المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفكير وضوابطه ( محاضرات في العقيدة والدعوة ) المجلد الثاني


كيف حالك ؟

bilal
01-23-2006, 10:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله‏,‏ نحمده ونستعينه‏,‏ ونستغفره‏,‏ ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا‏,‏ انه من يهده الله فلا مضل له‏,‏ ومن يضلل فلا هادي له‏.‏

قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ‏.‏ يُصْلِحْ لَكُمْ اَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا‏}‏ ‏[‏الاحزاب/ 70 ‏,‏71‏]‏‏.‏

ويقول - سبحانه -‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ‏.‏ اِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ‏.‏ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ اِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ‏}‏ ‏[‏ق/ 16 -18‏]‏‏.‏

ويقول - عز وجل -‏:‏ ‏{اِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِاَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِاَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}‏ ‏[‏النور/ 15‏]‏‏.‏

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما بين لمعاذ - رضي الله عنه - ابواب الخير‏,‏ قال له‏:‏ ‏(‏الا ادلك على ملاك ذلك كله‏؟‏‏)‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله‏,‏ فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال‏:‏ ‏(‏كف عليك هذا‏)‏‏,‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله‏,‏ وانا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏ثكتلك امك يا معاذ‏,‏ وهل يكب الناس في النار على - وجوههم او قال‏:‏ على مناخرهم - الا حصائد السنتهم‏)‏‏.‏

ثم اما بعد ‏:‏

فان سبحانه وتعالى قد امر هذه الامة بالاجتماع والائتلاف‏,‏ ونهاها عن التفرق والاختلاف‏,‏ كما قال - سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَاَنتُم مُّسْلِمُونَ ‏.‏ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ اِذْ كُنتُمْ اَعْدَاء فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَاَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ‏.‏ وَلْتَكُن مِّنكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ اِلَى الْخَيْرِ وَيَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ‏.‏ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}‏ ‏[‏ال عمران/ 102 - 105‏]‏‏.‏

وقال - سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏{اِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ اِنَّمَا اَمْرُهُمْ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}‏ ‏[‏الانعام/ 159‏]‏‏.‏

* ولقد سار صدر هذه الامة من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة على هذا المنهج الذي امرهم الله - سبحانه وتعالى - بالسير عليه‏,‏ فكانوا اخوة متحابين‏,‏ متناصرين‏,‏ متالفين‏,‏ كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ‏{هُوَ الَّذِيَ اَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ‏.‏ وَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ اَنفَقْتَ مَا فِي الاَرْضِ جَمِيعاً مَّا اَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ اَلَّفَ بَيْنَهُمْ اِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}‏ ‏[‏الانفال/ 62 -63‏]‏‏.‏

* وقد وصفهم الله - عز وجل - بقوله‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَاْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ اَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏المائدة /54‏]‏‏.‏

‏{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ اَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ اَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الاِنجِيلِ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْاَهُ فَازَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ امَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَاَجْرًا عَظِيمًا}‏ ‏[‏الفتح /29‏]‏‏.‏

* وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجيد بالسهر والحمي‏)‏ وكما قال صلى الله عليه وسلم ‏(‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا‏)‏ وشبك بين اصابعه صلى الله عليه وسلم‏.‏

* وهكذا كان سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة متمسكين بهذا المنهج الرباني عاملين به في امور حياتهم كلها‏,‏ ولذلك عندما حدثت الفتنة وحصل ما حصل من القتال بينهم ولم يكفر بعضهم بعضًا‏,‏ ولا فسق بعضهم بعضًا‏,‏ ولا يدع بعضهم بعضًا‏,‏ بل مع اقتتالهم وما شجر بينهم كانت الاخوة باقية‏,‏ فلم يكونوا يتنابذون بالتكفير‏,‏ والتفسيق‏,‏ والتبديع‏,‏ فما كان يسبي بعضهم بعضًا‏,‏ وما تكلم احد في عقيدة الاخر ودينه‏,‏ بل كانوا اخوة متحابين فيما بينهم‏.‏

* بل عندما ظهرت اصول الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة كالخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة لم يتركوا هذا المنهج بل كانوا مع ذلك جماعة واحدة‏,‏ كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى ياتي امر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك ‏)‏‏,‏ عاملين بقوله صلى الله عليه وسلم لما اخبر عن افتراق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة‏,‏ كانوا عاملين بقوله عندما سالوه عن هذه الواحدة الناجية من هي‏؟‏ قال ‏(‏من كان على مثل ما انا عليه واصحابي‏)‏ و فكانوا متمسكين بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ولا يزالون كذلك بحمد الله - تعالى -‏.‏

‏"‏علامة اهل السنة والجماعة‏"‏

علامة اهل السنة والجماعة‏:‏ انهم يد واحدة‏,‏ لانهم اخوة‏,‏ فلا يكفر بعضهم بعضًا‏,‏ ولا يفسق بعضهم بعضًا‏,‏ ولا يبدع بعضهم بعضًا‏,‏ لان هذه الامور هي سمة الفرق الضالة‏.‏

