المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جديد// عقيدة الإرجاء في كتناب التفسير للجزائري أبي بكر...فما يقول مزكيه؟؟؟


كيف حالك ؟

محمد الصميلي
12-28-2005, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الإرجاء
في
كتاب (أيسر التفاسير لكلام العلي القدير)
لأبي بكر جابر الجزائري

الحمد لله؛
وبعد:
معلوم أيها الإخوة أنه [قد انعقد إجماع أهل السنَّة والجماعة على أن الإيمان قول وعمل كما نقل ذلك الإمام الشافعي وابن عبد البر في التمهيد، وقد كان المسلمون الأولون قبل أن تظهر البدعة في مسألة الإيمان يعرفون الإيمان ولم يكونوا بحاجة إلى وضع تعريف له جامع مانع كما أعتاد ذلك أصحاب الفنون والتصانيف ، وعندما ظهرت البدعة أجمع أهل السنَّة والجماعة على أن الإيمان قول وعمل وبعضهم قال قول وفعل وبعضهم قال قول وعمل ونية وبعضهم قال قول وعمل ونية وسنة . فهو قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح .
فقول القلب هو التصديق و المعرفة وعمله الحب والكره والخوف والرجاء والتوكل وما إلى ذلك من أعمال القلوب.
قال الإمام الشافعي " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاث إلا بالآخر ".
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى " القول المطلق والعمل المطلق في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح …… فقول السلف يتضمن القول والعمل الباطن والظاهر لكن لما كان بعض الناس قد لا يفهم دخول النية في ذلك قال بعضهم ونية ثم بين آخرون أن مطلق القول والعمل والنية لا يكون مقبولاً إلا بموافقة السنَّة وهذا حق أيضاً فإن أولئك قالوا قول وعمل ليبينوا اشتماله على الجنس ولم يكن مقصودهم ذكر صفات الأقوال والأعمال "] (من كتاب "اجتماع الأئمة" بتصرف يسير).
إذا علمت هذا أخي القارئ، فاعلم -وفقني الله وإياك الله لهداه-أن أحد الوعاظ و الذي ينصح بهم ويزكيهم أحد المنتسبين للعلم!، قد وقع في ما يخالف هذا التعريف الشرعي السَّلفي للإيمان فوافق المرجئة في تعريفه، وإليك البيان:
1 ـ (المجلد الأول) عند تفسيره لآية من (سورة البقرة)، وهي قول الله -جل وعلا-:" { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ } * { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }؛ عرف الإيمان الشرعي عند (شرح الكلمات) على الآية بتعريف مذهب المرجئة الخطير المخالف لتعريف أهل السنة و الجماعة، حيث قال:"{ آمنوا }: الايمان الشرعى: التصديق بالله وبكل ما جاء به رسول الله عن الله، وأهله هم المؤمنون بحق." وتكرر هذا كثيرا في تفسيره، خاصة وأنه يفصل بين الإيمان و العمل الصالح في غير ما موضع من تفسيره، وهذا مذهب المرجئة نسأل الله العافية.
2 ـ وسطر عقيدة الإرجاء في (المجلد الأول) من تفسيره عند قول الله تعالى"{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }؛ فعرف الكفر شرعا بتعريف المرجئة عند (شرح الكلمات) فقال:"{ كفروا }: الكفر: لُغة التغطية والجحود، وشرعاً التكذيب بالله وبما جاءت به رسلُه عنه كلا أو بعضا". ومعلوم أن هذا التعريف ليس بتعريف أهل السنة و الجماعة السلفيين، بل هو تعريف مذهب المرجئة المبتدعة الذين يحصرون الكفر في التكذيب فقط، وهذ التعريف بكثرة في تفسيره لآيات الكفر، و الله المستعان".
وفي المستقبل إن شاء الله تعالى مزيد بيان وتدليل بكلام العلماء،
ولمن أراد أضافة فائدة فجزاه الله كل خير.

