المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مسائل الجاهلية {الاستدلال بأن ما عليه الضعفاء ليس حقًّا }


كيف حالك ؟

قاسم علي
12-10-2005, 05:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة الثامنة‏:‏ الاستدلال بأن ما عليه الضعفاء ليس حقًّا
‏[‏الاستدلالُ على بُطلانِ الشّيء بأنّه لم يتَّبِعْهُ إلا الضّعفاءُ، كقوله‏:‏ ‏{‏ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 111‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ أَهَـؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 53‏]‏، فَرَدَّ الله بقوله‏:‏ ‏{‏ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 53‏]‏‏]‏‏.‏
{الشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله}
كتاب {مسائل الجاهلية }
_____________________________________________
الشّـرح
هذه المسألة عكس التي قبلها - وهي الاستدلال بالقوة على أن أصحابها على الحق - وفي هذه المسالة يستدلون بالضعف على أن الضعفاء ليسوا على الحق، لو كانوا على حق ما صاروا ضعفاء‏.‏ هذا ميزان أهل الجاهلية، في معرفة الحق من الباطل، ولا يعلمون أن القوة والضعف بيد الله سبحانه وتعالى، وأن الضعيف قد يكون على الحق وهو ضعيف، وأن القوي قد يكون على الباطل، وهذا منطق قوم نوح لما دعاهم إلى الله ‏{‏ قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 111‏]‏ يعني الضعفاء منها، فلو كنت على حق لاتبعك الأقوياء‏.‏ وفي الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏ وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏ 27‏]‏ أي‏:‏ الذين ليس عندهم رأي، هم الذين اتبعوك، من غير روية ومن غير تفكير‏.‏
وكذلك المشركون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يسخرون من ضعفاء المؤمنين، من بلال وسلمان وعمار بن ياسر وأبيه وأمه، ويسخرون من ضعفاء الصحابة، حتى إنهم قالوا‏:‏ ما نجلس معك وهؤلاء عندك، اجعل لنا مجلسًا غير مجلسهم حتى نتفاهم معك‏.‏ فالنبي صلى الله عليه وسلم - من حرصه على هدايتهم - أراد أن يجعل لهم مجلسًا خاصًا، فعاتبه الله عز وجل بقوله‏:‏ ‏{‏ وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 52، 53‏]‏‏.‏
وقوله‏:‏ ‏{‏ أَهَـؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ‏}‏ هؤلاء‏:‏ يعنون ضعفاء الصحابة، لا يمكن أن يسبقونا إلى الخبر ‏{‏ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ‏}‏، ومثلهم الآن الذين يصفون العلماء بأنهم ما عندهم رأي ولا تفكير، وأن نظرهم قريب، وعندهم تحجر، وعندهم شدة، إلى آخر ما يقولون‏.‏
والشيخ ما كتب هذه المسائل للتاريخ، وإنما كتبها للتحذير، بأن يُحذر هذه الأمور؛ لأنها من أمور الجاهلية‏.‏
منقول من كتاب {شرح مسائل الجاهلية }للشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

قاسم علي
12-12-2005, 05:47 PM
الررررررررررفع

12d8c7a34f47c2e9d3==