المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قريبا بإذن الله دفاعا عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه:


كيف حالك ؟

الناصر
03-14-2006, 08:56 PM
الشهب الإيمانية المحرقة
لما يهذي به عدنان بن يحيى الجنيد
من الوساوس الشيطانية

الناصر
04-05-2006, 06:31 PM
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ": يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا ، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ، يصلح لكم أعمالكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله ، فقد فاز فوزا عظيما أما بعد :
فقد نشرت جريدة المستقلة مقالا نالت فيه من بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أكثر من تكلمت فيه هو الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وكان الذي كتب المقال بعض الحاقدين من الشيعة يقال له عدنان بن يحيى الجنيد 0 وقد وقفت على كتيب في الرد على الجنيد لأبي بكر بن عبده بن عبد الله الحمادي وقد نقل نقولات عن أهل العلم طيبة ولكنه تكلم فيه بجهالات كقوله عن الرافضة :( ظاهرهم الوفاق وباطنهم الشقاق والنفاق ) !!! وهذا الكلام بطلانه لا يحتاج إلى بيان بسبب ظهور الخطأ فيه فإن الرافضة ظاهرهم كما هو معلوم الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدح فيهم جهارا نهارا يعلمه القاصي والداني وبدعهم وضلالاتهم كثيرة مشهورة ورحم الله القحطاني حيث قال :
لا تعتقد دين الروافض إنهم *** أهل المحال وشيعة الشيطان
لعنوا كما بغضوا صاحبة أحمد *** وودادهم فرض على الإنسان
وقال رحمه الله :
إن الروافض شر من وطئ الحصى *** من كل إنس ناطق أو جان
فرأيت أن أبطل كلام الجنيد وجهالات الحمادي لما لبعضها من تعلق بأبي هريرة رضي الله عنه كقول الحمادي أن عمر بن الخطاب كان يتهم أبا هريرة ثم رجع عن الإتهام !!! فإلى الله المشتكى وإليه المئاب جل جلاله وتعالت عظمته فأقول مستعينا بالله جل جلاله
الفصل الأول : ما جاء في عدالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين :

الناصر
04-12-2006, 07:21 PM
المسألة الأولى في الفصل الأول : معنى كلمة صحابي :
قال الإمام البخاري رحمه الله في الصحيح كتاب المناقب :( باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو رآه من المسلمين ، فهو من أصحابه ")0
وقال الإمام اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة :إعتقاد الإمام أحمد في أصول السنة :( 000 كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه , فهو من أصحابه , له من الصحبة على قدر ما صحبه , وكانت سابقته معه , وسمع منه ونظر إليه نظرة)0
وقال الإمام اللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة: إعتقاد علي بن المديني ومن نقل عنه ممن أدركه من جماعة السلف :( 000 من صحبه سنة أو شهرا أو ساعة أو رآه أو وفد إليه فهو من أصحابه , له من الصحبة على قدر ما صحبه)0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول :(
والأصحاب جمع صاحب والصاحب اسم فاعل من صحبه يصحبه وذلك يقع على قليل الصحابة وكثيرها لأنه يقال صحبته ساعة وصحبته شهرا وصحبته سنة قال الله تعالى والصاحب بالجنب قد قيل هو الرفيق في السفر وقيل هو الزوجة ومعلوم أن صحبة الرفيق وصحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها وقد أوصى الله به إحسانا ما دام صاحبا وفي الحديث عن النبي خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره وقد دخل في ذلك قليل الصحبة وكثيرها وقليل الجوار وكثيره وكذلك قال الإمام احمد وغيره كل من صحب النبي سنة أو شهرا أو يوما أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه له من الصحبة بقدر ذلك )0
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج4 ص 464:( والصحبة اسم جنس تقع على من صحب النبي قليلا أو كثيرا لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك فمن صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه مؤمنا فله من الصحبة بقدر ذلك كما ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال ( يغزوا فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صحب النبي ( وفى لفظ ( هل فيكم من رأى رسول الله فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزوا فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صحب من صحب رسول الله وفى لفظ هل فيكم من رآى من رآى رسول الله فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يغزوا فئام من الناس فيقولون هل فيكم من رآى من رآى من رآى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى لفظ من صحب من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ( وفى بعض الطرق فيذكر الطبقة الرابعة كذلك
فقد علق النبي الحكم بصحبته وعلق برؤيته وجعل فتح الله على المسلمين بسبب من رآه مؤمنا به وهذه الخاصية لا تثبت لأحد غير الصحابة ولو كانت أعمالهم أكثر من أعمال الواحد من أصحابه)

الناصر
04-12-2006, 07:55 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة ج8 ص 382 و383 و384 :( ومما يبين هذا أن الصحبة فيها عموم وخصوص فيقال صحبة ساعة ويوما وجمعة وشهرا وسنة وصحبة عمره كله وقد قال تعالى:(والصاحب بالجنب) سورة النساء 36 قيل هو الرفيق في السفر وقيل الزوجة وكلاهما تقل صحبته وتكثر وقد سمى الله الزوجة صاحبة في قوله:(أني يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) سورة الأنعام 101 ولهذا قال أحمد بن حنبل في الرسالة التي رواها عبدوس بن مالك عنه من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه وهذا قول جماهير العلماء من الفقهاء وأهل الكلام وغيرهم يعدون في أصحابه من قلت صحبته ومن كثرت وفي ذلك خلاف ضعيف )0

عبدالرحمن الدوسري
04-15-2006, 10:20 PM
بارك الله فيك واصل ، وما أكثر من يرد بجهل ، مثل الأحمق المدعو بعبدالله السلفي ، فشريطه ترويج لمعتقدات الرافضة ، ينقل أقوالهم ويصف البدعة بصفائها ، ثم يتركها دون ن يعرج -في الغالب- على نقضها ، وقريب لي وقفات معه .

الناصر
04-16-2006, 07:17 PM
تنبيه : كتابة الموضوع حسب ما تيسر وإن شاء الله في النهاية يرتب بإذن الله وهذا عام في كل ما أكتبه0
المسألة الثانية ما جاء في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال الإمام الآجري رحمه الله في الشريعة :
باب ذكر ما مدح الله عز وجل به المهاجرين والأنصار في كتابه مما أكرمهم الله به قال الله عز وجل : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال عز وجل : إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض وقال عز وجل : والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم وقال عز وجل : للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم إلى قوله : فأولئك هم المفلحون وقال عز وجل : الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار إلى قوله : فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض إلى قوله عز وجل : والله عنده حسن الثواب وقال عز وجل : لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم وقال عز وجل : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما وقال عز وجل : ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الآية , وقال عز وجل : هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم , لو أنفقت ما في الأرض جميعا إلى آخر الآية . وقال عز وجل : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم وقال عز وجل : والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وقال عز وجل : يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون : ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير وقال عز وجل : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا وقال عز وجل : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون وقال عز وجل : محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا إلى قوله : منهم مغفرة وأجرا عظيما وقال عز وجل : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال محمد بن الحسين رحمه الله : فقد والله أنجز الله عز وجل الكريم للمهاجرين والأنصار ما وعدهم به , جعلهم الخلفاء من بعد الرسول , ومكنهم في البلاد , ففتحوا الفتوح , وغنموا الأموال , وسبوا ذراري الكفار , وأسلم على أيديهم من الكفار خلق كثير , وأعزوا دين الله عز جل , وأذلوا أعداء الله عز وجل , وظهر أمر الله ولو كره المشركون , وسنوا للمسلمين السنن الشريفة , وكانوا بركة على جميع الأمة , أبو بكر وعمر , وعثمان , وعلي رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون يقال : من أحب أبا بكر فقد أقام الدين , ومن أحب عمر , فقد أوضح السبيل , ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله عز وجل , ومن أحب علي بن أبي طالب , فقد استمسك بالعروة الوثقى , ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق قال محمد بن الحسين , رحمه الله : ولكل واحد منهم من الفضائل ما لا يحصى كثرة , نفعنا الله بحبهم إنه سميع قريب , وأنا أذكر إن شاء الله بعد هذا ما فضلهم به النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الإمام الطبري اللالكائي رحمه الله في شرح إعتقاد أصول أهل السنة : إعتقاد أحمد بن حنبل رضي الله عنه :( 281 أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله السكري , قال : حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله بن بريد الدقيقي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الوهاب أبو العنبر قراءة من كتابه في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين , قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري بتنيس قال : حدثني عبدوس بن مالك العطار قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول : " أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , والاقتداء بهم , وترك البدع , وكل بدعة فهي ضلالة , وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء , وترك المراء والجدال والخصومات في الدين , والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم , والسنة تفسر القرآن , وهي دلائل القرآن , وليس في السنة قياس , ولا تضرب لها الأمثال , ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء , إنما هي الاتباع وترك الهوى , ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها :000 وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق , ثم عمر بن الخطاب , ثم عثمان بن عفان , نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك , ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمس علي بن أبي طالب , وطلحة , والزبير , وعبد الرحمن بن عوف , وسعد , كلهم يصلح للخلافة وكلهم إمام . ونذهب إلى حديث ابن عمر : كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي , وأصحابه متوافرون : أبو بكر , ثم عمر , ثم عثمان , ثم نسكت . ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين , ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة أولا فأولا . ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم , كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه , فهو من أصحابه , له من الصحبة على قدر ما صحبه , وكانت سابقته معه , وسمع منه ونظر إليه نظرة , فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه , ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة أفضل بصحبته من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير )0
وقال قال الإمام الطبري اللالكائي رحمه الله في شرح إعتقاد أصول أهل السنة : إعتقاد علي بن المديني ومن نقل عنه ممن أدركه من جماعة السلف : ( 282 أخبرنا محمد بن رزق الله , قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي , قال : حدثنا أبو سعيد يحيى بن أحمد قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن بسطام يقول : سمعت سهل بن محمد قرأها على علي بن عبد الله بن جعفر المديني , فقال له : قلت أعزك الله : " السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها أو يؤمن بها لم يكن من أهلها :000 وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان بن عفان , نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يختلفوا في ذلك . ثم من بعد الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة : علي , وطلحة , والزبير , وعبد الرحمن بن عوف , وسعد بن مالك , كلهم يصلح للخلافة وكلهم إمام , كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم أفضل الناس بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كلهم , من صحبه سنة أو شهرا أو ساعة أو رآه أو وفد إليه فهو من أصحابه , له من الصحبة على قدر ما صحبه , فأدناهم صحبة هو أفضل من الذين لم يروه ولو لقوا الله عز وجل بجميع الأعمال كان الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضل بصحبته من التابعين كلهم ولو عملوا كل أعمال الخير بإجماع الناس ورضاهم)0

الناصر
04-18-2006, 10:06 PM
وبعد أن تصفحت رد أبي بكر الحمادي وجدت فيه بلايا عظام فرأيت أن أفرد الرد عليه ثم يكون بعد ذلك ملحقا بالرد على الجنيد :
وأبي بكر الحمادي معه بلايا عظيمة ومنها قوله في مقدمة رده على الجنيد : أن الدانمركيين لم يكن قصدهم مجرد الطعن في ذات النبي بل فوق ذلك الطعن في الإسلام وإغاضة المسلمين !!!
وسألحق بإذن الله رد على أخيه إبراهيم الحمادي الذي من أقواله : ليس من الأدب أن يجلس الطالب بين يدي شيخه كما جلس جبريل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم !!!