الناصر
12-28-2005, 08:19 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 7 ص195 وما بعدها :( والمرجئة ثلاثة أصناف ( الذين يقولون الإيمان مجرد ما فى القلب ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعرى أقوالهم فى كتابه وذكر فرقا كثيرة يطول ذكرهم لكن ذكرنا جمل أقوالهم ومنهم من لا يدخلها فى الإيمان كجهم ومن اتبعه كالصالحى وهذا الذى نصره هو وأكثر أصحابه و ( القول الثانى ( من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية و ( الثالث ( تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم وهؤلاء غلطوا من وجوه
( أحدها ( ظنهم أن الإيمان الذى فرضه الله على العباد متماثل فى حق العباد وأن الإيمان الذى يجب على شخص يجب مثله على كل شخص وليس الأمر كذلك فإن اتباع الأنبياء المتقدمين أوجب الله عليهم من الإيمان ما لم يوجبه على أمة محمد وأوجب على أمة محمد من الإيمان ما لم يوجبه على غيرهم والإيمان الذى كان يجب قبل نزول جميع القرآن ليس هو مثل الإيمان الذى يجب بعد نزول القرآن و الإيمان الذى يجب على من عرف ما أخبر به الرسول مفصلا ليس مثل الإيمان الذى يجب على من عرف ما أخبر به مجملا فإنه لابد فى الإيمان من تصديق الرسول فى كل ما أخبر لكن من صدق الرسول ومات عقب ذلك لم يجب عليه من الإيمان غير ذلك وأما من بلغه القرآن والأحاديث وما فيهما من الأخبار والأوامر المفصلة فيجب عليه من التصديق المفصل بخبر خبر وأمر أمر ما لا يجب على من لم يجب عليه إلا الإيمان المجمل لموته قبل أن يبلغه شيء آخر و ( أيضا ( لو قدر أنه عاش فلا يجب على كل واحد من العامة أن يعرف كل ما أمر به الرسول وكل ما نهى عنه وكل ما أخبر به بل إنما عليه أن يعرف ما يجب عليه هو وما يحرم عليه فمن لا مال له لا يجب عليه أن يعرف أمره المفصل فى الزكاة ومن لا إستطاعة له على الحج ليس عليه أن يعرف أمره المفصل بالمناسك ومن لم يتزوج ليس عليه أن يعرف ما وجب للزوجة فصار يجب من الإيمان تصديقا وعملا على أشخاص ما لا يجب على آخرين وبهذا يظهر الجواب عن قولهم خوطبوا بالإيمان قبل الأعمال فنقول لم يقروا بوجوبه لم يكونوا مؤمنين ولهذا قال تعالى ولله على الناس حج البيت من إستطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين ولهذا لم يجئ ذكر الحج فى أكثر الأحاديث التى فيها ذكر الإسلام والإيمان كحديث وفد عبد القيس وحديث الرجل النجدي الذى يقال له ضمام بن ثعلبة وغيرهما وإنما جاء ذكر الحج فى حديث ابن عمر وجبريل وذلك لأن الحج آخر ما فرض من الخمس فكان قبل فرضه لا يدخل فى الإيمان و الإسلام فلما فرض أدخله النبى صلى الله عليه وسلم فى الإيمان إذا أفرد وادخله فى الإسلام إذا قرن بالإيمان وإذا أفرد وسنذكر إن شاء الله متى فرض الحج و كذلك قولهم من آمن ومات قبل وجوب العمل عليه مات مؤمنا فصحيح لأنه أتى بالإيمان الواجب عليه والعمل لم يكن وجب عليه بعد فهذا مما يجب أن يعرف فإنه تزول به شبهة حصلت للطائفتين فإذا قيل الأعمال الواجبة من الإيمان فالإيمان الواجب متنوع ليس شيئا واحدا فى حق جميع الناس وأهل السنة و الحديث يقولون جميع الأعمال الحسنة واجبها ومستحبها من الإيمان أى من الإيمان الكامل بالمستحبات ليست من الإيمان الواجب ويفرق بين الإيمان الواجب وبين الإيمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء الغسل ينقسم الى مجزئ وكامل فالمجزئ ما أتى فيه بالواجبات فقط