المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلامة الفوزان:[الحكم بالردة يرجع فيه للعلماء والقضاة دفعاً للفوضى وحماية للمسلمين]


كيف حالك ؟

المفرق
03-11-2006, 02:49 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن قضية التكفير وما دار فيها هذه الأيام من أخذ ورد وهي مزلة أقدام, ومضلة أفهام ، وقد حصل فيها الخلط واللبس من قديم بين مفرط ومفرط, بين غال وجاف من اصحاب الأفكار المنحرفة البعيدة عن فهم الكتاب والسنة. فأهل الإفراط والغلو من الخوارج ومن سار في ركابهم من المعاصرين عن قصد أو عن جهل يرون ان مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك والكفر يكفر بها الكفر المخرج عن الملة بناء عى أخذهم بنصوص الوعيد وتركهم لنصوص الوعد. وبناء على أن الايمان عندهم لايتجزأ الى ايمان كامل وايمان ناقص فاذا زال بعضه زال كله عندهم وقد سار على هذا الخط خوارج اليوم من حدثاء الاسنان وسفهاء الاحلام الذين يكفرون بلا ضوابط شرعية, والمعتزلة قالوا: مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك والكفر يخرج من الايمان ولايدخل في الكفر فهو في المنزلة بين المنزلتين, ليس بمؤمن ولا كافر معتمدين في ذلك على نصوص الوعيد وترك نصوص الوعد. شأنهم في ذلك شأن الخوارج. وقابل الفريقين فريق المرجئة على اختلاف فرقهم فقالوا: من دخل في الاسلام فإنه لايكفر بأي فعل فعله وأي واجب تركه بناء على ان الاعمال لا تدخل عندهم في مسمى الايمان. واعتمادا منهم على نصوص الوعد وترك نصوص الوعيد عكس ماعليه الخوارج والمعتزلة.


وقالوا: الايمان في القلب وهو شيء واحد لايزيد ولا ينقص أو في القلب واللسان ولاتدخل الأعمال في مسماه فلا يضر مع الايمان معصية. كما ينفع مع الكفر طاعة. وقد تبنى هذا المذهب بعض الكتاب في وقتنا الحاضر. فصاروا ينكرون التكفير مطلقا من غير تفصيل ولا يكفرون حتى بنواقض الاسلام. وهذا لاشك أنه خطأ واضح ان كان صاحبه لايعرف تفاصيل المسألة بل دخل فيها عن جهل وعدم تمييز. أو هو ضلال وتلبيس ان كان يعرف التفاصيل لكنه اراد التعمية والتلبيس. لان الله سبحانه حكم بالكفر بعد الايمان على من فعل فعلا منافيا للايمان كالذبح لغير الله وعبادة القبور والأضرحة. او قال قولا ينافي الايمان كدعاء غير الله من الأموات والجن والشياطين او سب الله او رسوله لو سب دين الاسلام. قال تعالى {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم}.


وقال تعالى {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم}. وقال تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون}. وقال تعالى: {ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}. وقال: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} الآية. وقال النبي : (من بدل دينه فاقتلوه). وقال (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيب الزاني. والتارك لدينه المفارق للجماعة) فدلت هذه النصوص على أنه قد يحصل كفر بعد ايمان وردة بعد اسلام.


ومن ثم ألف العلماء كتبا بينوا فيها نواقض الاسلام وجعلوا في كتب الفقه بابا سموه: باب حكم المرتد. قالوا والمرتد هو الذي يكفر بعد اسلامه بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك وذكروا أدلة ذلك من الكتاب والسنة تحذيرا للمسلمين من الوقوع في شيء من هذه ا لنواقض وردا على من يزعم انه لايرتد أحد بعد اسلامه ولايحكم على أحد بالردة مهما قال ومهما فعل ومهما اعتقد. والصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة رسول الله قاتلوا المرتدين الذين امتنعوا عن أداء الزكاة وزعموا أن وجوب أدائها انتهى بوفاة الرسول .


وهؤلاء الكتاب المعاصرون يرون ان بيان هذا الأمر للناس وان الحكم على من ارتكب ناقضا من نواقض الاسلام بالردة يعتبر من الغلو والتشدد والتكفير للناس بغير حق ولايعتبرون ارتكاب شيء من نواقض الاسلام مروقا من الدين وخروجا من الملة. وهذا المسلك الذي سلكوه يعتبر مخالفا للكتاب والسنة ولما أجمع عليه علماء الامة من الحكم بالردة والكفر على من يستحقها. وان هذه النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم هذا من حيث العموم.

وأما الحكم بالردة على شخص معين فانما يرجع فيه الى العلماء المعتبرين والقضاة الشرعيين دفعا للفوضى في الأحكام وحماية للمسلمين من أحكام الجهلة والطغام.

لأن الحكم بالردة على شخص يقتضي مفارقة زوجته له ومصادرة أمواله وحرمانه من الإرث من قريبه وحرمان قريبه من إرثه منه. ثم ان المرتد اذا ثبتت ردته فانه يستتاب فان تاب قبلت توبته. فالله تعالى يتوب على من تاب.قال تعالى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ماتفعلون. ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد} وان لم يتب وجب قتله لقول النبي : (من بدل دينه فاقتلوه) حماية للدين من التلاعب به.

