علي رضا
11-24-2003, 01:29 AM
(( الموعظة بسورة العصر ))
قال تعالى في كتابه العزيز :
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) 0
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
( لو تدبر الناس في هذه السورة لوسعتهم ) 0
وحقاً إنها لسورة عظيمة لو تدبرناها لوسعتنا وكفتنا ؛ لما فيها من موعظة بليغة من رب العالمين لعباده أجمعين ؛ فقد أقسم تعالى بالزمان الذي هو الأيام والليالي والساعات والدقائق التي نعيشها : على أن الإنسان لفي خسارة وهلاك ، ولم يستثن تعالى أحداً سوى الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، ولم يكتفوا بذلك بل أوصى بعضهم بعضاً بأداء الطاعات وترك المحرمات ، وهذا قد يتحقق ولكن لابد من شيء آخر ؛ ألا وهو : التواصي بالصبر على الأقدار والمصائب التي يبتلي بها الله تعالى عباده ، وعلى تحمل الأذى ممن يؤذي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ،
وبهذه الخصال معاً يكون الإنسان قد نجى من الخسارة أو الهلكة التي هي نصيب كل من فرط وأهمل فيها بقدر تفريطه وإهماله لهذه الأمور 0
ولعل هذا هو الذي دفع الإمام الشافعي أن يقول مقولته البليغة :
( لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم ) 0
وقد جاء عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أنهم كانوا إذا اجتمعوا لم يتفرقوا حتى يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر 0
وهذا العمل منهم لا يكون إلا بتوقيف من معلمهم ورسولهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : إما قولاً أو فعلاً أو تقريراً ؛ ذلك لأنهم رضوان الله عليهم أبعد الناس عن إحداث عبادة في الدين يتقربون بها إلى الله تعالى ، بل لا بد من ذلك التوقيف الذي أخذوه منه عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم كانوا على الهدى المستقيم ، ولا يجتمعون على ضلالة قط 0
ولفظ هذا الخبر الذي له حكم الرفع قطعاً كما تقدم :
( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ثم يسلم أحدهما على الآخر ) :
أخرجه الطبراني في ( المعجم الوسط ) 6 / 57 - 58 من حديث أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - بإسناد صحيح 0
وقال الهيثمي : ( رجاله رجال الصحيح ؛ غير ابن عائشة ، وهو ثقة ) 0 ( مجمع الزوائد ) 10/ 307
وأبو مدينة رضي الله عنه اسمه : عبد الله بن حصن ؛ وقد روى حديثه هذا ابن الأثير بإسناده في كتابه ( أسد الغابة ) 3 / 216 ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه
( الإصابة ) 2 / 297 إلى وقوع تشابه في اسم هذا الصحابي مع تابعي بنفس الاسم واسم الأب ، فالله أعلم 0
ولأهمية هذا الحديث فقد أخرجه البيهقي في
( شعب الإيمان ) 6 / 501 وزاد في آخره :
( ثم تفرقا ) وهي تفيدنا في سنة أكثرنا عنها غافلون : ألا وهي السلام عند الافتراق ؛ كما صح في بعض الأحاديث : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، وإذا أراد أن يقوم فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة ) 0
فاللهم ! يا ولي الإسلام وأهله ! مسكنا الإسلام والسنة حتى نلقاك 0
قال تعالى في كتابه العزيز :
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) 0
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
( لو تدبر الناس في هذه السورة لوسعتهم ) 0
وحقاً إنها لسورة عظيمة لو تدبرناها لوسعتنا وكفتنا ؛ لما فيها من موعظة بليغة من رب العالمين لعباده أجمعين ؛ فقد أقسم تعالى بالزمان الذي هو الأيام والليالي والساعات والدقائق التي نعيشها : على أن الإنسان لفي خسارة وهلاك ، ولم يستثن تعالى أحداً سوى الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، ولم يكتفوا بذلك بل أوصى بعضهم بعضاً بأداء الطاعات وترك المحرمات ، وهذا قد يتحقق ولكن لابد من شيء آخر ؛ ألا وهو : التواصي بالصبر على الأقدار والمصائب التي يبتلي بها الله تعالى عباده ، وعلى تحمل الأذى ممن يؤذي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ،
وبهذه الخصال معاً يكون الإنسان قد نجى من الخسارة أو الهلكة التي هي نصيب كل من فرط وأهمل فيها بقدر تفريطه وإهماله لهذه الأمور 0
ولعل هذا هو الذي دفع الإمام الشافعي أن يقول مقولته البليغة :
( لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم ) 0
وقد جاء عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أنهم كانوا إذا اجتمعوا لم يتفرقوا حتى يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر 0
وهذا العمل منهم لا يكون إلا بتوقيف من معلمهم ورسولهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : إما قولاً أو فعلاً أو تقريراً ؛ ذلك لأنهم رضوان الله عليهم أبعد الناس عن إحداث عبادة في الدين يتقربون بها إلى الله تعالى ، بل لا بد من ذلك التوقيف الذي أخذوه منه عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم كانوا على الهدى المستقيم ، ولا يجتمعون على ضلالة قط 0
ولفظ هذا الخبر الذي له حكم الرفع قطعاً كما تقدم :
( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ثم يسلم أحدهما على الآخر ) :
أخرجه الطبراني في ( المعجم الوسط ) 6 / 57 - 58 من حديث أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - بإسناد صحيح 0
وقال الهيثمي : ( رجاله رجال الصحيح ؛ غير ابن عائشة ، وهو ثقة ) 0 ( مجمع الزوائد ) 10/ 307
وأبو مدينة رضي الله عنه اسمه : عبد الله بن حصن ؛ وقد روى حديثه هذا ابن الأثير بإسناده في كتابه ( أسد الغابة ) 3 / 216 ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه
( الإصابة ) 2 / 297 إلى وقوع تشابه في اسم هذا الصحابي مع تابعي بنفس الاسم واسم الأب ، فالله أعلم 0
ولأهمية هذا الحديث فقد أخرجه البيهقي في
( شعب الإيمان ) 6 / 501 وزاد في آخره :
( ثم تفرقا ) وهي تفيدنا في سنة أكثرنا عنها غافلون : ألا وهي السلام عند الافتراق ؛ كما صح في بعض الأحاديث : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، وإذا أراد أن يقوم فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة ) 0
فاللهم ! يا ولي الإسلام وأهله ! مسكنا الإسلام والسنة حتى نلقاك 0