المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما المراد بالحج المبرور‏؟‏ وما الأيام المعلومات‏؟‏ ومال المراد بالرفث والفسوق والجدال


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-28-2005, 05:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما المراد بالحج المبرور‏؟‏ وما الأيام المعلومات‏؟‏ ومال المراد بالرفث والفسوق والجدال‏؟‏
الحج جهاد في سبيل الله، ينفق فيه المال ويتعب فيه البدن، ويترك من أجله الأولاد والبلاد إجابة لداعي الله وتلبية لندائه على لسان خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين قال الله له‏:‏ ‏{‏وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ‏.‏ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ‏.‏ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ الآيات 27-29‏‏‏]‏‏.‏
ونحن الآن في أشهر الحج التي جعلها الله ميقاتًا للإحرام به والتلبس بنسكه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآية 197‏‏‏]‏‏.‏
يخبر تعالى أن الحج يقع في أشهر معلومات وهي شوال، وذو القعدة، وعشرة أيام من ذي الحجة، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏مَّعْلُومَاتٌ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآية 197‏‏‏]‏، لأن الناس يعرفونها من عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، فالحج وقته معروف لا يحتاج إلى بيان كما احتاج الصيام والصلاة إلى بيان مواقيتهما‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآية 197‏‏‏]‏ معناه‏:‏ من أحرم بالحج في هذه الأشهر سواء في أولها أو في وسطها أو في آخرها، فإن الحج الذي يحرم به يصير فرضًا عليه يجب أداؤه بفعل مناسكه ولو كان نفلاً قبل الإحرام‏.‏
فإن الإحرام به يصيره فرضًا عليه لا يجوز له رفضه، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآية 197‏‏‏]‏ بيان لآداب المحرم وما يجب عليه أن يتجنبه حال الإحرام بالحج وتصونه عن كل ما يفسده أو ينقصه‏.‏‏.‏ من ‏(‏الرفث‏)‏ ‏:‏ وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية‏.‏
والفسوق‏:‏ وهو جميع المعاصي، ومنها محظورات الإحرام‏.‏
والجدال‏:‏ وهو المحاورات والمنازعة والمخاصمة، لأن الجدال يثير الشر ويوقع العداوة ويشغل عن ذكر الله، والمقصود من الحج الذل والانكسار بين يدي الله وعند بيته العتيق ومشاعره المقدسة، والتقرب إلى الله بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات ليكون الحج مبرورًا‏.‏
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ‏(‏الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏)‏، ولما كان التقرب إلى الله تعالى لا يتحقق إلا بترك المعاصي وفعل الطاعات فإنه سبحانه بعد أن نهى عن المعاصي في الحج أمر بعمل الطاعات، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ الآية 197‏‏‏]‏، وهذا يتضمن الحث على أفعال الخير، خصوصًا في أيام الحج، وفي تلك البقاع الشريفة والمشاعر المقدسة وفي المسجد الحرام، فإن الحسنات تضاعف فيها أكثر من غيرها، كما ثبت أن الصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة فيما سواه من المساجد‏.‏
هناك من يرتكب بعض البدع والشركيات في الحج‏؟‏ هل يؤثر ذلك على حجه‏؟‏

الشرك الأكبر يبطل الحج وغيره من الأعمال ويخرج صاحبه من الملة، كالذي يدعو الأموات من الأولياء والصالحين ويستغيث بهم ويذبح لهم، فهذا حجه باطل حتى يتوب إلى الله ويخلص العبادة له، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ‏}‏ ‏[‏سورة البينة‏:‏ آية 5‏‏‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 196‏‏‏]‏ يعني‏:‏ خالصين لوجهه ليس فيهما شرك ولا دعوة لغيره، والحاج حينما يلبي يقول‏:‏ ‏(‏لبيك لا شريك لك‏)‏، فهو يعلن التوحيد، ويتبرأ من الشرك، فيجب عليه أن يحقق القول بالعمل، وأما البدع فإنها ضلالة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏4/126‏)‏ بنحوه، ورواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏4/200‏)‏ ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/319، 320‏)‏، ورواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏1/15، 16‏)‏، ورواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏ ‏(‏1/97‏)‏، كلهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه‏‏‏]‏، وعمل المبتدع مردود عليه لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد‏)‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/156‏)‏‏‏‏]‏ أي‏:‏ مردود عليه لا يقبل منه شيء وهو آثم فيه غير مأجور‏.‏
كتاب المنتقى من فتاوى الفوزان
للشيخ العلامة الإمام صالح الفوزان حفظه الله

قاسم علي
01-01-2006, 05:09 PM
الرفع..........

البلوشي
12-16-2006, 06:11 PM
حفظه الله الشيخ الفوزان

البلوشي
11-26-2007, 07:28 PM
حفظه الله الشيخ الفوزان

12d8c7a34f47c2e9d3==