المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأَنْجُمِ السَّاطِعَة فِي أَحْكَاْم ِ المُقَاْطَعَةِ - لِلشَّيخ فاَلِحْ الحَرْبيِ


كيف حالك ؟

أبوحذيفة المدني
02-20-2006, 11:11 PM
الأَنْجُمِ السَّاطِعَة
فِي أَحْكَاْم ِ المُقَاْطَعَةِ
لِفَضِيْلَةِ الشَّيْخ ِ العَلاَّمَةِ الوَالِدِ
أَبِيْ عَبْدِالرَّحْمَنِ فاَلِحْ بِنْ نَافِعْ بِنْ فَلاَّحٍ الحَرْبيِ
- حفظهُ اللهُ وبَاركَ فيه –



مُذيلة بفتاوى جديدة للعلامة الشيخ :
صالح بن فوزان الفوازن

أبوحذيفة المدني
02-21-2006, 10:57 PM
السُّؤَالُ الأَوَلُ :
فَضِيْلَةَ الشَّيْخِ هَلْ هُنِالِكَ فَرْقٌ بَيْنَ المُقَاطَعَةِ وَوُقُوْعِهَا مِنَ الأَفْرَادِ أَوْ وُقًُوُعِهَا مِنَ الإِمَام ِ؟
الجواب :
نَعَمْ ؛ هُنَاكَ فَرْقٌ كَبِيْرٌ ، فَوُقُوعُهَا مِنَ الأَفْرَادِ اقْتِيَاتٌ عَلى الإِمَامِ ، وَسَطْوٌ عَلَى حَقِهِ ، فَصُدُورِ المُقَاطَعَةِ مِنْ الإِمَام ِلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ النَّظَرِ إِلَى المَصَالِح ِوَالمَفَاسِد ِ، وَجَعَلَ الأُمُورَ ! ، وَحِيْنَمَا يَصْدُرُ الأَمْرَ عَنْهُ يَكُوْنُ الأَمْرُ أَوْقَع ، وَإِنْ كَانَ المَقْصُودُ بِِِهِ إِيْقَافِ إِعْتِدَاء تِلْكَ الدّوْلَةِ عِنْدَ حَدِّهَم فَغَيْرُ الأَفْرَادِ وَغَيَرُ الَمجْمُوْعَةِ لَاشَكَّ فِيِ هَذَا ، وَإِذَّا وَقَعَتْ خَِسَارَاتٍ وَإِذَّا وَقَعَتْ أُمُوْرٌ مَادِيَة - أَيْضَا - فَلابُّد مِنْ إِذْنِ الدَّوْلَةِ فِيْهَا ، وَهَذَا لِوَلِيْ الأَمْرِ فَهُوَ الذِّيَ يُقِّلبَ الأُمُوْرِ ، وَيَتَحَمَلْ وَيَكُونُ هُنَالِكَ ضَمَانَاتٍ وَعُرُوْضٍ وَبَدَائِلٍ -أَيْضَاً- يَكُوْنُ هُنَاكَ بَدَائِل إِذَّا كَانَ يَحْتَاج ُهَذَا الذِّيْ يَسْتَوْرِدُهُ مِنْ تِلْكَ الدُّوَلِ لاَ يَسْتَغْنِي ، فَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ الَبدَائِلِ وَفِي جِهَاتٍ أُخْرَى ، المُهِمُ إِنَ كَوْنَ المُقَاطَعَةَ مِنْ السُّلْطَان لاتَضُرُ حَيْثُ أَنَّهُ يَكُونُ هُوَ وَالشَّعْبُ سَوَاسِيَة ، وَيَكُونَ هُنَالِكَ مَعْرِفَةٌ بٍِِكُلِّ الأَحْوَالِ وَمِنْ كُلِّ النَّوَاحِيَ وَمُعَالَجَةٍ لِلأَوْضَاع ِ،(1)


وَهَذَاَ لاَيَتَأَتَى للِفَرْدِ ، وَلاَ يَتَأَتَي للِمَجْمُوْعَةِ ، ثُمَّ هَذَا الفَرْدُ لاَ يَعْرِفُ سِيَاسَاتِ العَالِمُ والدُّوَلِ :

ولِلحُرُوبِ رِجَالٌ يُعْرَفُونَ بِهَا * * * وَ لِلدَّوَاوِيْنِ كُتَّابٌ و حُسّابٌ