* ومنها‏:‏ انهم عاملون بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏(‏من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا‏,‏ فعليكم بسنتي‏,‏ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد واياكم ومحدثات الامور‏)‏‏,‏ فكانوا على هذا المنهج الرباني متمسكين بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين‏,‏ ومنهج السلف الصالح‏,‏ ولا يزالون كذلك - ولله الحمد -‏,‏ وان كانوا قلة‏,‏ الا انهم فيهم البركة وفيهم الخير‏.‏

* وقد وصفهم الله - تعالى - في قوله‏:‏ ‏{وَالسَّابِقُونَ الاَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالاَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِاِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَاَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا اَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}‏ ‏[‏التوبة/ 100‏]‏‏.‏

* فكانوا متبعين لمنهج المهاجرين والانصار باحسان متمسكين بذلك‏,‏ عاملين بقوله - سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏{وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ امَنُوا رَبَّنَا اِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏

‏"‏من اصول مذهب اهل السنة والجماعة‏"‏

* ومن اصول مذهب اهل السنة والجماعة‏:‏ سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏,‏ وسلامة قلوبهم والسنتهم لاخوانهم المسلمين في اي وقت وفي اي مكان‏,‏ ‏{وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ امَنُوا رَبَّنَا اِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏

عاملين بقول النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه‏)‏ وهذه صفة اهل السنة والجماعة ‏(‏الفرقة الناجية‏)‏، انهم سائرون على هذا المنهج يوالى بعضهم بعضًا، ويالف بعضهم بعضًا، ويرحم بعضهم بعضًا، ويوقر بعضهم بعضًا، لانهم جسد واحد، وبنيان واحد، وامة واحدة، يغار بعضهم على بعض، ويحترم بعضهم بعضًا، وهذه الامور هي سمة اهل السنة والجماعة‏.‏

اما المخالفون لاهل السن والجماعة فسمتهم التبديع، والتفسيق، والتكفير، في كل زمان ومكان‏.‏

‏(اثر ظهور الفرق الضالة‏)‏

* وعندما ظهرت الفرق المخالفة لاهل السنة والجماعة نتج عن ذلك مضاعفات قبيحة و افرازات سيئة، اثرت على كثير من الناس، فتاثروا بها، وتوارثوها، وصاروا يبعثونها وينشرونها في كل وقت مهما واتت لهم الفرصة، وذلك باملاء من شياطين الجن والانس، وهذا خطره عظيم، لانه يقضي على وحدة الامة الاسلامية‏.‏ومن هذه المضاعفات القبيحة والافرازات السيئة لهذه الفرق الضالة ظاهرة التبديع والتفسيق والتكفير، ينشرها من ورثهم من اتباعهم، بل هي اصل منهجهم‏.‏

وعلامة اهل السنة والجماعة هي سلامتهم من هذه الامراض، وعلامة المخالفين لهم اتصافهم بهذه الامراض الخبيثة الوبائية التي هي التبديع والتفسيق والتكفير، والاشتغال بها، مهما تطاول الزمن ومهما تنوعت الاساليب، ويبعث هذا الافات والاوبئة منهج الفرق الضالة، لان منهج اهل السنة والجماعة هو‏:‏ الابتعاد عن هذه الامور المذمومة، والتفقه في دين الله -عز وجل -، والتمسك بما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسلامة قلوبهم و السنتهم لسلف هذه الامة ولاخوانهم المؤمنين‏؟‏

* ولذلك قال الله -عز وجل - في حقهم‏:‏ ‏{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاء بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ اِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}‏ ‏(‏التوبة /71‏)‏‏.‏

ومن اعظم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر النهي عن التبديع والتفسيق والتكفير بغير حق، فهم ينهون عن ذلك ويحذرون منه، وشغلهم الشاغل هو العمل الصالح، يامرون به، ويفعلونه، ويتفقهون فيه، هذا عملهم‏:‏ ‏{يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}‏، ينفعون انفسهم وينفعون غيرهم، ‏{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}‏ ‏[‏التوبة /73‏]‏‏.‏

ومن اعظم طاعة الله ورسوله انهم يبحثون على الاجتماع على كتاب الله -تعالى - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى التالف والتاخي في الله، لان المؤمنين جعلهم الله اخوة كما قال‏:‏ ‏{فَاَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانًا‏}‏ ‏[‏ال عمران /103‏]‏، ‏{‏اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ‏}‏ ‏[‏الحجرات/3‏]‏‏.‏

فاخوة الايمان عندهم اوثق من اخوة النسب، فهم يحافظون على هذه الاخوة، وهذا من منهج اهل الايمان‏.‏

* اما اهل النفاق وفيهم الفرق الضالة فصفتهم كما قال الله -تعالى -‏:‏ ‏{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَاْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ اَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ اِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}‏ ‏[‏التوبة /67‏]‏‏.‏ فصفاتهم على عكس صفات المؤمنين تمامًا‏.‏

