ..}
المصدر السَّابق ُ

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:38 AM
الإمام العلامة المُحدث ُ ناصر ِالدين والسُّنةِ الألباني - رحمه الله -
(3)


{الوجه الرابع : أن الصحابة رضي الله عنهم إنما دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم خشية أن يتخذ قبره مسجداً ، كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها في الحديث ، فهذه خشية إما أن يقال : إنها كانت منصبة على الصحابة أنفسهم ، أو على من بعدهم ، فإن قيل بالأول ، قلنا فالخشية على من بعدهم أولى ، وإن قيل بالثاني ، وهو الصواب عندنا ، فهو دليل قاطع على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يرون زوال العلة المستلزم زوال الحكم ، لا في عصرهم ولا فيما بعدهم }


المصدر السابق
ص 37

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:39 AM
الشيخ الألباني ِ يعترف للحكومة السعودية
بصيانة قبر الرسول منت أن يجعل وثنا ً يُعبد
:
{ أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحداً يأتي ذلك المكان للصلاة فيه ، لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف ، فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية }


تحذير الساجد ص 37

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:40 AM
شيخ الإسلام ابن ابن تيمية - رحمه الله -

" أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سُد بابها ، وبني عليها حائط آخر ، صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيداً ، وقبره وثناً ".
" الجواب الباهر " (ق9/2) بواسطة تحذير الساجد

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:45 AM
الإمَام ِ النَّووي - رحمه ُالله ُ تعالى -

{ ولما احتاجت الصحابة والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون ، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ، ومنها حجرة عائشة رضي الله عن مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله ، لئلا يظهر في المسجد، فيصلي إليه العوام ، ويؤدي إلى المحذور ، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا ، حتى يتمكن أحد من استقبال القبر }

" شرح مسلم " (5/14)

أبوحذيفة المدني
04-12-2006, 12:48 AM
وكلام الشيخ فالح في نفس المصدر السابق حول موقف الصحابة من دفن الرسول في حجرتهِ ..سأنقله ..,,,والموضوع يحتاج لترتيب لعله يكون قريبا ان شاء الله

الناصر
04-14-2006, 05:55 PM
الأخ الفاضل أبا حذيفة كلام العلامة الشنقيطي رحمه الله فيما أحسب في المجلد الثامن ولعل الأخ الفاضل فكري يفيدنا أيضا

أبوحذيفة المدني
04-17-2006, 10:31 PM
العلاَّمة صَالح ٌ بن عبْدِ الله ِ الفَوْزَان

قال -حفظه الله وورعاه - مُجيبا ً على سُؤال ٍ هذا نصُه ُ :
" س-
يحتجُ القبوريون بالبناء على القبور بالقبة ِ النبوية فكيف يُجابُ عن ذلك ؟

ج-
يُجاب عن ذلك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم - ما بنى على قلاه ؛وغ،ما دُن َ في بيته ِ مُحافظة ً عليه من الغُلو ، كما قالت عائشة :" ولولا ذلك لأُبرزَ قبرهُ ولكن خُشي أن يُتخذ مسجدا ً " فهو دفن في بيته ِ المبني من قبل !، حِفاظا ً عليه من الغلو ، هو مادفن ثُمَّ بُني عليه ؛ لا ، البيتُ موجود ُ ، فالبيت بيتُ عائشة ،دُفن فيه - عليه الصلاةُ والسّلام - مُحافظة ً عليه ِ ، وكان خارج المسجد ِ ثُمَّ بقيَّ خارج المسجد ِ في عهد الخُلفا الرَّاشدين وفي عهد معاوية -رضي الله عنهم- وفي عهد عبدالملك بن مروان فلمَّا جاء الوليد بن عبدالملك ، بعد خلافة عبدالملك بن مروان وأراد أن يُوسِّع المسجد فأدخل الحجرة فيه ، وهذا خطأ ولم يكن بمشورة أهل العلم ، ولم يكن بفتوى من أهل العلم ؛ ولكن إنما هو براي ٍ رأهُ - عفا الله عنه ُ - وقد أخطأ في هذا ، فتبين من هذا أن المسجد على حدى ، وأن القبر على حدى ، وأن إدخال الحجرة في المسجد من تصرف ِ بعض ِ الولاة ِ وليسَ هُو من الشَّرع ِ ولابمشُورة ِ أهل ِ العلم ِ . نعم . "


