المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مسائل الجاهلية { اعتياض اليهود عن التوراة بكتب السحر }


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-25-2005, 07:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة السادسة عشرة‏:‏ اعتياض اليهود عن التوراة بكتب السحر
‏[‏اعتياضُهُم عمَّا آتاهم الله بكُتُب السِّحر، كما ذكر الله ذلك في قوله‏:‏ ‏{‏ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ، وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 102‏]‏‏]‏‏.‏
{الشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله}
كتاب {مسائل الجاهلية }
_____________________________________________
الشّـرح

اليهود لما كفروا بالتوراة التي فيها صفات محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرهم باتباعه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 157‏]‏ كما بشر به عيسى في الإنجيل حيق قال‏:‏ ‏{‏ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ‏}‏ ‏[‏الصف‏:‏ 6‏]‏‏.‏
فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم موجود ذكره في التوراة والإنجيل، اسمه ورسالته وصفاته عليه الصلاة والسلام، حتى إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فلما كفروا بكتاب الله التوراة ولم يعملوا به، ابتلاهم الله جل وعلا بأن أخذوا بكتب السحر التي هي من عمل الشياطين، واستبدلوا عمل الشياطين بوحي رب العالمين، وهذه عقوبة لهم، فكل من أعرض عن الحق فإنه يبتلى بالباطل‏.‏
وكذلك كل من ترك الحق، فإنه يُبتلى بالباطل، فالذي يترك منهم دعوة الرسل من الدعوة إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، وبيان ذلك، يبتلى بأنه يروج للشرك والخرافات، ويستدل لها، ويروجها عند الناس على أنها حق، وهذا واقع كثير من علماء الخرافيين وعلماء القبوريين، بدلاً من أن يدعوا إلى توحيد الله، وإلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله، يدعون إلى الباطل، ويدعون إلى عبادة القبور، والتعلق بالأموات، ويلتمسون لذلك الشبهات التي يروجونها على الناس، فيشغلون وقتهم في هذا الباطل، والعياذ بالله‏.‏
منقول من كتاب {شرح مسائل الجاهلية }للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==