المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقوبة الرشوة /العلامة الفقيه الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين


كيف حالك ؟

هادي بن علي
02-12-2006, 06:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيمعقوبة الرشوة عقوبة الرشوة /العلامة الفقيه الإمام الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0180/a0180-35.rm)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الناس اتقوا الله تعالى وقوموا بما أوجب الله عليكم من أداء الأمانة في جميع أموركم قوموا بذلك مخلصين لله متبعين لأمره قاصدين بذلك إبراء ذمتكم وإصلاح مجتمعكم واذكروا دائماً قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون و أعلموا إنما أموالكم و أولادكم فتنة و أن الله عنده أجراً عظيمَ) أيها المؤمنون إن الأمانة ليست بالأمر الهين إنها دين وذمة ومنهج وطريقا إنها حمل ثقيل وعبء جسيم ومسئولية عظيمة عرضت على السماوات والأرض والجبال وما أعظمها قوة وصلابة فأبين أن يحملنا وأشفقن منها أما أنت أيها الإنسان فقد تحملتها بما أنعم الله به عليك من العقل والفهم وبما أنزل إليك من الوحي والعلم فبالعقل والفهم تدركون وتميزون وبالوحي والعلم تستنيرون وتهدون وبذلك كنت أيها الإنسان أهل لتحمل مسئولية الأمانة والقيام بأعبائها عباد الله أدوا الأمانة كما حملتموها أدوها على الوجه الأكمل المطلوب لتنالوا بذلك رضا ربكم وصلاح مجتمعكم فإن بضياع الأمانة فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك أواصله أيها المسلمون إن من حماية الله لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سبباً لضياعها أو نقصها فحرم الرشوة وهي إعطاء المال للتوصل به إلى باطل إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه أو بمنعه ما هو حق عليه يقول الله تعالى (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول سبحانه في ذم اليهود (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) والرشوة من السحت كما فسر الآية أبن مسعود وغيره افترضا أيها المسلم افترضا أن تكون مشابه لليهود في ذلك أن كل مؤمن بالله لا يرضى أبدا أن يكون مشابه لأعداء الله في أي خصلة من خصالهم التي يقومون بها ولقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي وفي لفظ لعنة الله على الراشي والمرتشي وهذا إما خبر من النبي صلى الله عليه وسلم أو دعاء منه على الراشي والمرتشي بلعنة الله وهي الطرد والأبعاد عن رحمة الله أترضى أيها المسلم أن تكون مشابه للشيطان في تطرده وأبعاده عن رحمة الله إن الله لعن الشيطان فطرده وأبعده عن رحمته افترضا أن تكون مشابهاً له في جزاءه أيها المسلمون إن لعنة الله ورسوله لا تكون إلا على أمر عظيم ومنكر كبير وإن الرشوة لمن أكبر الفساد في الأرض لأن بها تغير حكم الله وتضيع حقوق عباد الله وإثبات ما هو باطل ونفي ما هو حق إن الرشوة فساد في المجتمع وتضيع للأمانة وظلم للنفس يظلم الراشي نفسه ببذل المال لنيل الباطل ويظلم المرتشي نفسه بالمحاباة في أحكام الله يأكل كل منهم ما ليس من حقه ويكتسب حراماً لا ينفعه بل يضره ويسحت ماله أو بركة ماله إن بقي المال أيها المسلمون إن سألتم فيما تكون الرشوة فإن الرشوة تكون في الحكم فيقضى من أجلها لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم من غيره أحق بالتقديم وتكون الرشوة أيضاً في تنفيذ الحكم في تنفيذ الحكم فيتهاون من عليه تنفيذه بتنفيذه من أجل الرشوة سواء كان ذلك بالتراخي في التنفيذ أو بعمل ما يحول بين المحكوم عليه وألم العقوبة إن كان الحكم عقوبة وإن الرشوة تكون في الوظائف والمسابقة فيها فيقدم من أجلها من لا ينجح ويقدم من غيره أولى بالوظيفة منه وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من أستعمل رجل من عصابة أي من طائفة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) وإن الرشوة تكون أيضا في تنفيذ المشاريع وتكون أيضاً في الأعمال الحكومية تجد الرجل إذا حقق في أمر من التحقيقات أو الحوادث تساهل في التحقيق من أجل الرشوة وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاًَ فما أخذ فما أخذ بعد ذلك فهو غلول) والغلول إثمه عظيم فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (استشهد مولاك أي قتل شهيداً أو قال استشهد غلامك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بل يجر إلى النار في عباءة غلها ) رواها الأمام أحمد بإسناد صحيح وإن الرشوة تكون في التعليم تكون في التعليم والثقافة فينجح من أجلها من لا يستحق النجاح أو تقدم له أسئلة الامتحان قبل أن تنشر على الطلبة أو يشار إلى أماكنها من المقررات أو يتساهل المراقب في مراقبة الطالب من أجلها فيتقدم هذا الطالب مع ضعف مستواه العلمي ويتأخر من هو أحق منه لقوة مستواه العلمي أيها المسلمون إن الرشوة لا تكون بإعطاء الدراهم بل قد تكون بالهدية ونحوها ولهذا استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً على الصدقة فلما رجع قال: هذه الإبل لكم وهذه أهديت ألي فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال (هلا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى له أم لا ) فكل من أهدى له هدية من