والكامل ما أتى فيه بالمستحبات ولفظ الكمال قد يراد به الكمال الواجب وقد يراد به الكمال المستحب واما قولهم ان الله فرق بين الإيمان والعمل فى مواضع فهذا صحيح وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها وقد يقرن به الأعمال وذكرنا نظائر لذلك كثيرة وذلك لأن اصل الإيمان هو ما فى القلب والأعمال الظاهرة لازمة لذلك لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذى فى القلب فصار الإيمان متناولا للملزوم واللازم وإن كان أصله ما فى القلب وحيث عطفت عليه الأعمال فإنه أريد أنه لا يكتفى بإيمان القلب بل لابد معه من الأعمال الصالحة ثم للناس فى مثل هذا قولان منهم من يقول المعطوف دخل فى المعطوف عليه أولا ثم ذكر بإسمه الخاص تخصيصا له لئلا يظن أنه لم يدخل فى الأول وقالوا هذا فى كل ما عطف فيه خاص على عام كقوله من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وقوله وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وقوله والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم فخص الإيمان بما نزل على محمد بعد قوله والذين آمنوا وهذه نزلت فى الصحابة من العبادة فقوله آمنوا وعملوا الصالحات كقوله وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإنه قصد ( أولا ( أن تكون العبادة لله وحده لا لغيره ثم أمر بالصلاة والزكاة ليعلم أنهما عبادتان واجبتان فلا يكتفى بمطلق العبادة الخالصة دونهما وكذلك يذكر الإيمان أولا لأنه الأصل الذى لابد منه ثم يذكر العمل الصالح فإنه أيضا من تمام الدين لابد منه فلا يظن الظان اكتفاءه بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح وكذلك قوله ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
وقد قيل إن هؤلاء هم أهل الكتاب الذين آمنوا بما أنزل عليه وما أنزل على من قبله كابن سلام ونحوه وأن هؤلاء نوع غير النوع المتقدم الذين يؤمنون بالغيب وقد قيل هؤلاء جميع المتقدمين الذين آمنوا بما أنزل إليه وما أنزل من قبله وهؤلاء هم الذين يؤمنون بالغيب وهم صنف واحد وإنما عطفوا لتغاير الصفتين كقوله سبح إسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى
قدر فهدى والذى أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى فهو سبحانه واحد وعطف بعض صفاته على بعض وكذلك قوله والصلاة الوسطى وهى صلاة العصر والصفات إذا كانت معارف كانت للتوضيح وتضمنت المدح أو الذم تقول هذا الرجل هو الذى فعل كذا وهو الذى فعل كذا وهو الذى فعل كذا تعدد محاسنه ولهذا مع الإتباع قد يعطفونها وينصبون أو يرفعون وهذا القول هو الصواب فإن المؤمنين بالغيب إن لم يؤمنوا بما أنزل إليه وما أنزل من قبله لم يكونوا على هدى من ربهم ولا مفلحين ولا متقين وكذلك الذين آمنوا بما أنزل إليه وما أنزل من قبله ان لم يكونوا من الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقهم الله ينفقون لم يكونوا على هدى من ربهم ولم يكونوا مفلحين ولم يكونوا متقين فدل على أن الجميع صفة المهتدين المتقين الذين إهتدوا بالكتاب المنزل الى محمد فقد عطفت هذه الصفة على تلك مع أنها داخلة فيها لكن المقصود صفة ايمانهم وأنهم يؤمنون بجميع ما أنزل الله على أنبيائه لا يفرقون بين أحد منهم وإلا فإذا لم يذكر إلا الإيمان بالغيب فقد يقول من يؤمن ببعض ويكفر ببعض نحن نؤمن بالغيب ولما كانت سورة البقرة سنام القرآن ويقال إنها أول سورة نزلت بالمدينة