شرح نواقض الإسلام
الشريط 4 الوجه 2

الناصر
06-21-2006, 01:24 AM
ثم ظهر لي أن الكلام ليس للشيخ الشنقيطي رحمه الله وإنما هو للشيخ عطية محمد سالم رحمه الله الجميع وألحقنا بهم في الصالحين ومحل الكلام عند تفسير سورة الجن عند قول الله تعالى :( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)
فأستغفر الله من النقل الأول والله الموفق إلى سبيل الرشاد بمنه وكرمه .

الناصر
06-22-2006, 08:07 PM
فائدة :
بدأ تفسير الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله من سورة الحشر .

الناصر
06-22-2006, 08:19 PM
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في تتمة أضواء البيان : تفسير سورة الجن : (مسألة
تنبيه
قد أثير في هذه المسألة تساؤلات من بعض الناس بالنسبة للمسجد النبوي وموضع الحجرة منه بعد إدخالها فيه.
وقد أجاب عن ذلك ابن حجر في فتح الباري بقوله على حديث عائشة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم، قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجداً. رواه البخاري في كتاب الجنائز.
وفي بعض رواياته: غير أنه خشي: فقال ابن حجر: وهذا قالته عائشة قبل أن يوسع المسجد النبوي، ولهذا لما وسع المسجد جعلت حجرتها مثلثة الشكل محددة، حتى لا يتأتى لأحد أن يصلي إلى جهة القبر مع استقبال القبلة ا هـ.
وذكرت كتب السيرة وتاريخ المسجد النبوي بعض الأخبار في ذلك، من ذلك ما رواه السمهودي في وفاء الوفاء قال: وعن المطلب قال: كانوا يأخذون من تراب القبر فأمرت عائشة بجدار فضرب عليهم، وكان في الجدار كوة فأمرت بالكوة فسدت هي أيضاً. ونقل عن ابن شيبة قال أبو غسان بن يحيى بن علي بن عبد الحميد، وكان عالماً بأخبار المدينة ومن بيت كتابة وعلم: لم يزل بيت النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي دفن فيه هو وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ظاهراً حتى بنى عمر بن عبد العزيز عليه الخطار المزور الذي هو عليه اليوم، حين بنى المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، وإنما جعله مزوراً كراهة أن يشبه تربيع الكعبة، وأن يتخذ قبلة يصلى إليه.
قال أبو زيد بن شيبة قال أبو غسان: وقد سمعت غير واحد من أهل العلم يزعم أن عمر بن عبد العزيز بنى البيت غير بنائه الذي كان عليه وسمعت من يقول: بنى علي بيت النَّبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجدر فدون القبر ثلاثة أجدر، جدار بناء بيت النَّبي صلى الله عليه وسلم؟ وجدار البيت الذي يزعم أنه بنى عليه ـ يعني عمر بن عبد العزيز ـ، وجدار الخطار الظاهر، وقال: قال أبو غسان فيما حكاه الأقشهدي: أخبرني الثقة عن عبد الرحمٰن بن مهدي عن منصور بن ربيعة عن عثمان بن عروة، قال: قال عروة: نازلت عمر بن عبد العزيز في قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم، ألا يجعل في المسجد أشد المنازلة فأبى وقال: كتاب أمير المؤمنين لا بد من إنفاذه. قال قلت: فإن كان لا بد فاجعل له جؤجؤاً. أي وهو الموضع لنزور خلف الحجرة ا هـ.
فهذه منازلة في موضوع الحجرة والمسجد وهذا جواب عمر بن عبد العزيز.
وقد آلت إليه الخلافة وهو الخليفة الراشد الخامس، وقد أقر هذا الوضع لما اتخذت تلك الاحتياطات من أن يكون القبر قبلة للمصلين، وهذا مما لا شك فيه في خير القرون الأولى، ومشهد من أكابر المسلمين، مما لا يدع لأحد مجالاً لاعتراض أو احتجاج أو استدلال، وقد بحثت هذه المسألة من علماء المسلمين، في كل عصر.
