المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْقَطْفُ الثَّمَرِيّ فِي تَرْجَمَةِ الشَّيْخِ فَوْزِيِّ الأَثَرِيّ / الجزء الأول


كيف حالك ؟

أبوحذيفة المدني
03-09-2006, 09:30 PM
الْقَطْفُ الثَّمَرِيّ
فِي تَرْجَمَةِ
الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَوْزِيِّ الحُمَيْدِيّ الأَثَرِيّ

بقلم
طلبة العلم بمملكة البحرين
شرفها الله تعالى
الجزء الأول




بسم الله الرحمن الرحيم

الــمــقــدمــة
إن الحمد لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفُسِنا، ومن سيئات أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )(آل عمران: 102) .

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )(الأحزاب: 70-71) .

أما بعدُ:

فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله تعالى، وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النّار.([1])

فإنَّ الله عزّ وجلّ وتقدَّست أسماؤُه اختصَّ من خلقهِ من أحبَّ، فهداهُم للإيمانِ، ثم اختصَّ مِنْ سائر المؤمنين مَنْ أحبّ، فتفضَّلَ عليهم، فعلَّمهم الكتاب والحكمة، وفقّههم في الدينِ، وعلّمهم التأويلَ، وفضّلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كلِّ زمانٍ وأوانٍ.
رفعَهم بالعلمِ، وزيّنهم بالحِلْم، بهم يعرفُ الحلالُ من الحرامِ، والحقُّ من الباطلِ، والضَّارُّ من النافع، والحسنُ من القبيحِ.
فضلُهم عظيمٌ، وخطرُهم جزيلٌ، ورثةُ الأنبياء، وقرةُ عين الأولياء.
الحيتانُ في البحارِ لهم تستغفرُ، والملائكةُ بأجنحتها لهم تخضعُ.
والعلماءُ في القيامة بعد الأنبياء تشفعُ، مجالسُهم تفيد الحكمة، وبأعمالِهم ينزجر أهل الغفلة.
هم أفضلُ من العُبّاد، وأعلى درجةً من الزّهاد، حياتُهم غنِيمةٌ، وموتُهم مصيبةٌ، يذكَّرون الغافلَ، ويعلَّمون الجاهلَ، لا يُتوقع لهم بائقةٌ، ولا يُخاف منهم غائلةٌ.
بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون.
جميعُ الخلقِ إلى علمهم مُحتاج، والصَّحيح على مَن خالف بقولهم محجاج.
الطاعةُ لهم من جميع الخلق واجبةٌ، والمعصيةُ لهم محرّمة.
مَن أطاعهم رَشَدَ، ومن عصاهم عَنَدَ.
ما ورد على إمامِ المسلمين من أمرٍ اشتبه عليه حتى وقفَ فيه، فبقولِ العلماء يعملُ، وعن رأيهم يصدر. وما ورد على أمراءِ المسلمين من حُكمٍ لا علمَ لهم به، فبقولهم يعملون، وعن رأيهم يصدرون.
وما أشكلَ على قضاة المسلمين من حُكْمٍ، فبقول العلماء يحكُمُون، وعليه يعوّلون، فهم سراجُ العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة.
هم غيظُ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحقّ، وتموت قلوب أهل الزيغ.
مثلُهم في الأرض كَمَثلِ النّجومِ في السماء، يُهتدى بها في ظُلمات البرّ والبحر، إذا انطمستِ النجومُ تَحَّيروا، وإذا اسفرَ عنها الظلامُ أبصروا. ([2])
ولقد عَرَفَ الصّحابة رضي الله عنهم، وعَرَف التابعون لهم بإحسان منزلة العلم، وأهميته، وأنَّ البشرية إذا جَهِلَت وتَركت العلم زاغت، وضلَّت، وتَنكبت الصَّراط المستقيم، فقاموا بواجب العلم، والتعليم، وحَمَلُوا إلى الأمة هدي الرَّسول (صلى الله عليه وسلم) كاملاً مُكملاً، مُجملاً ومُفصلاً.
وقد ضَرَبَ الصّحابة، والتابعون لهم بإحسان على مّر العصور أروع الأمثلة في الحرص على طلب العلم، والتفنن في صيانته، وتنقيته، وتعليمه للأجيال المؤمنة. ([3])