‏(‏(ظاهرة التبديع والتفسيق والتكفير‏)‏‏)‏

* لقد ظهرت في هذا الزمان بين اوساط الشباب خاصة، وبين اوساط بعض المسلمين الذين يجهلون حقيقة الاسلام، بان تكون عندهم غيره زائدة، او حماسة في غير محلها، ظهرت عندهم ظاهرة التكفير والتفسيق و التبديع، وصار شغلهم الشاغل في كل امور حياتهم هذه الصفات المذمومة من البحث و التنقيب عن المعائب واظهارها ونشرها حتى تشتهر، وهذا علامة فتنة وعلامة شر، نسال الله -سبحانه وتعالى - ان يقي المسلمين شرها، وان يبصر شباب المسلمين بالطريق الصحيح، وان يرزقهم العمل على منهج السلف الصالح والسير عليه، وان يبعد عنهم دعاة السوء‏.‏

‏ (‏‏(‏ما هو الفسق‏؟‏ ومتي يكون المسلم فاسقًا‏)‏‏)‏

* الفسق هو الخروج عن طاعة الله، ففيه نوع خروج لكنه لا يخرج صاحبه من الاسلام، ولا يجعله فاجرًا، بل يكون فاسقًا، ويكون المسلم فاسقًا اذا ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب، كالزنا، وشرب الخمر، والسرقة ،واكل الربا، وما شابه ذلك من كبائر الذنوب اذا لم يستحلها، وانما ارتكبها عن هوى وشهوة قادته اليها، فانه يعد فاسقًا‏.‏

وحكمه عند اهل السنة والجماعة‏:‏ انه مؤمن ناقص الايمان، او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته، فهو من المؤمنين -ومن اهل التوحيد، واذا لم تكن فيه خصلة من خصال الشرك المخرج من الملة فانه يبقى له اسم الايمان واسم الاسلام، ويكون مسلمًا ومؤمنًا الا انه ناقص الايمان، وهذا يسمى بالفسق او الفاسق، واذا فعل كبيرة تستوجب الحد، اقيم عليه الحد، لكنه مع هذا يعد من المؤمنين، ويعامل معاملة المؤمنين لانه لو لم يكن من المؤمنين لما كفى لاقامة الحد عليه، بل كان لابد من قتله، لان المرتد لابد ان يقتل، لقوله صلى الله عليه وسلم ‏(‏من بدل دينه فاقتلوه‏)‏، فكون هذا العاصي يقام عليه الحد يدل على انه من اهل الايمان، ويعامل معاملة المؤمنين، ويوالى بقدر ما فيه من الايمان، ويبغض بقدر ما فيه من المعصية، لانه لم يخرج عن دائرة الايمان وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة‏.‏

‏ (‏(مذهب الخوارج في مرتكب الكبيرة‏)‏‏)‏

* اما مذهب الخوارج والمعتزلة فهو على النقيض من مذهب اهل السنة والجماعة، فالخوارج يحكمون على مرتكب الكبيرة بانه كافر خارج من الملة، واذا مات ولم يتب فانه يكن مخلدًا في النار على مذهبهم‏.‏

اما المعتزلة فانهم يقولون‏:‏ انه يخرج من الاسلام، لكنه لا يدخل في الكفر، فيكون عندهم في منزلة بين المنزلتين، فلا يقال‏:‏ هو كافر، ولا مؤمن، واذا مات ولم يتب فانه يكون مخلدًا في النار كما يقول الخوارج‏.‏

‏ (‏(حكم مرتكب الكبيرة عند اهل السنة والجماعة‏)‏‏)‏

* اما مذهب اهل السنة فيقولون‏:‏ المؤمن الذي ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب لا يقال عنه‏:‏ كامل الايمان، بل ناقص الايمان‏,‏ والذين يقولون انه كامل الايمان هم المرجئة الذين يقولون‏:‏ لا تضر مع الايمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة‏,‏ وهم بذلك على النقيض من الخوارج الذين يقولون هو خارج من الايمان‏,‏ فهم على طرفي نقيض‏.‏

ومذهب اهل السنة هو الوسط في هذا الباب‏,‏ فلا يقولون انه كامل الايمان كما تقول المرجئة‏,‏ ولا يقولون‏:‏ انه كافر كما تقول الخوارج ولا في منزلة بين المنزلين كما تقول المعتزلة‏,‏ بل يقولون‏:‏ انه مؤمن ناقص الايمان‏,‏ مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته‏,‏ يحب من وجه ويبغض من وجه واذا مات ولم يتب فامره الى الله - سبحانه وتعالى -‏,‏ فهو تحت المشيئة‏,‏ ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه‏,‏ ثم يخرج من النار بعد ذلك‏,‏ كما قال - سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{اِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ اَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏النساء/48‏]‏‏.‏