وأما الذنوب التي هي دون الكفر والشرك والردة وان كانت كبائر وموبقات فأهل السنة والجماعة لايحكمون على مرتكبها بالكفر والخروج من الملة كما تقوله الخوارج والمعتزلة. ولايقولون إنها لاتضر صاحبها كما تقوله المرجئة. بل يقولون انها تنقص الايمان وهي تحت مشيئة الله ان شاء الله غفرها لصاحبها. وان شاء الله عذبه بقدر ذنوبه ثم يخرج من النار الى الجنة.


قال تعالى {إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}. فأهل السنة جمعوا بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد.

ولم يأخذوا بطرف منها ويتركوا الطرف الآخر كما يفعله أهل الضلال والذين في قلوبهم زيغ.
هذا ما أحببت التنبيه عليه في هذه المسألة التي اصبحت حديث المجالس وتناولها الجهال والمتعاملون بالأحكام الخاطئة الخطرة.

مما زاد الشر شرا وفتح الباب لاعداء الاسلام والمغرضين. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.


ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..

كتبه : الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


جريدة عكاظ ** ( الثلاثاء - 22/10/1424هـ ) الموافق 16 / ديسمبر/ 2003 ** العدد 912

عبد الله الجزائري السلفي
03-11-2006, 05:13 PM
اشكال:
أخي المفرق : أين موضع الشاهد من كلام الشيخ ـ حفظه الله تعالى ـ المفيد أن الحكم بالكفر على المعين في المسائل الواضحة الجلية كمن يقول أنا نبي رسول من عند الله؟؟ أنه لا يكفر حتى يحكم عليه العالم ؟؟؟؟ يرجى التوضيح والله المستعان.

عبد الله الجزائري السلفي
03-11-2006, 05:15 PM
اشكال ثاني:
ثم أخي المفرق وفقنا الله لمرضاته : أين موضع الشاهد من كلام الشيخ ـ حفظه الله تعالى ـ المفيد أن الحكم بالكفر على المعين في المسائل الواضحة الجلية كمن يقول: [ إن لله ولد ] - تعالى الله عن ذلك - بأنه لا يكفر حتى يحكم عليه العالم أو القاضي ؟؟؟؟ يرجى التوضيح والله المستعان.

عبد الله الجزائري السلفي
03-11-2006, 05:21 PM
الحمد لله على كل حال:
ثم المعذرة أخي المشرف وغيره من الإخوان:
إن الإشكال موجه للأخ المفرق وغيره من الإخوة الذين وظفوا كلام العلماء في غير محله و لم يجمعوه في هذه المسألة وهي تكفير المعين ، ولو يفرقوا بين المسائل الواضحة الجلية و المعلومة من الدين بالضرورة و المشتهرة وغيرها من المسائل الخفية، وهذاالكلام ليس من كيسي استغفر الله بل هو كلام العلماء الأجلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب و أحفاده كالشيخ اسحاق آل الشيخ و الشيخ محمد ابن ابراهيم آل الشيخ و الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمهم الله وكلها موثقة عندي بالمصدر و لله الحمد . وإن كنت أعلم يقينا أن المشاركة قد تحذف لكن ما باليد حيلة هذه عقيدة في المسألة بعد بحث و الحمد لله. وأدين الله به .
أما كلام الشيخ فالح الحربي-حفظه الله تعالى و غيره-فله مقامه ولو يتدبر لوجد أنه ككلام الشيخ صالح آل الشيخ و الشيخ صالح آل الشيخ في تضييق هذا الباب الذي خاضه الكثير من سفهاء الأحلام من الخوارج و أذنابهم و الله أعلم .

الناصر
03-11-2006, 06:03 PM
قال الناصر وأنا أتابع ما قاله الأخ عبد الله الجزائري بارك الله فيه وفي جميع إخواننا ووفقنا وإياه لكل خير
فالنقاش ليس في المسائل المطلقة ولكن يدور حول رجل سب الله أو رسوله سبا صريحا مع العلم بإنتفاء موانع التكفير .

أبو المهاجر
03-12-2006, 11:54 PM
دخل اعرابي على الجهم وهو يدرس عقيدته الجهمية فقال:
الا ان جهما كافر بان كفره***ومن قال يوما قول الجهم فقد كفر.....انتهى

salaf
03-13-2006, 10:28 PM
جزاك الله خيرا اخي عبد الله

مشعل عبدالله
03-15-2006, 11:19 AM
ياabeelmehagir

وهل الأعرابي هذا صحابي كي تستشهد به في هذا الموضع!!

وهل بول الأعرابي في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام يستشهد به على جواز البول في المسجد؟؟

والأمثلة على هذا كثيره

ولكن ضع الأدلة في مواضعها

وكلام الشيخ واضح حفظه الله حين قال((وأما الحكم بالردة على شخص معين فانما يرجع فيه الى العلماء المعتبرين والقضاة الشرعيين دفعا للفوضى في الأحكام وحماية للمسلمين من أحكام الجهلة والطغام.))

