المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرثية في شيخ الإسلام


كيف حالك ؟

الناصر
11-20-2005, 04:45 PM
تمت وهي ثلاثة وأربعون بيتا
مرثية للشيخ برهان الدين أبي إسحاق ابراهيم بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبدالكريم التبريزي يرثي شيخ الإسلام وهي ثالثة ثلاث مرات عدد أبياتها ثمانون بيتا
لفقد الفتى التيمي تجري المدامع 000 وتصدع بالنوح الحمام الصوادع
فتغرق جفنا قد تقرح بالبكا 000 وتضرم نيرانا حوتها الأضالع
وبالماء يطفى كل نار ونارنا 000 مؤججها بين الضلوع المدامع
وأما الحمام الصادحات فإنها 000 حمام حمام للقلوب صوادع
على ماجد جلت مآثره التي 000 لها في قلوب العارفين مواقع
علوم وأخلاق كرام وسؤدد 000 وجود ومجد باذخ وتواضع
وزهد وإيثار وتقوى وعفة 000 وتلك سجايا حازها وهويافع
هو الحبر أما المشكلات فحلها 000 يسير لديه وهو في الحل بارع
وأما عقود الدين فهي وثيقة 000 لديه وعنها بالرماح ينازع
إمام بكته أرضه وسماؤه 000 بكاء حزين حزنه متتابع
وما لهما لا يبكيان لفقد من 000 عن الله لم يقطعه في الكون قاطع
وحق لمن كانت جوامعهم له 000 جوامع يبكوا فقده والجوامع
ولو بكت الدنيا وما كان حقها 000 فواحدها قد كان والشمل جامع
وقد أصبحت ثكلى تعزى بفقده 000 ومن بعده هالت عليها الفجائع
ولولا ابتغاء الأجر كان اصطبارنا ال 000 جميل قبيحا إنما الصبر نافع
ومنبره لولا غزارة وعظه 000 عليه قديما حرقته المدامع
وما زال في حق ابن تيمية الفتى ال 000 إمام تقي الدين أحمد ضائع
أما كان شمسا في المطالع يجتلى 000 فعادت عليه فاختبته المطالع
وشامة حد الشام قد كان علمه الش 000 ريف على الخد المكرم طابع
ونجم هدى للسالكين إذا سروا 000 وبدر منير في الدياجي طالع
قد غاب غاب البدر عنه ولم يشم 000 لشائمه برق على الشام لامع
ولا افتر ثغر الشام من فرط حزنه 000 على من عليه مدمع العين هامع
وبدر الدجى إن غاب لم تشرق الدنا 000 ولو أشرقت فيها النجوم الطوالع
ومن مودعات الله كان استرده 000 ولا بد يوما أن ترد الودائع
ولكن به عاشت نفوس ومتعت 000 قلوب وأبصار ولذت مسامع
أجاب لداعي ربه مسرعا كما 000 أجابوه أهل الاحتباء وسارعوا
دعاه إليه ربه فأجابه 000 ومن يدعه المولى إليه يسارع
وأصبح جارا للذي عز جاره 000 كما كان يمضي ليله وهو راكع
تبارك من حلاه بالزهد والتقى 000 ورصع ذاك الحلى من التواضع
وملكه قلبا منيرا وكيف لا 000 فيه من السر المصون ودائع
وتوجه تاجا من الزهد والتقى 000 لمعناه تيجان الملوك خواضع
ومالي إذا بالغت في وصف سيد 000 حوى كل فضل في الأنام منازع
وما انا وحدي واصف بعض وصفه 000 فكم فيه وصاف وبالحق صادع
ومن بابه قد خصه الله دون من 000 سواه وفضل الله ذي العرش واسع
إذا قيل قد قال ابن تيمية الفتى 000 مقالا فكل للذي قال سامع
ونور الهدى والعلم والزهد والتقى 000 عليه على رغم الحواسد ساطع
وما ذاك إلا أنه لنبيه 000نبي الهدى في كل شيء متابع
وفي الله لم تأخذه لومة لائم 000 وليس له في نصرة الحق وازع