وكما في الحديث‏:‏ ‏(‏انه يخرج من النار من كان في قلبه ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان‏)‏‏.‏

* فمذهب اهل السنة والجماعة مبني على الادلة من الكتاب والسنة‏,‏ وهو مذهب الاعتدال والوسطية‏,‏ لانه وسط بين الفرق الضالة‏,‏ كما ان الامة الاسلامية وسط بين الامم الكافرة‏,‏ قال - تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا‏}‏ ‏[‏البقرة/143‏]‏‏.‏

‏ "‏ادلة عدم خروج الفاسق من الايمان‏"‏

مما يدل على ان الفاسق ليس خارجًا من الايمان ان الله - سبحانه وتعالى - امر بالاصلاح بين المقاتلين فقال تعالى‏:‏ ‏{وَاِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}‏ ‏[‏الحجرات/ 9‏]‏‏.‏

فالله سبحانه وتعالى جعل الطائفتين من المؤمنين مع انهما يقتتلان ‏{فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَاِن بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الاُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ اِلَى اَمْرِ اللَّهِ فَاِن فَاءتْ فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَاَقْسِطُوا اِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}‏ ‏[‏الحجرات /9‏]‏ ثم قال تعالى -‏:‏ ‏{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ}‏‏.‏‏[‏ الحجرات/ 10‏]‏‏.‏

فجعل الله المقتتلين اخوين للمؤمنين‏,‏ فدل ذلك على ان الكبيرة التي هي دون الشرك لا تخرج من دائرة الايمان‏.‏

ومن ذلك‏:‏ قوله - سبحانه وتعالى - لما حكم بالقصاص لاولياء القتيل من القاتل‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالاُنثَى بِالاُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ اَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}‏ ‏[‏البقرة/ 178‏]‏‏.‏

فعفي له يعني‏:‏ القاتل، ومن اخيه يعني المقتول، فسمي القتيل اخًا للقاتل، مع ان القتل كبيرة من كبائر الذنوب، ومع هذا جعلهما اخوين، فدل ذلك على ان الكبائر التي هي دون الشرك لا تخرج من الملة‏.‏

‏ (‏(ظاهرة التبديع‏)‏‏)‏

* البدعة عرفها اهل السنة والجماعة بانها‏:‏ ما احدث في الدين ما ليس منه، فمن جاء بعبادة يتقرب بها الى الله، وهي لم تكن في دين الله، وليس لها دليل من الكتاب او من السنة فهذه هي البدعة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من عمل عملًا ليس عليه امرنا فهو رد‏)‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد‏)‏ لان الواجب على المسلمين ان يقتصروا على ما شرعه الله ورسوله من العبادات، فلا يزيدون شيئًا لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال -تعالى -‏:‏ ‏{بَلَى مَنْ اَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ اَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة /112‏]‏‏.‏

فاسلم وجهه لله يعني ‏:‏جاء بالتوحيد الخالص وهو محسن، اي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم، عاملًا بما جاء به ،ولم يزد على ذلك، اما الذي زاد في العبادة شيئًا لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا مبتدع وليس محسنًا، لان تفسير شهادة ان محمدًا رسول الله اي طاعته فيما امر، وتصديقه فيما اخبر، واجتناب ما نهي عنه وزجر، والا يعبد الله الا يما شرع، فهذا مقتضى شهادة ان محمدًا رسول الله‏.‏

* كما قال الله -سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏{وَمَا اتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}‏ ‏[‏الحشر /7‏]‏‏.‏

‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ اِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}‏ ‏[‏الحجرات /1‏]‏‏.‏

* اذن المبتدع هو الذي احدث في دين الله ما ليس منه بحيث لم يدل عليه دليل من القران او من السنة، وليس المبتدع كل من خالف او اخطا في الاجتهاد، لان المجتهد اذا اصاب فله اجران، وان اخطا فله اجر واحد على اجتهاده‏.‏

والمقصود بالمجتهدين هم من تاهلوا للاجتهاد وتوفرت فيهم شروطه المعروفة، وكذلك اذا اخطاء عن تاويل، لان التاويل شبهة تدرا عنه الحكم بانه مبتدع، ولانه ظن ان تاوله سائغًا، او قلد من ظن انه على حق فهذا يقال في حقه انه اخطا او مخالف، ولا يقال‏:‏ انه مبتدع‏.‏

دليل ذلك ان الصحابة -رضي الله عنهم - كانوا يجتهدون ويختلفون فيما بينهم في بعض المسائل، لم يبدع بعضهم بعضًا، ولم يهجر بعضهم بعضًا، بل كانوا اخوة متحابين متناصرين، لانهم امة واحدة، مع انهم يختلفون في بعض الامور والاجتهادات التي سمح بها الشرع بالاجتهاد فيها، والاستنباط منها‏.‏