أبو المهاجر
03-15-2006, 05:21 PM
أخي مشعل بارك الله فيك الأعرابي الذي بال قي المسجد خطأه النبي صلى الله عليه وسلم وخطأه الصحابة رضوان
الله عليهم والدليل أن النبي أمر صحابته بالرفق به وهدا جد معلوم ، أما الأعرابي الذي دخل علىالجهم فالعلماء هم
الدين نقلوا لنا كلامه ولم نسمع عن العلماء الدين نقلوا قصته مع كثرتهم انهم اعترضوا على تكفيره للجهم بأنه أعرابي
جاهل بل استشهدوا بقوله إن كلام الجهم كفر ظاهر حتى عند الأعراب وعوام الناس. بالإضافة إلى ما رواه أبو داود
والنسائي إن أعمى قتل أم ولد له كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر النبي دمها.ورجال إسناده ثقات،وزد على
دلك إن القول بان الإكفار خاص بالعلماء فقط على الإطلاق كأنه سد لباب الردة إذ من المعلوم انهم لا يعلمون الغيب
فمن كفر وخرج عن ملة الإسلام في مكان بعيد لا يكفر حتى يقترب من العلماء فيكفروه فان مات قبل دلك فهو مسلم
وهدا بين البطلان، وإما كلام العلماء في أن الحكم بالتكفير والردة على المعين خاص بالعلماء فهدا نؤمن به ونعتقده
وندعو إليه ولكن إن سمعت نخبة من العلماء حكموا بالكفر مثلا عن معين فعل كفرا أو قاله،فهل ليس للعامي أن يحكم
على من حاله من حيث انتفاء الموانع مثل حال من كفروه ؟ الجواب واضح ولله الحمد، وأما الجهلة وأصحاب
الأغراض السيئة الذين سد العلماء عليهم الباب فهم الدين لا يتقيدون بشروط العلماء في مسائل الردة والتكفير، وأما
كلام الاخوة الأفاضل فهو خلاف هدا والله اعلم، وهو على ما فصلناه سابقا، وجزاك الله خيرا أخي مشعل على
عنايتك بالموضوع.

الناصر
03-15-2006, 06:21 PM
أما الأعرابي الذي دخل علىالجهم فالعلماء هم
الدين نقلوا لنا كلامه ولم نسمع عن العلماء الدين نقلوا قصته مع كثرتهم انهم اعترضوا على تكفيره للجهم بأنه أعرابي
جاهل بل استشهدوا بقوله إن كلام الجهم كفر ظاهر حتى عند الأعراب وعوام الناس.
جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم
الأمر كم أشار الأخ بارك الله فيه هناك فرق بين المسائل العامة وبين بعض المسائل الخاصة التي هي معلومة من الدين بالضرورة كالسب الصريح لله ورسوله مع علمنا بإنتفاء موانع التكفير
ولعل الفرق يظهر أكثر بهذا المثال :
1- رجل سب الله ورسوله سبا صريحا مع علمنا بإنتفاء الموانع. فهذا لا شك في كفره.
2- قول القائل من حكم بغير ما أنزل الله كفر
هذا القول يحتاج إلى بيان لأن صاحبه قد يكون أراد التكفير وليس الأمر على إطلاقه بل فيه تفاصيل للعماء
ولو يستطيع الأخ مصطفى جزاه الله خيرا ينقل لنا كلام الشيخ الفوزان وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

أبو عبد الله الشرقاوي
03-15-2006, 07:10 PM
أحب أن ألفت نظر إخواني إلى أن ابن المبارك -رحمه الله- كان يقول شأن الأعرابي الذي حكم على الجهم بالكفر:" إن الله بعث الأعرابي رحمة لأولئك".
ولم يعرج رحمه الله هو ولا غيره من أهل العلم على تخطأة الأعرابي في حكمه على الجهم.
ولكن أود أن أنبه الأخوة، على الفرق بين الحكم والإشتغال بالحكم ونشره في مجتمعات لا تقبل ذلك الحكم، إذا كان الحكم بذلك يسب مفاسد راجحة؛ كما حصل في نقل فتوى سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله- في تكفير التيجانية، ولا يخفى عليكم ما حصل جراء ذلك من سفك للدماء وانتهاك للحرمات حين نقلت هذه الفتوى في مجتمعات لا تقبل ذلك وهم لهم شوكى؛ فقد سببت فوضى كبيرة وهي منقولة عن إمام وحبرفي العلم، فما بالك إذا نقلت عن طالب علم أو من هو دونه في الرتبة من العوام وغيرهم، فلعل هذه هي الفوضى التي أشارإليها سماحة الوالد العلامة صالح بن فوزان الفوزان- حفظه الله- وكما بين الفوضى التي تحصل من جراء ذلك سماحة الوالد العلامة الشيخ فالح الحربي -حفظه الله- في جلسته الأخيرة مع ربيع في الحج؛ فقد بين ذلك -حفظه الله- لما ألقى كلمته، وأشار إلى الفوضى التي حصلت من جراء نقل فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- ونصح الشباب، بعدم التسرع، وبين رحمه الله متى تنقل الفتوى ومتى لاتنقل.
وصدق -حفظه الله- ومصداقا لذلك ماقاله ابن القيم -رحمه الله- حيث قال:" ليس الفقيه الذي يعرف الخير والشر؛ وإنما الفقيه الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين".
فتنبهوا لذلك بارك الله فيكم، كما أني أشيد بإخواني أن يكون النقاش للأستفادة والإستزادة،؛ ولا يكون على سبيل المغالبة والإنتصار للنفس؛ كي نستفيد ونفيد غيرنا وينفع الله بنقلنا، وأرجوا ألا يسبب ذلك تقاطع بين الأخوة وتدابر وأحكام جائرة، وأرجوا من الأخوة -أيضا- ألا يضربوا كلام العلماء بعضه ببعض، وإن ثمت تعارض فلنتهم أنفسنا، ولنعرض ما أشكل علينا على أهل العلم.
"فاعتبروا يا أولي الأبصار"
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