الناصر
04-25-2006, 04:51 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية :( وهو مذكور في مجموع الفتاوى ج3 ص 152 إلى ص156) :( فصل
ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله كما وصفهم الله به في قوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم ) وطاعة النوى في قوله ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم فيفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين على الأنصار ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي بل قد رضى الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله بالجنة كالعشرة وكثابت ابن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه وعن غيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة رضي الله عنهم على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلى رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبى بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلى ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن المسئلة التي يضلل المخالف فيها هي ( مسألة الخلافة ) وذلك أنهم يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة فهو أضل من حمار أهله ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم ( أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال أيضا للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بنى هاشم فقال ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) وقال ( إن الله اصطفى بنى إسماعيل واصطفى من بنى إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفاني من بنى هاشم ) ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما التي قال فيها النبي ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل ويمسكون عما شجر بين الصحابة
ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى انه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله ( أنهم خير القرون ) وان المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل احد ذهبا ممن بعدهم ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلى ببلاء في الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وان اخطأوا فلهم اجر واحد والخطأ مغفور لهم ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم هم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى)

الناصر
04-30-2006, 10:50 PM
قال أبو عبد الرحمن ماجد بن أحمد بن ماطر
بقية مسائل سأذكرها بإذن الله حين الفراغ من الرد
وأبدأ بسرد الأخطاء مع الرد على ذلك الحاقد الجنيد بإذن الله تعالى

الناصر
05-03-2006, 04:23 PM
المسألة الأولى :
قال المبتدع الضال عدنان بن يحيى الجنيد في جريدة المستقلة في مقاله الذي نال فيه من الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وإن رغم أنف هذا الشيعي الحاقد :( والمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يأت إلا بالقرآن وهو متبع( قل إنما أتبع ما يوحى إلي)0!!!
وسيأتي تفصيل الرد بإذن الله تعالى

الناصر
05-04-2006, 11:01 AM
مناقشة هذيان الجتيد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج1 من ص3 إلى ص 11:( وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله المرسلين وملك يوم الدين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى الناس أجمعين أرسله والناس من الكفر والجهل والضلال في أقبح خيبة وأسوء حال فلم يزل يجتهد في تبليغ الدين وهدي العالمين وجهاد الكفار والمنافقين حتى طلعت شمس الإيمان وأدبر ليل البهتان وعز جند الرحمن وذل حزب الشيطان وظهر نور الفرقان واشتهرت تلاوة القرآن وأعلن بدعوة الأذان واستنار بنور الله أهل البوادي والبلدان وقامت حجة الله على الإنس والجان لما قام المستجيب من معد بن عدنان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان صلاة يرضى به الملك الديان وسلم تسليما مقرونا بالرضوان
أما بعد فإنه لا سعادة للعباد ولا نجاة في المعاد إلا بإتباع رسوله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين فطاعة الله ورسوله قطب السعادة التي عليه تدور ومستقر النجاة الذي عنه لا تحور فإن الله خلق الخلق لعبادته كما قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وإنما تعبدهم بطاعته وطاعة رسوله فلا عبادة إلا ما هو واجب أو مستحب في دين الله وما سوى ذلك فضلال عن سبيله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد أخرجاه في الصحيحين وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي رواه أهل السنن وصححه الترمذي أنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثان الأمور فإن كل بدعة ضلالة وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره أنه كان يقول في خطبته خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وقد ذكر الله طاعة الرسول وإتباعه في نحو من أربعين موضعا من القرآن كقوله تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله وقوله تعالى وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقوله تعالى وأطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين وقال تعالى قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فجعل محبة العبد لربه موجبة لإتباع الرسول وجعل متابعة الرسول سببا لمحبة الله عبده وقد قال تعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فما أوحاه الله إليه يهدى الله به من يشاء من عباده كما أنه بذلك هداه الله تعالى كما قال تعالى قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحى إلي ربي وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم فبحمد تبين الكفر من الإيمان والربح من الخسران والهدي من الضلال والنجاة من الوبال والغي من الرشاد والزيغ من السداد وأهل الجنة من أهل النار والمتقون من الفجار وإيثار سبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من سبيل المغضوب عليهم والضالين فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به وإتباعه منها إلى الطعام والشراب فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا وذاك إذا مات حصل العذاب فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته إذ هذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم والطريق إلى ذلك الرواية والنقل إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة فلهذا كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجبا على جميع الأنام والله سبحانه بعث محمدا بالكتاب والسنة وبهما أتم على أمته الأمة قال تعالى ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون كما أرسلنا فيكم رسول منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون وقال تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وقال تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وقال تعالى عن الخليل ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وقال تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وقد قال غير واحد من العلماء منهم يحيى بن أبي كثير و قتادة والشافعي وغيرهم الحكمة هي السنة لأن الله أمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة والكتاب القرآن وما سوى ذلك مما كان الرسول يتلوه هو السنة وأبي ثعلبة وغيرهما أنه قال لا ألفين أحدكم متكأ على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول بيننا وبينكم القرآن فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه وفي رواية ألا وإنه مثل الكتاب ولما كان القرآن متميزا بنفسه لما خصه الله به من الإعجاز الذي باين به كلام الناس كما قال تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وكان منقولا بالتواتر لم يطمع أحد في تغيير شيء من ألفاظه وحروفه وكان طمع الشيطان أن يدخل في الأحاديث من النقص والازدياد ما يضل به بعض العباد فأقام الله تعالى الجهابذة النقاد أهل الهدي والسداد فدحروا حزب الشيطان وفرقوا بين الحق من البهتان وانتدبوا لحفظ السنة ومعاني القرآن من الزيادة في ذلك والنقصان وقام كل من علماء الدين بما أنعم به عليه وعلى المسلمين مقام أهل الفقه الذين فقهوا معاني القرآن والحديث بدفع ما وقع في ذلك من الخطأ في القديم والحديث وكان من ذلك الظاهر الجلي الذي لا يسوغ عنه العدول ومنه الخفي الذي يسوغ فيه الاجتهاد للعلماء العدول وقام علماء النقل والنقاد بعلم الرواية والإسناد فسافروا في ذلك إلى البلاد وهجروا فيه لذيذ الرقاد وفارقوا الأموال والأولاد وأنفقوا فيه الطارف والتلاد وصبروا فيه على النوائب وقنعوا من الدنيا بزاد الراكب ولهم في ذلك من الحكايات المشهورة والقصص المأثورة ما هو عند أهله معلوم ولمن طلب معرفته معروف مرسوم بتوسد أحدهم التراب وتركهم لذيذ الطعام والشراب وترك معاشرة الأهل والأصحاب والتصبر على مرارة الإغتراب ومقاساة الأهوال الصعاب أمر حببه الله إليهم وحلاه ليحفظ بذلك دين الله كما جعل البيت مثابة للناس وأمنا يقصدونه من كل فج عميق ويتحملون فيه أمورا مؤلمة تحصل في الطريق وكما حببب الى أهل القتال الجهاد بالنفس والمال حكمة من الله يحفظ بها الدين ليهدي المهتدين ويظهر به الهدي ودين الحق الذي بعث به رسوله ولو كره المشركون فمن كان مخلصا في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين أهل النعيم المقيم كما قال تعالى ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانون يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم وقد فسر النبي البشرى في الدنيا بنوعين أحدهما ثناء المثنين عليه الثاني الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له فقيل يا رسول الله الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن وقال البراء بن عازب سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله لهم البشرى في الحياة الدنيا فقال هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له والقائمون بحفظ العلم الموروث عن رسول الله الربان الحافظون له من الزيادة والنقصان هم من أعظم أولياء الله المتقين وحزبه المفلحين بل لهم مزية على غيرهم من أهل الإيمان والأعمال الصالحات كما قال تعالى يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العمل درجات قال ابن عباس يرفع الله وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد وجعله سلما إلى الدراية فأهل الكتاب لا إسناد له يأثرون به المنقولات وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة أهل الإسلام والسنة يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد وعليها من دينهم الاعتماد وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل ولا الحالي من العاطل وأما هذه الأمة المرحومة وأصحاب هذه الأمة المعصومة فإن أهل العلم منهم والدين هم من أمرهم على يقين فظهر لهم الصدق من المين كما يظهر الصبح لذي عينين عصمهم الله أن يجمعوا على خطأ في دين الله معقول أو منقول وأمرهم إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله والرسول كما قال تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا فإذا اجتمع أهل الفقه على القول بحكم لم يكن إلا حقا وإذا اجتمع أهل الحديث على تصحيح حديث لم يكن إلا صدقا ولكل من الطائفتين من الاستدلال على مطلوبهم بالجلي والخفي ما يعرف به من هو بهذا الأمر حفي والله تعالى يليهم الصواب في هذه القضية كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية وكما عرف ذلك بالتجربة الوجودية فإن الله كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه لما صدقوا في موالاة الله ورسوله ومعاداة من عدل عنه قال تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه وأهل العلم المأثور عن الرسول أعظم الناس قياما بهذه الأصول لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم ولا يصدهم عن سبيل الله العظائم بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه ويتكلم في أحب الناس إليه عملا بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيرا بما تعملون ولهم من التعديل والتجريح والتضعيف والتصحيح من السعي المشكور والعمل المبرور ما كان من أسباب حفظ الدين وصيانته عن إحداث المفترين وهم في ذلك على درجات منهم المقتصر على مجرد النقل والرواية ومنهم أهل المعرفة بالحديث والدراية ومنهم أهل الفقه فيه والمعرفة بمعانيه وقد أمر النبي الأمة أن يبلغ عنه من شهد لم غاب ودعا للمبلغين بالدعاء المستجاب فقال في الحديث الصحيح بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بين اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال أيضا في خطبته في حجة الوداع ألا ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع وقال أيضا نصر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم وفي هذا دعاء منه لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيها ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع أفقه من المبلغ لما أعطى المبلغون من النضرة ولهذا قال سفيان بن عيينة لا تجد أحد من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة لدعوة النبي يقال نضر ونضر والفتح أفصح ولم يزل أهل العلم في القديم والحديث يعظون نقلة الحديث حتى قال الشافعي رضي الله عنه إذا رأيت رجلا من أهل الحديث فكأني رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليهم وسلم وإنما قال الشافعي هذا لأنهم في مقام الصحابة من تبليغ حديث النبي وقال الشافعي أيضا أهل الحديث حفظوا فلهم علينا الفضل لأنهم حفظواه لنا اه)0
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج3 ص 366 و 364 و 365 و366 :( ومثل أصول الشرائع كما ذكر في سورة الأنعام والأعراف وسبحان وغيرهن من السور المكية من أمره بعبادته وحده لا شريك له وأمره ببر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والعدل في المقال وتوفية الميزان والمكيال وإعطاء السائل والمحروم وتحريم قتل النفس بغير الحق وتحريم الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتحريم الإثم والبغي بغير الحق وتحريم الكلام في الدين بغير علم مع ما يدخل في التوحيد من إخلاص الدين لله والتوكل على الله والرجاء لرحمة الله والخوف من الله والصبر لحكم الله والقيام لأمر الله وأن يكون الله ورسوله أحب إلى العبد من أهله وماله والناس أجمعين إلى غير ذلك من أصول الإيمان التي أنزل الله ذكرها في مواضع من القرآن كالسور المكية وبعض المدنية وأما الثاني فما أنزله الله في السور المدنية من شرائع دينه وما سنه الرسول لأمته فإن الله سبحانه أنزل عليه الكتاب والحكمة وأمتن على المؤمنين بذلك وأمر أزواج نبيه بذكر ذلك فقال وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمكم ما لم تكن تعلم وقال لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وقال وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال غير واحد من السلف الحكمة هي السنة لأن الذي كان يتلى في بيوت أزواجه رضي الله عنهن سوى القرآن هو سننه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم إلا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه وقال حسان بن عطية كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي بالسنة كما ينزل بالقرآن فيعلمه إياها كما يعلمه القرآن )
وقال ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح ص 75 و 76 :( المسألة الثامنة وهي قول السائل ما الحكمة فيكون عذاب القبر لم يذكر في القرآن مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليحذر ويتقى فالجواب من وجهين مجمل ومفصل
أما المجمل فهو أن الله سبحانه وتعالى أنزل على رسوله وحيين وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما وهما الكتاب والحكمة وقال تعالى وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وقال تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلهم الكتاب والحكمة وقال تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكم من آيات الله والحكمة والكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة بإتفاق السلف وما أخبر به الرسول عن الله فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبر به الرب تعالى على لسان رسوله هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام لا ينكره إلا من ليس منهم وقد قال النبي إني أوتيت الكتاب ومثله معه وأما الجواب المفصل فهو أن نعيم البرزخ وعذابه مذكور في القرآن في غير موضع فمنها قوله تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون وهذا خطاب لهم عند الموت وقد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون ومنها قوله تعالى فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب فذكر عذاب الدارين ذكرا صريحا لا يحتمل غيره
ومنها 000)0