يقول ابن القيمِّ رحمه الله في إعلام الموقعين (ج1ص4) : (( ولما كان التَّلقي عنه (صلى الله عليه وسلم) على نوعين، نوع بواسطة وكان التَّلقي بلا واسطة حظّ أصحابه الذين حازوا قَصبات السِّباق، واستولوا على الأمد، فلا طمع لأحد من الأُمة بعدهم في اللِّحاق، ولكنّ المبرز من اتَّبع صراطهم المستقيم، واْقتفى منهاجهم القَوِيم، والمتخلف: مَنْ عَدَلَ عن طريقهم ذاتَ اليمين وذات الشِّمال، فذلك المنُقطع التائه في بَيْداء المهالك والضلال، فأيّ خِصلةٍ خير لم يسبقوا إليها، وأيّ خطة رشد لم يَسْتولوا عليها.
تالله لقد وردوا رأسَ المال من عَين الحياة، عَذباً صافياً زُلالاً، وأيدوا قواعد الإسلام، فلم يدعوا لأحد بعدهم مقالاً، فتحُوا القلوبَ بعدلهم بالقرآن والإيمان، والقُرى بالجهاد بالسّيف والسِّنان، وألقوا إلى التابعين ما تلقوه من مِشْكاة النُّبوة خالصاً صافياً، وكان سندهم فيه عن نبيهم (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عن رب العالمين سنداً صحيحاً عالياً، وقالوا هذا عهد نبياً إلينا وقد عهدنا إليكم، وهذه وصية ربِّنا وفرضه علينا، وهي وصيتهُ وفرضه عليكم، فَجَرى التابعون لهم بإحسان على منهاجهم القويم، واقتفوا على آثارهم صراطهم المستقيم، ثم سلك تابعو التابعين هذا المسلك الرشيد، وهُدوا الطيب من القول وهُدوا إلى صراط الحميد وكانوا بالنسبة إلى من قبلهم كما قال أصدق القائلين ( ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ) ([4]).
ثم جاءت الأئمة من القَرْن الرَّابع المفضَّل في إحدى الروايتين، كما ثبت في الصحيح من حديث أبي سعيد وابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وعمران بن حصين، ليسلكوا على آثارهم اقتصاصاً، واقْتََبسُوا هذا الأمر عن مِشْكاتهم اقتباساً، وكان دين الله سبحانه أجل في صدورهم، وأعظم في نفوسهم من أن يقدموا عليه رأياً، ومَعْقولاً، أو تقليداً، أو قياساً، فصار لهم الثناء الحسن في العالمين، وجعل الله سبحانه لهم لسان صدق في الآخرين، ثم سار على آثارهم الرَّعِيل الأول من أتباعهم، ودَرَجَ على منهاجهم الموفَّقون من أشياعهم )).اهـ
لذا نقدم للمسلمين جميعاً تَرْجَمةً مُوجزةً ([5]) لواحد من هؤلاء الذين دَرَجُوا على آثار أولئك الأعلام السَّلف الصَّالح، وَحَمَلُوا علمهم المؤصل بالآثار، وساروا على منوالهم، واقتدوا بهم، وذبُّوا عن كتاب الله تعالى، وسُنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، ونصُروا الدِّين، وقمعُوا أعداءه، ألا وهو شيخُنا العالم المجاهد النَّاقد المحدث الفاضل أبو عبد الرحمن فَوْزِي بن عبد الله بن محمد الحُمَيْدِيّ الأَثَرِيّ حفظه الله ورعاه ونفع به المسلمين فما ذكرناه ليس حديثاً يُفترى، أو كلاماً يكتب، بل سيرة رائعة، وتَرْجَمة ماتِعة، وحقيقة ناصِعة، وحُجة واضحة، أبانت عن حياة شيخِنا العلمية والدَّعوية تَرَى فيها الصِّدق، والصَّفاء، والعلم، والإخلاص، وسلامة الصدر، والبذل، والعطاء، والكرم، والوفاء، وغيرَ ذلك من الصِّفات الحميدة، والأخلاق الرَّشيدة.
وقد قيّضه([6]) الله تعالى لهذا الدِّين مُجاهداً فيه، وقد اجتمعت فيه كثير من صفات العلماء الربانيّين، فنفع الله به، وبارك في علمه، فبلَّغ هذا الدِّين أحسن البلاغ، ووضحه أتم الإيضاح، بحكمة وعلم، ومَوْعظة حسنة، وإتباع للسنة الغَرَّاء، وآثار السّلف النُبلاء، وأقوال العلماء الفُضلاء، فاهتدى به خلقاً من المسلمين من طلبة العلم وغيرِهم في العالم، وهو يعتبرُ مرجعاً للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في العلم. ([7])

ورفع رايةَ التوحيد والسُّنة([8]) ، وقَضَى على البدعة وأهلها([9])، وهتك أستارها، ونصح لله، ولرسوله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين وعامتهم، فهو بحق من أهل الأثر والحديث.