الفارس
03-18-2006, 01:48 PM
يا إخوة أنا لا أجد فرقا بين كلام الشيخ صالح الفوزان و الشيخ فالح الحربي (حفظهما الله من كل سوء) فهم يأخذون من مشكاة واحدة..

سؤال :هل يجوز لغير العلماء تكفير المعين؟

الشيخ فالح بن نافع الحربي :

مسألةالتكفير مسألة خطيرة وهي دقيقة والله سبحانه وتعالى ألزم العباد إن لم يكونوا علماء أن يرجعوا إلى العلماء ولا يسوغ لأحد أن يصدر أحكاما أو أن يفتات على العلماء في إصدار أحكام طالما أنه ليس عالما، إذا كان ليس عالما لايسوغ له أن يتدخل في إصدار الأحكام حتى ولو كان يقول إن هذا الحكم حكم يعني لا يحتاج إلى العلماء كحكم من يسب الله أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم فساب الله جلا وعلا وساب الرسول صلى الله عليه وسلم كافر من حيث العموم لكن الأحكام تناطب العلماء ولا بد وأن تكون وفق ضوابط ،ضوابط هذه، هي ضوابط توفرالشروط وانتفاء الموانع ،وهذا لايعرفه غير العلماء. ولهذا ربك سبحانه وتعالى عليم حكيم لم يكلف عباده بما لم يستطيعوا ومن لم يكن عالما يرجع إلى العلماء، فالعلماء هم المرجعية وطالب العلم مهما بلغ فإنه ليس أهلا للأحكام وإصدارها ولم يناط به حكم، لم يُرجِع الشارع الحكيم الناس إلى غير العلماء ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه وعرف الحد وخصوصا حدود الشرع و يجب على المسلم أن يقف عند حدودالشرع والقضايا الدقيقة والقضايا الخطيرة أمرها عظيم ما يسوغ لغيرالعلماء أن يخوضوا فيها، وجاء فيها نصوص كثيرة تتوعد من يصدر الأحكام خصوصا أحكام الكفر و الايمان ومن خطورتها أنها تحور على الذي يحكم على من ليس بأهل فالأمر خطير في الحقيقة وهو أن من الجهل ومن الغفلة بل حتى ر بما يقال من البلادة والتطفل على القضايا التي ليست للشخص وليس له أن يخوض فيها أن ينذريَ أناس ليسوا بعلماء إلى إصدار الأحكام في هذه القضايا الخطيرة والمهمة والدقيقة غيرعابئين بما جاء فيها من الوعيد وخطورتها ،فإذا كان الذي يتكلم في القضايا عن اجتهاد عالمٌ فلا ضير عليه فالتبِعة تسقط بالاجتهاد بل يكون مأجورا على اجتهاده ويكون أيضا معذورا على خطئه بالاجتهاد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم# اذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران واذا اجتهد فحكم فاخطا فله أجر# كيف يسوغ لشخص ليس من العلماء أن ينسى ما جاء من الوعيد الذي ترتعد له الفرائس في هذه القضايا ثم ايضا يحدث قضية ويوجد مشكلة ربما جرَّت على غيره ، يوجد هناك مع الأسف أناس يصطادون في المياه العكِرة وهم لجهلهم ولعسفهم ولهواهم يُحملون الناس والآخريين ما لا يجوز أن يتحملوا، أقول مع الأسف أن أناسا يتصدون لهذه القضايا غير عابئين و غير عابهين بما جاء فيها من وعيد ثم يحدثون معارك ويُحدثون فتنة ومع الأسف أقول أن هناك أناسا أصحاب أهواء وأصحاب دغائن وأصحاب اصدياد في المياه العكرة ربما أصدروا أيضا أحكاما جائرة على آخرين أو على بعض أهل العلم ربما بسبب هذه التفلتات وهذه التعديات وهذا الافتيات فعلى طلبة العلم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يعرفوا حدود أنفسهم لا ضير أن يطلبوا العلم وأن يتعلموا وأن يبحثواالمسائل وأن يرجعوا إلى كلام أهل العلم فينتفعوا به ويستفيدوا لكن ليس هذا مخولا أن يصدروا أحكاما ربما تضرروا وضروا غيرهم وأحدثوا فتنة هم في سعة وفي حلم ولا يكونون معذورين حينما يتصدون لما لايجوز لهم التصدي له، لكن لو أنهم رجعوا إلى أهل العلم حتى لو رجعوا إليهم وأفتاهم العالم بغير علم والعلماء في الغالب أنهم يتحرون وأنهم ما يفتون إلا بعلم وبمعرفة وبحجج وأدلة لكن لو افتوا بغير علم ايضا سقطت عنهم (...) لقوله صلى الله عليه وسلم# من افتي بغير علم فإنمااثمه على الذي افتاه #أما أن يتصدوا لهذه المسائل الدقيقة ثم يركبوا رؤوسهم حينما يصدرون الأحكام ويُخطؤون المصيب ويعتقدون أن ما هم عليه هو الصواب هذا خطاء لاشك في خطئه حتى ولو اصاب لو اصاب الجاهل لو اصاب من ليس من العلماء في هذه القضايا فهو مخطئ وهو متعرض للعقوبة ولا ينبغي أن يوثق بما يُفسرونه حتى من كلام العلماء قد تُخطئ كما تخطئ في الأحكام كما يخطئ هذا الذي ليس عالما في اصدار الأحكام فهو ايضا يخطئ في الاستدلال بكلام أهل العلم لأنه هو يُخطئ في فهم كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والأحكام والمدارك والقواعد والضوابط التي يرجع إليها العلماء لأنه لا يعرفها فما بالك بتفسيره لكلام العلماء فإنه من باب أولى أن يخطئ في تفسير كلام العلماء.