الناصر
05-04-2006, 11:09 AM
ومع مافي كلام شيخ الإسلام من الرد على الجنيد ففيه أيضا معرفة فضل أهل الحديث جعلنا الله منهم بمنه وكرمه

الناصر
05-07-2006, 04:09 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 7 ص 40 :( وكذلك إذا قلنا الكتاب والسنة والإجماع فمدلول الثلاثة واحد فان كل ما في الكتاب فالرسول موافق له والأمة مجمعة عليه من حيث الجملة فليس في المؤمنين إلا من يوجب إتباع الكتاب وكذلك كل ما سنه الرسول فالقرآن يأمر بإتباعه فيه والمؤمنون مجمعون على ذلك وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فإنه لا يكون إلا حقا موافقا لما في الكتاب والسنة لكن المسلمون يتلقون دينهم كله عن الرسول وأما الرسول فينزل عليه وحي القرآن ووحي آخر هو الحكمة كما قال ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) وقال حسان بن عطية كان جبريل ينزل على النبي بالسنة فيعلمه إياها كما يعلمه القرآن فليس كل ما جاءت به السنة يجب أن يكون مفسرا في القرآن بخلاف ما يقوله أهل الإجماع فانه لابد أن يدل عليه الكتاب والسنة فان الرسول هو الواسطة بينهم وبين الله في أمره ونهيه وتحليله وتحريمه )0

الناصر
05-08-2006, 06:17 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج17 ص 432 :( و قد اتفق الصحابة و التابعون لهم بإحسان و سائر أئمة الدين أن السنة تفسر القرآن و تبينه و تدل عليه و تعبر عن مجمله و أنها تفسر مجمل القرآن من الأمر و الخبر ).

الناصر
05-09-2006, 08:05 PM
قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره :( الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات اللَّه وَالْحِكْمَة إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِأَزْوَاجِ نَبِيّه مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَاذْكُرْنَ نِعْمَةَ اللَّه عَلَيْكُنَّ , بِأَنْ جَعَلَكُنَّ فِي بُيُوت تُتْلَى فِيهَا آيَات اللَّه وَالْحِكْمَة , فَاشْكُرْنَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ , وَاحْمَدْنَهُ عَلَيْهِ ; وَعَنَى بِقَوْلِهِ : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات اللَّه } وَاذْكُرْنَ مَا يُقْرَأ فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات كِتَاب اللَّه وَالْحِكْمَة ; وَيَعْنِي بِالْحِكْمَةِ : مَا أُوحِيَ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْكَام دِين اللَّه , وَلَمْ يَنْزِل بِهِ قُرْآن , وَذَلِكَ السُّنَّة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 21741 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات اللَّه وَالْحِكْمَة } : أَيْ السُّنَّة , قَالَ : يَمْتَنّ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ , وَقَوْله : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : إِنَّ اللَّهَ كَانَ ذَا لُطْف بِكُنَّ , إِذْ جَعَلَكُنَّ فِي الْبُيُوت الَّتِي تُتْلَى فِيهَا آيَاته وَالْحِكْمَة , خَبِيرًا بِكُنَّ إِذْ اخْتَارَكُنَّ لِرَسُولِهِ أَزْوَاجًا)0
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره :( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات اللَّه وَالْحِكْمَة " أَيْ وَاعْمَلْنَ بِمَا يُنَزِّل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة قَالَهُ قَتَادَة وَغَيْر وَاحِد وَاذْكُرْنَ هَذِهِ النِّعْمَة الَّتِي خُصِّصْتُنَّ بِهَا مِنْ بَيْن النَّاس أَنَّ الْوَحْي يَنْزِل فِي بُيُوتكُنَّ دُون سَائِر النَّاس وَعَائِشَة الصِّدِّيقَة بِنْت الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَوْلَاهُنَّ بِهَذِهِ النِّعْمَة وَأَحْظَاهُنَّ بِهَذِهِ الْغَنِيمَة وَأَخَصّهنَّ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَة الْعَمِيمَة فَإِنَّهُ لَمْ يَنْزِل عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْي فِي فِرَاش اِمْرَأَة سِوَاهَا كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ)0
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره :( الثَّانِيَة : لَفْظ الذِّكْر يَحْتَمِل ثَلَاثَة مَعَانٍ : أَحَدهَا : أَيْ اُذْكُرْنَ مَوْضِع النِّعْمَة , إِذْ صَيَّرَكُنَّ اللَّه فِي بُيُوت تُتْلَى فِيهَا آيَات اللَّه وَالْحِكْمَة . الثَّانِي : اُذْكُرْنَ آيَات اللَّه وَاقْدُرْنَ قَدْرهَا , وَفَكِّرْنَ فِيهَا حَتَّى تَكُون مِنْكُنَّ عَلَى بَال لِتَتَّعِظْنَ بِمَوَاعِظ اللَّه تَعَالَى , وَمَنْ كَانَ هَذَا حَالَهُ يَنْبَغِي أَنْ تَحْسُن أَفْعَاله . الثَّالِث : " اُذْكُرْنَ " بِمَعْنَى اِحْفَظْنَ وَاقْرَأْنَ وَأَلْزِمْنَهُ الْأَلْسِنَة , فَكَأَنَّهُ يَقُول : اِحْفَظْنَ أَوَامِر اللَّه تَعَالَى , وَنَوَاهِيَهُ , وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يُتْلَى فِي بُيُوتكُنَّ مِنْ آيَات اللَّه . فَأَمَرَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَنْ يُخْبِرْنَ بِمَا يُنَزَّل مِنْ الْقُرْآن فِي بُيُوتهنَّ , وَمَا يَرَيْنَ مِنْ أَفْعَال النَّبِيّ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام , وَيَسْمَعْنَ مِنْ أَقْوَاله حَتَّى يُبَلِّغْنَ ذَلِكَ إِلَى النَّاس , فَيَعْمَلُوا وَيَقْتَدُوا . وَهَذَا يَدُلّ عَلَى جَوَاز قَبُول خَبَر الْوَاحِد مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء فِي الدِّين )0

الناصر
05-09-2006, 10:34 PM
وهناك نقولات كثيرة جدا تحرق بإذن الله ما هذى به عدنان بن يحيى الجنيد من الوسواس الشيطاني وسيأتي المزيد منها عند الفراغ من الرد بإذن الله 0
وننتقل إلى المسألة الثانية بإذن الله تعالى 0