وقال القرطبي: بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم فأعلوا حيطان ترتبه، وسدوا المدخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلة إذا كان مستقبل المصلين، فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال، حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره ا هـ. من فتح المجيد.
وقد قال بعض العلماء: إن هذا العمل الذي اتخذ حيال القبر الشريف وقبري صاحبيه إنما هو استجابة دعائه صلى الله عليه وسلم «اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد» كما قال ابن القيم في نونيته، وهو من أشد الناس إنكاراً على شبهات الشرك كشيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى قال:
فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاؤه بدعائه في عزة وحماية وصيان
وقال صاحب فتح المجيد: ودل الحديث أن قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم لو عبد لكان وثناً. ولكن حماه الله تعالى بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه.
ودل الحديث على أن الوثن هو ما يباشره العابد من القبور والتوابيت التي عليها ا هـ.
وهذا الذي قاله حقيقة دقيق مأخذها، لأنه لو لم يكن بعد إدخال الحجرة في مأمن من الصلاة إليه لكان وثناً وحاشاه صلى الله عليه وسلم يكون في حياته داعياً إلى الله وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى يكون قبره وثناً ينافي التوحيد، ويهدم ما بناه في حياته.
وكيف يرضى الله لرسوله ذلك حاشاً وكلا. هذا مجمل ما قيل في هذه المسألة.
وجهة نظر
وهنا وجهة نظر، وإن كنت لم أقف على قول فيها، وهي أن كل نص متقدم صريح في النهي عن اتخاذ المساجد على القبور، بأن يكون القبر أولاً ثم يتخذ عليه المسجد. كما جاء في قصة أصحاب الكهف: {قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا} أي أن القبر أولاً والمسجد ثانياً.
أما قضية الحجرة والمسجد النبوي فهي عكس ذلك، إذ المسجد هو الأول وإدخال الحجرة ثانياً، فلا تنطبق عليه تلك النصوص في نظري. والله تعالى أعلم.
ومن ناحية أخرى لم يكن الذي أدخل في المسجد هو القبر أو القبور، بل الذي أدخل في المسجد هو الحجرة أي بما فيها، وقد تقدم كلام صاحب فتح المجيد في تعريف الوثن: أنه ما سجد إليه من قريب.
وعليه فما من مصلّ يبعد عن مكة إلا ويقع بينه وبين الكعبة قبور ومقابر. ولا يعتبر مصلياً إلى القبور لبعدها ووجود الحواجز دونه، وإن كان البعد نسبياً. فكذلك في موضوع القبور الثلاثة في الحجرة، فإنها بعيدة عن مباشرة الصلاة إليها، والحمد لله رب العالمين.
وأيضاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلاماً في ذلك ملخصه من المجموع جلد 72 ص 323 وكأن النَّبي صلى الله عليه وسلم لما مات ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها. وكانت هي وحجز نسائه في شرقي المسجد وقبليه، لم يكن شيء من ذلك داخلاً المسجد. واستمر الأمر على ذلك إلى أن انقرض عصر الصحابة بالمدينة.