فنصيحتي لإخواني أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في أنفسهم وفي إخوانهم وفي أمتهم وأن يعرفوا قدر أنفسهم ويتركوا الأحكام في هذه القضايا الدقيقة إلى العلماء ولا يشفع لهم أي كلام يقولونه وأي علة يتعللون بها وعلى من فعل وخاض في مثل هذه القضايا أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يعرف خطئ نفسه.

هذا وأسال الله سبحانه وتعالى أن يسددنا وأن يوفقنا وإياهم الى ما يحبه ويرضاه أن يوفقنا و إخواننا الذين ربما خاضوا في هذه القضايا بغير علم وأن يعفو عنا وعنهم وأن يهدينا واياهم سبيل الرشاد وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الله الجزائري السلفي
03-21-2006, 04:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وقفة سريعة مع مشاركة الإخوة الفضلاء
في مسألة تكفير المعين لغير العلماء

الحمد لله،
وبعد:
أولا: أخي المفرق-وفقني الله و إياك لمرضاته-:
ـ يرجى منكم أخي الكريم أن تتكرم بإرفاق رابط الموضوع من المصدر المحال عليه. ثم إن في الموضوع كلاما - ميزته باللون الأحمر- قد استشكلته ولم أفهم محتواه ولعل فيه سقط وهو قول الشيخ – حفظه الله تعالى- كما في الفقرة الثانية من الموضوع عندما تكلم عن المرجئة: " وقالوا: الإيمان في القلب وهو شيء واحد لا يزيد ولا ينقص أو في القلب واللسان ولا تدخل الأعمال في مسماه فلا يضر مع الإيمان معصية. كما ينفع مع الكفر طاعة. وقد تبنى هذا المذهب بعض الكتاب في وقتنا الحاضر..." اهـ . ولعل أخي العبارة الصحيحة هي: ( كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة). والله أعلم.

ثانيا: أشكر أخي الفاضل ( abeelmehagir ) على الفائدة القيمة -بالنسبة لي- وهي: " عدم اعتراض أئمة السنة على الأعرابي في حكمه على الجهم - وهو (معين) - بالكفر. كما أنني أشكر الأخ الفاضل ( الشرقاوي ) على إفادته في الموضوع بذكر أثر ابن المبارك-رحمه الله- ويا حبذا لو تتحفنا أخي بالمصدر للفائدة، و بارك الله فيكم على النصيحة القيمة والغالية.