الناصر
05-11-2006, 04:51 PM
المسألة الثانية قال المفتري الضال عدنان بن يحيى الجنيد :( إن من يستقرئ حديث أبي هريرة سيجد أكثرها تقدح في صلب العقيدة)
قال أبو عبد الرحمن ماجد بن أحمد بن ماطر كذا يقول الجنيد ما يملي عليه شيطانه في الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه وما حاله إلا كما قيل :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل 0
وها أنا أسوق أقوال الأئمة الحفاظ في سعة حفظ أبي هريرة وإتقانه وجميع علماء المسلمين على ذلك لا يخالف أحد في ذلك ممن هو معتد بقوله ولا عبرة بقول أهل البدع والضلال ومن سار سيرهم كالجنيد

الناصر
05-11-2006, 06:14 PM
1- قال الإمام الحاكم في المستدرك ج3 :-31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم : ذكر: أبي هريرة الدوسي -رضي الله تعالى عنه-:( وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم، فلا يفهمون معاني الأخبار:
إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم الذي هو كفر، فيشتمون أبا هريرة، ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه، تمويها على الرعاء والسفل، أن أخباره لا تثبت بها الحجة.
وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام إذا سمع أخبار أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- خلاف مذهبهم الذي هو ضلال، لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة.
أو قدري اعتزل الإسلام وأهله، وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله -تعالى-، وقضاها قبل كسب العباد لها، إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك، كانت حجته عند نفسه، أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها.
أو جاهل يتعاطى الفقه، ويطلبه من غير مظانه، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره تقليدا بلا حجة ولا برهان، كلم في أبي هريرة ودفع أخباره التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه)0

الناصر
05-11-2006, 06:26 PM
2 – قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية : الجزء الثامن :ثم دخلت سنة تسع وخمسين :أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه :( 000وروى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب، وكان من حفاظ الصحابة، وروى عن أبي بكر، وعمر، وأبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد، ونضرة بن أبي نضرة، والفضل بن العباس، وكعب الأحبار، وعائشة أم المؤمنين.
وحدث عنه خلائق من أهل العلم قد ذكرناهم مرتبين على حروف المعجم في (التكميل)، كما ذكره شيخنا في (تهذيبه).
قال البخاري: روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيرهم000 وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، ثنا عكرمة بن عامر، حدثني أبو كثير - وهو يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي الأعمى - حدثني أبو هريرة.
قال: والله ما خلق الله مؤمناً يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟
قال: إن أمي كانت امرأة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبى عليّ، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فكانت تأبى عليّ وإني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
فقال: ((اللهم اهد أم أبي هريرة)).
فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف، وسمعت خضخضة خشخشة، وسمعت خشف رجل - يعني: وقعها - فقالت: يا أبا هريرة كما أنت، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها أن تلبسه.
وقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن. (ج/ص: 8/113)
فقلت: يا رسول الله أبشر فقد استجاب الله دعاءك، قد هدى الله أم أبي هريرة.
وقلت: يا رسول الله ادعو الله أن يحببني وأمي إلى عبادة المؤمنين.
فقال: ((اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحببهم إليهما)).
قال أبو هريرة: فما خلق الله من مؤمن يسمع بي ولا يراني أو يرى أمي إلا وهو يحبني.
وقد رواه مسلم من حديث عكرمة عن عمار نحوه.
وهذا الحديث من (دلائل النبوة)، فإن أبا هريرة محبب إلى جميع الناس)0

الناصر
05-11-2006, 06:42 PM
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة في ترجمة الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه :( 000 وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر000قال البخاري روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم وكان أحفظ من روى الحديث في عصره قال وكيع في نسخته حدثنا الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة أحفظ [ص:433] أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجه البغوي من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش بلفظ ما كان أفضلهم ولكنه كان أحفظ وأخرج بن أبي خيثمة من طريق سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة وقال الربيع قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره وقال أبو الزعيزعة كاتب مروان أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر فما غير حرفا عن حرف وفي صحيح البخاري من طريق وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة قال لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبدالله بن عمر فإنه كان يكتب ولا أكتب وقال الحاكم أبو أحمد بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه وقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث وأخرج أحمد من حديث أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره وقال أبو نعيم كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له
[ص:434] بأن يحببه إلى المؤمنين وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجر وسكن الصفة000وفي الصحيح عن الأعرج قال قال أبو هريرة إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت أمرأ مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرين يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد وأخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي من طريق الزهري عن الأعرج ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة يزيد بعضهم على بعض وأخرجه البخاري وغيره من طريق سعيد المقبري عنه مختصرا قلت يا رسول الله إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه فقال ابسط رداءك فبسطته ثم قال ضمه إلى صدرك فضممته فما أنسيت حديثا بعد وأخرج أبو يعلى من طريق الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن أبي هريرة قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحفظ فقال افتح كساءك فذكر نحوه وأخرج أبو نعيم من طريق عبدالله بن أبي يحيى عن سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا تسألني عن هذه الغنائم [ص:437] قلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال أجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة وله طرق أخرى منها عند أبي يعلى من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يأخذ مني كلمة أو كلمتين أو ثلاثا فيصرهن في ثوبه فيتعلمهن ويعلمهن قال فنشرت ثوبي وهو يحدث ثم ضممته فأرجو الا أكون نسيت حديثا مما قال وأخرجه أحمد من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن نحوه وفيه فقلت أنا فقال ابسط ثوبك وفي آخره فأرجو ألا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك وأخرج بن عساكر من طريق شعبة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبسطت ثوبي ثم جمعته فما نسيت شيئا بعد000 وأخرج البغوي بسند جيد عن الوليد بن عبدالرحمن عن بن عمر أنه قال
[ص:440] لأبي هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه000 )

الناصر
05-11-2006, 06:54 PM
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في السير ج2 : فَصْلٌ فِي بَقِيَّةِ كُبَرَاءِ الصَّحَابَةِ 126 - أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ (ع):( أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ صَخْرٍ (ع)
الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، المُجْتَهِدُ، الحَافِظُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ، اليَمَانِيُّ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ الأَثْبَاتِ000
عِكْرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيْرٍ السُّحَيْمِيُّ - وَاسْمُهُ: يَزِيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِناً يَسْمَعُ بِي إِلاَّ أَحَبَّنِي.
قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟
قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتْ مُشْرِكَةً، وَكُنْتُ أَدْعُوْهَا إِلَى الإِسْلاَمِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْماً، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ وَأَنَا أَبْكِي، فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهَا.
فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ).
فَخَرَجْتُ أَعْدُوا، أُبَشِّرُهَا، فَأَتَيْتُ، فَإِذَا البَابُ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، وَسَمِعَتْ حِسِّي، فَقَالَتْ:
كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ فَتَحَتْ، وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
وَقَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ، كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الحُزْنِ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ المُؤْمِنِيْنَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا).
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. (2/594)000 وَكَانَ حِفْظُ أَبِي هُرَيْرَةَ الخَارِقُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي يَحْيَى، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَلاَ تَسْأَلُنِي مِنْ هَذِهِ الغَنَائِمِ الَّتِي يَسْأَلُنِي أَصْحَابُكَ؟).
قُلْتُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ.
فَنَزَعَ نَمِرَةً كَانَتْ عَلَى ظَهْرِي، فَبَسَطَهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّمْلِ يَدُبُّ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَنِي حَتَّى إِذَا اسْتَوْعَبْتُ حَدِيْثَهُ، قَالَ: (اجْمَعْهَا، فَصُرَّهَا إِلَيْكَ).
فَأَصْبَحْتُ لاَ أُسْقِطُ حَرْفاً مِمَّا حَدَّثَنِي.
ابْنُ شِهَابٍ: عَنْ سَعِيْدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ:
إِنَّكُمْ تَقُوْلُوْنَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيْثَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْلُوْنَ: مَا لِلْمُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ لاَ يُحَدِّثُوْنَ مِثْلَهُ؟ وَإِنَّ إِخْوَانِي المُهَاجِرِيْنَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَ إِخْوَانِي مِنَ الأَنْصَارِ يَشْغَلُهُمْ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ، وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِيْناً مِنْ مَسَاكِيْنِ الصُّفَّةِ، أَلْزَمُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، فَأَحْضُرُ حِيْنَ يَغِيْبُوْنَ، وَأَعِي حِيْنَ يَنْسَوْنَ، وَقَدْ قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيْثٍ يُحَدِّثُهُ يَوْماً: (إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِي جَمِيْعَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَجْمَعُ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ، إِلاَّ وَعَى مَا أَقُوْلُ).
فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ، حَتَّى إِذَا قَضَى مَقَالَتَهُ، جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي، فَمَا نَسِيْتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ. (2/595)
الزُّهْرِيُّ أَيْضاً: عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
تَزْعُمُوْنَ أَنِّي أُكْثِرُ الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاللهُ المَوْعِدُ - إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِيْناً، أَصْحَبُ رَسُوْلَ اللهِ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَإِنَّهُ حَدَّثَنَا يَوْماً، وَقَالَ: (مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ قَبَضَهُ إِلَيْهِ، لَمْ يَنْسَ شَيْئاً سَمِعَ مِنِّي أَبَداً).
فَفَعَلْتُ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، مَا نَسِيْتُ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
وَالحَدِيْثَانِ: صَحِيْحَانِ، مَحْفُوْظَانِ. (2/596)000 حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّعَيْزِعَةِ كَاتِبُ مَرْوَانَ:
أَنَّ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، وَأَجْلَسَنِي خَلْفَ السَّرِيْرِ، وَأَنَا أَكْتُبُ، حَتَّى إِذَا كَانَ رَأْسُ الحَوْلِ، دَعَا بِهِ، فَأَقْعَدَهُ مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ الكِتَابِ، فَمَا زَادَ وَلاَ نَقَصَ، وَلاَ قَدَّمَ وَلاَ أَخَّرَ.
قُلْتُ: هَكَذَا فَلْيَكُنِ الحِفْظُ. (2/599)
قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الحَدِيْثَ فِي دَهْرِهِ000 وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَجْلِسُ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَيُحَدِّثُ، ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا صَاحِبَةَ الحُجْرَةِ، أَتُنْكِرِيْنَ مِمَّا أَقُوْلُ شَيْئاً؟
فَلَمَّا قَضَتَ صَلاَتَهَا، لَمْ تُنْكِرْ مَا رَوَاهُ، لَكِنْ قَالَتْ:
لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسْرُدُ الحَدِيْثَ سَرْدَكُمْ. (2/608)
وَكَذَلِكَ قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تُنْكِرُ مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ شَيْئاً؟
فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُ اجْترَأَ، وَجَبُنَّا000 بَلْ احْتَجَّ المُسْلِمُوْنَ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً بِحَدِيْثِهِ، لِحِفْظِهِ، وَجَلاَلَتِهِ، وَإِتْقَانِهِ، وَفِقْهِهِ، وَنَاهِيْكَ أَنَّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ، وَيَقُوْلُ: أَفْتِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ.
وَأَصَحُّ الأَحَادِيْثِ مَا جَاءَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَمَا جَاءَ عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَمَا جَاءَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَأَيُّوْبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَأَيْنَ مِثْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حِفْظِهِ، وَسَعَةِ عِلْمِهِ000 قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا المَعْمَرِ المُبَارَكَ بنَ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ يُوْسُفَ بنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ الفَقِيْهَ، سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا إِسْحَاقَ الفَيْرُوْزَابَادِيَّ، سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ يَقُوْلُ:
كُنَّا فِي مَجْلِسِ النَّظَرِ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، فَجَاءَ شَابٌّ خُرَاسَانِيٌّ، فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةِ المُصَرَّاةِ، فَطَالَبَ بِالدَّلِيْلِ، حَتَّى اسْتَدَلَّ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الوَارِدِ فِيْهَا، فَقَالَ - وَكَانَ حَنَفِيّاً -: أَبُو هُرَيْرَةَ غَيْرُ مَقْبُوْلِ الحَدِيْثِ.
فَمَا اسْتَتَمَّ كَلاَمَهُ حَتَّى سَقَطَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ سَقْفِ الجَامِعِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ أَجْلِهَا، وَهَرَبَ الشَّابُّ مِنْهَا وَهِيَ تَتْبَعُهُ.
فَقِيْلَ لَهُ: تُبْ تُبْ.
فَقَالَ: تُبْتُ.
فَغَابَتِ الحَيَّةُ، فَلَمْ يُرَ لَهَا أَثَرٌ.
إِسْنَادُهَا أَئِمَّةٌ. (2/619) وَأَبُو هُرَيْرَةَ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حَفِظِ مَا سَمِعَهُ مِنَ الرَّسُوْلِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَأَدَائِهِ بِحُرُوْفِهِ، وَقَدْ أَدَّى حَدِيْثَ المُصَرَّاةِ بِأَلْفَاظِهِ، فَوَجَبَ عَلَيْنَا العَمَلُ بِهِ، وَهُوَ أَصْلٌ بِرَأْسِهِ000 وَكَذَلِكَ أَفْتَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي دِقَاقِ المَسَائِلِ مَعَ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ عَمِلَ الصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسَائِلَ كَثِيْرَةٍ، تُخَالِفُ القِيَاسَ، كَمَا عَمِلُوا كُلُّهُمْ بِحَدِيْثِهِ:
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (لا تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلاَ خَالَتِهَا).
وَعَمِلَ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا بِحَدِيْثِهِ: (أَنَّ مَنْ أَكَلَ نَاسِياً، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَ أَبِي حَنِيْفَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ، فَتَرَكَ القِيَاسَ لِخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ. (2/621)
وَهَذَا مَالِكٌ عَمِلَ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَسْلِ الإِنَاءِ سَبْعاً مِنْ وُلُوْغِ الكَلْبِ، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَهُ أَنَّهُ لاَ يُغْسَلُ؛ لِطَهَارَتِهِ عِنْدَهُ000 وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَثِيْقَ الحِفْظِ، مَا عَلِمْنَا أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيْثٍ)0