فَإِنْ قَامَ خَطِيْبٌ يخطُبُ على المنبر ويقول : " يا ناس ! أيُّها النّاسُ ! الجهاد ُ الجهاد ! " ،
يُرِيدُ أن يُجاهِد في فلسطين ، ويجاهد في كذا ... ، فَهَذَا العُقَلاءُ يَضْحَكُون عَلى هَذا الخَطِيْبِ ، وَهُوَ مَابِيَدِهِ مَنَ الأَمْرِ ! .
فَأَنْ يُجَاهِد الفَرْدِ أَوْ تُجَاهِدُ الجَماعَةِ ومَالَها مِنْ رَايَة !؟ فَلابُّد مِنْ مَعْرِفَةِ القُوَةِ الِّتي تَمْلِكُهَا ، وَالإِعْدَادَ الذِّي أَعْدَدتْهُ ، وَمَعْرِفَةِ قُوَةِ العَدُّوِ الِّذي سَيُحَارِبهُ ، لَكِْن هَذَا الخَطِيْب لَوْ أَنَّهُ قَالَ للِنَّاسِ : " يَا نَاس ! الجِّهَادُ أَحْكَامهُ كذا ..وَهُو بَاقٍ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَلاَيُبْطلِه عِزُّ عَزِيْزٍ وَلاَذُلُّ ذَلِيْلٍ ، وَِظَوابِطُهُ كَذَا ... ، وَأَحْكَامُهُ الِّذي تسَتْتبِِِِعُهُ إِذَّا قَامَ الجهَاد كَذَا ..وَفِي زَمنٍ قَدْ يَكُونُ الجِهَادِ فَرْضاً وفي زمن قد تُؤزرُ الأمة بالجهاد ، وفي زَمَنٍ قَدْ يَحْرُمُ مُباَشرةُ الِجهَاد لأَنَّ لاَ نَصْرَ للإِسْلامْ وِلاَعِزَّ للمُسلِمِيْن ، كَمَا يُوحي الله ُ-سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - في أَخَرِ الزَّمانِ الى عِيْسَى - عليه الصلاة والسلام - وَمَعَهُ خِيْرَةُ الُمجَاهِدِيْن وَهُوَ نَبِيٌّ يُوحَى إِليْهِ ، عِنْدَما يُبْعِثُ يَأْجُوْجَ وَمَأْجُوْج َ، فيُوحِي الى عيسى فيَقوُل لَه ُ: " حرّز أو حصن عِبَادي فِي الطُورِ ، قَدْ بُعِثْتُ عَلَيْكُم عباداً لاقِبلَ لكم بهم " فهو يُحرِّمُ عليه ، وفي قوله - سبحانهُ وتعالى - فِي أَخَرِ سُورَةِ الأَنفَالِ عَنْ الأَعْرابِ الذِّين لَمْ يُهاجروا : { .. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاق } [الأنفال- 72 ] ؛ فنَهَى أَلاَّ يُقاتَلوا فَهُم مَمنُوعُون أَلاَّ يُقَاتلواْ ، كَمَا فِي هَذِهِ القَضِيَةِ ، فَنَحْنُ مَمنُوعُونَ أَنْ نَتَصَرَفَ فِيْمَا هُوَ حَقٌ السُّلطَان ، وَإِنَّمَا نُعِيْدُهُ إِلَيْهِ ، وَهَذَّا إِذَّا وَقَفْنَا عِنْدَ حَدِّنَا ، وَكَمَا أَمْرِ رَبُّنا فقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } [ المائدة - 1 [ ؛ و قالَ : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا } [ النحل - 91 [
هُنَالِكَ أُنَاسٌ يقفون عند قوله : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ }
فقط ! .
أين بقية الآية !؟ أين الإستثناء !؟ { إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ميثاق }
فَحِيْنَئذٍ فَإِمَّا أَنْ تَنْقُضُواْ المَواثِيق ! { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ }- [الأنفال- 58 [وحَيْنئِذٍ يَسُوغُ لَكَ الجِهَاد ، وإِلاَّ فَمَا سَاغَ لَأحَدٍَ .
إِذَّاً هُنالِكَ ضَوَابِط ٌ ، وَإِسْلامُنا لاَ فَوْضَةَ فِيهِ ، فَيَنبَغِي لَناَ أَنْ نَعْرِفَ الأُمُورَ ، وأَنْ نُمَيِّزَ بَيْنها :

وَمَاْ انْتِفَاعُ أَخِ الدُّنْيَا بِنَاظِرِهِ ** إِذِّا مَاْ اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأَنوَارُ والظُلَمُ

