المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة للإمام الشوكاني


كيف حالك ؟

الناصر
12-25-2005, 01:56 PM
قال الإمام الشوكاني رحمه الله :
عَلَى عَصْرِ الشَّبِيبةِ كُلَّ حِينِ *** سَلاَمٌ ما تَقَهْقَهتِ الرُّعُودُ
ويَسْقيهِ مِنَ السُّحُب السَّوارِي *** مُلِثٌّ دائِمُ التَّسْكابِ جَوْدُ
زمانٌ خُضْتُ فِيهِ بِكُلِّ فَنٍّ *** وَسُدْتُ مَعَ الْحَدَاثَةِ مَنْ يَسُودُ
وعُدْتُ عَلَى الذي حَصَّلْتُ مِنْهُ*** فَجُدْتُ بِهِ وغَيْرِي لا يَجُودُ
وعَادَاني عَلَى هَذَا أُناسٌ *** وأَظْلَمُ منْ يُعادِيكَ الْحَسُودُ
يَرَوْني لا أَدينُ بِدِينِ قَوْمٍ *** يَرُونَ الْحَقَّ ما قَالَ الْجُدُودُ
ويَطَّرحونَ قَوْلَ الطُّهْرِ طَهَ *** وكُلٌّ مِنْهُمُ عَنْهُ شُرُودُ
فَقَالوا قَدْ أَتَى فِينا فلانٌ *** بِمُعْضِلَةٍ وفاقِرَةٍ تَؤُودُ
يَقُول الْحَقُّ قُرآنٌ وقَوْلٌ *** لِخَيْر الرُّسْلِ لا قَوْلٌ وَلودُ
فَقُلتُ كَذَا أَقُولُ وكُلُّ قَوْلٍ *** عَدا هذينِ تَطْرُقُهُ الرُّدودُ
وَهَذا مَنْبَعُ الأَعْلامِ قَبْلِي *** وكُلُّهُمُ لِموْرِدِهِ وُرُودُ
إذا جَحَدَ امْرؤٌ فَضْلِي ونُبْلِي *** فَقِدْماً كَانَ في النَّاسِ الْجُحُودُ
وكُلَّ فَتىً إذا ما حَازَ عِلْماً *** وَكانَ لَهُ بَمدْرَجَةٍ صُعُودُ
وَرَاضَ جَوامِحاً مِنْ كُلِّ فَنٍّ *** وَصَارَ لِكُلِّ شاردَةٍ يَقُودُ
رَمَادُ القاصِرُونَ بِكلِّ عَيْبٍ *** وَقَامَ لِحَرْبِهِ منْهُمْ جُنودُ
فَعَادوا خائِبِينَ وكُلُّ كَيْدٍ *** لَهُمْ فَعَلَى نُفُوسِهِمُ يَعودُ
ورَامُوا وَضْعَ رُتْبَتِهِ فكانوا *** عَلَى الشَّرَفِ الرَّفِيعِ هُمُ الشُّهُودُ
إذا مَا اللهُ قَدَّرَ نَشْرَ فَضْلٍ *** لإنْسانٍ يُتاحُ لَهْ حَسُودُ
وَمَنْ كَثُرَتْ فضائِلُهُ يُعَادَي *** ويَكْثُرُ في مَناقِبهِ الْجَحُودُ
إذا ما غَابَ يَلْمِزُهُ أُناسٌ *** وهُمْ عِنْدَ الْحُضُورِ لَهُ سُجودُ
وما بِنَقيصَةٍ عابُوهُ إلاّ *** وَكانَ لما يُعابُ به رُدُودُ
ولَيْسَ يَضُرُّ نَبْحُ الكَلْبِ بَدْراً *** ولَيْسَ يَخافُ مِنْ حُمُرٍ أُسُودُ
وَما الشُّمُّ الشَّوامِخُ عِنْدَ رِيحٍ *** تَمُرُّ عَلَى جوانِبِها ثَمودُ
وَلاَ الْبَحْر الْخِضَمُّ يُعابُ يَوْماً *** إذا بالَتْ بجانِبه الْقُرودُ

12d8c7a34f47c2e9d3==