الناصر
05-11-2006, 06:57 PM
قال ابن العماد الحنبلي رحمه الله في شذرات الذهب :( سنة سبع وخمسين (س 57):( وفيها توفي أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر، الدوسي، قاله هشام، وابن المديني، وقيل: سنة ثمان وخمسين، قاله أبو معشر، ويحيى بن بكير، وجماعة، وقيل: سنة تسع وخمسين، كان كثير العبادة والذكر، حسن الأخلاق، ولي إمرة المدينة، وكان حافظ الصحابة وأكثرهم رواية)0

الناصر
05-12-2006, 11:53 PM
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم الجزء الأول : -10- باب تغليظ الكذب على رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :( ولأبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ منقبة عظيمة، وهي أنَّه أكثر الصَّحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم رواية عن رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.وذكر الإمام الحافظ بقي بن مخلد الأندلسيُّ في (مسنده) لأبي هريرة خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً. (ج/ص: 1/68)وليس لأحد من الصَّحابة رَضِيَ الله عنهم هذا القدر ولا ما يقاربه.قال الإمام الشَّافعيُّ رحمه اللَّه: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، وكان أبو هريرة ينزل المدينة بذي الحليفة وله بها دار، مات بالمدينة سنة تسع وخمسين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، ودفن بالبقيع، وماتت عائشة رَضِيَ الله عَنْهَا قبله بقليل، وصلَّى عليها.وقيل: إنَّه مات سنة سبع وخمسين.وقيل: سنة ثمان والصَّحيح سنة تسع).
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في الكاشف :( أبو هريرة الدوسي كان حافظا متثبتا ذكيا مفتيا صاحب صيام وقيام قال عكرمة كان يسبح في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة).
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في العبر في خبر من غبر :( سنة ثمان وخمسين : وفيها في قول أبي معشر ويحيى بن بكير وجماعة توفي أبو هريرة الدوسي الحافظ وكان كثير العبادة والذكر حسن الأخلاق ولي إمرة المدينة مرة بل مرات).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب :( أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة ).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري المجلد الأول : 2 كِتَاب الْإِيمَانِ : باب حِفْظِ الْعِلْمِ: (قوله: (باب حفظ العلم) لم يذكر في الباب شيئا عن غير أبي هريرة، وذلك لأنه كان أحفظ الصحابة للحديث، قال الشافعي رضي الله عنه: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في عصره.وقد كان ابن عمر يترحم عليه في جنازته ويقول: كان يحفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه وسلم، رواه ابن سعد.
وقد دل الحديث الثالث من الباب على أنه لم يحدث بجميع محفوظه، ومع ذلك فالموجود من حديثه أكثر من الموجود من حديث غيره من المكثرين، ولا يعارض هذا ما تقدم من تقديمه عبد الله بن عمرو على نفسه في كثرة الحديث لأنا قدمنا الجواب عن ذلك، ولأن الحديث الثاني من الباب دل على أنه لم ينس شيئا سمعه، ولم يثبت مثل ذلك لغيره).
وقال الحافظ السيوطي رحمه الله في إسعاف المبطأ :( أبو هريرة الدوسي اليماني حافظ الصحابة روى عنه خلائق من الصحابة والتابعين قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره).

الناصر
05-14-2006, 10:54 AM
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في معرفة القراء الكبار :( 8 – أبو هريرة وكان إماما مفتيا فقيها صالحا حسن الأخلاق متواضعا محببا إلى الأمة وكان كثير العبادة والذكر)0