ثم بعد ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان بنحو من سنة من بيعته وُسِّع المسجد وأدخلت فيه الحجرة للضرورة. فإن الوليد كتب إلى نائبه عمر بن عبد العزيز، أن يشتري الحُجَر من ملاّكها ورثة أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم، فإنهن كن توفين كلهن رضي الله عنهن، فأمره أن يشتري الحجر ويزيدها في المسجد فهدمها وأدخلها في المسجد، وبقيت حجرة عائشة على حالها. وكانت مغلقة لا يمكن أحد من الدخول إلى قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم لا لصلاة عنده ولا لدعاء ولا غير ذلك. إلى حين كانت عائشة في الحياة وهي توفيت قبل إدخال الحجرة بأكثر من عشرين أو ثلاثين سنة.
وقال في صفحة 823: ولم تكن تمكن أحداً أن يفعل عند قبره شيئاً مما نهى عنه وبعدها كانت مغلقة، إلى أن أدخلت في المسجد فسد بابها وبنى عليها حائط آخر.
فكل ذلك صيانة له صلى الله عليه وسلم، أن يتخذ بيته عيداً وقبره وثناً. وإلا فمعلوم أن أهل المدينة كلهم مسلمون، ولا يأتي إلى هناك إلا مسلم وكلهم معظمون للرسول صلى الله عليه وسلم، فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم بل فعلوه لئلا يتخذ وثناً يعبد. ولا يتخذ بيته عيداً، ولئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم. انتهى.
وتقدم شرح ابن القيم لوضع الجدران الثلاثة وجعل طرف الجدار الثالث من الشمال على شكل رأس مثلث، وأن المشاهد اليوم بعد ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وجود الشبك الحديدي من وراء ذلك كله، ويبعد عن رأس المثلث إلى الشمال ما يقرب من ستة أمتار يتوسطها، أي تلك المسافة محراب كبير، وهذا كان في المسجد سابقاً، أي قبل الشبك. مما يدل على بعد ما بين المصلى في الجهة الشمالية من الحجرة المكرمة وبين القبور الثلاثة، وينفي أي علاقة للصلاة من ورائه بالقبور الشريفة. والحمد لله رب العالمين.
وفي ختام هذه المسألة وقد أثير فيها كلام في موسم حج سنة 4931 في منى ومن بعض المشتغلين بالعلم نقول:
لو أنها لم تدخل بالفعل لكان للقول بعدم إدخالها مجال. أما وقد أدخلت بالفعل وفي عهد عمر بن عبد العزيز وفي القرون المشهود لها بالخير،ومضى على إدخالها ثلاثة عشر قرناً، فلا مجال للقول إذاً.
ومن ناحية أخرى، فإن النَّبي صلى الله عليه وسلم سكت على ما هو أعظم من ذلك، ألا وهو موضوع بناء الكعبة وكونها لم تستوعب قواعد إبراهيم ولها باب واحد ومرتفع عن الأرض.
وكان باستطاعته صلى الله عليه وسلم أن يعيد بناءها على الوجه الأصح، فتستوعب قواعد إبراهيم، ويكون لها بابان ويسويهما بالأرض. ولكنه صلى الله عليه وسلم ترك ذلك لاعتبارات بينها في حديث عائشة رضي الله عنها.
ألا يسع من يتكلم في موضوع الحجرات اليوم ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة وما وسع السلف رحمهم الله في عين الحجرة.
ومن ناحية ثالثة: لو أنه أخذ بقولهم، فأخرجت من المسجد أي جعل المسجد من دونها على الأصل الأول.
ثم جاء آخرون وقالوا: نعيدها على ما كانت عليه في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، ألا يقال في ذلك ما قال مالك للرشيد رحمهما الله في خصوص الكعبة لما بناها ابن الزبير، وأعادها الحجاج وأراد الرشيد أن يعيدها على بناء ابن الزبير فقال له مالك رحمه الله: لا تفعل لأني أخشى أن تصبح الكعبة ألعوبة الملوك. فيقال هنا أيضاً فتصبح الحجرة ألعوبة الملوك بين إدخال وإخراج. وفيه من الفتنة ما فيه. والعلم عند الله تعالى.).