ثالثا: أيها الإخوة الكرام: اعلموا - جعلني الله وإياكم من وعاة العلم وزقنا حلاوة الإدراك و الفهم- أن اعتقاد الحكم على المعين بأنه كافر ومشرك - أو التبديع - في المسائل الواضحة الجلية و المعلومة من الدين بالضرورة، والبراءة منه، ومن فعله، مسألة لابد منها وهي مقررة في متن ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى- و شرحه للعلماء وهي تندرج ضمن الأصل العقدي: (الولاء و البراء)؛ فتكفير من كفره الله و رسوله مرتبة من مراتب البراءة من الشرك و أهله والكفر بالطاغوت، قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله تعالى- في (شرح ثلاثة الأصول): " فإن الكفر بالطاغوت هو بُغضه ومعاداة أهله، وتكفير أهل الطاغوت؛ وهم أهل عبادة غير الله جل وعلا, وقتالهم عند مشروعية ذلك، والبراءة من الشرك أصلها البغض، يتبع البغض أشياء, أولا المعاداة, ثانيا التكفير ومعلوم أن التكفير تَبَعٌ للعلم، ثم قتالهم عند مشروعية ذلك وذلك أيضا مستلزم للعلم، فتلخص أن على العامة وهم من ليسوا علماء عليهم من البراءة، أصلها وهو البُغض، وأما فروعها فإنما هي بحسب درجات العلم، البغض لا بد أن يُبْغِض فإن لم يبغض الشرك فإنه ليس بمسلم، إذا كان يحب الإسلام وأهله، ويحب التوحيد وأهله، ولكن لا يبغض الشرك وأهله فإنه ليس بمسلم. لكن قد يبغض الشرك وأهل الشرك باعتبار الأصل، لكنه يحب بعض المشركين لغرض من أغراض الدنيا، فهذا ليس بمشرك، وإنما ناقص إسلامه... المقصود من هذا أن مسألة البراءة هذه؛ من الشرك وأهله، أصل البراءة البغض يتبعها أشياء المعاداة التكفير المقاتلة وكلها تبع للعلم، ويتنوع ذلك بحسب الناس، وأسهل ما يكون في الموحدين، عند الموحدين، عند عامتهم، معاداة المشركين، ولو لم يكن عندهم من الحجة أو من بيان تكفيرهم، ومن إقامة الدلائل على مشروعية مقاتلة أهل الشرك، فإنه قائم في قلبه بغضهم ومعاداتهم، وهذا به يحصل الإسلام." اهـ. يتضح من كلام الشيخ السابق أن البراءة مراتب والتكفير مرتبة تلي المعاداة وهي تابعة للعلم فحصل مما تقدم أن كلام الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله الآتي في جواز تكفير العامي للمعين يشترط فيه العلم بالدليل وكذلك كلام الشيخ فالح بن نافع الحربي-حفظه الله- كان منصب في المكالمات الأولى على عدم موالاة ساب الله جل وعلا وعدم الدفاع عنه بل و التبري منه وهذه مرتبة لا بد منها وهي مرتبة المعاداة التي تبنى على اصل البراءة من الشرك وأهله وهي البغض القلبي، ثم نُصح السائل بعدم الخوض في الحكم على المعين وأن يتركوه للعلماء لما يعلمه الشيخ –حفظه الله- بخبرته وعلمه أن هناك من يصطاد في الماء العكر بسبب هذه الأحكام لا لعدم جواز ذلك إطلاقا إلا للعلماء وإلا فيلزمنا عدم الحكم على المبتدع بالبدعة الواضحة حتى نرجع للعلماء، وكم سمعنا من الإخوة –عفا الله عني و عنهم –تسرع في التبديع فلان تكفيري وفلان مرجيء وفلان كذا...بل بعض الإخوة يسبق العلماء في الحكم بالتبديع في أشخاص ثبتت سلفيتهم ولا انكار وكأن باب التبديع غير باب التكفير ولا يلحق فيه وعيد، ومن قال كيت وكيت..في باب التبديع أقول له جوابي عليك بما أجبت به على نفسك !! .
وعلى هذا فيحمل كلام العلماء الذين نُقلت فتاواهم وكان ظاهرها التعارض أو الاختلاف على التالي:
ـ أن كلام العلماء في النهي عن الحكم على المعين بتكفير أو تبديع هو في غير المسائل الواضحة الجلية و المعلومة بالدين من الضرورة.
ـ أن كلام العلماء في النهي عن الحكم على المعين بتكفير أو تبديع له ضرفه وبساط حال قام عليه الكلام وهو مراعاة للمصالح ودرء للمفاسد الناجمة عن فتح هذا الباب، خاصة مع اشتداد الأعمال التخريبية للجماعات التكفيرية الخارجية الإرهابية وتسلط الدول الكفرية على أهل التوحيد والعقيدة السلفية واتهام أهلها بما هم منه براء، ولو نتدبر كلام العلماء في هذا الباب نجد أن جله يُصَدَّر بـ ( لا ينبغي...) أو (لا يحسن...)، كما هي إجابات الشيخ العلامة فالح الحربي-حفظه الله- والشيخ العلامة المفتي عبد العزيز آل الشيخ-حفظه المولى- التي نقلها الأخ المشرف، وأخرى جوابا على السؤال التالي: (هل الحكم على شخص بأنه منافق لغرض التحذير منه، هل يجوز؟) اهـ. فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى- بـالجواب التالي: (إذا كان حكمك مبني على أصول شرعية وأردت التحذير والأحسن لك أن تقول كلام هذا كلام المنافقين وعمل هذا عمل المنافقين، خير لك من أن تحكم عليه أنت؛ لكن إذا وصفت أن العمل والقول بأنه من أعمال المنافقين وأعمال المنافقين يكفي، المهم التحذير من الأقوال والأعمال الباطلة) اهـ. من شريط بعنوان: (النفاق وخطره للشيخ صالح آل الشيخ وتعليقات الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عليه)، ومعلوم لدى الإخوان ما تفيده صيغة (لا ينبغي!) أو (الأحسن لك!..) فلننتبه إخوتي، وحتى لو صدر العالم جوابه بـ (لا يجوز...) ففي الغالب يكون سؤال السائل عن الحكم بالكفر وما إليه في المسائل الخفية و الدقيقة لا الواضحة الجلية، أو التي تترتب عليها مفاسد عظيمة كالحكم على الدول والجماعات...، و من بين الأمثلة على جواز الحكم على المعين لغير العلماء- بما ظهر منه من شرك واضح جلي ما أجاب به الشيخ الجليل العلامة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز-رحمه الله تعالى- كما في فتاواه جمع الدكتور الشويعر-وفقه الله- تحت عنوان:[ أمور التوحيد.. لا عذر فيها ] مجيبا على سؤال نصه:
السؤال: هل هناك عذر بالجهل في أمور التوحيد التي هي صلب الدين وما حكم تكفير المعين لمن يقع في الأمور الشركية بجهله؟ .
الجواب: أمور التوحيد ليس فيها عذر ما دام موجودا بين المسلمين، أما من كان بعيدا عن المسلمين وجاهلا بذلك فهذا أمره إلى الله، وحكمه حكم أهل الفترات يوم القيامة ، حيث يمتحن ، أما من كان بين المسلمين ويسمع قال الله وقال رسوله ، ولا يبالي ولا يلتفت ، ويعبد القبور ويستغيث بها أو يسب الدين فهذا كافر ، يكفر بعينه ، كقولك فلان كافر ، وعلى ولاة الأمور من حكام المسلمين أن يستتيبوه فإن تاب وإلا قتل كافرا ، وهكذا من يستهزئ بالدين ، أو يستحل ما حرم الله : كأن يقول الزنى حلال أو الخمر حلال ، أو تحكيم القوانين الوضعية حلال ، أو الحكم بغير ما أنزل الله حلال ، أو أنه أفضل من حكم الله ، كل هذه ردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك ، فالواجب على كل حكومة إسلامية أن تحكم بشرع الله ، وأن تستتيب من وجد منه ناقض من نواقض الإسلام من رعيتها فإن تاب وإلا وجب قتله ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه) أخرجه البخاري في صحيحه ، وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه أمر بعض الولاة بقتل المرتد إذا لم يتب وقال إنه قضاء الله ورسوله والواجب أن يكون ذلك بواسطة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية حتى ينفذ حكم الله على علم وبصيرة بواسطة ولاة الأمر أصلح الله حال الجميع إنه سميع قريب . [من برنامج نور على الدرب، شريط رقم 9.بواسطة مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى].
ـ ومن إجاباته الصريحة الواضحة في المسألة ما أجاب به - رحمه الله تعالى-على أسئلة التعليق على متن كشف الشبهات وهاك بعضها:
السائل: أحسن الله إليكم يا شيخ كثير من الناس المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء يا شيخ، فإذا وقع العامي على كلام كفري يقول له: لا ما تكفر، أنت ما...