الناصر
05-14-2006, 10:59 AM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج4 ص 532 إلى 539 :( سئل رحمه الله تعالى
عن رجل يناظر مع آخر فى ( مسألة المصراة ( وردها اذا اراد المشترى فاستدل من ادعى جواز الرد بحديث ابى هريرة المتفق عليه فعارضه الخصم بأن قال ( ابو هريرة ( لم يكن من فقهاء الصحابة وقد أنكر عليه عمر بن الخطاب كثرة الرواية ونهاه عن الحديث وقال ان عدت تحدث فعلت وفعلت وكذا انكر عليه ابن عباس وعائشة اشياء فهل ما ذكره الخصم صحيح ام لا وما يجب على من تكلم فى أبى ( هريرة ) بهذا الكلام
فأجاب
الحمد لله هذا الراد مخطئ من وجوه
( أحدها ) قوله إنه لم يكن من فقهاء الصحابة فان عمر بن الخطاب ولى أبا هريرة على البحرين وهم خيار المسلمين الذين هاجر وفدهم الى النبى وهم وفد ( عبد القيس )
وكان أبو هريرة أميرهم هو الذي يفتيهم بدقيق الفقه مثل ( مسألة المطلقة ) دون الثلاث إذا تزوجت زوجا أصابها هل
تعود إلى الأول على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن عمر وهو مذهب أبى حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث كما هدمت الثلاث أو تعود على ما بقى كما هو قول عمر وغيره من أكابر الصحابة وهو مذهب مالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه بناءا على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع بها والمطلقة دون الثلاث لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا فأفتى أبو هريرة بهذا القول ثم سأل عمر فأقره على ذلك وقال لو أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا
وكذلك أفتى أبو هريرة في دقائق ( مسائل الفقه ) مع فقهاء الصحابة كابن عباس وغيره من اشهر الأمور وأقواله المنقولة في فتاويه تدل على ذلك وإذا كان عمر وعلى افقه من عمران بن حصين وأبى موسى الأشعري لم يخرجا بذلك من الفقه وكذلك إذا كان معاذ و ابن مسعود ونحوهما أفقه من أبى هريرة وعبدالله بن عمر ونحوهما لم يخرجا بذلك من الفقه
( الثاني ) أن يقال لهذا المعترض جميع علماء الأمة عملت بحديث أبى هريرة فيما يخالف القياس والظاهر كما عملوا جميعهم بحديثه عن النبي أنه قال ( لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ) وعمل أبو حنيفة
مع الشافعي واحمد وغيرهما بحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ( مع أن القياس عند أبى حنيفة أنه يفطر فترك القياس لحديث أبى هريرة ونظائر ذلك تطول ومالك مع الشافعي واحمد علموا بحديث أبى هريرة في غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا مع أن القياس عند مالك انه يغسل لأنه طاهر عنده بل الائمة يتركون القياس لما هو دون حديث أبى هريرة كما ترك أبو حنيفة القياس في مسالة ( القهقهة ) بحديث مرسل لا يعرف من رواه من الصحابة وحديث أبى هريرة أثبت منه باتفاق الأمة
( الثالث أن يقال المحدث إذا حفظ اللفظ الذي سمعه لم يضره أن لا يكون فقيها كالملقنين بحروف القرآن وألفاظ التشهد والأذان ونحو ذلك وقد قال ( نضر الله امرءا سمع حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) وهذا بين في أنه يؤخذ حديثه الذي فيه الفقه من حامل فقه إلى من هو أفقه منه ( وهذا بين في أنه يؤخذ حديث الذي فيه الفقه من حامله الذي ليس بفقيه ويأخذ عمن هو دونه في الفقه وإنما يحتاج في الرواية إلى الفقه إذا كان قد روى بالمعنى فخاف إن غير الفقيه يغير المعنى وهو لا يدرى
و ( أبو هريرة ( كان من أحفظ الأمة وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم ( بالحفظ ) قال فلم أنس شيئا سمعته بعد ولهذا روى حديث المصراة وغيره بلفظ رسول الله صلى ا لله عليه وسلم
الرابع ) أن الصحابة كلهم كانوا يأخذون بحديث أبى هريرة كعمر وابن عمر وابن عباس وعائشة ومن تأمل كتب الحديث عرف ذلك
( الخامس ) أن أحدا من الصحابة لم يطعن في شيء رواه أبو هريرة بحيث قال أنه أخطا في هذا الحديث لا عمر ولا غيره بل كان لأبى هريرة مجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ويقول يا صاحبة الحجرة هل تنكرين مما أقول شيئا فلما قضت عائشة صلاتها لم تنكر مما رواه لكن قالت إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث سردكم ولكن كان يحدث حديثا لو عده العاد لحفظه فأنكرت صفة الأداء لا ما أداه
وكذلك ابن عمر قيل له هل تنكر مما يحدث أبو هريرة شيئا فقال لا ولكن أخبر وجبنا فقال أبو هريرة ما ذنبي حفظت ونسوا وكانوا يستعظمون كثرة روايته حتى يقول بعضهم أكثر أبو هريرة حتى قال أبو هريرة الناس يقولون أكثر أبوهريرة والله الموعد أما إخواني من المهاجرين فكان يشغلهم الصفق بالأسواق وأما إخواني من الأنصار فكان يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرءا مسكينا ألزم رسول الله فكنت أشهد إذا غابوا واحفظ إذا انسوا ولقد حدثنا رسول الله حديثا ثم قال ( أيكم يبسط ثوبه فبسطت ثوبي فدعا لي فلم أنس بعد شيئا سمعته منه صلى الله عليه وسلم)
وروى عنه أنه كان يجزىء الليل ( ثلاثة أجزاء ) ثلثا يصلى وثلثا يكرر على الحديث وثلثا ينام
فقد بين أن سبب ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم وقطع العلائق ودعاؤه له وكان عمر بن الخطاب يستدعى الحديث من أبي هريرة ويسأله عنه ولم ينهه عن رواية ما يحتاج إليه من العلم الذي سمعه من النبي ولا توعده على ذلك ولكن كان عمر يحب التثبت في الرواية حتى لا يجترى الناس فيزاد في الحديث
ولهذا طلب من أبى موسى الأشعري من يوافقه على حديث الاستئذان مع أن أبا موسى من أكابر وثقاتهم باتفاق الأئمة
( السادس ) أن الصحابة كانوا يرجعون في مسائل الفقه إلى من هو دون أبى هريرة في الفقه كما رجع عمر بن الخطاب إلى حمل بن مالك وغيره في ( دية الجنين ) وكما رجع عثمان بن عفان إلى الفريعة بنت مالك في لزوم المتوفى عنها ( لمنزل الوفاة ) وكما رجع عمر بن الخطاب وغيره في ( توريث المرأة من دية زوجها )إلى الضحاك بن سفيان الكلابي وكما رجع زيد ابن ثابت وغيره إلى امرأة من الأنصار في سقوط طواف الوداع عن الحائض
وكذلك ابن مسعود لما أفتى ( المفوضة المتوفى عنها ) بمهر المثل فقام رجال من أشجع فشهدوا أن رسول الله قضى في بروع بنتا واشق بمثل ما قضيت به ففرح عبد الله بذلك فرحا شديدا وأبو بكر الصديق ورث الجدة بحديث المغيرة بن شعبة ومحمد بن سلمة ونظائر هذا كثيرة

( السابع ) أن يقال المخالف لحديث أبى هريرة في ( المصراة ) يقول انه يخالف الأصول أو قياس الأصول
فيقال له بل القول فيه كالقول في نظائره التي اتبعت فيها النصوص فهذا الحديث ورد فيما يخالف غيره لا فيما يماثل غيره والقياس هو التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين وذلك أن من خالفه يقول انه أثبت الرد بالمعيب وقدر بدل المتلف بل إن كان من المثليات ضمن بمثله و إلا فقيمته وهذا مضمون بغير مثل ولا قيمة وجعل الضمان على المشترى والخراج بالضمان فيقال له ) الرد يثبت بالتدليس ويثبت باختلاف الصفة باتفاق الأئمة ( والمدلس ( الذي أظهر أن المبيع على صفة وليس هو عليها كالواصف لها بلسانه وهذا النوع من الخيار غير خيار الرد بالعيب ويقال له المشترى لم يضمن اللبن
الحادث على ملكه ولكن ضمن ما في الضرع فانه لما اشترى المصراة وفيها لبن تلف عنده كان عليه ضمانه وإنما قدر الشارع البدل لأنه اختلط اللبن القديم باللبن الحادث فلم يبق يعرف مقدار اللبن القديم فلهذا لم يكن ضمانه بمثله ولا بقيمته فقدر الشارع في ذلك بدلا يقطع به النزاع كما قدر ديات النفس وديات الأعضاء ومنافعها ونحو ذلك من المقدرات التي يقطع بها نزاع الناس فانه إذا أمكن العلم بمقدار الحق كان هو الواجب وإذا تعذر ذلك شرع الشارع ما هو أمثل الطرق وأقربها إلى الحق فتارة يأمر بالخرض إذا تعذر الكيل أو الوزن إقامة للظن مقام العلم عند تعذر العلم ويأمر بالاستفهام لتعيين المستحق عند كمال الإبهام وتارة يقدر بدل الاستخقاق اذا لم يكن طريق آخر لقطع الشقاق ورد المشترى للصاع بدل ما أخذ من اللبن من هذا الباب
وفى المسالة حكاية ثانية ذكرها ( أبو سعيد بن السمعاني ( عن الشيخ العارف يوسف الهمداني عن الشيخ الفقيه أبى إسحاق الشيرازى عن القاضي أبى الطيب الطبري قال كنا جلوسا بالجامع ببغداد فجاء خراسانى سألنا عن المصراة فأجبناه فيها واحتججنا بحديث أبى هريرة فطعن في أبى هريرة فوقعت حية من السقف وجاءت حتى دخلت الحلقة وذهبت إلى ذلك الأعجمي فضربته فقتلته ونظير هذه ما ذكره الطبراني في ( كتاب السنة ) عن زكريا بن يحيى الساجي قال كنا إلى بعض الشيوخ لسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسترعنا في المشي ومعنا شاب ما جن فقال ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها قال فما زال حتى جفته رجلاه ولهذا نظائر نسأل الله تعالى الاعتصام بكتابه وسنة رسوله وإتباع ما أقام من دليله والله سبحانه أعلم )0

الناصر
05-22-2006, 07:19 PM
وسيأتي مزيدا بإذن الله تعالى .
المسألة الثالثة :
قال المبتدع الضال عدنان بن يحيى الجنيد بعد كلامه السابق وطعنه في أحاديث الصحابي الفاضل أبي هريرة رضي الله عنه
:( كالأحاديث التي تقول بأن الله خلق آدم على صورته وأنه تعالى وضع رجله على جهنم فقالت جهنم قط قط وغيرها مما يفيد تجسيم ذات الله وتشبيهها بالمخلوقين ).
قال أبو عبد الرحمن وسيأتي الرد عليه من أكثر من وجه بإذن الله تعالى.

الناصر
05-27-2006, 06:30 PM
الوجه الأول
أن الحديثين في الصحيحين وهما من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول .
الوجه الثاني : من صحح هذين الحديثين بخصوصهما ومن نقل من العلماء الإتفاق على صحة هذين الحديثيين.
قال ابن مندة رحمه الله في الرد على الجهمية : باب في قوله عز وجل يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد :( 14 أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان ، بنيسابور ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحاجت الجنة والنار " ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فإني لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ، " فقال جل وعز للنار : " إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، وقال للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله فيها رجله فتقول : قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله جل وعز من خلقه أحدا ، وأما الجنة فإن الله جل وعز ينشئ لها خلقا . " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ، " فلما خلقه قال : " اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك " قال : " فذهب إليهم " فقال : السلام عليكم فقالوا : عليك السلام ورحمة الله قال : " فزادوه ورحمة الله " فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا ، فلا يزال الخلق ينقص بعده حتى الآن ، قال أبو عبد الله : وهذا حديث ثابت باتفاق من أهل المعرفة بالأثر
15 أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق ، ثنا عبد الله بن يحيى ، ثنا المقدمي ، ثنا أشعث بن عبد الله الخراساني ، ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يلقى في النار ، وتقول : هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فتقول : قط قط "
16 ورواه القواريري ، عن حرمي بن عمارة ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يضع الله رجله في النار فتقول : قط قط " قال أبو عبد الله : وهذا حديث ثابت باتفاق).