وَأَنْ نُفّرِّقَ بَيْنَ كَلامِ الفَرْدِ وبَيْنَ كَلامِ السُّلْطَان ، وبَيْنَ مَا تَتَخِذُهُ الدَّوْلَةُ مِنْ قَرَارٍ .
آلفَرْدُ يَنْظُرُ كَمَا يَنْظُرِ السُّلْطَانُ !؟ وَكَما تنْظُرُ الأُمةُ مَعَ السُّلطان ، وكما يَسْتَشِرُ السُّلطَان وحِيْنها يَعْزمُ – ويَتَوَكَلُ على اللهِ - و يُصْدِرُ القَرَارُ ، أَوَ قَدْ لايُصْدِر القَرَار يُحْجَم لأَنّهُ يَعْرِفُ المَصَالِحَ والَمفَاسِدَ ، فَهَذَا لَيْسَ لَكُمُ ! { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [ المائدة - 33 ] من الذِّي يُوْقِعْ العُقُوْبَات فِي هَذِهِ الآيَة لايُمْكَنُ أَنْ تَجْتَمِعَ بلْ يُوْقِعُ السُّلْطَانُ مَا يَرَاهُ رَادِعَاً ،(2)(وَمَايَرَاهُ نَافِعَاً ما يَرَاهُ مُحَقِقّاً للمَقْصُودِ وَللمَطْلُوبِ ، مُحَقِقّاً للمَصْلَحةِ وَدَافِعَاً للمَضَرَةِ وَالمَفْسَدَةِ ، إِذَّاً لابُدَّ أَنْ نَعْرِفَ! َهَلْ دِيْنُنَا هَكذَا نَفْهَمَهُ دِيْنُ فَوْضَةٍ !؟
سُبْحَانَ اللهِ ! هَلْ تَحْيَّا أُمَةٌ عَلَى هَذِهِ الفَوْضَة؟ ! أَبّداً ؛ واللهِ مَاْتَحْيَّا أُمَةٌ عَلى هَذُهِ الفَوْضَة.
والذِّي قُلْناهُ نَعَم ! هُوَ التَضامُن ، وَأَنْ يُنْكِرُونَ ، بَلْ لَوْ قِيْل : حتَّى لَوْ أُقِيمَ حتَّى جَهَادٌ فَدِمَائُنَا فِدَاءُ دِيْنِنَا ونَبِيْنا – صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – بِأُبي هُوَ وَأُمِي – نَفْدِيهِ بأَبَائِنا وَأًمَهَاتِناونَفْدِيْهِ بِكُلِّ شَيءٍ ، لكِنّ المُهِمَ أَنْ نَكُوْنَ فِيْ مَرْضَاتِ اللهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا هُوَ الَمَوْقِفُ الصّحِيْح ،وَأَمَّا أَنْ تَكُوْنَ عَواطِفٌ ، وأَهْدَافٌ وأَشْيَاءٌ تَنْفَتِحُ لِأُناسٍ أَصْحِابُ أَهْوَاءٍ ، وَأَصْحَابُ سِيَاسَاتٍ وَأَصْحَابُ تَوَجُهَاتٍ يُرِيْدُونَ أَنْ يَصِلُّواْ !!!! وَإِذَّا مَا وَصَلُّواْ إِلى مَايُرِيْدُون ؛يَقُولُونَ مَايَشَآؤُنَ وَيُثِيْرُونَ ، ويُقَاطِعُونَ ،وَليَخْسَرِ العَالَم ، ولْتُدَّمَرُ الدُّنيا ، مَا عَلَيْنا نَحْنُ !؟! عَلَيْنا نَحْنُ أَنْ نَسْتَغِلْ هَذِهِ العَاطِفَة ويَقُوُلونَ :" نَحْنُ نبِيُنَّا كَذا ..و..و.!"
أَنتُم تَقْرَؤُنَ فِي القُرْآءنِ مَاْقَالُوا فِي رَسُولِ اللهِ !وَهَذا كَلامٌ قَدِيْمٌ ، ومَاقَالُواْ عَن اللهِ!عَنِ اللهِ!!!وَعَنْ رَسُوْلِ الله - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم - اقَرَأُواْ كِتَابَ اللهِ ! هَلْ قَاطَعَ رَسُوْلً اللهِ- صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم - وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ نَقُلْ بِأَنَّ المُقَاطَعَةَ حَرَامٌ بِإِطْلاقٍ ،وَنَقُوُلُ :وَنَحْنُ لانُرِيْدُ نَحْنُ لاَبُّد أَنْ نَتْرُكَ الأُمُورَ لِأئمَتْنا ، ونَتَقِ اللهَ ولانَكُونُ أَخَذْنَا بِلاَ ضَرَرَ وَ لا ضِرَار، ولانَكُون تَجَنَبْنا الظُلمَ ، بَلْ ظَلَمْنا ظُلْماً عَظِيْمَاً ،وَ الغَرِيْبُ أَن هَؤُلاءِ – رُبَما – تَكُوْنُ كَثِيْرٌ مِنَ التِجَارَات لهُم ، وبَعْضُهَم لهَم شَرِكَاتٍ ، ولَكِنْ لِجَهْلِهَم - مَعَ الأَسَفِ- يُهْلِكُوْنَ أَنْفُسَهُم ،وَيُضِرُّونَ أَنْفُسَهُم ،مَعَ أَنَّهُ - كَمَا قُلْنَا- فَإِنَّهُ مُقَرَّرٌ فِي الشَّرِيْعةِ

" لَا ضَرَرَ وَ لا ضِرَار" وَهُوَ حَدِيْثٌ لِرَسُوْلِ - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – فَكَيْفَ نُحَقِّقُ ُهَذِهِ القَاعِدَة!؟ لا نُحَقِّقها إِلاَّ بِفِقْهها، وبالدِّيَانَةِ والخَوفِ مِنَ اللهِ، والذِّيْن يَقِفُوْن عِنْدَ النُصُوْصِ ، وعِنْدِ الأَدِلَةِ وَعِنْدَ حُدُوْدِ الشَّرْعِ ،وَلاتَأْخُذُّهم فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم ٍ،ولا تَكُوْنُ القَضِيَةُ قَضِيَةُ عَواطِفٍ ، ولا لأَنَّ فُلاناً أَثَارَنَا ،ولأَنَّ عِلاناً أَفْتَانا !،وفُلانَاً قَالَ : كذا ... و .. ،
بَلْ يَقِفُ عِنْدَ مَسْؤُليَتِهِ ،إِذَّا كَانَ قَاضِياً فَلْيَقْضِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَإِنْ كَانَ إِمَاماً فَمسْؤُلِيَتهُ الإِمامةَ ، وَيُبيِّن للنَّاسِ كِتَابَ اللهِ وسُنَّةِ نَبِيِهِ - صَلَّى الله ُعَليْهِ وَسَلَّم – إِنْ كَانَ خَطِيْبَاً ،وَهكَذّا عَلى كُلِّ شَخَصٍ مَسْؤلِيَةٌ خَاصةٌ ، ولكِنْ أَنْ نَتَقَمَصَ مَسْؤُلِيَةَ السُّلْطَان وَوَلِيّ الأًَمْرِ وهُوَ أَعْلى سُلْطاناً ، ومَا فَوْقَهُ إِلاّ سُلْطَانُ رَبِّ العَالمِيْنَ ، و ُ رَبِّ العَالمِيْن رَجَّعَهُ وعلَّمَهُ ، وعلَّمنا- نَحْنُ - وأَلْزَمنَّا َأَن نلْتِزِمَ بما بما أَلْزمنا اللهُ– سُبْحَانهُ وتعَالى- به ؛ َفهَذَا- أبداً- مالايَليقُ بكَ على الإِطْلاقُ .