فَعَقَد المجالس العلمية في حِله وترحاله، ومن هذه المجالس العلمية، والندوات الدينية التي اشترك فيها في العالم، والتي منَّ الله تعالى عليه بإقامتها منها : ابريطانيا، وأمريكا، وايرلندا، واستراليا، وفرنسا، وألمانيا، وقطر، والإمارات، والكويت، والسعودية، وبلجيكا، والدنمارك، والسويد، وكندا وغيرها من البلدان.

إنَّ في منهاجه القويم، وعطائه العظيم، وسَيْرِهِ الحكيم، دروساً رائعة فائقة، حريٌّ بأرباب العلم أنْ يقتبسوا من نورها. ([10])

وامتاز الشَّيْخ حفظه الله تعالى بالدعوة إلى الله تعالى على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم بعد أن منَّ الله تعالى عليه في دراسته عند العلامة الفقيه المفسر الأصولي الزاهد الشُّيْخ محمد بن صالح العُثَيْمين رحمه الله في الجامع الكبير بعُنَيْزهَ([11])، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القَصِيم بالمملكة العربية السعودية.

وله قَلَمٌ سيّالٌ يدل على ذلك مُؤلفاته العلمية الكثيرة التي تَزِيد على الخمسين مُؤلفاً كلّها في العلوم الشرعية الأثرية منها كتاب: (( الورد المقطوف في وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف )) هذا الكتاب الذي قدم له العلامة الفقيه الشَّيْخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله، وهو من كِبَارِ علماء المملكة العربية السُّعودية، ولأهمية هذا الكتاب أَوْصَى به كثيرٌ من علماء أهل السنة والجماعة، قالوا هو من أفضل الكُتُب التي في السّاحة في هذه المادة لاستدلالاتِهِ القوية من الكتاب والسُّنة والأثر، وقد طُبِعَ عدة طبعات في السُّعودية والإمارات ولبنان والجزائر وغيرِ ذلك، لذا ننصح الأُمة بقراءةِ هذا الكتاب.

والشَّيْخ حفظه الله نَالَ بالهمةِ العاليةِ بعد توفيق الله تعالى المطالب العالية([12])، كيف لا وهو الذي لا يَعْرف الكَلَل، ولا يقعد به الكَسَل، ليله ونهاره في جهد جهيد، وعمل علمي سديد، يَقرأ ويُحقق، ويكتُب ويُخرج، ويُصحح، ويُضعف، ويُراجع ويُوثق، ويُرتب ويُنسق، ويُعلم ويَشْرح([13]) ، ويَنْصَح ويُوجه.