الناصر
05-27-2006, 07:04 PM
ولله در الحافظ الذهبي رحمه الله حيث قال
كما في سير أعلام النبلاء : مُجَلَّدُ الرَّابِعَ عَشَرَ : في ترجمة الذي قتل على الزندقة 205-الحَلاَّجُ الحُسَيْنُ بنُ مَنْصُوْرِ :
( فَمَا مِنْ إِمَامٍ كَامِلٍ فِي الخَيْرِ، إِلاَّ وَثَمَّ أُنَاسٌ مِنْ جهلَةِ المُسْلِمِيْنَ وَمُبْتَدِعِيهِم يذمُّونَه، وَيحطُّونَ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ رَأْسٍ فِي البدعَةِ وَالتَّجَهُّمِ وَالرَّفضِ إِلاَّ وَلَهُ أُنَاسٌ يَنْتصرُوْنَ لَهُ، وَيَذُبُّونَ عَنْهُ، وَيدينُوْنَ بِقَولِه بِهوَىً وَجهلٍ، وَإِنَّمَا العِبْرَةُ بِقَولِ جُمْهُوْرِ الأُمَّةِ الخَالينَ مِنَ الهوَى وَالجَهْلِ، المتَّصِفِينَ بِالوَرَعِ وَالعِلْمِ، فَتَدبّرْ-يَا عَبْدَ اللهِ-نحْلَةَ الحَلاَّجِ الَّذِي هُوَ مِنْ رُؤُوْسِ القرَامِطَةِ، وَدعَاةِ الزَّنْدَقَةِ، وَأَنِصْفْ، وَتَوَرَّعْ، وَاتَّقِ ذَلِكَ، وَحَاسِبْ نَفْسكَ، فَإِنْ تبرهَنَ لَكَ أَنَّ شَمَائِلَ هَذَا المَرْءِ شَمَائِلُ عدوٍّ لِلإِسْلاَمِ، مُحبٍّ للرِّئاسَةِ، حريصٍ عَلَى الظُهُوْرِ بباطلٍ وَبحقٍّ، فَتبرَّأْ مِنْ نِحْلتِه).(14/345)

الناصر
05-27-2006, 11:31 PM
قال ابن القيم رحمه الله في إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية ص 98 و99 و 100 و101:
( قول إمام الشافعية في وقته أبي العباس بن سريج رحمه الله تعالى :
ذكر أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني في جوابات المسائل التي سئل عنها بمكة فقال
الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وعلى كل حال وصلى الله على محمد المصطفى وعلى الأخيار الطيبين من الأصحاب والآل سألت
أيدك الله تعالى بتوفيقه بيان ما صح لدي وتأدى حقيقته إلى من سلك مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات الواردة في الكتاب المنزل والسنة المنقولة بالطرق الصحيحة برواية الثقات الأثبات عن النبي بوجيز من القول واختصار في الجواب فاستخرت الله سبحانه وتعالى وأجبت عنه بجواب بعض الأئمة الفقهاء وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج رحمه الله تعالى وقد سئل عن مثل هذا السؤال فقال أقول وبالله التوفيق).
حرام على العقول أن تمثل الله سبحانه وتعالى... وقد صح وتقرر واتضح عند جميع أهل الديانة والسنة والجماعة من السلف الماضين والصحابة والتابعين من الأئمة المهتدين الراشدين المشهورين إلى زماننا هذا أن جميع الآي الواردة عن الله تعالى في ذاته وصفاته والأخبار الصادقة الصادرة عن رسول الله في الله وفي صفاته التي صححها أهل النقل وقبلها النقاد الأثبات يجب على المرء المسلم المؤمن الموفق الإيمان بكل واحد منه كما ورد وتسليم أمره إلى الله سبحانه وتعالى كما أمر ذلك مثل قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة )
وقوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا )
وقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى )
وقوله تعالى ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه )
ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية والنفس واليدين والسمع والبصر والكلام والعين والنظر والإرادة والرضى والغضب والمحبة والكراهة ... وجميع ما لفظ به المصطفى من صفاته كغرسه جنته الفردوس بيده وشجرة طوبى بيده وخط التوراة بيده والضحك والتعجب ووضعه القدم على النار فتقول قط قط وذكر الأصابع والنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا وليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان وليلة القدر وكغيرته وفرحه بتوبة العبد واحتجابه بالنور وبرداء الكبرياء وأنه ليس بأعور وأنه يعرض عما يكره ولا ينظر إليه وأن كلتا يديه يمين واختيار آدم قبضة اليمنى وحديث القبضة وله كل يوم كذا وكذا نظرة في اللوح المحفوظ وأنه يوم القيامة يحثو ثلاث حثيات من جهنم فيدخلهم الجنة
ولما خلق آدم عليه الصلاة والسلام مسح ظهره بيمينه فقبض قبضة فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي أصحاب اليمين وقبض قبضة أخرى وقال هذه للنار ولا أبالي أصحاب الشمال ثم ردهم في صلب آدم وحديث القبضة التي يخرج بها من النار قوما لم يعملوا خيرا قط عادوا حمما فيلقون في نهر من الجنة يقال له نهر الحياة وحديث خلق آدم على صورته وقوله لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن... ونفسر ما فسره النبي وأصحابه والتابعون والأئمة المرضيون من السلف المعروفين بالدين والأمانة ونجمع على ما أجمعوا عليه ونمسك عن ما أمسكوا عنه ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهرة تنزيلها لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بها واجب والقول بها سنة وابتغاء تأويلها بدعة آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته ثم ذكر باقي المسائل وأجوبتها)

الناصر
05-27-2006, 11:34 PM
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري المجلد الخامس : كِتَاب الْعِتْقِ : باب إِذَا ضَرَبَ الْعَبْدَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ:
( وقال حرب الكرماني في " كتاب السنة " سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن.
وقال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول هو حديث صحيح وقال الطبراني في كتاب السنة " حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال رجل لأبي إن رجلا قال خلق الله آدم على صورته - أي صورة الرجل - فقال: كذب هو قول الجهمية " انتهى).

الناصر
05-28-2006, 02:19 PM
الوجه الثالث : ما الذي عليه السلف رحمهم الله في هذين الحديثين وغيرهما من أحاديث الصفات :
وقد سبق شيء من ذلك .
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 287 و ما بعدها
:( و نحن نحكي اجماعهم كما حكاه حرب صاحب الإمام احمد عنهم بلفظه قال في مسائله المشهورة هذه مذاهب أهل العلم و أصحاب الأثر و أهل السنة المتمسكين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي إلى يومنا هذا و أدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز و الشام و غيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة و سبيل الحق قال و هو مذهب احمد و إسحاق بن إبراهيم و عبد الله بن مخلد و عبد الله بن الزبير الحميدي و سعيد بن منصور و غيرهم كمن جالسنا و أخذنا عنهم العلم و كان من قولهم أن الإيمان قول و عمل و نية و تمسك بالسنة و الإيمان يزيد و ينقص و يستثنى من الإيمان غير أن لا يكون الاستثناء شكا إنما هي سنة ماضية عند العلماء فإذا سئل الرجل أمؤمن أنت فانه يقول أنا مؤمن إن شاء الله أو مؤمن ارجوا و يقول أمنت بالله و ملائكته و كتبه ورسله و من زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجىء و من زعم أن الإيمان هو القول و الأعمال شرائع فهو مرجئ و من زعم أن الإيمان يزيد و لا ينقص فقد قال بقول المرجئة و من لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ و من زعم أن إيمانه كإيمان جبريل و الملائكة فهو مرجئ و من زعم أن المعرفة في القلب و أن لم يتكلم بها فهو مرجئ... و يذبح الموت يوم القيامة بين الجنة و النار و قد خلقت الجنة و ما فيها و خلقت النار و ما فيها خلقهما الله عز و جل و خلق الخلق لهما و لا يفنيان و لا يفنى فيهما ما فيهما أبدا فإذا احتج مبتدع أو زنديق بقول الله عز و جل كل شيء هالك إلا وجهه و بنحو هذا من متشابه القرآن قيل له كل شيء مما كتب الله عليه الفناء و الهلاك هالك و الجنة و النار خلقهما الله للبقاء لا للفناء و لا للهلاك و هما من الآخرة لا من الدنيا و الحور العين لا يمتن عند قيام الساعة و لا عند النفخة و لا أبدا لان الله عز و جل خلقهن للبقاء لا للفناء و لم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع ضل عن سواء السبيل و خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض و سبع أرضين بعضها اسفل من بعض و بين الأرض العليا و السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام و بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام و الماء فوق السماء العليا السابعة و عرش الرحمن عز و جل فوق الماء و الله عز و جل على العرش و الكرسي موضع قدميه و هو يعلم ما في السماوات و الأرضين و ما بينهما و ما تحت الثرى و ما في قعر البحر و منبت كل شعرة و شجرة و كل زرع وكل نبات و مسقط كل ورقة عدد كل كلمة و عدد الرمل و الحصى و التراب و مثاقيل الجبال و أعمال العباد و أثارهم و كلامهم و أنفاسهم و يعلم كل شيء و لا يخفى عليه من ذلك شيء و هو على العرش فوق السماء السابعة و دونه حجب من نار و نور و ظلمة و ما هو اعلم به فإذا احتج مبتدع أو مخالف بقول الله عز و جل و نحن اقرب إليه من حبل الوريد و قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم و لا خمسة إلا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك ولا اكثر إلا هو معهم أينما كانوا و نحو هذا من متشابه القرآن فقل إنما يعني بذلك العلم أن الله عز و جل على العرش فوق السماء السابعة العليا يعلم ذلك كله و هو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان و لله عز و جل عرش و للعرش حملة يحملونه و الله عز و جل مستو على عرشه و ليس له حد و الله عز و جل سميع لا يشك بصير لا يرتاب عليم لا يجهل جواد لا يبخل حليم لا يعجل حفيظ لا ينسى و لا يسهو قريب لا يغفل و يتكلم و ينظر و يبسط و يضحك و يفرح و يحب و يكره و يبغض و يرضى و يغضب و يسخط و يرحم و يعفو و يغفر و يعطي و يمنع و ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء ليس كمثله شيء و هو السميع البصير و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء و يوعيها ما أراد و خلق آدم بيده على صورته و السموات و الأرض يوم القيامة في كفه و يضع قدمه في النار فتنزوي و يخرج قوما من النار بيده و ينظر إلى وجهه أهل الجنة يرونه فيكرمهم و يتجلى لهم و تعرض عليه العباد يوم القيامة و يتولى حسابهم بنفسه و لا يلى ذلك غير الله عز و وجل والقرآن كلام الله الذي تكلم به وليس بمخلوق فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر و من زعم أن القرآن كلام الله و وقف و لم يقل ليس بمخلوق فهو اخبث من القول الأول...)