* * *

السؤال الثاني :
شيخنا بارك الله فيكم !
هَلْ يَلْزَمُ مِنْ المُقَاطَعَةِ إِِِذَّا كَانَتْ مِنْ وَلِي الأَمْرِ ؛ الحُكْمُ عَلَى المُنْتَجَاتِ التيِّ قُوْطِعَتْ باِلتَحْرِيْم ِ؟(3)
الجَوَابُ :
لاَ ؛ أَبَداً لاَيَلْزَمُ ، فَمَا أَحَلَّه ُاللهُ – وَهَذَا مَاذَكَرَهُ العُلَمَاءُ فِيْ فَتَاوَاهُم وَذَكَرْنَا فَتْوَىَ الشِّيْخِ ابْنُ بَازٍ وَفَتْوىَ الشَّيْخ ِابْنُ حُمَيْد وَفَتْوَى الشِّيْخ الفَوْزَان وَفَتْوَى الشِّيْخ ابْنُ عُْثيْمِيْنِ ، وَاللَّجْنَةُ وَعَلَى رَأَسِهَمْ الشَّيْخُ عَبْدُالعَزِيْزِ ابْنُ بَازٍ – أَنْ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ لاَيَجُوْزُ أَنْ يُقَاَل عَنْهُ أَنَّهُ حَرَامٌ ، وَذَكَرْنَا وَأَشَرْنَا أَنَّ هَذَا مِنَ البَلاَّوِي العَظِيْمَة التِّي يَتَحَمَلَهَا هَؤُلاَءِ حِيْنمَا يَحْكُمُوْنَ بِِاِلتَحْرِيْم ِعَلَى أَشْيَاءٍ أَحَلِّهَا اللهُ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَيَحْكُمُوْنَ عَلَى النَّاسِ باِلضَلاَلِ وَالإِنْحِرَافِ وَرُبَمَا أَحْرَقُوُاْ ، وَرُبَمَا دَمَّرُوُاْ وَرُبَمَا أَتْلَفُوُاْ بَعْضَ المُنْتَجَاتِ ، وَيَاسُبْحَانَ اللهِ ! مَاذَنْبُنَا نَحْنُ !؟ فَهَذِهِ عُقُوُبَةٌ لَنَا ، فَهَؤُلاَءِ يُعَاقِبُوْنَنَا ، وَيُعَاقِبُوْنَ أَهْلَ هَذِهِ البَلَدِ المُسْلِمِيْنَ ،هَؤُلاَءِ المُسْلِميِِْنَ الأَمِنْيٍنَ ، فَيُعَاقِبُوْنَ هَؤُلاَءِ المُمسْلِمِيْنَ الأَمِنْيِنَ، الذِّيْنَ - وَالحَمدُ للهِ هَانِئِيْنَ بِعَيْشِيَهم ، وَهُمْ مَالَهُمْ ذَنْبٌ ، وَدَفَعُوْاْ أَمْوَالَهُمْ فيِ تِلْكَ المُنْتَجَاتِ التيِّ أَحَلَّهَا اللهُ – سُبْحَانَّهُ وَتَعَالَى - !، فَهَلْ تَجِدُوْنَ فِيْهَا لَحْمَ خِنْزِيْرٍ !؟ هَذَا الذِّي حَرَّمَهُ اللهُ ، وَهَلْ تَجِدُوْنَ فِيْهَا اللُّحُومَ التِّي " الفَطِيْس " وهو اللَّحُم الذِّيْ مَّا ذُكَّي ، هلْ تَجِدُّوْنَ فيْهاَ خُمُوْراً !؟، هلْ تَجِدُّوْنَ فيْهاَ أَشيَاء مِنَ المُحَرَمَات يسْتَوْرِدَها أَهْلُ هَذِهِ البَلَدْ !؟ ، بَلْ اسْتَوْرَدُواْ أَشْيَاء حَلاَلْ أَحَلَّهَا اللهُ – سُبْحَانَّهُ وَتَعَالَى – لَهُمْ ، فكييف تُحرمونها عليهم !؟ وَ مِنْ ِ أَينَ لَكُمْ ؟ اقْرَأُواْ قَوْلَه تعالى :
{ وَلاَتَقُوْلُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتِكُمْ الَكَذِبَ هَذَّاْ حَلَاَلٌ وَهَذَّا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوُاْ عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ اَلذِّيْنَ يَفْتَرُوْنَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ لّاَيُفْلِحُوْنَ}

* * *

السُّؤَالُ الثَالِث :
فِي مَسْأَلَةِ الُمقَاطَعَةِ ؛ هَلْ تَرْجَعُ لِلإِمَام ِالعَام ِ، أَمْ يُكْتَفى فِيْهَا بِالحَاكِم ِالفَرْعِي !،كَحَاكِم ِالإِمَارَة ِأَوْ نَائِبِ السُّلطَان !؟
الجَوَابُ :
ترُجعُ إِلَى الحَاكِم ِالعَام ِ؛ لَيْسِ لِهَؤُلاَءِ أَنْ يَتَصَرَفُواْ إِلَى فِي حُدُودِ تَصَرُفَاتِهِم ، وَفِي حُدُودِ مُقَاطَعَاتِهَم وَإِمَارَاتِهَم ، أَمْا التَصَرُفَ عَلَى مُسْتَوَى الدَّوْلَةِ وَخَارِجِ الدَّوْلَةِ ،وَالمُجْتَمَعِ الذِّي فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ ؛ فَهَذَّا مِنْ شَأْنِ السُّلطَان ، وَالُمجْتَمَعِ الذِّي فِي هَذِهِ الدَّوْلَةِ فَهَذَّا مِنْ تَصَرِِفِ السُّلطَان ،وَالُمقَاطَعَةِ هَذِهِ تُنَاطُ بِالسُّلطَان ، مَثلَّ بِذَلِكَ الدَّوْل ِالتيِّ هِي عِبَارَةٌ عَنْ مُقَاطَعَاتٍ ، وَدُوَلٌ اجْتَمَعَت مَعَ بَعْضِهَا وَلَهَا رَئِيْس وَاحِدٌ، فَإِن الذِّي يَتَخِذُ القَرَارَ ، و يُرجِع ُلَهُ هَذَّا القَرَارِ إِنَّمَا هُوَ هَذَّا السُّلطَان الذِّين هُمْ جَمِيْعَاً تَحْتَ إِمَارَتِهِ ، يرجعون اليه ، أما في دولهم الداخلية التي خولهم إيّاها ،و أعطاهم فيها الصلاحية فهم يحكمون فيها ،أَمَّا مثل هذا فهو يتعلق بالأمن والخوف الذي على الامة وهؤلاء سواسية جميعا ، ولو أن أحدهم اتخذ قراراٍ انفراديا لضرَّ المجموعة ، ولايجوز له ذلك ،لأنهُ انفرد ، وإنما يرجعُ فيه إلى السُّلطان والرأس والأصل وهؤلاء يكونون له مستشاريين ، ويُقلبون الأمور ويبحثون فيها، فإذّا صَدَرَ عن أمرٍ جماعي فيكون فيه الخير ان شاء الله ، وإذا ماصدر أمر ، ورأوا أنه ليس من المصلحة أن يُصدروا أمراً جماعياً ؛ فذلك فيه الخير – ان شاء الله – { فَإِذَّا عَزَمْتَ فَتوَكَل عَلَى اللهِ }.

