المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلوغ الأمل في اقامة الدليل على كفر تارك جنس العمل


كيف حالك ؟

أبو عبدالتواب
01-26-2006, 12:58 AM
’’’’ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد خاتم النبيين وبعد
فهذا المقال فيه جواب عن تساؤلات بعض الاخوة حول الأدلة من النصوص الشرعية على كفر تارك جنس العمل
قبل ذكرها ينبغي معرفة المراد بجنس العمل عند علماء أهل السنة و الجماعة’’
اخي السلفي الأثري اعلم يحفظك الله المراد بجنس العمل عند أهل السنة هوعمل الجوارح أي (كل الواجبات والمحرمات الظاهرة التي تختص بها شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم).ورأس الواجبات التوحيد العملي ورأس المحرمات الشرك العملي كما قال القاضي عياض’ العمل أداء الفرائض و اجتناب المحارم’ راجع السنة لعبد الله بن أحمد1/375 وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب’’ والعمل الذي هو تنفيذ الأوامروالنواهي’’ راجع الدرر السنية2/124’ولا يدخل في هذا المراد المستحبات والمكروهات والاعمال الصالحة المشتركة بين المسلمين والكافرين كاغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والرفق بالحيوان والاحسان الى الاهل والجار...وليس كما فهم ربيع أن جنس العمل هوكل الأعمال (عمل القلب والجوارح معا) من واجبات و مستحبا ت و كل خير مهما صغر أو كبر.فلذلك أستبعد تصور أن يوجد مسلم على وجه الأرض يمكن أن لايعمل خيرا وان قل كاماطة الأذى عن الطريق .فهذا خطأ بل ضلال كما بينه علماء السنة.ولايعني هذا أن عمل القلب وأعمال الجوارح المستحبة والمكروهةوالأعمال المشتركة لا تدخل في مسمى العمل . بل تدخل ولكن لا تدخل في المراد و المقصود من جنس العمل عند أهل السنةوالجماعةمع التنبيه لكل نبيه أن الايمان لا ينقص بترك المستحب وانما يقال دون الزيادة فقبل المستحب هو دون زيادته بعد المستحب أي هو دون منسوبه بعد عمل المستحب كما أفادني بذلك الشيخ فالح لأن ترك المستحب ليس بمعصية والايمان ينقص بالمعصيةوينقض بالكفر ومن أنواع الكفر كفر الاعراض وهو ترك جنس عمل الجوارح.وما سبق ذكره مستفاد من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
في مجموع الفتاوى 7/621..
-وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه، ولم يؤد واجبًا ظاهرًا، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيامًا، ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمنًا بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد‏-صلى الله عليه وسلم-.‏ ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازمًا له، أو جزءًا منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئًا خطأ بينًا، وهذه بدعة الإرجاء، التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها‏.)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- كما في مجموع فتاواه: (7/616) (وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع...).

وقال - أيضاً -:(فقول السلف: الإيمان قول وعمل؛ ليبينوا اشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الأقوال والأعمال).(الفتاوى : 7/506).))
وقال الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله تعالى في شريط شرح اللمعة ج2