‏ (‏(معرفة قدر العلماء ومكانتهم‏)‏‏)‏

* فالعلماء لهم مكانتهم وقدرهم، ولذلك فان ظاهرة التبديع انما جاءت على لسان بعض الجهال او المبتدئين في طلب العلم، لانهم يعتبرون المتاول والمقلد مبتدعًا، بل اظهروا هذه المقالة، وصار بعضهم يبدع بعضًا فتعادوا وتقاطعوا وتدابروا، ولم يقتصر الامر على ذلك فيما بينهم، بل تناول العلماء السابقين، فنجد هؤلاء الجهال يقولون‏:‏ ابن حجر مبتدع، النووي مبتدع، ابو حنيفة مبتدع، وغيرهم من كبار الائمة، وذلك من اجل اخطاء في الاجتهاد لا تقضي ان نبدعهم، لانها اخطاء جزئية، وهؤلاء العلماء لهم فضل في الاسلام وامانة ومكانة - وقد قدموا للاسلام والمسلمين الكثير من الاشياء النافعة، فمؤلفاتهم وكتبهم ينتفع بها المسلمون في فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو قدر ان في كلام بعضهم شيئًا من الخطا، فما لهم من مكانة وفضل وعلم في الاسلام وخدمة السنة النبوية تغطي هذه الجزئية الصغيرة، فيجب ان نعرف قدر علمائنا -سلفًا وخلفًا - وان نترحم عليهم، وان ندعو الله لهم كما قال -تعالى -‏:‏ ‏{وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلاِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالاِيمَانِ‏}‏ ‏[‏احشر /10‏]‏‏.‏

وهذه صفة اهل الايمان، لانهم لا يتلمسون العيوب والعثرات، اما غيرهم فيتبعون العيوب والعثرات وينشرونها، وهذه هي البدعة‏.‏

‏ (‏(انواع البدعة‏)‏‏)‏

* والبدعة ليست على حد سواء، فهناك بدعة مكفرة، وهناك بدعة دون ذلك، ومن هنا يجب ان نزن الامور بموازينها، ونراجع اهل العلم في ذلك، لانهم قسموا البدعة الى قسمين‏:‏ بدعة مكفرة كمقالات الجهمية والغلاة من الفرق، وكذا المقالات التي تخرج من الاسلام، وبدعة دون ذلك يعد صاحبها من المسلمين لكن عنده شي من البدعة، فلا نجحف في حق الناس‏:‏ ‏{وَاِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ‏}‏ ‏[‏الانعام /152‏]‏‏.‏

‏(‏(التكفير‏)‏‏)‏

من الظواهر -ايضًا - التي ظهرت ظاهرة التكفير، والتكفير على نوعين‏:‏ احدهما كفر اصلي‏.‏ وهو الكافر الذي لم يدخل في الاسلام اصلًا، كالمشركين والمعطلة‏,‏ وانواع الكفرة من وثنيين وملحدين‏,‏ فهؤلاء الكفار اصليون‏,‏ والنوع الثاني‏:‏ كافر مرتد عن دين الاسلام‏,‏ كان يكون مسلمًا ثم يرتكب ناقضًا من نواقض الاسلام‏,‏ فيخرج من الدين ويصير مرتدا‏,‏ فهذا كافر مرتد‏.‏

* ونواقض الاسلام معروفة ومحددة عند اهل العلم‏,‏ فمن اشرك بالله او دعا غير الله او استغاث بغير الله‏,‏ او ذبح لغير الله يعد كافرًا مرتدا عن الاسلام‏,‏ لانه فعل الشرك وان كان ينطق بالشهادتين‏,‏ وكذلك من نواقض الاسلام ‏"‏سب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم‏,‏ او الاستهزاء بشيء من كتاب الله او سنة الرسول صلى الله عليه وسلم‏,‏ فمن استهزا بالله او بكتابه او برسوله او بسنته فانه يكفر بذلك‏,‏ جادًا او هازلًا لقوله - تعالى -‏:‏ ‏{وَلَئِن سَاَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ اَبِاللَّهِ وَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ‏.‏ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ اِيمَانِكُمْ}‏ ‏[‏التوبة/ 65 ‏,‏66‏]‏‏.‏

فما المقالة التي قالوها‏؟‏قالوا‏:‏ ما راينا مثل قرائنا هؤلاء اكذب السنة‏,‏ وارغب بطونًا‏,‏ واجبن عند اللقاء‏"‏‏,‏ يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه‏,‏ فانزل الله تكفيرهم في كتابه في اية تتلى الى يوم القيامة من اجل تحذير المسلمين من الوقوع في مثل هذا‏,‏ وكذلك السحر تعلمه وتعليمه‏,‏ كفر بالله - عز وجل -‏,‏ وادعاء علم الغيب عن طريق الكهانة‏,‏ او عن طريق السحر والتنجيم‏,‏ او العرافة فهذا كفر يخرج من الملة‏,‏ وهذا هو الذي يحكم عليه بالكفر‏.‏