أجل عمله الحكومي فإنه لا يحل له أن يقبلها بل يردها على من أهداها له إلا إذا كان لهذه الهدية سبب غير السبب الذي كان يشتغل فيه مثل أن يكون قريب له فيقدم من سفر فيعطيه هدية أو يكون من عادته أن يتبادل الهدايا معه فإن هذا لا بأس عليه بقبولها أما إذا كانت الهدية من أجل العمل الحكومي الذي يعمل فيه فإنه لا يحل للمهدي أن يهدي ولا للمهدى له أن يقبلها أيها المسلمون إن عقوبة الراشي والمرتشي عقوبة عظيمة إنها اللعن والطرد عن رحمة الله إنها ذات مفاسد في المجتمع أفلا يكون ذلك رادعاً عنها لكل مؤمن يخشى الله ويخاف عقابه ولكل مخلص يحافظ على دينه ومجتمعه كيف يرضى الإنسان أن يعرض نفسه لعقوبة الله كيف يرضى أن يذهب دينه وأمانته من أجل حطام من الدنيا لا يدري لعله لا يأكله فيموت قبل أن ينعم به كيف يليق بالعاقل أن يسعى في فساد المجتمع وهلاكه إن الأعمال أيها المسلمون إنها دروس يأخذها الناس بعضهم من بعض فإذا فشت الرشوة في جهة من جهات المجتمع انتشرت في بقية الجهات وصار على من عمل بها أولاً وزرها ووزر من عمل بها مقتدياً به إلى يوم القيامة فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على دينكم وأمانتكم وفكروا أيما خير لكم ، أن تكونوا قائمين بالعدل بعيدين عن الدناءة حائزين لرضا الله ومثوبته، أم تكونوا جائرين مخلدين إلى الأرض متعرضين لسخط الله وعقوبته، اللهم إنا نسألك أن تعيننا على أداء الأمانة وأن تعيذنا من الكبر والبطر وأكل الباطل والخيانة، اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار، اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله على إحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى وامتثلوا ما أمر الله به ورسوله واجتنبوا ما نهى الله عنه ورسوله كونوا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا ولا تكونوا من الذين قالوا سمعنا وعصينا أيها المسلمون أحذروا من الرشوة فإنها فساد لكم في دينكم ودنياكم وفساد للمجتمع ونظامه لا تتهاونوا بأي شئ منها سواء كان قليلاً أم كثيرا ولا فرق في ذلك بين من يقبلها ويأخذها وبين من يعطيها ويبذلها ولا فرق في ذلك بين من يطلبها بنفسه أو يماطل في إعطاء صاحب الحق حقه كما يوجد من بعض الناس تجده يأتيه صاحب الحق ليطلب الحق الذي هو له ولكنه يماطل به من أجل أن يبذل له شئ من المال وهذا والعياذ بالله قد زاد ظلماً إلى ظلمه فأخذ من عباد الله ما لا يستحقه وماطل بحقوق عباد الله ويا ويله إذا وقف بين يدي الله عز وجل أيها المسلمون قبل الجمعة الماضية تكلمنا على موضوع الربا وبيع الذهب بعضه ببعض وبيع الذهب بالدراهم وبينا أنه إذا بيع بعضه ببعض فلابد أن يكون متساوياً في الوزن ولابد من التقابض قبل التفرق وهذا ما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فرق في ذلك بين الجديد والقديم ولا بين الجيد والرديء ولا بين المصنوع وغير المصنوع لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً أشترى قلادة فيها ذهب وخرز فوزنت فكان الذهب كثيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تباع حتى تفصل ) يعني حتى يفصل الذهب ويكون موازناً للذهب الذي اشتريت به وهذا يدل على ضعف قول من يقول إنه إذا تبادل اثنان بذهب وزاد أحدهما على الآخر مقدار الصنعة فإنه لا بأس بذلك هذا الحديث يرد على هذا القول ويدل على أنه قول ضعيف ولا سيما وأن هذا الحديث الخاص بالقلادة يؤيده عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم (الذهب بالذهب مثلاً بمثل سواء بسواء يداً بيد ) ولكن إذا أراد الإنسان أن يبدل شيئاً من الذهب القديم بجديد فإنه يبيعه ويأخذ الدراهم ويشترى بها جديداً كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي جاء بتمر جيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا من تمرنا ) فقال : لا يا رسول الله ولكني أشتري الصاع من هذا بالصاعين فقال النبي صلى الله عليه وسلم (رده وخذ تمرنا ثم بعه وأشتري ) أي أشتري بالدراهم وليس من الربا أن يسوم الإنسان شيئاً من الذهب ثم يأخذه إلى أهله ليريهم إياه فإن رضوا به فإنه يأتي إلى صاحب الدكان ويشتريه منه هذا لا بأس به لأن الرجل حين أخذه أول مرة لم يعقد البيع وإنما أخذه ليريه أهله فإذا رأوه وقبلوه رجع إلى صاحب الدكان فأشترى منه وعقد عقداً ثم سلم الثمن كاملاً قبل التفرق وهذا جائز وبهذه الطريقة نسلم من فعل كثير من النساء حيث تأتي إلى المتاجر وإلى المصانع وتعرض ذراعها على صاحب الذهب ليقيس عليه الأسورة وغيرها ثم تشتري منه فإن في هذا من الفتنة فإن في هذا من الفتنة شيئاً عظيما ويغني عنه أن الرجل نفسه يذهب إلى أصحاب المتاجر والمصانع ويأخذ الذهب منهم ويأتي به إلى أهله فيريهم إياه وبذلك يحصل المقصود وتزول المضرة أيها المسلمون اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه واشكروه على هذا الأمن والرخاء بدوام طاعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار اللهم إنا نسألك أن تثبتنا على دينك على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

عبدالعزيز السلفي
02-16-2006, 01:45 PM
جزاك الله خيرا
ورحم الله العلامة ابن العثمين وأسكنه جنات نعيم

قاسم علي
02-21-2006, 09:56 PM
الررررررفع

12d8c7a34f47c2e9d3==