(كذلك ينبغي أن يُعلم أن قولنا ”العمل داخل في مسمَّى الإيمان وركن فيه لا يقوم الإيمان إلا به.“ نعني به جنس العمل، وليس أفراد العمل، لأن المؤمن قد يترك أعمالا كثيرة صالحة مفروضة عليه ويبقى مؤمنا، لكنه لا يُسمّى مؤمنا ولا يصحّ منه إيمان إذا ترك كل العمل، يعني إذا أتى بالشهادتين وقال أقول ذلك واعتقده بقلبي، وأترك كل الأعمال بعد ذلك أكون مؤمنا، فالجواب أن هذا ليس بمؤمن؛ لأنّه تركٌ مسقطٌ لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط لأصل الإيمان؛ يعني ترك جنس العمل مسقط للإيمان، فلا يوجد مؤمن عند أهل السنة والجماعة يصحّ إيمانه إلا ولا بد أن يكون معه مع الشهادتين جنس العمل الصالح، يعني جنس الامتثال للأوامر والاجتناب للنواهي.
كذلك الإيمان مرتبة من مراتب الدين، والإسلام مرتبة من مراتب الدين، والإسلام فُسِّر بالأعمال الظاهرة، كما جاء في المسند أن النبي ( قال «الإيمان في القلب والإسلام علانية» يعني أن الإيمان ترجع إليه العقائد -أعمال القلوب-، وأمّا الإسلام فهو ما ظهر من أعمال الجوارح، فليُعلم أنّه لا يصح إسلام عبد إلا ببعض إيمان يصحّح إسلامه، كما أنَّه لا يصح إيمانه إلا ببعض إسلام يصحح إيمانه، فلا يُتصور مسلم ليس بمؤمن البتة، ولا مؤمن ليس بمسلم البتة.
وقول أهل السنة ”إنّ كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا“ لا يعنون به أن المسلم لا يكون معه شيء من الإيمان أصلا، بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه، كما أن المؤمن لابد أن يكون معه مطلق الإسلام الذي به يصح إيمانه، ونعني بمطلق الإسلام جنس العمل، فبهذا يتفق ما ذكروه في تعريف الإيمان وما أصَّلوه من أن كل مؤمن مسلم دون العكس.)
وقال أيضا في شرحه للواسطية :ص570
الشريط 22
((وعمل الجوارح يعني امتثال الأوامر واجتناب النواهي الراجعة إلى أعمال الجوارح يعني غير اللسان.
والمقصود بعمل الجوارح هنا عند أهل السنة والجماعة جنس الأعمال لا كل عمل ولكن جنس الأعمال هي التي تدخل في ركن الإيمان .))واعلم أخي الكريم أن تارك جنس العمل هو الواقع في الناقض العاشر من نواقض الشهادتين كما بينه الشيخ السناني في كتابه أقوال ذوي العرفان مع مراجعة الشيخ الفوزان,وهو الاعراض عن دين الله لايتعلمه ولا يعمل به يكتفي بالشهادتين والاعتقاد فقط’
والان أسوق لك بعض الأدلة

1-الاية158 من سورة الأنعام’’ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ’’
وجه الدلالة منها تدل على كفر من زعم أنه مؤمن لاتيانه بتصديق القلب واللسان دون كسب الجوارح
راجع تفسير الطبري8/76 وفتح القدير للشوكاني2/254
2-الاية32 ال عمران’’ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ’
وجه الدلالة منها’’علقت الكفر بالتولي عن الطاعةأي ترك جنس عمل الجوارح
راجع الفتاوى الكبرى لابن تيمية 7/142-612-613
3-الاية 47 النور ’’ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
وجه الدلالة منها ’’نفى الايمان عمن تولى عن العمل وان كان قد أتى بالقول’’
راجع الفتاوى لابن تيمية 7/142
4-الاية3 الأحقاف ’’ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ’’
وجه الدلالة منها ’’من لم يعمل فانه معرض عن دين الله وهذا نوع من أنواع الردة فمن لم يعمل مطلقاوأعرض
عن الدين لا يتعلمه ولايعبد الله فهذا من نواقض الاسلام’’ راجع شرح الطحاوية للشيخ الراجحي
قال شيخ الاسلام ابن تيمية’’الدين لا يكون دينا الا بعمل’’ راجع الفتاوى 2/325
وقال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب ’’لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب الذي هو العلم
واللسان الذي هو القول والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي فان أخل بشيئ من هذا لم يكن الرجل مسلما
فان أقر بالتوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وابليس وأمثالهما’’
وختاما هذه هدية ثمينة اقدمها لشبكة سحاب وأنصارها وهي قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ’’ويلحق الذم
من تبين له الحق فتركه أو من قصرفي طلبه حتى لم يتبين له أو أعرض عن طلب معرفته لهوى أو لكسل
أو نحو ذلك ’’ راجع الاقتضاء2/85
وهذا غيض من فيض وخير الكلام ماقل ودل والله المستعان*-

12d8c7a34f47c2e9d3==