المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء - الشيخ صالح الفوزان


كيف حالك ؟

salaf
02-06-2006, 05:32 PM
أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء

الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام‏:‏


القسم الأول‏:‏ من يحب محبة خالصة لا معاداة معها‏:‏


وهم المؤمنون الخلص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وفي مقدمتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه تجب محبته أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين‏.‏

ثم زوجاته أمهات المؤمنين وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام، خصوصًا الخلفاء الراشدين وبقية العشرة والمهاجرين والأنصار وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين‏.‏


ثم التابعون والقرون المفضلة وسلف هذه الأمة وأئمتها، كالأئمة الأربعة‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 10‏]‏‏.‏


ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان، وإنما يبغضهم أهل الزيع والنفاق وأعداء الإسلام كالرافضة والخوارج‏.‏ نسأل الله العافية ‏.‏


القسم الثاني‏:‏ من يبغض ويعادى بغضًا ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما‏:‏


وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم، وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ‏}‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 22‏]‏ وقال تعالى- عائبًا على بني إسرائيل -‏:‏ ‏{‏تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ‏.‏ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 80، 81‏]‏‏.‏


القسم الثالث‏:‏ من يحب من وجه، ويبغض من وجه آخر‏:‏


فتجتمع فيه المحبة والعداوة وهم عصاة المؤمنين‏.‏ يحبون لما فيهم من الإيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك‏.‏

ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم، فلا يجوز السكوت على معاصيهم، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا عن سيئاتهم، ولكن لا يبغضون بغضًا خالصًا ويتبرأ منهم، ما تقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك، ولا يحبون ويوالون حبًا وموالاة خالصين، كما تقول المرجئة، بل يعتدل في شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهل السنة والجماعة‏.‏


والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، والمرء مع من أحب يوم القيامة كما في الحديث‏.‏


وقد تغير الوضع وصار غالب موالاة الناس ومعاداتهم لأجل الدنيا فمن كان عنده طمع من مطامع الدنيا والوه، وإن كان عدوًا لله ولرسوله ولدين المسلمين ‏.‏


ومن لم يكن عنده طمع من مطامع الدنيا عادوه ولو كان وليًا لله ولرسوله عند أدنى سبب وضايقوه واحتقروه‏.‏


وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ‏"‏ من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تناول ولاية الله بذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئًا ‏"‏ (4)


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن الله تعالى قال‏:‏ من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب‏)‏ رواه البخاري ‏(‏7/190‏)‏‏]‏‏.‏


وأشد الناس محاربة لله من عادى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبهم وتنقصهم‏.‏


وقد قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الله الله في أصحابي لا تتخذنوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه‏)‏ ‏[‏رواه الترمذي، الحديث برقم ‏(‏3862‏)‏‏]‏‏.‏ أخرجه الترمذي وغيرهم‏.‏


وقد صارت معاداة الصحابة وسبهم دينًا وعقيدة عند بعض الطوائف الضالة ‏.‏


نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه ونسأله العفو والعافية، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ‏.
------------------------------------------------
من كتاب محاضرات في العقيدة والدعوة - المحاضرة الثالثة عشرة‏:‏ الولاء والبراء في الإسلام - الشيخ صالح الفوزان الموجود في موقع الشيخ http://www.alfuzan.net/

12d8c7a34f47c2e9d3==