يَسْعَى بالإصْلاح، ويمضي في الشفاعات، ويَزُور المرضى، ويُعين المحتاج، ويُساعد الفقير، ويَصل الرحم، ويُربي الشباب على حبّ السُّنة النَّبوية، والآثار السّلفية.
وهو منهاجٌ شرعيّ في الحثِ على القُدوة، والإقتداء، والأُسوة، والتَّأسي.
وكان يحث النَّاسَ على الاقتداءِ بالنَّبي (صلى الله عليه وسلم) قولاً وفعلاً.
قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) . ([14])
وقد أكدَ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) الاقتداء بُسنته، وسنة الخلفاء الرَّاشدين، ومُبَيناً كذلك مزية القُرون الفاضلة المتقدمة.
عَنِ العِرْباضِ بن سَارِية رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : (( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ...)) ([15]). الحديث
وعَنْ عبدِ الله بنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): ((خَيْرُ النَّاسُ قَرْنِى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)) ([16]).الحديث
وعَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيثي رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)قالَ ونحنُ جُلوسٌ على بِساطٍ: (( إنّها ستكونُ فِتنةٌ ))، قالوا: كيفَ لنا يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: (( فردَّ يَدَهُ على البِسَاطِ فأمسكَ به، قالَ: تَفْعلونَ هَكَذا ))، وَذَكَرَ لهم رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يوماً إنَّها سَتكوُن فِتْنَةٌ، فَلَمْ يَسْمْعهُ كثيرٌ من النَّاسِ، فقالَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ: تَسْمَعُونَ ما يقولُ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)؟ قالوا: ما قالَ: يقول: (( إنَّها ستكونُ فِتْنَةٌ ))، قالوا: فكيفَ لنا يا رسولَ اللهِ؟ أو كيف نَصْنَعُ؟ قالَ: (( تَرْجِعُونَ إلى أمِركُمُ الأَّوَّلِ)). ([17])
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قِيل للنَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم) يا رسولَ اللهِ، أي النَّاسِ خيرٌ؟ قالَ: (( أَنَا وَمَنْ مَعِي)) قال: قِيل له ثُمّ مَنْ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : (( الَّذِينَ عَلَى الأَثرِ )) قِيل له: ثُمّ مَنْ يَا رسولَ اللهِ ؟ قالَ: (( فَرَفَضَهُم )). ([18])
وعَن الأَوْزَاعِيِّ رحمه الله قالَ: (( عليكَ بآثارِ مَنْ سَلَفَ، وإنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وإيَّاكَ ورأيِّ الرِّجالِ، وإنْ زَخْرفُوهُ لك بالقولِ، فإنّ الأمْرَ يَنْجَلِي وأنتَ منه عَلَى صِرَاطٍ مُسْتقيم )). ([19])
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الفرقان (ص85): (( ولم يَسْتوعب الحقَّ إلاّ من اتّبع المهاجرين والأنصار، وآمن بما جاءَ به الرسول(صلى الله عليه وسلم) على وَجْهِهِ )).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الفتوى الحموية الكبرى (ص109): ((السُّنة هي ما كانَ عليه الرَّسولُ (صلى الله عليه وسلم) وأصحابُهُ اعتقاداً، واقتصاداً، وقولاً، وعملاً)).اهـ
والأُمةُ اليوم بأشد الحاجة إلى معرفةِ المتمسكين والمتبعين للقرون الفاضلة، ومعرفة سيرهم، ليقتدوا بهم في الدِّين.
وهو منهاجٌ شرعيّ في الحث على القُدوة، ويُعْرف بذلك أهل العلم من أهل التعالم.
ومعرفة سِيَرِ أهل العلم في كل عصر حق للأمة، ومن هؤلاء كما أسلفنا فضيلة الشَّيْخ فَوْزِيّ بن عبد الله بن محمد الحُمَيْدِيّ الأَثَرِيّ حفظه الله، فهو القُدوة والمرُبي، فهو أشبه حالاً بالرَّعيل الأول، وأقرب سمتاً بالقُرون الفاضلة في دعوتهِ الأثريَّة السَّلفية.
لذا نذكر لإخواننا المسلمين تَرْجَمةً وافيةً كاملةً لشيخِنا سميناها ( القَطْفُ الثَّمَرِيّ في تَرْجَمة الشَّيْخ أبي عبد الرحمن فَوْزِيّ الحُمَيْدِيّ الأَثَرِيّ ) وهي من باب الوفاء ، وأنزال أهل العلم منازلهم.
ولذلك رأينا تسطيرَ هذه الكلمات لتكون قوة للمُسترشد، وبياناً للسَّائل، وتبصرةً للمُهتدي، ومقتلاً للحاسدين الحزبيين والمذبذبين، ونصحاً لإخواننا المسلمين.
ولسنا والله نبرأ شيخنا من الخطأ والزَّلل الذي هو من طبيعةِ البشر، فهو بشرٌ يخطئ ويُصيب، ولا نتعصب له، بل نتعصب للكتاب والسُّنة، فما أصاب فيه أخذنا به، وما أخطأ فيه لم نأخذ به مع احترامِهِ وتوقيرِهِ، ولكنْ لا نجعل من خطئه فتنة، ونَهضم حقه، ونَهدر جهوده الخيرية والعلمية فإنَّ ذلك ليس سبيل أهل العلم فافهم هذا.
لأنَّ مكانتهم عالية، ولمكانتهم جعل الله تعالى وجوب طاعتهم في طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله(صلى الله عليه وسلم) لأنهم من ( ولاة الأمر ) وهم الحكام والعلماء وطلبة العلم.
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ).([20])
قال الشَّيْخُ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في العلم (ص17): (( إن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) فإنَّ ولاةَ الأُمور هنا تَشْمل ولاة الأمور من الأُمراءِ والحكامِ، والعلماءِ وطلبةِ العلم )).اهـ
والذي لا يَطيع لأهل العلم في المعروف فهو آثمٌ طبعاً لمخالفته للأمر الرَّباني، والأمر كما هو مَعْروف مقرر في الأُصول الفقه أنه يَقْتضي الوجوب فافهم هذا تفلح والسلام.
هذا وإننا قد قسّمنا الكتابَ إلى عِدة فصولٍ ومقدمةٍ وخاتمةٍ، نسأل الله أنْ يَنْفع به، وأن يجعله خالصاً لوجههِ الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه طلبة العلم بمملكة البحرين