افتتحها الله بأربع آيات فى صفة المؤمنين وآيتين فى صفة الكافرين وبضع عشرة آية فى صفة المنافقين فإنه من حين هاجر النبى المهاجرين منافق وإنما كان النفاق فى قبائل الأنصار فإن مكة كانت للكفار مستولين عليها فلا يؤمن ويهاجر إلا من هو مؤمن ليس هناك داع يدعو الى النفاق والمدينة آمن بها أهل الشوكة فصار للمؤمنين بها عز ومنعة بالأنصار فمن لم يظهر الإيمان آذوه فإحتاج المنافقون إلى إظهار الإيمان مع أن قلوبهم لم تؤمن والله تعالى إفتتح البقرة ووسط البقرة وختم البقرة بالإيمان بجميع ما جاءت به الأنبياء فقال فى اولها ما تقدم وقال فى وسطها قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما اوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد إهتدوا وإن تولوا فإنما هم فى شقاق الآية وقال فى آخرها آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير والآية الأخرى وفى ( الصحيحين ( عن النبى أنه قال ( الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما فى ليلة كفتاه ( والآية الوسطى قد ثبت فى ( الصحيح ( أنه كان يقرأ بها فى ركعتى الفجر و ب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم الآية تارة و ب قل يا أيها الكافرونوقل هو الله أحد تارة فيقرأ بما فيه ذكر الإيمان والإسلام أو بما فيه ذكر التوحيد والإخلاص فعلى قول هؤلاء يقال الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت فى الإيمان وعطف عليه عطف الخاص على العام إما لذكره خصوصا بعد عموم وإما لكونه إذا عطف كان دليلا على أنه لم يدخل فى العام وقيل بل الأعمال فى الأصل ليست من الإيمان فإن أصل الإيمان هو ما فى القلب ولكن هى لازمة له فمن لم يفعلها كان إيمانه منتفيا لأن إنتفاء اللازم يقتضى انتفاء الملزوم لكن صارت بعرف الشارع داخلة فى إسم الإيمان إذا أطلق كما تقدم فى كلام النبى فإذا عطفت عليه ذكرت لئلا يظن الظان أن مجرد إيمانه بدون الأعمال الصالحة اللازمة للإيمان يوجب الوعد فكان ذكرها تخصيصا وتنصيصا ليعلم أن الثواب الموعود به فى الآخرة وهو الجنة بلا عذاب لا يكون إلا لمن آمن وعمل صالحا لا يكون لمن إدعى الإيمان ولم يعمل وقد بين سبحانه فى غير موضع أن الصادق فى قوله آمنت لابد أن يقوم بالواجب وحصر الإيمان فى هؤلاء يدل على إنتفائه عمن سواهم
وللجهمية هنا سؤال ذكره أبو الحسن فى كتاب ( الموجز ( وهو أن القرآن نفى الإيمان عن غير هؤلاء كقوله إنما المؤمنون الذين والجواب عن هذا من وجوه ( أحدها ( أنكم سلمتم أن هذه الأعمال لازمة لإيمان القلب فإذا إنتفت لم يبق فى القلب إيمان وهذا هو المطلوب وبعد هذا فكونها لازمة أو جزءا نزاع لفظى ( الثانى ( أن نصوصا صرحت بأنها جزء كقوله ( الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة ( ( الثالث ( انكم إن قلتم بأن من انتفى عنه هذه الأمور فهو كافر خال من كل إيمان كان قولكم قول الخوارج وأنتم فى طرف والخوارج فى طرف فكيف توافقونهم ومن هذه الأمور إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج والجهاد والإجابة إلى حكم الله ورسوله وغير ذلك مما لا تكفرون تاركه وان كفرتموه كان قولكم قول الخوارج
( الرابع ( أن قول القائل أن إنتفاء بعض هذه الأعمال يستلزم أن لا يكون فى قلب الإنسان شيء من التصديق بأن الرب حق قول يعلم فساده بالإضطرار ( الخامس ( أن هذا إذا ثبت فى هذه ثبت فى سائر الواجبات فيرتفع النزاع المعنوى)0