له راعدا مثل الهلال إذا بدا 000 تشير إليه حيث كان الأصابع
وإن كان في تقوى سواه منازع 000 فما في تقى هذا التقي منازع
إمام عظيم عالم ومعلم 000 صبور شكور للمهيمن طائع
وآتاه ذو العرش المجيد مواهبا 000 وليس لما يعطيه ذو العرش مانع
أما كان في دفعات غازان جائلا 000 بعزمة ليث لم ترعه الوقائع
يقول لجيش المسلمين ألا ابشروا 000 بنصر على الأعداء والنصر واقع
فأصبح جيش المسلمين مؤيدا 000 وغازان لاقى حتفه وهو راجع
تصانيفه في كل علم بديعة 000 وفيها لأهل الابتداع بدائع
ولم يبتغ شيئا سوى وجه ربه 000 وفي زخرف الدنيا عدته المطامع
فيا فوز من يحوى تصانيفه ولا 000 يزال لها في كل وقت يطالع
علوما لمن يبغي النجاة اعتنى بها 000 وللناس في تلك العلوم منافع
وذو الفضل يؤتيه المهيمن فضله 000 ولا حاصد إلا لما هو زارع
فيا ثلمة في الدين لم يرج سدها 000 وخرقا عظيما ماله الدهر راقع
فإن انتقاص الأرض من علمائها 000 سيوف حداد للظهور قواطع
ويا محنة أربت على كل محنة 000 وقارعة غابت لديها القوارع
فكم شت شملا بينه بعد جمعه 000 وليس لما قد فرق البين جامع
كما فاق في الآفاق بالعلم والتقى 000 وشاع له في الناس ما هو شائع
كذلك لم يسمع بمثل جنازةال 000 إمام تقي الدين احمد سامع
مشيعها ضاق الفضا بازدحامهم 000 ورصت بمن صلى عليه الجوامع
وزف على الأعناق فوق سريره 000 زفاف عروس نحو حب تسارع
وأودعه الأحباب عند وداعه 000 لمن لم تخب يوما لديه الودائع
وعادوا من التوديع حرقى جوانح 000 وغرقى جفون أغرقتها المدامع
وما زالت النسوان يبكين فقده 000 إلى أن نضت من دمعهن البراقع
فلو أنه يفدى فدته نفائس 000النفوس ولكن القضا لا يدافع
هنيئا لرمس ضم بحر فضائل 000 فطوبى لقوم جاوروه وضاجعوا
فلا بد من فضل عظيم ورحمة 000 تحيى بها طول المقام المضاجع
وأني بتذكاري حلاوة عيشه 000 مدى الدهر مااستمرت لدى قائع
وإني بتذكاريه صب مولع 000 ولست لعذالي عليه أطاوع
ولولا التقى كان التصبر يتقى 000 على رزئه لو أن صبرا يطاوع
وكيف يطيع الصبر في رزء سيد 000 به لخطوب الدهر كنا ندافع
فإن شئتمو يا لأيمينا فإننا 000 لكم نتناسى ذكره ونصانع
فهاتوا ولن تأتوا بحبر مؤيد 000 يضارعه هيها المضارع
وإن عمكم عجز باظهار سيد 000 يناؤته إن شئتم صلوا أو فقاطعوا
فقد وضحت أعذار كل من انتهى 000 إلى السيد التيمي وخاب المنازع
ثمانون عاما قد كسرت بحبها 000 ومن جيش تسعين طلعن طلائع
فلم أر في عمري الذي طال مثله 000 وما أنا في رؤيا المماثل طامع
ثلاث مرار قد نظمت بهذه 000 له ولي النظم الجموع مطاوع
فمن أجل ذا طالت وطابت لسامع 000 وود من استجلى سناها يراجع
ومن حقه أنا يموت صبابة 000 كما مات أحباب على الموت تابع
وإنا لنرجو أن نقوم بحقه 000 إلى حين يأتي حيننا وننازع
عسى الله في الجنات يجمعنا به 000 فكل امرىء منا بذلك طامع
فلا أوحشت منه مواضعه التي 000 به أهلت واليوم هن بلاقع
وكان بها يتلو القران مفسرا 000 غوامضه حتى تنير المواضع
ولا برحت تهمي سحائب رحمة 000 عليه كما تهمي عليه المدامع

