المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح كتاب كشف الشبهات ( سماحة الشيخ صالح الفوزان )


كيف حالك ؟

bilal
01-25-2006, 02:56 AM
(‏‏(‏فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل‏)‏‏)‏
قد يقول الإنسان كلمة من الكفر تُحبط عمله كله كالرجل الذي قال‏:‏ ‏(‏والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله جل وعلا‏:‏ من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان‏.‏ إني قد غفرت له وأحبطت عملك‏)‏ ‏[‏رواه الإمام مسلم في صحيحه 4/2023 كتاب ‏(‏45‏)‏ البر والصلة والآداب ‏(‏39‏)‏ باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى حديث رقم 137 -‏(‏2621‏)‏‏.‏ من حديث جندب رضي الله عنه‏.‏‏]‏ كلمة واحدة تجرأ فيها على الله وأراد أن يمنع الله أن يغفر لهذا المذنب، فالله جل وعلا أحبط عمله وغضب عليه‏.‏ والإنسان قد يتكلم بمثل هذه الكلمة ونحوها فيخرج من دين الإسلام، فالذين مع النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا وأكذب ألسنًا وأجبن عند اللقاء يزعمون أنهم قالوها من باب المدح ويقطعون بها الطريق بزعمهم قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 65-66‏]‏ (8) دل على أنهم مؤمنون في الأول فلما قالوا هذه الكلمة كفروا والعياذ بالله مع أنهم يقولونها من باب المزح واللعب‏.
‏ (‏‏(‏وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله تعالى كما كان يظن المشركون‏)‏‏)‏
أي يقول كلمة الكفر وهو يظن أنها تقربه إلى مثل ما يقول المشركون‏:‏ ‏{‏مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 3‏]‏ ‏{‏هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏18‏]‏‏.‏

‏ (‏‏(‏خصوصًا إن ألهمك الله ما قصَّ عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم، أنهم أتوه قائلين‏:‏ ‏{‏اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏138‏]‏ فحينئذٍ يعظم حرصك وخوفك على ما يخلّصك من هذا وأمثاله‏)‏‏)‏

قوم موسى هم بنو إسرائيل الذين آمنوا بموسى خرجوا معه من مصر حيث أمره الله أن يخرج بهم فراراً من فرعون فخفي عليهم هذا الأمر مع أنهم علماء وفيهم صلاح وتقوى وخرجوا مع موسى مقاطعين لفرعون وقومه فلما أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم أرادوا تقليدهم في ذلك وطلبوا من موسى فقالوا‏:‏ ‏{‏اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏138‏]‏ فأنكر عليهم موسى هذه المقالة وأخبرهم أن عمل هؤلاء القوم شرك بالله عز وجل فانظر كيف خفي عليهم هذا الأمر مما يدل على خطورة الجهل بالتوحيد وعدم معرفة حقيقة الشرك مما يسبب أن الإنسان قد يقول الكلمة التي تقتضي الكفر والخروج من الدين وهو لا يدري‏.‏ ولا يخلصك من هذا وأمثاله إلا العلم النافع الذي به تعرف التوحيد من الشرك، وتحذر به من القول أو الفعل اللذين يوقعانك في الشرك من حيث لا تدري‏.‏ وهذا يدل على بطلان قول من يقول‏:‏ إن من قال كلمة الكفر أو عمل الكفر لا يكفر حتى يعتقد بقلبه ما يقول ويفعل‏.‏ ومن يقول‏:‏ إن الجاهل يعذر مطلقًا ولو كان بإمكانه أن يسأل ويتعلم، وهي مقالة ظهرت ممن ينتسبون إلى العلم والحديث في هذا الزمان‏.‏

قاسم علي
01-25-2006, 01:47 PM
يزاك الله خير

12d8c7a34f47c2e9d3==