* * *



السُّؤال الرابِع :
وهذا سائلٌ من الكويت يقول :
مَجْلِسُ الأُمَّةِ عِنْدَنَا قَررَّ المُقَاطَعَةَ وَسَيُصْدِرُ قَانُوْناً بِهَذَّا الشَّأْنِ وقدِ اجتمعوا مع إِدَارَاتِ الجَمْعِيَاتِ التَّعَاوُنِيْةِ لِتَطْبِيْقِ هَذِهِ المُقَاطَعةِ فَهَلْ فِي هَذَا مِنْ مَحْظُوْرٍ ؟
الجواب :
هَذَّا يَتْبَعُ مَاقُلْناهُ ؛فالأمرُ إِلَى سُلْطَان الكُوَيْتِ ، إِلَى " الصُّباحِ " نَسْألُ لَهُ التَوْفِيْقَ والتَسْدِيْدَ والإِعَانَّةِ، فَالأُمْرُ يَعُوْدُ إِلَيْهِ وَلَيْسَ إِلَى أَحَدٍ ، فَإِذَّا دَرَسَ الأَمْرُ وَأَيَّدَ أُؤْلَئِكَ ،ووافقهم وتشاورَ معهم ، وهو الذيِّ أَشَارَ بِهِ ووافقَ عَلَيْهِ وصدر عن رَغْبَتهِ وَرَأْيهِ وَمُوَافَقَتِهِ ، وَإِلاَ فَلاَيَسُوْغُ لِأُؤلَئِكَ ،هَذّا من الَوْجهِ الشَّرْعِي ، لاَيَجُوْزُ لِهَؤُلاءِ أَنْ يسْتَقِلْوا بقرارٍ ضَرَرُهُ وَنَفْعُهُ إِلى الأُمَةِ بِأَجْمَعِها ، فليس هذه الجهة هي السُّلطة ، بَلْ السُّلطة إِلَى أَمِيْرُكُم – نَسْأَلُ لَهُ التَّوفيق والتسديد – وأَيْضَاً إِلى مَجْلسِ الأُمَّةِ ،وحَفِظَ اللهُ أَهْلَ الكُوَيْتَ ووفقََهُم إِلَى كُلِّ خَيْرٍ .
* * *
السُّؤالُ الخَامِسُ :
يقول : هُنَالِكَ مَنْ يَسْتَدِلُ بِشَرْعِيَةِ أَوْ جَوَازِ المُقَاطَعةِ بقَِولِهِ : "..إِنَّها لمْ تُنْكَرُ من ولاِ الأَمْرِ " و هُنَالِكَ مَنْ يَسْتَدِلُ بِشَرْعِيَةِ بأَنَّها حققّتْ بَعْضَ المصَالِحْ ؛ كَإِعْتِذَارِ بَعْضِ الجَرَائِدِ وَاعْتِذَارِ بَعْضِ الأَشْخَاصِ الرَّسميين وَالدُّبْلُومَاسِيِيْن ؟
الجواب :
هذَه كلها أوهام ؛ وما يُدريك أن هذه الذِّي حققتهُ هو سببه المقاطعة من الأفراد ، وليس مافعلته الدولة من الإنكار و سحب السفير ..و..الخ .
لماذا أنتم كُل شيء تجعلوه لأنفسِكم ، وتجعلوه للشعب ، وهذه هي الديمقراطية التي بعضُكم يكفرُ بها ، تَجْعَلونها ديْناً ، من يقولُ بهذَّا !؟
هذا الكلام غير صحيح إنما هو تحجُج !، وإنما هو شُبهٌ وإنما هُي أُمْورٌ يُدْفَعُ بها مايُعتَرَضُ علَى هؤُلاءِ بِهِ ؟!، وهذا دليلٌ على أَنَّهُم يَعْرِفُونَ أَنَّهُم ليْسُواْ علَى صَوَابٍ ، ولَيْسُواْ عَلَى حَقٍ ، ويتمسكون بالأوهام ! : ".. ولِّيُ الأمْرِ كَذَّا ...!" ، ومَا يُدْرِيْكُم اَنَّ وليَّ الأمرِ فِي غايَةِ الإِحْرَاجِ مَمَا تَفْعَلُونَّهُ ، وَإِذَّا تَحقَق ماتَزعُمُوْنَّهُ من مصلَحةٍ ، صَار من المفاسِدِ أَضعَافٌ مُضَاعَفةٌ ، لاتدرُوْنَّها أَنتُم ولا تُدرِكُوْنَّها ، هذّا كلامٌ -في الحقيقة - وسَمعْنا الكثير من مَثْلِ هذّا ، فكلها أوهام وكلها أمورٌ يريدُ هؤلاء أَنْ يدفعوا بها الخَسِيسَةََ عَنْ أَنفُسِهَم - معَ الأَسفِ - ويُبرِّرُوْن لأَنفُسِهم مايقومُونَّ بِهِ - فَلا حَوْلَ ولاَقُوَةَ إِلاَّ باللهِ - .