محمد الصميلي
12-31-2005, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
[ تعليق تابع لما سبق ]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
تعريف الكفر شرعا الوارد في كتاب (أيسر التفاسير...) لأبي بكر جابر الجزائري- هداه الله تعالى- هو فرع عن مفهومهم وتعريفه للإيمان شرعا.
فلما عرَّف الإيمان شرعا بأنه مجرد التصديق حيث قال: "الإيمان الشرعي: التصديق بالله وبكل ما جاء به رسول الله عن الله، وأهله هم المؤمنون بحق"اهـ.، لزمه حصر نقيضه -وهو: الكفر- في التكذيب فعرفه –لغةً وشرعا- بقوله: "الكفر: لُغة التغطية والجحود، وشرعاً التكذيب بالله وبما جاءت به رسلُه عنه كلا أو بعضا".اهـ
ولا يخفى على الإخوة أن تعريفه للكفر شرعا بالتكذيب خطأ وضلال؛ وهو نابع عن مفهومه الرديء و تعريفه الخلفي للإيمان الشرعي، وكلامه السابق هو عين قول جمهور الأشاعرة و الماتريدية ونحوهم: بأن الإيمان هو تصديق القلب. فيكون الكفر-عند هم- هو التكذيب وما زاد عليه كالجحود.
و"قول جمهور الأشاعرة والماتريدية ونحوهم بأن الإيمان هو تصديق القلب قول فاسد؛ لعدة اعتبارات منها:
أ-ما ورد تسميته إيمان من الأعمال والأقوال في النصوص الشرعية، كقوله تعالى في سورة السجدة: إِنَّماَ يُؤْمِنُ بِئَايَتِناَ الَّذِّينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ [السجدة: 15].
وفي سورة الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرَسولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدَوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفًسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّدِقُونَ} [ الحجرات:15].
وقوله عن المؤمنين والمنافقين في التوبة: لاَ يَسْتَئْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَئْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة: 44-45].
ولما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من غشنا فليس منا ومن حمل علينا السلاح فليس منا )) [ رواه مسلم في كتاب الإيمان- باب قوله صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا)) (101)].
فنصَّ على أن الإتيان بهذه الأعمال من الإيمان، ويُعلم أن تركها نقص في الإيمان ونفيٌّ لكماله الواجب، وصاحبها مستحق للبراءة منه. مع وجود التصديق عندهما في قلبيهما.
كما روى مسلم أيضاً في حديث أنواع المجاهدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)). فسمَّى النبي صلى الله عليه وسلم عمل القلب واللسان والجوارح إيماناً.
ب-يلزم عليه أن كل من لم ينطق بالشهادتين وهو مَصَّدق بقلبه بصدق الرسول وصحة دينه فهو مؤمن: كأبي طالب وأهل الكتاب من اليهود والنصارى … مع الاتفاق على كفرهم، وأنهم من أهل النار خالدين فيها.
ج-كما يلزم عليه من الباطل أن من صدَّق بقلبه بالله ورسله.. ثم لم يصلِّ، ولم يصم، ولم يحج، أو لم يزكِّ سواءً جاحداً أو متعمداً من غير جحود.. أنه المؤمن الكامل؛ لبقاء التصديق بقلبه.
د-وكذلك يلزم عليه أن من صدق بقلبه ثم أتى ناقضاً من نواقض الإسلام من السحر أو الشرك أو الاستهزاء بالدين.. أنه مؤمن، لبقاء أصل التصديق بالله في قلبه وهذه من أفسد اللوازم على قولهم." اهـ (01).
وعليه فتعريف (الجزائري) للإيمان الشرعي بالتصديق وحصره فيه، قد وافق به الأشاعرة ونحوهم من المبتدعة، لأن الإيمان عندهم هو تصديق القلب فقط، فيكون الكفر عندهم هو التكذيب وما زاد عليه كالجحود، وهذا واضح البطلان عند الأئمة المحققين والعلماء السلفيين:
"يقول شيخ الإسلام رحمه الله في (( درء التعارض)) في معرض رده على المتكلمين في أصول التكفير عندهم (1/242):
((... فإنه ليس في الشرع أن من خالف مالا يعلم إلا بالعقل يكفر، وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم..)) اهـ.
فهنا الكفر يكون بالتكذيب تارة ويكون بغيره تارات، وليس الكفر محصوراً ومقيداً بالتكذيب، فإن الامتناع عن متابعة الرسول يكون كفراً حتى لو لم يصاحبه تكذيب، فإن فرعون يعلم صدق موسى في رسالته كما ذكر الله عز وجل عنهم بقوله عنهم في سورة النمل : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ. وفي سورة الإسراء يقول الله عز وجل عن موسى لفرعون: قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَؤُلآءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّى لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا.
وكذا اليهود وأهل الكتاب يعلمون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم : بل ويعرفونه أشد من معرفتهم لأبنائهم، كما يقول عز وجل في سورة البقرة: الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهمُ الْكِتَابَ يَعْرِفونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. فالكفر يكون بالتكذيب والجحود ويكون بغيره من الإعراض والشك والاستكبار....)) اهـ.
ويقول – رحمه الله- في أول ((الكيلانية)) من مجموع الفتاوى 12/335:
((... فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب، أو لم يكن معه تكذيب؛ بل شك وريب، أو إعراض عن هذا كله حسداً أو كبراً أو اتباعاً لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة.
وإن كان الكافر المكذب أعظم كفراً، وكذلك الجاحد المكذب حسداً مع استيقان صدق الرسل، والسور المكية كلها خطاب مع هؤلاء))." اهـ (02).
وبهذا يُعلم فضل العالم الفاضل والشيخ الوالد فالح بن نافع الحربي-حفظه الله ونفعنا بعلمه- حين قال عنه وعن تفسيره: "هذا رجل ما هو معروف لا بعلم ولا بمنهج ، وإنما رجل واعظ ومشهور بهذا ، ولكنه مايع ضايع لا يفهم الدين ، ولا عنده علم ، ولا عنده فقه ، ولا عنده تأصيل ، ولا عنده تقعيد ، ولا عنده التزام بمنهج أهل السنَّة والجماعة ، ودمَّر -والله حسيبه- عقيدة أهل السنّة والجماعة في تفسيره ، ... ، فالرجل عنده أباطيل ، عنده أمور خطيرة جداً ، ما نقول دمـَّر فيها الدين -الحمد لله- الله حَافِظٌ دِينه ولا يُدمِّر الإسـلام ، ولكنه الحقيقة أسَاءَ إلى الإسلام ، أساء إلى عقيدة أهل السنّة والجماعة" اهـ.
ثم بالله عليكم؛ أيُّ نفع يُقدم للمسلمين من تصحيح عقيدتهم والرد على من حرفها وخالف فيها؟!!.
ملاحظة هامة: أخبرني الأخ الفاضل الكاتب بشبكة الأثري باسم: [الجزائري] بفائدة عظيمة وهي أن الشيخ فالح الحربي-حفظه الله ونفعنا بعلمه-قد نبه على هذه العقيدة الإرجائية في كتاب التفسير لأبي بكر الجزائري أثناء تعليقه على رسالة فضل الإسلام. فجزاه الله خيرا.
وللأمانة فالفائدة استفدتها من قبل من الشيخ فالح الحربي أثناء مكالمة أحد الإخوة من الجزائر به فقال تفسيره فيه الإرجاء و التكفير بالحكم بغير ما أنزل الله بدون تفصيل وما إلى ذلك.فجزى الله الشيخ على ما يقومبه من نصح وتوجيه وإرشاد.
وشكرا للأخ الفاضل على زيادة الفائدة وأرجوا أن ينزلها صوتيا.