الشيخ-مقاطعا-: إقامة الدليل يعني هذا إقامة الحجة كل على حسب حاله
السائل : لكن يجب على العامي أن يكفر من قام ( فيه الكفر) ؟
الشيخ : إذا ثبت عليه ما يُوجب الكفر، كفر وش المانع، إذا ثبت عنده ما يوجب الكُفر كفره، مثل ما تكفر أبا جهل، مثل ما تكفر أبا طالب ، ونكفر (عتبة) بن ربيعة (...) ماتوا على الكفر، قتلهم النبي يوم بدر، هم كفار.
السائل : يمنعون أحسن الله إليك العامي من التكفير يا شيخ ؟
الشيخ : العامي لا يكفّر إلا بدليل، العامي ما عنده علم مسكين ، لكن ( اللي ) عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم
الزنا فهذا يكفر عنـــد الـــعــــامـــة والخــاصــة ما فيه شبهة، لو قال واحد الزنا حلال لكفر عند لـــجـــــــمــــــــيـع عند لـعـــــامـــــة و( الخاصة ) هذا ما يحتاج إلى أدلة , أو قال أن الشرك جائز يجوز للناس أن يعبدوا غير الله، أحد يـــشـــك في هـــذا ؟! ما يحتاج لأدلة، لو قال: يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و أن يعبدوا النجوم أو يعبدوا الجن كفر،
التوقف في (أشياء) مـــشـــكـــلـــة التي قد تـــخـــفـــى على العامي، أو يقول الإنسان ترى الصلاة ما هي بواجبة من شاء يصلي ومن شاء لا يصلي.اهـ
ـ أيها الإخوة : وهذه إجابة أخرى في جواز ذلك لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان-حفظه الله تعالى-على السؤال التالي: (ما الضابط في تكفير المعين؟و منهم من يقول: لا تكفروا الشخص إن كان يهوديا بعينه حتى تتحقق لنا ما يكفره.) اهـ. فأجاب الشيخ بالتالي: (من أظهر الكفر يحكم عليه بالكفر، ومن أشرك بالله يحكم عليه بأنه مشرك، ولكن لا تجزم له بالنار، فأنت تحكم عليه بالكفر بموجب ما صدر منه، وأما في الآخرة فأنت لا تحكم عليه أنه من أهل النار، فقد يكون تاب وأنت لا تدري، فالسائل قد خلط بين الأمرين: مسألة التكفير و مسألة الحكم بالنار على المعين) اهـ. من كتاب (الإجابات المدلهمة في المشاكل الملمة) طبعة سنة 1426هـ- 2005م.
ولا بأس من ذكر درر في المسألة من كلام معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله تعالى-:
ـ قال الشيخ في (شرح مسائل الجاهلية): " من أشرك بالله جل وعلا صالحا أو غير صالح فإنه كافر بالله، كافر، لا نَتَوَانَى عن إطلاق الشرك عليه، ولا إطلاق الكفر عليه؛ لأنه ما دام أنه مشرك بالله جل وعلا، فعل الشرك، فإنه يطلق عليه أنه مشرك كافر، لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوف على الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليه بأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يُشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرِّسالية بعد بيانها له بعد أن أقامها عليه أهل العلم، أو أنه قاتل تحت راية الكفر."
ـ و في إجابة على سؤال ضمن (شرح مسائل الجاهلية) نصه: (هذا يقول فهمت منكم في الدرس السابق أنّ من فعل الشرك يُطلق عليه لفظ المشرك تعيينا، ولكن لا يستباح ماله ودمه وعرضه، وإنما يعامل معاملة الكفار حتى تقام عليه الحجة الخاصة، فهل هذا هو المقصود من قولكم؟) اهـ. قال الشيخ-وفقه الله-مجيبا السائل بـ: ( نعم هذا الكلام صحيح) اهـ.