* وكذلك اذا حرم حلالًا مجمعًا على حله‏,‏ او احل حرامًا مجمعًا على تحريمه فانه يكفر بذلك‏,‏ او انكر شيئًا من الدين قد علم بالضرورة‏,‏ كما لو جحد وجوب الصلاة‏,‏ او وجوب الزكاة‏,‏ او وجوب الصوم‏,‏ او الحج‏,‏ فانه يحكم عليه بالكفر‏,‏ اما من لم يرتكب ناقضًا من نواقض الاسلام فانه لا يحكم عليه بالتفكير‏,‏ حتى وان كان الذي ارتكبه كبيرة من الكبائر فانه يحكم عليه بالفسق‏,‏ وان كان ارتكب خطا او معصية ومخالفة‏,‏ يحكم عليه بانه مخطئ او مخالف او ما اشبه ذلك من الصفات التي تليق بما ارتكبه‏,‏ فالانصاف يقتضي ان نزن الامور بموازينها الشرعية ولا نطلق الكفر على كل من ارتكب مخالفة او فعل ذنبًا‏.‏

* فمن اكل الربا مثلا نحكم عليه بانه فاسق مرتكب لكبيرة الا اذا استحله اي قال‏:‏ ان الربا حلال حينئذ نقول‏:‏ انه كافر‏,‏ لانه استحل حرامًا مجمع على تحريمه‏,‏ اما اذا اكله غير مستحل له فانه يعد فاسقًا‏,‏ ولا يخرج بذلك من الدين بل يعامل معاملة الفاسقين من المؤمنين‏.‏

* انما يطلق التكفير جزافا الجهلة الذين يظنون انهم علماءهم وهم لم يتفقهوا في دين الله - عز وجل -‏,‏ وانما يقرؤون الكتب ويتتبعون العثرات‏,‏ وياخذون مسميات التفسق ويطلقونها بغير علم على غير اصحابنا او من يستحقها‏,‏ لانهم لا يعرفون وضع هذه الامور في موضعها لعدم فقهم في دين الله - عز وجل -‏,‏ ومثلهم في ذلك كمثل انسان جاهل اخذ سلاحًا وهو لا يعرف كيف يستخدمه‏,‏ فهذا يوشك ان يقتل نفسه واهله واقاربه‏,‏ لانه لا يحسن استعمال هذه الالة‏.‏

* ومن هنا يجب على هؤلاء الذين ياخذون مسميات التبديع والتفسيق والتكفير وهم لا يفقهونها ان يتعلموا قبل ان يتكلموا‏,‏ وان يتقوا الله - عز وجل - لان الكلام بغير علم في هذه الامور شر عظيم‏,‏ ولانه - ايضًا - من الكلام على الله بغير علم وهذا اعظم من الشرك لقوله - تعالى -‏:‏ ‏{قُلْ اِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ‏}‏ - الى قوله‏:‏ ‏{وَاَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}‏ ‏[‏الاعراف/ 33‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ اَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ اِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}‏ ‏[‏النحل/ 116‏]‏

وقال - تعالى -‏:‏ ‏{اِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِايَاتِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏النحل/ 105‏]‏‏.‏

‏{وَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى اِلَى الاِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}‏ ‏[‏الصف/7‏]‏‏.‏

* ولهذه الامور يجب على شباب المسلمين وطلاب العلم ان يتعلموا العلم النافع من مصادره وعلى اهله المعروفين به‏,‏ ثم بعد ذلك يتعلمون كيف يتكلمون‏,‏ وكيف ينزلون الامور منازلها‏,‏ لان اهل السنة والجماعة قديما وحديثا قد حفظوا السنتهم فلم يتكلموا الا بعلم‏.‏

‏ "‏الخلاصة‏"‏

* ان كلمة التفسيق والتبديع والتكفير كلمة خطيرة‏,‏ لا تذهب سدى‏,‏ اذا نطق بها الانسان‏,‏ فهي كلمة لها اثرها‏,‏ فقد قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يقول الرجال للرجل‏:‏ يا كافر الا باء بها احدهما‏)‏ وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تكفير المؤمن كقتله ولعن المؤمن كقتله‏)‏‏.‏

* فاذا قال الرجل لاخيه‏:‏ يا فاسق‏,‏ يا كافر‏,‏ يا عدو الله‏,‏ وهو ليس كذلك‏,‏ حار عليه - اي رجع عليه - وبال هذه الكلمة‏,‏ لانه لما قال رجل‏:‏ والله لا يغفر الله لفلان‏,‏ قال الله - سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏(‏من ذا الذي يتالى على الا اغفر لفلان - اني قد غفرت له واحبطت عملك‏)‏‏,‏ وهذه كلمة واحدة‏.‏

* وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ان الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين السماء والارض‏)‏‏,‏ اذن فالكلمة وان كانت واحدة فهي خطيرة جدًا‏.‏