بتاريخ 11 جمادى الآخرة 1426هـ



لقراءة بقيت الترجمة حملها
من خلال هذه الملفات المرفقة

ملف ورد للقراءة : http://www.sheikfawzi.net/download/trg/trgoma.doc




موقع لؤلؤة البحرين
فوزي الأثري
http://sheikfawzi.net/main.php

أبو المهاجر
03-09-2006, 11:39 PM
بارك الله فيكم أيها الاخوة وهذه مني قصيدة نظمتها في الشيخ فوزي حفظه المولى سميتها" كلمة حق في الشيخ فوزي" وإليكموها:
كتمت الهوى حتى اضر بي الفكر*********وذقت آلامه حرا كالنار تستعر
كم جاش قلبي بالهوى حينا فيتركني*****غريقا في وجد الحشا والقلب ينفطر
وكيف يطيق الناس للهوى وصفا*******وفيه السهد والوجد والشجو والكدر
قد كنت احسب أن العاشقين غلوا********في وصفه لما عراهم الهم والسهر
فإذا بالقوم في الوصف تقصير ولكن******لوم المحبين ذنب عظيم ليس يغتفر
دع ذكر الهوى واسمع مقالة واصف****في مقالته وصف فيه المدح منحصر
أنا صادع بكلمة حق أدين الله بها*******في الشيخ فوزي أقول الحق وافتخر
هو درة البحرين حقا اشهد انه************بالعلم نال العلا والخير ينتظر
أشهدكم أنى لست غاليا أبدا *********فهذا الحق لذوي الألباب إن نظروا و
هو السني الهمام الخدن السميدع**********له راية الصفراء يقدمها النصر
إذا خفقت في الأفق هدت بنورها****هوى الشرك واستعلى الهدى وانجلى الثغر
وان نشرت مثل الاصائيل في الوغى*******جلى النقع من لآلاء طلعتها البدر
وان يممت زرق العدى سار تحتها******كتائب خضر دوحها البيض والسمر
كان مثار النقع ليل وخفقها*************بروق وأنت البدر والفلك الحثر
خفتت لهيبت صوتك الأصوات خاشعة*****كساها الحيا جاءتك تسعى ولا مهر
تستقي ماءك العذب وتقتات غماما*******في ضياء غامر كساها النور والزهر
ملأت السمع حديث الهادي المصطفى****كسحاب غديق لم يخل من قطره قطر
فوائد في التوحيد زانت مجالسه*********كيف الصلاة وكيف الصوم والطهر
غاظ أهل العدى كمدا فصارحوه أذى******قد طاوعوا أمر العدو وفلوبهم جمر
أعوذ بالله من طاعن عليه بسوء**********وتعس البائس شانيه ما خلى الدهر
كيف اعتدى الجاهل وتمادى وافترى*******تبا لعقل قد أحاط به الجهل يا غدر
سيف صقيل على أهل الضلال وصارم*****سالت مضاربه بالحق فانتهك الستر
واها لشيخ في العلم فردا محاسنه ******* بالحزم والعزم هان الصعب والعسر.

ابواسحاق حمزه الليبى
03-13-2006, 01:32 AM
جزاك الله خيرا
واحتمال كبير جدا فى هالاسبوع انطب عليك فكون مستعد!!
اما الخميس او الجمعه فى المسجد

أبوحذيفة المدني
03-13-2006, 06:31 PM
جزاك الله خيرا
وحياك الله ابااسحاق
تنبيه : الخدمة الوطنية على الابواب

سبيل
03-13-2006, 07:33 PM
بارك الله في الشيخ الفاضل فوزي الاثري وفي علمه وفي اهل بيته

ابواسحاق حمزه الليبى
03-14-2006, 05:05 PM
ما كاش العشم يا ؟أبا حذيفه
جديات موضوع الخدمه!! كيف ايصير فى ......

أبوحذيفة المدني
03-14-2006, 06:38 PM
بالنسبة لل...هذاك هو ! من قبل ما اهناك زرع يا بالي توة !
عالعموم كلام الشيخ فوزي في هذا المسألة موجود في موقعه لعلك تراجعه

ابواسحاق حمزه الليبى
03-16-2006, 12:04 AM
عموما بأذن الله يوم الخميس فى صلاة المغرب سوف ازورك فى المسجد المعهود اللى هو يوم 15 من الشهر والزياره حتكون قصيره لذلك ارجوك ان تكون متواجد فى المسجد الله ايخليك
ودمت بخير

12d8c7a34f47c2e9d3==