نواف الحسيني
11-23-2005, 02:39 PM
عش ماتشا فالعيش آخره الفَنا 000 فالموتُ مالابد منه ولاغنى

رحم الله شيخ الإسلام ورُزقنا علمه ورحم الله موتانا وموتى المسلمين

الناصر
07-21-2009, 01:51 AM
قال الشيخ مجير الدين احمد بن الحسن بن محمد الخياط الجوخي الدمشقي رحمه الله يرثي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(
خشعت لهيبة نعشك الأبصار 000 لما عليه تبدت الأنوار
وبه الملائكة الكرام تطوفت 000 زمرا وحفت حوله الأبرار
فكساه رب العرش نورا ساطعا 000 فكأنما غشي النهار نهار
ولأمة الإسلام حول سريره 000 سام إلى رب السماء جؤار
ولهم دموع من خشوع نفوسهم 000 ودموعها فوق الخدود غزار
وسروا به فوق الإران وتحته 000 منهم يمين أنامل ويسار
ولرحمة الرحمن ظل سجسج 000 يغشاهم وسكينة ووقار
فلكم عيون من تموج مائها 000 حزنا تأجج في الجوانح نار
كان الممات زفاف عرس حياته 000وبه النفوس مع الدموع تثار
إن كان من أهل وجيران نأى 000 فله دنا من ذي الجلال جوار
أو كان عن دارالفناء رحيله 000فلديه في دار البقاء ديار
أو كان أزعج عن ذرى أوطانه 000 فله بخلد في الجنان قرار
ما كان إلا مزن علم روضت 000 منه بصيب قطره الأقطار
كالغيث أقلع بعد سح عيمه 000 وتخلفت من بعده الآثار
ما كان إلا طود علم باذخ 000 من دون وزن حصاته القنطار
ما كان إلا بحر جود كفه 000 تياره بنواله زخار
ما كان إلا ديمة معروضها 000 بهباته لعفاته مدرار
ما كان إلا البدر عند كماله 000 وافاه من نقص التمام سرار
ما كان إلا خير أمة أحمد 000 في العصر لم تسمح به الأعصار
حبر وبحر للمكارم والتقى 000 والجود والإحسان فيه بحار
ولكم لأحمد في المحامد رتبة 000 من طولها تتقاصر الأفكار
وله مناقب ما لحصر صفاتها 000 عد ولا حد ولا مقدار
وله الشعور بكل علم نافع 000 عقلا ونقلا في الأنام شعار
وله التزهد والتعبد والتقى 000 ما بين أرباب الدثور دثار
وله إذا فخر الفخور بزينة ال 000 دنيا بتشعيب الحياة فخار
ولأشرف الأشياء علم نافع 000 لا درهم يغني ولا دينار
إن أظلمت سبل النهى لسكونه 000 فلذكره في الخافقين منار
ولقد علا الإسلام جل مصابه 000لكنها لا تدفع الأقدار
لو كان في الدنيا يدوم مخلدا 000 بشر لخلد أحمد المختار
ولكل حي خلع ثوب حياته 000 علما بأن ثوب الحياة معار
فيم النجاة وكل حي ميت 000 إلا الإله الواحد القهار
ولقد أسفت على فراقي أحمدا 000 إذ ليس لي قضيت به الأوطار
لو كان يفدى هان عند فدائه ال 000أموال والأولاد والأعمار
قد كان مغناطيس أفئدة الورى 000 أنسا ولكن في القليل نفار
ما كنت أحسب أن يوم وفاته 000 يبدو المصون وتهتك الأستار
بكرالنساء من الستور ثواكلا 000 ومن الخدور النهد الأبكار
والناس أمثال الجراد لهم على ال 000 تابوت منه تهافت ودوار
فكأنه يعسوب نحل نحوه 000 حيا وميتا للنفوس مطار
ملأت محاسنه البلاد ونوهت 000بحديث معجز فضله الأمصار
وجرى بأفواه الأنام ثناؤه 000فلأرض روضة ذكره معطار
يفنى الزمان وينقضي وبأحمد 000 وحديثه تتحدث السمار
فأحله الرحمن دار أمانه 000 ليزول من خوف عليه حذار
وحباه ظلا صافيا في جنة 000 فيحاء تجري تحتها الأنهار