وللشيخ كلام في هذه المسألة بالذات تجده أخي-طالب الحق- في شريط بعنوان (الإيمان) تسجيلات طيبة بدولة الجزائر-طهرها الله من الشرك وأهله- ثم ضع دائما في الحسبان أخي " أن الأمر ينظر فيه إلى حق الله، وإنما أتى الخلل من جهة نظر الناس إلى حق المخلوق؛ إلى واقع المخلوق، لكن إذا نظروا إلى حق الله جل وعلا؛ الذي خلق الإنسان فسواه، وعدله، والذي خلق السماوات على هذا النحو العجيب، وهذه الأرض وأقام الدلائل على وحدانيته بربوبيته، وجعل ذلك في النفس، وفي الآفاق، وفيما حوله، يجعل أنه لا حجة لمشرك على الله جل وعلا "
فهل كلام العلماء فيه تناقض؟؟؟ الجواب : لا. بل الأولى جمع كلام علمائنا حفظهم الله بعضه ببعض لا ضربه بعضه ببعض خاصة أن جل من قررها أحياء! و المسألة ذكرها أئمة الدعوة السلفية سابقا بما فيه الكفاية لمن رزق فيها الهداية.
ثم إن كلام العلماء في النهي عن الحكم على المعين بتكفير وحصر ذلك في العلماء الراسخين و القضاة لا لآحاد الناس لأجل تطبيق الأحكام الفقهية على المرتد لا للحكم عليه بالكفر الظاهر وهذا في المسائل الواضحة كما أسلفت؛ قال الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى- في شريط بعنوان: (جلسة خاصة): " إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ ما تعامله وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛ لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة، أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة. "اهـ. وكلام الشيخ صالح آل الشيخ لا يختلف مع كلام الشيخ صالح الفوزان و الشيخ عبد العزيز بن باز ولكن يحتاج لتدبر، و الله أعلم.

و كم أعجبني كلامك الأخير أخي (الشرقاوي) وأنا أقرأه وهو قولك ناصحا: [ أشيد بإخواني أن يكون النقاش للاستفادة والاستزادة؛ ولا يكون على سبيل المغالبة والانتصار للنفس؛ كي نستفيد ونفيد غيرنا وينفع الله بنقلنا، وأرجوا ألا يسبب ذلك تقاطع بين الأخوة و تدابر وأحكام جائرة، وأرجوا من الأخوة -أيضا- ألا يضربوا كلام العلماء بعضه ببعض، وإن ثمة تعارض فلنتهم أنفسنا، ولنعرض ما أشكل علينا على أهل العلم.
فاعتبروا يا أولي الأبصار" ]
فجزاكم الله كل خير.
ووصية أخيرة في هذا المقام لنفسي وإليكم " الحرص على التؤدة في الأمور والرفق خاصة في مسائل نواقض الإيمان والتكفير، لا يتأثر المرء بمن حوله وبما ينكر، فيكون عندنا ردود أفعال أو اقتناعات، هذه المسائل مرجعها أهل العلم، وليس مرجعها الصحف، وليس مرجعها المجلات وليس مرجعها محاضرات أو كلمات لفصول الجامعة لغير متخصص مأمون على هذه العلوم، إنما مرجعها أهل العلم، فمن أراد سلامته فلا يخض ببنيات الطريق بهذه المسألة العظيمة، فلها ضوابطها ولها قواعدها، وكلما أخذتها من العلماء السالفين كان آمن وأضبط لك من علماء أهل السنة والجماعة.
أما البحوث المعاصرة في هذا فمنها ما هو صواب ومنها ما عليه ملاحظات.
وأسأل الله جل وعلا أن يعفو عني وعنكم، وأن يجزي كل من بذل خيرا للإسلام بالدعوة بقوله أو بعمله أن يجزيه خيرا وأن يخفف عنا الحساب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. " ( شريط بعنوان : نواقض الإيمان للشيخ صالح آل الشيخ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنويه لشكر:
شكر خاص للمشرفين الأحباء على صبرهم على إخوانهم وكذا لكل الإخوة الذين ساهموا في إثراء الموضوع هنا أو هناك فجزاكم الله كل خير.

الناصر
03-21-2006, 05:07 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا

salaf
03-21-2006, 06:01 PM
جزاك الله خيرا يا عبد الله على هذه الفوائد القيمة

مشعل عبدالله
03-22-2006, 07:34 PM
هذا ما أحببت التنبيه عليه في هذه المسألة التي اصبحت حديث المجالس وتناولها الجهال والمتعاملون بالأحكام الخاطئة الخطرة.

جزاك الله خير أبا سليمان

12d8c7a34f47c2e9d3==