-----------------------------------------
(01-02): من كتاب (مسألة الإيمان دراسة تأصيلية) لعلي الشبل تقديم الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه- وغيره.

عالي الهمة
03-27-2007, 02:53 PM
ماذا عن بقية الملاحظات على هذا التفسير؟
ارجوا من الاخوة ان يفيدونا بها

متبع السنة
03-28-2007, 12:27 AM
جزاكم الله خيراً
وأقول لعالي الهمة كما قال الشاعر:
مساويء لو قسمن على الغواني ***** لما أمهرن إلا بالطلاق

فهذا التفسير فيه من الأباطيل مالله به عليم وإذا أردت أن تعرف شيئاً من ذلك فارجع لكتاب الشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله ( القول البليغ)في آخر فصوله فقد أتى بطرف من عجائب تفسيره وأخذه للأحكام حتى من كلام الكفره والسحره فلا حول ولا قوة إلا بالله .

عالي الهمة
03-28-2007, 02:25 PM
جزاك الله خيرا

محمد الصميلي
11-22-2007, 07:48 PM
بارك الله في الجميع.
وجزى الله خيرا أخي متبع السنة فقد اطلعت على ما أحلت عليه ووجدت كما قلت، وشدد الشيخ على الجزائري أبي بكر ثناءه على جماعة التبليغ ورد عليه ردا قويا فيه رد على دعاة الرفق المزعوم اليوم.

12d8c7a34f47c2e9d3==