المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر


كيف حالك ؟

أبو فاطمة
02-11-2006, 07:38 PM
السؤال :
هناك فرقتان: فرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر وشرك مستدلين بالقرآن والسنة, وفرقة تقول: إن الاستعانة بهم حق; لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون الأخيار, فأي الفريقين على الحق؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عمر، وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام,
وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه; لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة, وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم،
ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية إياك نعبد وإياك نستعين أي: {لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك } ,
وقوله تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } وقوله: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } الآية, وقوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}
وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بال " له وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: "وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا "وقوله صلى الله عليه وسلم
: "من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار "
أما الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها; كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره, وإطعام جائع, وسقي عطشان, وإعطاء غني مالا لفقير, وأمثال ذلك فليس بشرك, بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة, وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية; كالكتابة, والإبراق, والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا, وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك.


السؤال :
هل يعين علي رضي الله عنه أحدا عند المصائب؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

قتل علي رضي الله عنه ولم يعلم بتدبير قاتله ولم يستطع أن يدفع عن نفسه فكيف يدعى أنه يدفع المصائب عن غيره بعد موته، وهو لم يستطع أن يدفعها عن نفسه في حياته؟ فمن اعتقد أنه أو غيره من الأموات يجلب نفعا أو يعين عليه أو يكشف ضرا فهو مشرك; لأن ذلك من اختصاص الله سبحانه فمن صرفه إلى غيره عقيدة فيه أو استعانة به فقد اتخذه إلها,
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم .}

أبو فاطمة
02-11-2006, 07:41 PM
مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, ويقول عند قيامه أو قعوده: يا رسول الله, أو: يا أبا القاسم, أو: يا شيخ عبد القادر, ونحو ذلك من الاستعانة فما الحكم؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

نداء الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره كعبد القادر الجيلاني أو أحمد التيجاني عند القيام أو القعود والاستعانة بهم في ذلك أو نحوه لجلب نفع أو دفع ضر - نوع من أنواع الشرك الأكبر الذي كان منتشرا في الجاهلية الأولى,
وبعث الله رسله عليهم الصلاة والسلام ليقضوا عليه وينقذوا الناس منه ويرشدوهم إلى توحيد الله سبحانه، وإفراده بالعبادة والدعاء, وذلك أن الاستعانة فيما وراء الأسباب العادية لا تكون إلا بالله تعالى; لأنها عبادة فمن صرفها لغيره تعالى فهو مشرك, وقد أرشد الله عباده إلى ذلك فعلمهم أن يقولوا: {إياك نعبد وإياك نستعين }
وقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه وإسباغ النعمة وإفاضة الخير على عباده وحفظ ذلك عليهم, لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير,
قال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم }
وقال تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير } وقال: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين }
وقال: { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } فسمى تعالى دعاء غيره في هذه الآيات: كفرا وشركا به, وأخبر أنه لا أضل ممن يدعو غيره سبحانه, وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما: "إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بال } له وقال عليه الصلاة والسلام: "الدعاء هو العبادة. "

رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب ويقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكن يتوسل بغير الله ويقول: المدد يا بدوي ويا حسين, أو ينذر لغير الله عز وجل ويتمسح بالقبور, ووقع في الشرك الأكبر وليس الأصغر, فهل يجوز أن نقول عنه: أنه مشرك؟ أو نقول: أنه جاهل بالتوحيد, ولا نحكم عليه بالكفر, وهل يجوز الصلاة خلفه ومناكحته وأكل ذبيحته; لأنه يسمي ويذكر اسم الله عليها؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

دعاء غير الله شرك أكبر, قال تعالى: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقال جل شأنه: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين }والتوسل: منه ما هو شرك, ومنه ما هو محرم وبدعة, وكلها ممنوعة, وأما التمسح بالقبور فمحرم وشرك,
ومن وقع في شيء من الشرك فإنه يبين له الحكم ويقرن بالدليل, فإن تاب ورجع فالحمد لله, وإن أصر على ما هو عليه من الشرك فإنه يحكم بكفره, ولا تجوز الصلاة خلف المشرك ولا مناكحته ولا أكل ذبيحته وإن سمى وذكر اسم الله.