* * *

السُّؤالُ السَّادِسُ :
إِذّا قَاطَع شَخصٌ مِنْ تِلْقَاء نَفْسِهِ وَمِنْ دُونَ أَنْ يُلْزِمَ غيرَهُ ؛ فقَهل عليه من حرَجٍ فِي هَذَّا !؟
الجَوابُ :
إِذّا قَاطَع شَخصٌ مِنْ تِلْقَاء نَفْسِهِ بِشرْطِ أَلاَّ يُحرِمُ فيُنظَرُ ، إِذَّا قاطعَمِنْ تِلْقَاء نَفْسِهِ وقالَ : أَنا لا أُريدُ هَذِهِ الجُبنةُ التِّي جآءت من الدِّنماركِ لا أُرِيد كذا...وعلى النية الحسنة ؛ فنقولُ بارك الله فيكم ، ونسألُ الله له الإثابةَ ،....فهذا وَقَفَ عِنْدَ حَدَّهُ وَما حرَّمَ حلالاً ، لكن الذي يُحرِمُ على النَّاس وِرُبَما يُكفِّرهُم ، مُجرِمٌ هذا ، وَ هَذِه ِ جرِيمةٌ خَطِيرةٌ ، وَجُدُّ خَطيِرة ، وتشملها الآية التِّي ذَكَرْنَاهَا :
{ وَلاَتَقُوْلُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتِكُمْ الَكَذِبَ هَذَّاْ حَلَاَلٌ وَهَذَّا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوُاْ عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ اَلذِّيْنَ يَفْتَرُوْنَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ لّاَيُفْلِحُوْنَ ْْ}
* * *

السُّؤالُ السَّابِعُ :
هلْ وهذا سائلٌ يسأَلُ
صَدَرَ بيانٌ منْ عُلَماءِ المَدينةِ بِوُجوبِ المُقاطَعَةِ - أَي قَولِهَم بِوُجوْبِ المُقاطَعَةِ -؟ كمَا ذُكِرَ هَذِّا في بَعْضِ الصًّحفِ !؟
الجواب :
العُلَماءُ والَمرجيعيةُ لمْ يَصدُرُ منْهَم إِلاَّ مَا ذَكرنَّاهُ (4)، ولاتُعتَبَرُ مَرْجيعيةٌ إِلا أُؤلئِكَ ، أَمَّ مايَصدُرُ عَنْ أَيّ أَحَدٍ سواءٌ إِدَّعى أَنَّهُ فِي المَدينةِ أَوْ أَنَّهُ فِي أَيّ مَكَان ٍ أَخَر فِي هَذِّهِ البِلَادِ المُبَارَكَةِ ، فَهَذَّا ليسَ بمَرْجَعية ، فلاَ يُلتَفَتُ إِلَى قَولِهَم ، وَلاَ يُعتَمَدُ عَلَيْهِ ولايُعَوَّلُ علَيْهِ ، بَلْ يَنطَبِقُ عليهِ مَا قُلْنَّاهُ في الحقيْقِة وليْسَ القَيَةُ قضيَةُ أَسماءٍ وَأَشْخَاصٍ ، بقَدرِ مَاهِيَّ قَضِيَةُ عَلْمٍ ومَرجعيةٍ ، وَعُلَماؤُنا والمَرجعيَةُ ذَكرنَّا كَلامَهُم ، والعلماءُ والمَرجعيَةُ الآن المَوجوديين ، الذين هُم في هَذِهِ القضيةِ - يعني - هم من تكلموا فمنْ يُرجعُ إِليهم ، أَما أَيُّ أَحَدٍ يُصْدرُ بيَاناً أَوْ إِعلاناً أَومنشُوراً فلايُلتفتُ إِليهِ ؛ وَإنَّما تُعْطَى القَوسَ بَارِيْها ، وهذّا إِمامُ المسجد النَّبَوٍي في الجُمْعةِ المَاَِضيَةِ تَكَلَمَ واستنكَرَ وبيَّنَ جَزَاهُ اللهُ خَيْرَاً ،ثُمَّ قالَ: " أَمَّا المُقاطَعةُ فَهِيَّ لِوَلِّي الأَمْر ِ" ، نعم إلى وَلِّي الأمر وليس لأَحَدٍ غَيْرَهُ ،
وهُوَ إِمَامُ المسجد النَّبَوٍي - حفظهُ الله - الشيخُ : علي الُحُذَّيفِي ، لمّا سأَلَهُ أَحَدُ الأَشخَاصِ فقَالَ لهُ لمَا لم تَتَكَلَمْ عَنِ المُقاطعةِ وَتدعو المسلمين إِلى أَنْ يُقاطِعُوا ؛ فَقَالَ : اتقِ الله َ هذا ليسَ إِليَّ إِنَّمَا إلى وَلِّي الأَمْر، وهوُ ذَكرَ هذا في خُطبَتهِ .