الناصر
05-28-2006, 02:22 PM
قال شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله مجيبا على سؤال وجه إليه : وإليكم نص السؤال والجواب
:( السؤال :
إن الله خلق آدم على صورته ، هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟
الجواب :
هذا ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام : ((إن الله خلق آدم على صورته)) وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث ((على صورة الرحمن)) فالضمير في الحديث الأول يعود إلى الله ، قال أهل العلم كأحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وأئمة السلف : يجب أن نمره كما جاء على الوجه الذي يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ، ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي ، كما أنه لا يلزم من إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرجل والغضب وغير ذلك من صفاته أن تكون مثل صفات بني آدم ، فهو سبحانه موصوف بما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به من دون أن يشابه خلقه في شيء في ذلك كما قال عز وجل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1] فعلينا أن نمره كما جاء على الوجه الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل والمعنى والله أعلم أنه خلق آدم على صورته ذا وجه وسمع وبصر يسمع ويتكلم ويبصر ويفعل ما يشاء ، ولا يلزم أن يكون الوجه كالوجه والسمع كالسمع والبصر كالبصر .. وهكذا لا يلزم أن تكون الصورة كالصورة وهذه قاعدة كلية في هذا الباب عند أهل السنة والجماعة ، وهي إمرار آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل بل يثبتون أسماءه إثباتا بلا تمثيل وينزهونه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بلا تعطيل ، خلافا لأهل البدع من المعطلة والمشبهة فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل وإن اتفقا في جنس العلم والسمع والبصر لكن ما يختص به الله لا يشابهه أحد من خلقه سبحانه وتعالى ، وليس كمثله شيء ؛ لأن صفاته صفات كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه أما أوصاف المخلوقين فيعتريها النقص والزوال في العلم وفي السمع والبصر وفي كل شيء . والله ولي التوفيق ).
المصدر :
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
وهذه فتوى أخرى لشيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله :
السؤال :
ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهي فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
الجواب :
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته)) وفي لفظ آخر : ((على صورة الرحمن)) وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1] وقال سبحانه : {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }[2] فلا يجوز ضرب الوجه ، ولا تقبيح الوجه .
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع

الناصر
05-28-2006, 02:23 PM
وليعتبر المعتبر أن الأمة متفقة على صحة الحديثين حتى من تأولهما لم يتهم أبا هريرة رضي الله عنه كما فعل هذا الحاقد الجاهل
وبسبب أن هناك من العلماء المعتبرين كابن خزيمة و من المعاصرين كالشيخ الألباني رحمه الله
يقولون أنه لا يقال على صورة الرحمن .ومع إجلالنا لهم إلا أن قولهم مردود ولنا ما نقله الإمام أحمد من الإجماع وقد تقدم وسيأتي أيضا.

الناصر
05-28-2006, 08:24 PM
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في الشريعة رحمه الله
:( باب الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته بلا كيف )
ثم ساق أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ثم قال الإمام الآجري رحمه الله :( 720
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال : نا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال : نا جرير بن عبد الحميد , عن الأعمش , عن حبيب بن أبي ثابت , عن عطاء , عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجه , فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل " قال محمد بن الحسين رحمه الله : هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها , ولا يقال فيها : كيف ؟ ولم ؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق , وترك النظر , كما قال من تقدم من أئمة المسلمين ).

الناصر
05-28-2006, 08:38 PM
قال الإمام ابن بطة رحمه الله في الإبانة الكبرى
:( باب الإيمان بأن الله خلق آدم على صورته بلا كيف)
ثم ساق ابن بطة رحمه الله حديث ابن عمر وأحاديث لأبي هريرة ثم قال ابن بطة رحمه الله تعالى :( 2582
حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدثني محمد بن جعفر ، نا أبو بكر المروذي ، قال : قلت لأبي عبد الله : " كيف تقول في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " خلق الله آدم على صورته ؟ " قال : أما الأعمش فيقول : عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل خلق آدم على صورة الرحمن " فنقول كما جاء الحديث . وسمعت أبا عبد الله ، وذكر له بعض المحدثين ، قال : خلقه على صورته ، قال : على صورة الطين ، فقال : هذا كلام الجهمية
2583 حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الشيلماني ، نا عبد الله بن العباس الطيالسي ، نا إسحاق بن منصور ، قال : قلت لأحمد : " لا تقبحوا الوجوه فإن الله خلق آدم على صورته " ، أليس تقول بهذه الأحاديث ؟ قال أحمد : صحيح ، قال ابن راهويه : صحيح ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي
2584 حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء نا أبو نصر عصمة بن أبي عصمة قال : نا أبو طالب ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : " من قال : إن الله تعالى خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه ؟ "
2585 حدثني أبو صالح ، ثنا محمد بن داود أبو جعفر البصروي ، نا أبو الحارث الصائغ ، قال : قلت لأبي عبد الله : يا أبا عبد الله قلت لرجل : لا نقول : إن وجه الله ليس بمخلوق ، فقال : لا إلا أن يكون في الكتاب نص ، فارتعد أبو عبد الله ، وقال : " أستغفر الله ، سبحان الله ، هو الكفر بالله ، أحدثك في أن وجه الله ليس بمخلوق ؟ "
2586 حدثنا القاضي المحاملي ، نا سلم بن جنادة ، نا أبو معاوية ، ح حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي وعمي عبد الله ، قالا : نا أبو معاوية ، ح وحدثنا أبو جعفر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن أبي موسى ، قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس : " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار ، وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النار لو كشف طبقها لأحرق سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره من خلقه " وحدثني أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، ثنا أبو بكر أحمد بن هارون قال : سألت ثعلبا عن قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : " لأحرقت سبحات وجهه " فقال : السبحات يعني من ابن آدم الموضع الذي يسجد عليه ، قال الشيخ رحمه الله : وكذبت الجهمية بهذا كله وقالوا : لا نقول إن لله تعالى وجها ؛ لأنه لا يكون وجه إلا بقفا ، ووجه الله تعالى بلا كيف ، وقد أكذبهم الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال : كل شيء هالك إلا وجهه ، وقال : كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ، وقال : وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم ارزقني النظر إلى وجهك " . وقد ذكرنا من الحديث في هذا الباب وفي غيره ما فيه كفاية لمن عقل

أبو الربيعة
05-29-2006, 08:25 PM
جزاك الله خيرا يا ناصر !
و للشيخين التويجري و عبدالله الدويش رسالة في هذا الباب
أخي الناصر أنا في إنتظار جوابك

الناصر
06-02-2006, 04:13 PM
قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة ص 24 ، 25:
( وكل ما سمعت من الآثار مما لا يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل). و قوله :( إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ).
وينزل يوم عرفة وينزل يوم القيامة وجهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه _ جل ثناؤه_ وقول الله تعالى للعبد :( إن مشيت إلي هرولت إليك ) وقوله *** تنبيه 1 *** :( خلق الله آدم على صورته ) وقوله :( إن الله تبارك وتعالى ينزل يوم عرفة ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : رأيت ربي في أحسن صورة). وأشباه هذه الأحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض لا تفسر شيئا من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه أو رده فهو جهمي ).
وقال رحمه الله في شرح السنة أيضا ص 38
: ( وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع)
قال الناصر قولي بين *** *** تنبيه 1 أريد بذلك أ ن قول الإمام البربهاري رحمه الله قوله : أي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو ظاهر لمن تأمله إن شاء الله.
الأخ الفاضل أبا الربيعة : أمهلني قليلا بارك الله فيك فإني منشغل جدا وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه بمنه وكرمه.

أبو الربيعة
06-03-2006, 11:50 PM
إن شاء الله ؛

الناصر
06-25-2006, 03:48 PM
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ميزان الإعتدال ج 2 ص 374 و 375 :( 2290 ( 2996 ) حمدان بن الهيثم عن أبي مسعود أحمد بن الفرات وعنه أبو الشيخ ووثقه لكنه أتى بشيء منكر عن أحمد عن أحمد بن حنبل في معنى قوله عليه السلام
إن الله خلق آدم على صورته زعم أنه قال صور الله صورة آدم قبل خلقه ثم خلق على تلك الصورة فأما أن يكون خلق الله آدم على صورته فلا فقد قال تعالى ليس كمثله شيء (الشورى 11) قال يحيى بن مندة في مناقب أحمد قال الظفر بن أحمد الخياط في كتاب السنة وحمدان بن الهيثم يزعم أن أحمد قال صور الله صور آدم قبل خلقه وأبو الشيخ فوثقه في كتاب الطبقات
ويدل على بطلان روايته ما رواه حمدان بن علي الوراق الذي هو أشهر من حمدان بن الهيثم وأقدم أنه سمع أحمد بن حنبل وسأله رجل عن حديث خلق آدم على صورته على صورة آدم فقال أحمد فأين الذي يروي عن النبي  أن الله خلق آدم على صورة الرحمن ثم قال أحمد وأي صورة لآدم قبل أن يخلق الطبراني سمعت عبد الله بن أحمد يقول قال رجل لأبي إن فلانا يقول في حديث رسول الله  إن الله خلق آدم على صورته فقال على صورة الرجل فقال أبي كذب هذا قول الجهمية وأي فائدة في هذا
وقيل إن أبا عمر بن عبد الوهاب هجر أبا الشيخ لمكان حكاية حمدان وقال إن أردت أن أسلم عليك فأخرج من كتابك حكاية حمدان بن الهيثم)0
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان ج2 ص 365:( 1447 حمدان بن الهيثم عن أبي مسعود أحمد بن الفرات وعنه أبو الشيخ ووثقه لكنه أتى بشيء منكر عن أحمد بن حنبل في معنى قوله عليه السلام أن الله خلق آدم على صورته زعم أنه قال صور الله صورة آدم قبل خلقه ثم خلقه على تلك الصورة فأما أن يكون خلق الله آدم على صورته فلا فقد قال تعالى ليس كمثله شيء قال يحيى بن مندة في مناقب أحمد قال المظفر بن أحمد الخياط في كتاب السنة وحمدان بن الهيثم يزعم أن أحمد قال صور الله صورة آدم قبل خلقه وأبو الشيخ يوثقه في كتاب الطبقات ويدل على بطلان روايته ما رواه أحمد بن علي الوراق الذي هو أشهر من حمدان بن الهيثم وأقدم أنه سمع أحمد بن حنبل وسأله رجل عن حديث خلق آدم على صورته على صورة آدم فقال أحمد فأين الذي يروي عن النبي  أن الله خلق آدم على صورة الرحمن ثم قال أحمد وأي صورة لآدم قبل أن يخلق الطبراني سمعت عبد الله بن أحمد يقول قال رجل لأبي إن فلانا يقول في حديث رسول الله  أن الله خلق آدم على صورته فقال على صورة الرجل فقال أبي كذب هذا قول الجهمية وأي فائدة في هذا وقيل إن أبا عمر بن عبد الوهاب هجر أبا الشيخ لمكان حكاية حمدان وقال إن أردت أن أسلم عليك فاخرج من كتابك حكاية حمدان بن الهيثم)0

12d8c7a34f47c2e9d3==