فهؤلاء الذين يتكلمون في اعراض العلماء من السلف وغيرهم بالتكفير والتفسيق والتبديع لا يضرون العلماء وانما يضرون انفسهم‏,‏ لان العلماء لهم قدرهم وعلمهم ومكانتهم والله لا يضيع اعمالهم وما قدموه للاسلام و المسلمين من الاعمال الجليلة‏.‏ والخوض فيهم يرجع وباله على المتكلمين‏.‏

* فيجب ان يتقوا الله من يتكلمون في اعراض العلماء الميتين والاحياء‏:‏ لان الله - عز وجل - قد حذر الامة من اتباع هؤلاء لقوله - تعالى - ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ فَتَبَيَّنُوا اَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}‏ ‏[‏الحجرات / 6‏]‏‏.‏

ومعنى فتبينوا اي‏:‏ تثبتوا من كلامهم ولا تتاثروا به لاول مرة‏,‏ وقال - تعالى -‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى اَن يَكُونُوا خيرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى اَن يَكُنَّ خيرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا اَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏}‏ ‏[‏الحجرات / 11‏]‏‏.‏

* وقال - تعالى -‏:‏ ‏{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ اِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ اِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا‏}‏ ‏[‏الحجرات/ 12‏]‏‏.‏

فالله - سبحانه وتعالى - نهى عن سوء الظن بالمسلمين عامة‏,‏ فكيف اذا كانوا من العلماء‏,‏ لذلك فسوء الظن بالعلماء جريمة‏,‏ لانهم ورثة الانبياء‏,‏ واذا لم تثق الامة في علمائها فبمن تثق‏؟‏ ‏{وَلا تَجَسَّسُوا}‏ ‏[‏الحجرات/12‏]‏‏,‏ اي‏:‏ لا تتبعوا عورات المسلمين المستورين‏.‏ ‏{وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَن يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ‏}‏ ‏[‏الحجرات/ 12‏]‏‏,‏ اي‏:‏ ان اكل لحم الميتة اهون من الكلام في اعراض العلماء‏,‏ لانهم خير الامة‏,‏ وقد قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الغيبة ذكرك اخاك بما يكره‏)‏‏,‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ارايت ان كان في اخي ما اقول‏؟‏‏:‏ قال‏:‏ ‏(‏ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته‏,‏ وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته‏)‏‏.‏ فهذا المتكلم لا يخرج عن حالتين اولهما ان يكون مغتابًا ياكل لحم الميتة‏,‏ او باهتا كذابا‏.‏

‏"‏وجوب النصيحة‏"‏

* ومن هنا يجب على المسلمين مناصحة هؤلاء الذين استطالت السنتهم‏,‏ وان ينكروا عليهم اشد الانكار‏,‏ وان ياخذوا على ايديهم لعلهم يرجعون الى الصواب فتسلم جماعة المسلمين من الاثم والعقاب‏,‏ فانصحوهم‏,‏ لان الدين النصيحة‏,‏ لان كلامهم اخطر شيء على المسلمين‏,‏ لانه يفرق شملهم‏,‏ ويضعف جماعتهم‏,‏ ويزيد العداوة بينهم‏,‏ ويذهب الثقة من علماء المسلمين‏,‏ وضياع الثقة بين الامة وعلمائها هو هدف الاعداء حتى تضيع هذه الثروة العظيمة من العلم‏.‏

* ولذلك يجب على الذين يتتبعون عثرات العلماء ان يتوبوا الى الله‏,‏ ويكفوا عن هذه الخطوات‏,‏ لانها من خطوات الشيطان‏,‏ قال - تعال -‏:‏ ‏{اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ‏}‏ ‏[‏النور/ 21‏]‏‏.‏

فعلينا وعلى جميع المسلمين التوبة الى الله - سبحانه وتعالى -‏,‏ وبث المحبة بين المسلمين‏,‏ وازالة ما يسبب الاحقاد والفرقة والبغضاء بينهم‏.‏

واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين‏,‏ واساله ان يوفقنا واياكم لصالح العمل‏,‏ وان يجعل عملنا صالحا خالصا لوجهه الكريم‏,‏ وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‏.‏