* * *

السُّؤالُ الثامن:
توجدُ شَرِكَةٌ دنماركية كبيرة خسرت جَدَاً من المُقاطعةِ ، فَهَلْ هَذا يُعتبَرُ مِنَ الظُلمِ عَلْيها ؟؟
نقولُ ما وقع لنا نحنُ - ربما - أَضعافٌُ مضاعفةٌ ، أَما ظُلمُ غيرِ المُسلم ِ فهو محرمٌ ، لقوله -جلَّ وعلا - في الحديثِ القُدسي : { يا عبادي إنِّي حَرمْتُ الظُلمَ على نفسي وجعلتهُ بينكم مُحَرماً فلاتظالمواْ } . وما ذكرنَّاهُ من الحديثِ
( لاضَرر ولاضِرار ) ولكن نحن نجزمُ على أَننا تضررنا كثيراً ، وأنَّ بلدنا هذا وأنَّ المُسلمين تضَررُّوا في هذا البلدِ كثيراً ، وربما أَضْعَافٌ مُضاعفَةٌ ممَا خسِرَتْهُ تلك الشركة َ ، وَرُبمَا ضَرتنا أَكثرَ مما ضرتهُ لِتلكَ الشَّرِكة ، وأَنا أقول - ولا أَخُصُّ تلك الشركة - لايجوزُ ظُلمُ الكافِرُ ، والظلم محرم بكل أنواه ، وظلم المسلم أعلى وأَشدُّ ، ونحن وقع علينا ظلم ، ووُقِعَ علينا ظُلْمٌ [على أَهْلٍ بَلدنا .


* * *

السُّؤالُ التاسعُ :
وُجدَ بيانٌ عبر بعضِ الشّبَكاتِ بيانٌ لبعضِ طلبة العلم ِ يَقولُ في أَخِرِهِ : طإِنَّ المسلمَ يَجِبُ أَن يكون له موقفٌ من هذا الأَمرُ ، ولمَّا مزَّق كسرى كتابَ النَّبِي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َ - دعَا عليهِ أَنْ يُمَزِقَ عليْهِ مُكَهُ ، ولو كان - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َ - على تسيِّرِ الجُيوش حينئدٍ لسيَّرَها ، وَقَدْ أَجابَ اللهُ لهُ دُعاؤه ، كيف والمقاطعةُ لاتَضصُرُ بجماعةِ المسلمين - حكاماً ومحكوميين - بلْ تزيدُهُم عِزَّةً وهيبةَ أَمام أَعدَائهم ، وهذا من أَهمِ مقاصدِ الشريعةِ ..إِلخ ماقال ؟ فنرجو التعليق على هذا وجزاكم اللهُ خيراً !؟
الجواب:
جوابنا هو ما ذكرناهُ من قبلُ ، وأنَّ ما قاله هو إنَّما هو مُجرد كلامٌ ، وأيضاً هو مُجردُ تَوهُم ، فمايُدريك أنَّ رسُولَ اللهِ - - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َ - لو كان قادراً لجيَّش الجيوش !؟ ؛ رسولُ الله ِ دعا عليه فاستجابَ اللهُ دُعاؤهُ ، وقد أرسل رسول الله بِهَذا وبغيْرِهِ ، وإنَّهُ يدعو فَيَستَجِيْبُ اللهُ دُعائَهُ وأَنَّهُ يُنصَرُ بالرُعبِ - عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - وَاَنّهُ ..وأَنَّهُ .. فكَيفَ هَذَا الكَلامُ !؟
فَهذا - في الحقيقة - كلامٌ ما يَصلح أَنْ يُقالُ ! وهو ما يُدريهِ - وهوإِنسانٌ فردُ من الأفرَاد- فَما يدري عن مايخسَرُهُ فمَا يَدرِي مَايَحصِلُ من نتائِجَ ، و في الحقيقية كلُ إِنسان سَهْلٌ عليهِ أِنْ يقُولَ ويتخَلصَ وأَن هذا لايَضُرُ !
كا قال أن رسُولَ اللهِ - - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم َ - لو كان قادراً لجيَّش الجيوش !!!!
فَكُلُ أَحَدٍ يستطيعُ أَنْ يتكلمَ هذا الكلام، لكن هل تذكر الآياتِ التي ذكرناها ، والأحاديثَ ،
وسُنَةَ الأَنبياءِ ، وَكونُ الرسُولِ تعاملَ مع اليهودِ ولمْ يُقاطعهم ، ونزلَفيهم قُرأناً ولم يُقاطِعهم ، وَأَنَّهم هم الذين قاطعوه ، وأنَّ اليهود السَّامرة هم الذين أَحيَّوا هذه السنةِ ، وأن الرافضةَ هُم الذين أخذُوها عنهُم ، وأَن هذه القضية تحرُم إلاَّ إذّا أُعيدت إلى ولِّي الأَمرِ كَما وجَّها اللهُ إِلى ولِّي الأَمرِ ، فيقومُ وينسى هذا كُلّهُ ويقولُ : " مايضرُ !" و" الرسولُ لو كان قادراً لفعلَ " وكيت .. وكيت !! هذا في الحقيقةِ كلامٌ غريبٌ.

وعلى كل حال لايلتفتُ إلى هذا الكلام ِ ، ومثل هذا الكلام كثير وسيأتي كثير، ورأينا من التشنجات والتسرُعات الشيء الكثير ، فليكن هذا من ضمنها ، وعلى كل حال لوْ عرفَ هذا مَاخُدِعَ بهِ - في الحقيقة - لرجع إلى كلام العلماء الذين ذكرناهم ، ولرجع إلى أهل الحل والعقد ، ولرجع إلى المرجعيةِ من العلماء وأَعادَ الأمر إليهم ، وإلى السلطان ولِّي الأمر ، وهذه القضية -لابُد - أَنَّهُ لايعرفُها ، قضايا النوازل وقضايا الخوف ، وما يخصُ السلطان ، وما هو منوطٌ بهِ وَاَنَّهُ ليس منوطاً بالأَفرادِ بالأُمةِ ، وكوْنِهِ هكذا يدعو للمقطاعةِ فهذا اقتياتٌ على وليِّ الأَمرِ ، كما أشرنا إليه وهم كُثرٌ ، وربما كتب الكثير في الجرائد وعلى المرئيات وعلى وسائل الإعلام المرئية ، ولايزال وهنالك نشرات ، وأُمورٌ لاتزال ؛ فليكن هذا من ظمنها فكُلُّها من بوتقةٍ واحِدةٍ
والخلاصة أن هؤلاء جميعا لايحق لهم أن ينفردوا بهذا القول ِ ، ولا أن يتصدوا له ، وليس لهم صلاحية ، وليس لهم صفة ، وإنما هذه الأُمورُ ، وهذا الأمر يرع الى وليِّ الأمرِ ، إلى من أرجَعهُ اللهُ إِليهِ . انتهى