عندنا فيه رجل يدعى صالح أو من الصالحين وهو حي على وجه الأرض والناس يكرمونه غاية الإكرام, وكل سنة أو على الحول يعملون له الوليمة خاصة من كل رجال القبائل فيأتيه الرجل ويقول له: أنت يا سيدي فلان عشاك عندي على سبيل التبرك, والآخر يقول له: يا سيدي فلان غداك عندي, وأما الوليمة فهي تكون من ذبيحة أو ذبيحتين ويجمع على الوليمة من الرجال حوالي 50 أو 60 رجلا في نفس الليلة أو اليوم ويلقى الذكر إذا كانت الوليمة في الليل, والحاصل: يبلغ تكاليف الوليمة عند الرجل صاحب الوليمة حوالي 100 جنيه, وبعد انصراف الرجل الولي يلحق به الرجل صاحب الوليمة ويعطيه ما لا يقل عن 50 أو 20 جنيه, هذا كل سنة عند الناس الأغنياء, وهو يعلم من يطلب بخاطره أو جاهه عند الله في المغيب,
وإليك هذا المثل عندما يمشي الرجل الذي في قلبه عقيدة أنه رجل صالح ويأتي في ظروف كربة فيقول: يا سيدي فلان خاطر بركتك وجاهك عند الله أن تفك لي كرب من كروب الدنيا كمثل مرض أو خوف من طريق أو في ظلام من الليل وهكذا, ويقول له بعد الدعاء: لك مني يا سيدي فلان خمسة جنيه إذا شفيت مرضي أو فك عني خوفي من أي نوع كان, وهذا كله في المغيب, وبعد أن لقى الرجل الصالح قال له: خذ جنيه, فيقول الرجل الصالح: هات الخمسة الذي قلتها لي في ساعة كربك, فيتعجب الرجل المكروب من هذا الأمر وهذا كله في المغيب, فهل هذا الأمر يدل على بشرى عمل الصالح في الرجل المذكور؟ أم هو من عمل العرافين من الغيب والمنهي عنه, ونريد منكم أيضا تفسيرا على هذا الأمر الدال على الصلاح، أو المنهي عنه.?


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

أولا: دعاء غير الله من الأولياء والصالحين لكشف ضر أو شفاء مريض أو تأمين طريق مخوف - شرك أكبر يخرج من الإسلام, قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا }وقال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين }
ثانيا: ادعاء علم الغيب كفر, قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله
ثالثا: أما الذبح لغير الله لقصد بركة هذا الولي فهذا لا يجوز, وفاعله ملعون; لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله من ذبح لغير الله وقال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }وأما إن كان الذبح لقصد تكريم الإخوان وإطعامهم وفعل المعروف فهذا لا شيء فيه.

حكم طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان, وما الحكم في طلبه أيضا من الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد?


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

أولا: طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان, يجب نصحه وتنبيهه بأن هذا أمر محرم, بل هو شرك, فإن أصر على ذلك فهو مشرك كافر; لأنه طلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله, فقد صرف حق الله إلى المخلوق, قال تعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار }الآية.
ثانيا: طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز; لأنه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى, وهو شرك أيضا, قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة, فمن فعل ذلك نصح, فإن لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة.

هنا شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ كما يحدث في مصر, فهل يعذر بجهله أم لا يعذر بجهل؟ وإذا كان لا عذر بجهل فما الرد على قصة ذات أنواط؟


المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:

لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية، ولم تبلغه الدعوة فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل;
لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار " فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به, ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما من طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر، وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا فكان ما حصل منهم مخالفا للشرع, وقد أنكره عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفعلوه .

12d8c7a34f47c2e9d3==