المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ جواب الشيخ زيد- حفظه الله- على سؤال التفريق بين الخوارج والبغاة


كيف حالك ؟

أبو عبد الله الشرقاوي
03-09-2006, 04:46 PM
هذا تفريغ لبعض الأسلة التي وجهت للشيخ زيد المدخلي- حفظه الله- خلال شرحه للأفنان الندية، الشريط رقم 19 الدقيقة 40 تقريبا، نسأل الله أن ينفع بها الشيخ، والآن مع الأسئلة:

السؤال: سائل يسئل يا فضيلة الشيخ يقول ما لفرق بين الخوارج والغاة؟
الشيخ: الخوارج يحكمون بالكفر على السلطان سلطان المسلمين، وعلى خصومهم جميعا، يحكمون عليهم بالكفر أولا؛ ثم يستحلون دمائهم وأموالهم وأعراضهم ثانيا، هؤلاء الخوارج؛ كما صنع أهل الأحداث المعاصرة في هذه البلاد؛ الذين حكموا بالكفر على الدولة والعلماء وعلى كل من لم يكفرهم؛ ثم عمدوا بعد ذلك إلى القتل والتخريب والتدمير هؤلاء خوارج، وأما البغاة فحكمهم آخر، قوم لهم شوكة يخرجون، يقولون للإمام أو السلطان علينا مظالم وعلينا نقص؛ ثم يجتمعون لقتاله، ظاهرا؛ فالإمام يراسلهم؛ يقول لهم ماذا تريدون؟ إن شكوا مظلمة صحيحة أزالها، أو نقصا يستطيع تسديده سدده؛ ثم تحل المشكلة؛ فإن صمم البغاة على قتال السلطان ونوابه؛ فإن له أن يقاتلهم، وعلى جميع المؤمنين أن يناصروه؛ لقول الله عز وجل: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )
ومتى انهزم البغاة وولوا مدبرين يتركهم السلطان ومن معه من المؤمنين، لايجهز على جريحهم ولا يأخذ شيئا من أموالهم ولا يسبي ذراريهم؛ لأن الله - سبحانه وتعالى- سماهم مؤمنين، ولم يكفروا، لم يحكموا بكفر على السلطان ولا على العلماء ولا على أحد؛ لذا سماهم الله مؤمنين: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). أما الخوارج فإن النبي – صلى الله عليه وسلم- سماهم" كلاب النار"؛وهذا دليل على سوء صنيعهم وفساد معتقداتهم، وقال عليه الصلاة والسلام:" لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، وقال صلى الله عليه وسلم:" طوبى لمن قتلوه وطوبى لمن قتلهم"؛ وهذا وعد كريم من النبي- صلى الله عليه وسلم- لمن قاتل الخوارج، ومعلوم أن هؤلاء الذين أحدثوا هذا الفساد في الأرض في هذه البلاد الآمنة سعوا بالفساد فيها أنهم زادوا على الخوارج في عهد الصحابة بحيث قتلوا أنفسهم استحلوا قتل أنفسهم وسموه استشهاد وهو انتحار قتل لأنفسهم وقتل لغيرهم، وترويع للناس وتدمير للممتلكات واعتداء على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، فهذا هو الفرق بين البغاة وبين الخوارج
الخوارج كفروا واستحلوا الدماء والأموال والأعرض، والبغاة قاتلوا نتيجة مظالم ادعوها أوتقصير في حقهم؛ وراسلهم الإمام ليزيل ما بهم من ضرر فأبوا إلا مقاتلته فقاتلهم؛ ثم البغاة قد يكونوا بغاة على السلطان وقد يكونوا بغاة بعضهم على بعض؛ كقبيلة على قبيلة أو جماعة على جماعة؛ لذا شرع في القرآن الكريم: ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله – أي ترجع إلى أمر الله- فإن فاءت فأصلحوا بينهما – أي : تفهموا الخلاف وأسباب الخلاف وأصلحوا بينهما على ضوء كتاب الله وسنة النبي صلى الله علي وسلم - لأن الله سبحانه وتعالى قال: إنما المؤمنين إخوة فأصلحوا بين أخويكم) .

س2: شيخنا أحسن الله إليكم الخروج القولي؛ هال يلحق في الحكم بالخروج بالفعل؟
الشيخ: نعم الخروج بالقول هو الذي يسبب الخروج بالفعل؛ يعني الأقوال كالخطب والفتوى بجواز الخروج على الولاة هذا كله خروج؛ لأن الناس ما يخرجون حتى يسمعوا من أهل الإنحراف وأهل الجهل والظلم أنهم يقولون بألسنتهم هذا جائز وهذا حلال ومن فعل كذا فهو شهيد ومن فعل كذا؛ كما حصل من أهل الفتوى في هذا الزمان الذين ضلوا وأضلوا؛ ثم بعد ذلك اعترفوا بأنهم ضلوا في أنفسهم وأضلوا غيرهم فحدث من الفساد ما حدث.

12d8c7a34f47c2e9d3==