المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى مسددة في المناهج المحدثة / للشيخ صالح فوزان بن الفوزان حفظه الله


كيف حالك ؟

سمير الأثري
12-22-2005, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتاوى مسددة في المناهج المحدثة للعلامة صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية .
سؤال: أرجو التوضيح: ما المقصود بفقه الواقع! لأنَّه قد أطلق هذا اللفظ، وأريد به لفظ لغوي، لا شرعي؟!
جواب: يقولون: من الصعب توضيح التوضيح، الفقه المطلوب، والفقه المرغَّب فيه هو الفقه في الكتاب والسنة، هذا هو الفقه المطلوب، أما الفقه اللغوي فهو من المباحات، ما هو أمر مطلوب من الناس، تتفقه في اللغة؛ تعرف معنى الكلمة، ومشتقاتها، وحروفها، وكذا وكذا؛ هذا يسمى بفقه اللغة، مثل كتاب «اللغة للثعالبي» وغيره، هذا من الأمور المكملة، ومن تعلّم اللغة.
أمَّا الفقه إذا أُطلق؛ كما في قوله تعالى: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: 122]، وقوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: «من يرد الله به خيراً يفقه بالدين» ، وقوله تعالى: ﴿فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ [النساء: 78] إلى غير ذلك؛ المراد بذلك: الفقه في الدين، بمعرفة الأحكام الشرعية، هذا هو المطلوب، وهذا هو الذي يجب على المسلمين الاهتمام به وأن يتعلموه.
لكن ليس المقصود بفقه الواقع عند هؤلاء فقه اللغة، وإنَّما المراد به عندهم: الاشتغال بأمور السياسة، والتهييج السياسي، وصرف الأوقات والهمم إليه.
أمَّا فقه الأحكام فيسمُّونه: فقه الجزئيات، وفقه الحيض والنفاس؛ تهجيناً له وتنفيراً منه ومن الاشتغال به.
سؤال: نسمع كثيراً عما يسمى بالجماعات الإسلامية في هذا العصر في مختلف أنحاء العالم؛ فما أصل هذه التسمية؟
جواب: الرسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: أخبرنا وبيَّن لنا كيف نعمل، ما ترك شيئاً يقرب أمته إلى الله إلَّا وبينه، وما ترك شيئاً يبعدهم من الله إلَّا وبينه - عليه الصلاة والسلام -، ومن ذلك هذه المسألة، قال - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: «فإنَّه من يعيش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً» ، ولكن ما هو العلاج عند حدوث ذلك؟ قال: «فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» ، فهذه الجماعات من كان منها على هدي النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - والصحابة، وخصوصاًَ الخلفاء الراشدين، والقرون المفضلة؛ فأي جماعة على هذا المنهج فنحن مع هذه الجماعة، ننتسب إليها، ونعمل معها.
وما خالف هدي الرسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -؛ فإنَّنا نتجنبه - وإن كان يتسمَّى (جماعة إسلامية) - العبرة ليست بالأسماء؛ العبرة بالحقائق، أما الأسماء فقد تكون ضخمة، ولكنها جوفاء ليس فيها شيء، أو باطلة - أيضاً -.
وقال - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلَّا واحد». قلنا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان مثل على ما أنا عليه اليوم وأصحابي».
الطريق واضح؛ الجماعة التي فيها هذه العلامة نكون معها، من كان على مثل ما كان عليه الرسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وأصحابه، فهم الجماعة الإسلامية الحقة.
أما من خالف هذا المنهج، وسار على منهج آخر؛ فإنَّه ليس منَّا ولسنا منه، ولا ننتسب إليه، ولا ينتسب إلينا، ولا يسمى جماعة، وإنَّما يسمى فرقة من الفرق الضالة، لأنَّ الجماعة لا تكون إلَّا الحق، فهو الذي يجتمع عليه الناس، وأما الباطل؛ فإنَّه يفرق ولا يجمع، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ﴾ [البقرة: 137].
سؤال: هل من انتمى إلى الجماعات يعتبر مبتدعاً؟!
جواب: هذا حسب الجماعات، فالجماعات التي عندها مخالفات للكتاب والسنة، يعتبر المنتمي إليها مبتدعاً.
سؤال: ما رأيكم في الجماعات كحكم عام؟
جواب: كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال، وما عندنا إلَّا جماعة واحدة؛ هم أهل السنة والجماعة، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -.
ونقول - أيضاً -: كل من خالف أهل السنة والجماعة؛ فهو من أهل الأهواء، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أو التفكير، حسب كبرها وصغرها، وبعدها وقربها من الحق.
سؤال: هل تخالط الجماعات أم تهجر؟
جواب: المخالطة إذا كان القصد منها دعوتهم - ممَّن عندهم علم وبصيرة - إلى التمسك بالسنة، وترك الخطأ؛ فهذا طيب، وهو من الدعوة إلى الله، أما إذا كان الاختلاط معهم من أجل المؤانسة معهم والمصاحبة لهم، بدون دعوة، وبدون بيان؛ فهذا لا يجوز.
فلا يجوز للإنسان أن يخالط المخالفين إلَّا على وجه فيه فائدة شرعية، من دعوتهم إلى الإسلام الصحيح، وتوضيح الحق، لعلهم يرجعون، كما ذهب ابن مسعود - رضي الله عنه - إلى المبتدعة الذين في المسجد، ووقف عليهم، وأنكر عليهم بدعتهم.
وابن عباس - رضي الله عنه - ذهب إلى الخوارج وناظرهم، ودحض شبههم، ورجع منهم من رجع.
فالمخالطة لهم؛ إذا كانت على هذا الوجه فهي مطلوبة، وإن أصروا على باطلهم وجب اعتزالهم ومنابذتهم، وجهادهم، وجهادهم في الله.
سؤال: هل من تسمى بالسلفي يعتبر متحزباً؟!
جواب: التسمي بالسلفية إذا كان حقيقة لا بأس به، أما إذا كان مجرد دعوى؛ فإنَّه لا يجوز له أن يتسمى بالسلفية وهو على غير منهج السلف.
فالأشاعرة - مثلاً - يقولون: نحن أهل السنة والجماعة! وهذا غير صحيح؛ لأنَّ الذي هم عليه ليس هو منهج أهل السنة والجماعة. كذلك المعتزلة يسمون أنفسهم بالموحدين. كلٌّ يدَّعي وصلاً لليلى وليلى لا تُقرُّ لهم بذاكا
فالذي يزعم أنَّه على مذهب أهل السنة والجماعة، يتبع طريق أهل السنة والجماعة، ويترك المخالفين، أمَّا أنَّه يريد أن يجمع بين (الضب والنون) - كما يقولون -، أي: يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر، فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كفة؛ فلا يجمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم - كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين، ممَّن يسمُّونهم: (المسلم المعاصر) - وهو الذي يريد أن يجتمع ضلالات أهل العصر مع منهج السلف، فلن «يصلح آخر هذه الأمة إلَّا ما صلح أولها»، فالحاصل: أنَّه لا بد من تمييز الأمور وتمحصيها ا.ه‍.

12d8c7a34f47c2e9d3==