الناصر
08-12-2006, 07:03 PM
وكلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله موجود في القول المفيد شرح كتاب التوحيد
عند شرحه لحديث :( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد)

الناصر
02-14-2007, 08:59 AM
وفي فتح المجيد شرح كتاب التوحيد:

قوله : باب ( ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله )

روى مالك في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ]
هذا الحديث رواه مالك مرسلا عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحديث ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم به ولم يذكر عطاء ورواه البزار عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا
وله شاهد عند الإمام أحمد بسنده عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه : اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
قوله : روى مالك في الموطأ هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبدالله المدني إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة وأحد المتقنين للحديث حتى قال البخاري : أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر مات سنة تسع وسبعين ومائة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقيل أربع وتسعين وقال الواقدي : بلغ تسعين سنة
قوله : اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعيد قد استجاب الله دعاءه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
( فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجداران )
( حتى غدت أرجاؤه بدعائه ... في عزة وحماية وصيان )
ودل الحديث على أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم لو عبد لكان وثنا لكن حماه الله تعالى بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه ودل الحديث على أن الوثن هو ما يباشره العابد من القبور والتوابيت التي عليها وقد عظمت الفتنة بالقبور لتعظيمها وعبادتها كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف أنتم إذا مستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجرى على الناس يتخذونها سنة إذا غيرت قيل : غيرت السنة انتهى
ولخوف الفتنة نهى عمر عن تتبع آثار النبي صلى الله عليه و سلم
قال ابن وضاح : سمعت عيسى بن يونس يقول : أمر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه و سلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة
وقال المعرور بن سويد : صليت مع عمر بن الخطاب بطريق مكة صلاة الصبح ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال : أين يذهب هؤلاء ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه و سلم فهم يصلون فيه فقال : إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يتعمدها وجد المسلمين دانيال في تستر لما فتحوها
وفي مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال : لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر فدعا له كعبا فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأه من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية : ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد قلت : فماذا صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا له بالنهار ثلاثة عشرة قبرا متفرقة فلما كان الليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس لا ينبشونه قلت : وما يرجون منه ؟ قال : كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون فقلت : من كنتم تظنون الرجل ؟ قال : رجل يقال له دانيال فقلت : منذ كم وجدتموه مات ؟ قال : منذ ثلاثمائة سنة
قلت : ما كان تغير منه شئ ؟ قال : لا إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض
قال ابن القيم رحمه الله : ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم من تعمية قبره لئلا يفتتن به ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيف ولعبدوه من دون الله
قال شيخ الإسلام رحمه الله : وهو إنكار منهم لذلك فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ـ ولم يستحب الشارع قصدها ـ فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سواء قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها أو ليذكر الله عندها أو لينسك عندها بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التى لم يشرع تخصيصها به لا نوعا ولا عينا إلا أن ذلك قد يجوز بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها كمن يزورها ويسلم عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت به السنة وأما تحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه فى غيره فهذا هو المنهى عنه انتهى ملخصا
قوله : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم فيه تحريم البناء على القبور وتحريم الصلاة عندها وأن ذلك من الكبائر
وفى القرى للطبرى من أصحاب مالك عن مالك أنه كره أن يقول : زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وعلل ذلك بقوله صلى الله عليه و سلم : [ اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ] الحديث كره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع التشبه بفعل أولئك سدا للذريعة قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ومالك قد أدرك التابعين وهم أعلم الناس بهذه المسألة فدل ذلك على أنه لم يكن معروفا عندهم ألفاظ زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم ـ إلى أن قال ـ وقد ذكروا أسباب كراهته لأن يقول : زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم لأن هذا اللفظ قد صار كثير من الناس يريد به الزيارة البدعية وهو قصد الميت لسؤاله ودعائه والرغبة إليه في قضاء الحوائج ونحو ذلك مما يفعله كثير من الناس فهم يعنون بلفظ الزيارة مثل هذا وهذا ليس بمشروع باتفاق الأئمة وكره مالك أن يتكلم بلفظ مجمل يدل على معنى فاسد بخلاف الصلاة والسلام عليه فإن ذلك مما أمر الله به أما لفظ الزيارة في عموم القبور فلا يفهم منها مثل هذا المعنى ألا ترى إلى قوله : فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة مع زيارته لقبر أمه فإن هذا يتناول قبور الكفار فلا يفهم من ذلك زيارة الميت لدعائه وسؤاله والاستغاثة به ونحو ذلك مما يفعله أهل الشرك والبدع بخلاف ما إذا كان المزور معظما في الدين كالأنبياء والصالحين فإنه كثيرا ما يعني بزيارة قبورهم هذه الزيارة البدعية الشركية فلهذا كره مالك ذلك في مثل هذا وإن لم يكره ذلك في موضع آخر ليس فيه هذه المفسدة ا هـ
وفيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه ذكره المصنف رحمه الله تعالى