وصلَّى اللهُ عَلَى سَيدنَا مُحَمَد وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن



____________________________
الهامش :

(1) ومن ذلك ما قالهُ العلامة صالح الفوزان بتاريخ 15 / 1/ 1427
س / نسمع بين االفينةِ والأُخرى من المسلمين من ينادي بوجوب مقاطعة بضائع الكفار ، فهل لهذا الفعل مستند من الكتاب أو السنة ؟ حيث أن بعضهم استدل بقصة الثلاثة الذين خُلفوا ، فهل استدلاله صحيح ؟
ج / :....... والمقاطعة يا اخوان هذه من سياسة الدولة ، ومن صلاحيات ولي الأمرِ ، إذا امر بها لزمنا الإمتنثال ، وأما ما لم يأمرنا ؛.فكل إنسان بكيفه .يبغي ايقاطع أو لايقاطع كلا ًّ بهواه .. بإمكانك ما تأكل أبداً أو لاتشرب أبداً .
من شرح عمدة الاحكام بتاريخ 15 / 1/ 1427 الدقيقة: (17:10: 1 )
(2) ومن ذلك ما أجاب عليه فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في يوم الخميس11/محرم/1427
السؤال إذا علِمنا أنَّ ولِيَّ الأمر لم يأمُرنا بمقاطعَةِ المُنتجاتِ الدنماركية، ولم ينْهَنا عن ذلك؛ فهل لي شخصيًّا أن أقاطعَهم؛ لِعِلمي أنهم يتضرَّرون مِن المقاطعة؛ نُصرةً لنبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - ؟
الجواب هذه المسألة فيها تفصيلٌ :
أولا : إذا أمَر ولي الأمر بمقاطعة دولة مِن الدول؛ وجَب على الجميع أنْ يُقاطِعوها؛ لأنَّ هذا مِن مَصلحتهم، ومِن مَضرَّةِ العدو، وطاعةٌ لِوليِّ الأمر.
أمَّا إذا لم يأمرْ وَليُّ الأمر بالمقاطعة؛ فالإنسانُ بالخيار: إن شاء أن يقاطعَ هو بنفسه، وإن شاء ألا يُقاطِع. هو بالخيار في هذا الأمر.
[مِن محاضرة : " أصول تلقِّي العِلم وضوابطُه " ألقاها الشيخ : يوم الخميس11/محرم/1427 -.

(3) وقد سُئل العلامة صالح الفوزان سؤالاً مشابهاً لهذا ، وذلك في 15 / 1/ 1427
س / ما حكم من حرَّم على أهله المنتجات الدنماركية ، وقال أن من أكلها فهو منافقٌ ! أو في توحيده خدشٌ ؟ وأخذ جميع ماعنده من المواد الغذائية ورماها في القمامة ؟ فما حكم فعله هذا ؟
ج / : على كل حال نحن قلنا إذَّا أصدر وليِّ الأمر منع فيلزمنا السمعُ والطاعة ، لأن هذا من مصلحة الجميع أما إذا لم يصدر من وليِّ الأمر شيءٌ فكلٌّ بهواه ، أما إتلاف المال فهذا منهيٌ عنهُ ، يعني كونك تخرج كل ما عندك فهذا تبغي تضر نفسك ما تبغي تضر " بلجيكا " تضر نفسك ، أما إذا أردت ما تشتري خلاص ما تشتري ، أما شيء عندك أتروح تتلفه هذا تبغي تضر نفسك يا أخي ما تضر بلجيكا ، ..هم يفرحون بهذا فهذا من الحماقة . "
من شرح عمدة الاحكام بتاريخ 15 / 1/ 1427 الدقيقة: (20:17: 1 )

(4) ومن ذلك السؤال الذي وجه للعلامة الفوزان بتاريخ 14/1/ 1426
س / هل صدَرَ من دارِ الإفتاء إيجابُ المقاطعة على المسلمين !؟
ج / ما صدرَ منها شيء ، أقول لاما صدر منها شيء.
من شرح كتاب السنة للإمام البربهاري 14 / 1/ 1427 انظر كلام العلامة صالح الفوزان تجدهُ يؤكد ما قالهُ الشيخ فالح الحربي هنا






يَاْ بَارِيَّ القَوْسِ بَرْيَا ً لَسْتَ تُحْسِنُه * ** لاَ تُفْسِدَّنَّهُ ؛ وَآعْطِ القَوْسَ بَارِيْها

عسلاوي مصطفى أبو الفداء
02-21-2006, 11:15 PM
بارك الله فيك

هادي بن علي
02-23-2006, 08:04 PM
بارك الله فيك أبوحذيفي وحفظ الله الشيخ فالح ونفع الله بعلمه الاسلام والمسلمين

قاسم علي
02-24-2006, 06:12 PM
يزاك الله خيرا

بندر الحمد
02-25-2006, 12:02 PM
السلام عليكم

حفظ الله شيخنا الفاضل فالح الحربي .

أبوحذيفة المدني
02-26-2006, 07:09 PM
وقريبا الجزء الثاني بحول الله وقوته سبحانهُ وتعالى
وفتاوى تعرض لأول مرة لمجموعة من كبار العلماء

12d8c7a34f47c2e9d3==