تعليق سماحة الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

على محاضرة‏:‏ التكفير وضوابطه

التي القاها فضيلة الشيخ صالح الفوزان

* الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد ‏:‏

فهذا الكلام الطيب الذي تكلم به فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان‏,‏ هو في موضوع خطير جدير بالعناية والتنبيه‏,‏ وهو ما يقع من بعض الناس من الكلام في اعراض العلماء بشان ما قد يقع من اخطاء لا يسلم احد منها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون‏)‏‏,‏ فالعصمة من الخطا هي للانبياء والرسل‏,‏ لانهم يبلغون عن الله - عز وجل -‏,‏ اما غيرهم فقد يقع منه الخطا والعالم الموفق البصير بدين الله على خير عظيم اذا اجتهد وتحرى الحق فله اجران اذا اصاب‏,‏ وله اجر واحد اذا اخطا‏,‏ وذنبه مغفور‏,‏ كما ثبت بذلك النص عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقد اوضح صاحب الفضيلة في هذا الموضوع ما ينبغي ايضاحه وفسر كلامه‏,‏ فجزاه الله خيرًا‏,‏ واعظم مثوبته‏,‏ وزادنا الله‏,‏ واياه‏,‏ وجمع المسلمين هدى وتوفيقًا‏,‏ ونفعنا جميعًا بهذا الكلام الطيب‏,‏ وانا اؤكد على جميع اخواني وجميع الطلبة العناية بهذا الامر‏,‏ والاستفادة من هذه النصيحة‏,‏ والحذر من القول على الله بغير علم‏,‏ والحذر من الكلام في اعراض العلماء بغير علم‏,‏ والانسان اذا علم خطا نبه عليه مع احترام العلماء‏,‏ وحفظ مكانتهم‏,‏ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما بال اقوام قالوا كذا وكذا‏)‏‏,‏ فينبه على الخطا بالدليل مع معرفة ما لصاحب الخطا من منزلة وقدر واحترام‏.‏

فالعلماء لهم بعض الاخطاء‏,‏ والله - جل وعلا - من لطفه واحسانه غفر لهم ما يقع من الخطا ‏,‏لانه بعد اجتهاد وتحر للحق‏,‏ واثابهم على الاجتهاد بالاجر واعطاهم على الاصابة اجرين‏,‏ لان العلماء هم ورثة الانبياء‏,‏ وهم الشهداء بتوحيد الله - عز وجل - قال - تعالى -‏:‏ ‏{شَهِدَ اللَّهُ اَنَّهُ لاَ اِلَهَ اِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَاُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ اِلَهَ اِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}‏ ‏[‏ال عمران/ 18‏]‏‏.‏

* فالواجب معرفة اقدارهم‏,‏ وحسن الظن بهم‏,‏ وحملهم على احسن المحامل‏,‏ وذكر محاسنهم‏,‏ وما قد يقع من الخطا فليسوا معصومين والذين اصابوا لهم اجران‏,‏ والذين اخطاوا لهم الاجر على صبرهم واجتهادهم وغفر الله لهم وجعلنا جميعًا من اتباعهم‏.‏

* والواجب على اهل العلم اينما كانوا التثبت من الامور‏,‏ وخصوصًا ما يتعلق بالاحكام الشرعية‏,‏ فلا يتكلمون الا عن علم وبصيرة‏,‏ حتى لا يقولوا على الله بغير علم‏,‏ وحتى لا يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم لان القول على الرسول بغير علم كبيرة من الكبائر‏,‏ حتى جعل الله ذلك فوق كبيرة الشرك‏,‏ لما يترتب على ذلك من البلاء العظيم‏,‏ كما قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{قُلْ اِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ‏}‏‏,‏ اي‏:‏ قل يا محمد للناس‏:‏ ‏{‏اِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالاِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَاَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَاَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏الاعراف/33‏]‏‏.‏

فجاء الكلام على الله بغير علم فوق الشرك لما يترتب عليه من الخطر العظيم‏,‏ سواء كان في اسماء الله وصفاته او في شرعه ودينه‏,‏ او في اعراض الناس‏,‏ واخبر الله تعالى في اية اخرى انه من خطوات الشيطان‏,‏ فيدعوهم اليه‏,‏ كما في سورة البقرة‏,‏ قال - تعالى -‏:‏ ‏{‏يَا اَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الاَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ اِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ‏.‏ اِنَّمَا يَاْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَاَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة/ 168‏,‏ 169‏]‏‏.‏

* فالشيطان يامر بكل شر ومن ذلك القول على الله بغير علم‏,‏ والانسان مسؤول عن سمعه وبصره وقلبه وعقيدته‏,‏ قال الله - سبحانه وتعالى -‏:‏ ‏{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ اِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ اُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}‏ ‏[‏الاسراء/ 36‏]‏‏.‏

* فالواجب على اهل العلم التثبت والتبصر‏,‏ وعلى طالب العلم ان يعتدل وان يتحرى الدليل وان يتحرى الحق‏,‏ وان يسال اهل العلم فيما اشكل عليه‏,‏ ولا يدخل في امور قد يغلط فيها‏,‏ ويقع فيما يضره ولا ينفعه‏.‏

* نسال الله لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه‏,‏ والعافية من اسباب غضبه‏,‏ ونساله - سبحانه - ان يوفق جميع العلماء وطلبه العلم الى الفقه في الدين‏,‏ والبصيرة في ذلك‏,‏ كما اساله - سبحانه - ان يوفق جميع المسلمين لما فيه صلاحهم وان يمنحهم الفقه في الدين - انه جل وعلا - جواد كريم‏,‏ ولا حول ولا قوة الا بالله‏.‏

* وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين‏.‏

bilal
01-24-2006, 03:26 AM
تصحيح للعنوان : ليس "التفكير" بل "التكفير"

قاسم علي
01-24-2006, 01:48 PM
يزاك الله خير

12d8c7a34f47c2e9d3==