الناصر
02-14-2007, 09:07 AM
وفي تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع :
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله
ش أراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة أمورا الأول التحذير من الغلو في قبور الصالحين الثاني أن الغلو فيها يؤول إلى عبادتها الثالث
أنها اذا عبدت سميت اوثانا ولو كانت قبور الصالحين الرابع التنبيه على العلة في المنع من البناء عليها واتخاذها مساجد والأوثان هي المعبودات التي لا صورة لها كالقبور والأشجار والعمد والحيطان والأحجار ونحوها وقد تقدم بيان ذلك وقيل الوثن هو الصنم والصنم هو الوثن وهذا غير صحيح إلا مع التجريد فأحدهما قد يعنى به الآخر وأما مع الاقتران فيفسر كل واحد بمعناه
قال روى مالك في الموطا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
ش هذا الحديث رواه مالك في باب جامع الصلاة مرسلا عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي خالد الأحمر عن ابن عجعلان عن زيد بن أسلم به ولم يذكر عطاء ورواه البزار عن عمر بن محمد عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وعمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب ثقة من أشراف أهل المدينة روى عنه مالك والثوري وسليمان بن بلال فالحديث صحيح عند من يحتج بمراسيل الثقات وعند من قال بالمسند لإسناد عمر بن محمد له بلفظ الموطأ سواء وهو ممن تقبل زيادته وله شاهد عند الإمام أحمد والعقيلي من طريق سفيان عن حمزة بن المغيرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
قوله روى مالك في الموطأ هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمر الأصبحي أبو عبدالله المدني الفقيه إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة وأحد المتقنين في الحديث حتى قال البخاري أصح الأسانيد

كلها مالك عن نافع عن ابن عمر مات سنة تسع وسبعين ومائة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة
قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد قد استجاب الله دعاء رسوله صلى الله عليه و سلم فمنع الناس من الوصول إلى قبره لئلا يعبد استجابة لدعاء رسوله صلى الله عليه و سلم كما قال ابن القيم فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه بثلاثة الجدران ودل الحديث عن أن قبر الرسول صلى الله عليه و سلم لو عبد لكان وثنا فما ظنك بقبر غيره من القبور التي عبدت هي واربابها من دون الله وإذا أريد تغيير شيء من ذلك انف عبادها واشمأزت قلوبهم واستكبرت نفوسهم وقالوا تنقص أهل الرتب العالية ورموهم بالعظائم فماذا يقولون لو قيل لهم إنها أوثان تعبد من دون الله فالله المستعان على غربة الإسلام وهذه هي الفتنة العظمى التي قال فيها عبد الله بن مسعود كيف انتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري على الناس يتخذونها سنة إذا غيرت قيل غيرت السنة ويؤخذ من الحديث المنع من تتبع آثار الأنبياء والصالحين كقبورهم ومجالسهم ومواضع صلاتهم للصلاة والدعاء عندها فإن ذلك من البدع أنكره السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم ولا نعلم أحدا أجازه أو فعله إلا ابن عمر على وجه غير معروف عند عباد القبور وهو إرادة التشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم في الصلاة فيما صلى فيه ونحو ذلك ومع ذلك فلا نعلم أحدا وافقه عليه من الصحابة بل خالفه أبوه وغيره لئلا يفضي ذلك إلى اتخاذها أوثانا كما وقع قال ابن عبد الباقي في شرح الموطأ روى أشهب عن مالك أنه كره لذلك ان يدفن في المسجد قال وإذا منع من ذلك فسائر آثاره أحرى بذلك وقد كره مالك طلب موضع شجرة بيعة الرضوان مخالفة لليهود والنصارى انتهى
وقال ابن وضاح سمعت عيسى بن يونس يقول أمر عمر بن الخطاب

بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه و سلم فقطعها لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة قال عيسى بن يونس وهو عندنا من حديث ابن عون عن نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر رضي الله عنه وقال المعرور بن سويد صليت مع عمر بن الخطاب في طريق مكة صلاة الصبح فقرأ فيها ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل و لإيلاف قريش ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال أين يذهب هؤلاء فقيل يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فهم يصلون فيه فقال إنما أهلك من كان قبلكم بمثل هذا كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمض ولا يتعمدها وفي مغازي بن اسحق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال لما فتحنا تستر وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر فدعا له ركعبا فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأه من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية ما كان فيه قال سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد قلت فما صنعتم بالرجل قال حضرنا له بالنهار ثلاثة عشرة قبرا متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعمينه على الناس لا ينبشونه قلت وما يرجون منه قال كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل قال رجل يقال له دانيال فقلت منذ كم وجدتموه مات قال منذ ثلاث مائة سنة قلت ما كان تغير منه شيء قال لا إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض
قال ابن القيم رحمه الله تعالى ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبره
لئلا يفتتن به ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف ولعبدوه من دون الله قال شيخ الإسلام رحمه الله وهو إنكار منهم لذلك فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ولم يستحب الشارع قصدها فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سواء قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها أو ليذكر الله عندها أو ليسك عندها بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التى لم يشرع تخصيصها به لا نوعا ولا عينا لأن ذلك قد يجوز بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها من يدعو الله في طريقه ويتفق أن يمر في طريقه بالقبور أو كمن يزورها ويسلم عليها ويسأل العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فإن ذلك ونحوه لا بأس به وأما تحري الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه في غيره فهذا هو المنهي عنه والفرق بين النوعين ظاهر فإن الرجل لو كان يدعو الله واجتاز في ممره بصنم أو صليب أو كنيسة أو دخل إليها ليبيت فيها مبيتا جائزا ودعا الله في الليل أو أتى بعض أصدقائه ودعا الله في بيته لم يكن بهذا بأس ولو تحرى الدعاء عند هذه المواضع لكان من العظائم بل قد يكون كفرا
قوله اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد هذه الجملة بعد الأولى تنبيه على سبب لحوق اللعن بهم وهو توسلهم بذلك إلى أن تصير أوثانا تعبد ففيه إشارة إلى ما ترجم له المصنف وفيه تحريم البناء على القبور وتحريم الصلاة عندها وقد روى أصحاب مالك عنه أنه كره أن يقول القائل زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وعلل وجه الكراهة بقوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فكره إضافة هذا اللفظ إلى القبر لئلا يقع التشبه بفعل أولئك سدا للذريعة وحسما للباب ذكره الطبري وفيه أنه صلى الله عليه و سلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه ذكره المصنف)0

الناصر
02-14-2007, 09:10 AM
وفي القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :قوله: "لا تجعل قبري وثنا بعيدا"، لا: للدعاء، لأنها طلب من الله، وتجعل: تصير، والمفعول الأول لها: "قبري"، والثاني: "وثنا". وقوله: "يعبد"، صفة لوثن، وهي صفة كاشفة، لأنه الوثن هو الذي يعبد من دون الله.
وإنما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن من كان قبلنا جعلوا قبور أنبيائهم مساجد وعبدوا صالحيهم، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه أن لا يجعل قبره وثنا يعبد، لأن دعوته كلها بالتوحيد ومحاربة الشرك.
قوله: "اشتد"، أي: عظم.
قوله: "غضب الله"، صفة حقيقية ثابتة لله - عز وجل - لا تماثل غضب المخلوقين لا في الحقيقة ولا في الأثر. وقال أهل التأويل: غضب الله هو الانتقام ممن عصاه، وبعضهم يقول: إرادة الانتقام ممن عصاه.
وهذا تحريف للكلام عن مواضعه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: انتقم الله، وإنما قال: اشتد غضب الله، وهو - صلى الله عليه وسلم - يعرف كيف يعبر، ويعرف الفرق بين غضب الله وبين الانتقام، وهو أنصح الخلق وأعلم الخلق بربه، فلا يمكن أن يأتي بكلام وهو يريد خلافه، لأنه لو أتى بذلك لكان ملبسا، وحاشاه أن يكون كذلك، فالغضب غير الانتقام وغير إرادة الانتقام، فالغضب صفة حقيقية ثابتة لله تليق بجلاله لا تماثل غضب المخلوق، لا في الحقيقة ولا في الأثر.
وهناك فروق بين غضب المخلوق وغضب الخالق، منها:
غضب المخلوق حقيقته هو: غليان دم القلب، وجمرة ويلقيها الشيطان في قلب ابن آدم حتى يفور، أما غضب الخالق، فإنه صفة لا تماثل هذا، قال تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11].
أن غضب الآدمي يؤثر آثارا غير محمودة، فالآدمي إذا غضب قد يحصل منه ما لا يحمد، فيقتل المغضوب عليه، وربما يطلق زوجته، أو يكسر الإناء، ونحو ذلك، أما غضب الله، فلا يترتب عليه إلا آثار حميدة لأنه حكيم، فلا يمكن أن يترتب على غضبه إلا تمام الفعل المناسب الواقع في محله. فغضب الله ليس كغضب المخلوقين، لا في الحقيقة ولا في الآثار، وإذا قلنا ذلك، فلا نكون وصفنا الله بما يماثل صفات المخلوقين، بل وصفناه بصفة تدل على القوة وتمام السلطان، لأن الغضب يدل على القدرة الغاضب على الانتقام وتمام سلطانه، فهو بالنسبة للخالق صفة كمال، وبالنسبة للمخلوق صفة نقص.ويدل على بطلان تأويل الغضب بالانتقام قوله تعالى: { فلما آسفونا انتقمنا منهم } [الزخرف: 55].فإن معنى { آسفونا } : أغضبونا، فجعل الانتقام غير الغضب، بل أثرا مترتبا عليه، فدل هذا على بطلان تفسير الغضب بالانتقام.واعلم أن كل من حرف نصوص الصفات عن حقيقتها وعما أراد الله بها ورسوله، فلا بد أن يقع في زلة ومهلكة، فالواجب علينا أن نسلم لما جاء به الكتاب والسنة من صفات الله تعالى على ما ورد إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل.
قوله: "اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، أي: جعلوها مساجد، إما بالبناء عليها، أو بالصلاة عندها، فالصلاة عند القبور من اتخاذها مساجد، والبناء عليها من اتخاذها مساجد.
وهنا نسأل: هل استجاب الله دعوة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يجعل قبره وثنا يعبد، أم اقتضت حكمته غير ذلك؟
الجواب: يقول ابن القيم: إن الله استجاب له، فلم يذكر أن قبره - صلى الله عليه وسلم - جعل وثنا، بل إنه حمي بثلاثة جدران، فلا أحد يصل إليه حتى يجعله وثنا يعبد من دون الله، ولم يسمع في التاريخ أنه جعل وثنا.
قال ابن القيم في "النونية":
فأجاب رب العالمين دعاءه ... ... ... وأحاطه بثلاثة الجدران
صحيح أنه يوجد أناس يغلون فيه، ولكن لم يصلوا إلى جعل قبره وثنا، ولكن قد يعبدون الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو في مكان بعيد، فإن وجد من يتوجه له - صلى الله عليه وسلم - بدعائه عند قبره، فيكون قد اتخذه وثنا، لكن القبر نفسه لم يجعل وثنا.

12d8c7a34f47c2e9d3==