الناصر
08-03-2009, 12:03 AM
قال الشيخ الإمام زين الدين أبو حفص عمر بن المظفر بن عمر ابن محمد بن أبي الفوارس بن علي بن الوردي الشافعي رضي الله عنه يرثي شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رضي الله عنه
عتا في عرضه قوم سلاط 000 لهم من نثر جوهره التقاط
تقي الدين أحمد خير حبر 000 خروق المعضلات به تخاط
توفى وهو مسجون فريد 000 وليس له إلى الدنيا إنبساط
ولو حضروه حين قضى لألفوا 000 ملائكة النعيم به أحاطوا
قضى نحبا وليس له قرين 000 ولا لنظيره لف القماط
فتى في علمه أضحى فريدا 000 وحل المشكلات به يناط
وكان إلى التقى يدعو البرايا 000 وينهى فرقة فسقوا ولاطوا
وكان يخاف إبليس سطاه 000 بوعظ للقلوب هو السياط
فيا لله ما قد ضم لحد 000 ويا لله ما غطى البلاط
همو حسدوه لما لم ينالوا 000 مناقبه فقد فسقوا وشاطوا
وكانوا عن طرائقه كسالى 000 ولكن في أذاه لهم نشاط
وحبس الدر في الأصداف فخر 000 وعند الشيخ بالسجن اغتباط
بآل الهاشمي له اقتداء 000 فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا
بنو تيمية كانوا فبانوا 000 نجوم العلم أدركها انهباط
ولكن يا ندامة حابسيه 000 فشك الشرك كان به يماط
ويا فرح اليهود بما فعلتم 000 فان الضد يعجبه الخباط
ألم يك فيكمو رجل رشيد 000 يرى سجن الإمام فيستشاط
إمام لا ولاية كان يرجو 000 ولا وقف عليه ولا رباط
ولا جاراكمو في كسب مال 000 ولم يعهد له بكم إختلاط
ففيم سجنتموه وغضتموه 000 أما لجزا أذيته اشتراط
وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي 000 ففيه لقدر مثلكم انحطاط
أما والله لولا كتم سري 000 وخوف الشر لانحل الرباط
وكنت أقول ما عندي ولكن 000 بأهل العلم ما حسن اشتطاط
فما أحد إلى الإنصاف يدعو 000 وكل في هواه له انخراط
سيظهر قصدكم يا حابسيه 000 ونيتكم إذا نصب الصراط
فها هو مات عنكم واسترحتم 000 فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا
وحلوا واعقدوا من غير رد 000 عليكم وانطوى ذاك البساط
مأخوذة من العقود الدرية

الناصر
10-18-2009, 03:19 PM
مرثية في شيخ الإسلام العالم الرباني أحمد بن تيمية الحراني للشيخ شمس الدين الحنبلي من أهل الصالحية ومولده قريبا من سنة إحدى وسبعمائة بسفح قاسيون:
خطب جسيم هائل جلل *** قد عزمته العزا وابيضت المقل
والوقت قبض فلا صبر ولا جلد *** أنى وصرف الليالي سابق عجل
والأمر يعظم والأفكار حائرة *** وقد أحاطت بنا الأهوال والوجل
كأنما الشمس في جو السما كسفت *** وضوؤها بائن عنها ومنفصل
والجو في مأتم كالليل منظره *** كأن جنح الدجى في الليل منسبل
فدمعتي بدمي يا سعد قد مزجت *** كأنما في فؤادي النار تشتعل
أمسى وأصبح والأحزان تكمدني *** وحسرتي بدوام الدهر تتصل
قد زادني أسفي واشتد بي جزعي *** أيقنت أن حياتي حثها الأجل
وارحمتا لقلوب قطرت أسفا *** لقد عراها مصاب حادث جلل
وساءها فقد من كان الأنيس لها *** وخاب عند رجاها القصد والأمل
يا باكيا بطول الليل منتحبا *** لا يعتريه على طول البكا ملل
زد في البكاء بدمع هاطل همل *** عسى بدمعك حر الوجه ينغسل
واعلم بأن السما والأرض باكية *** على ابن تيمية والسهل والجبل
هذا الإمام التقي السيد الألمعي الب *** ارع اللوذعي الجامع الوجل
حبر إمام تقي زاهد ورع *** ليث همام حصور أوحد بطل
العلم والحلم والآداب شيمته *** واللطف والجود والإحسان مكتمل
ماذا يقول فصيح في مناقبه *** والزهد منهجه والعلم والعمل
لقد حبى الله أيام الزمان به *** علومه أبحر والخلق تنتهل
قد كان كالشمس للدنيا إذا طلعت *** واليوم لا عوض عنه ولا بدل
نال الهداية في مبدا هدايته *** وفي نهايته الإرشاد
قد كان معتصما بالله منتصرا *** وواثقا مكتفي بالله متكل
لله در أبي العباس من رجل *** ما إن يرى في البرايا مثله رجل
تالله لا عاذل بالعذل يعذلني *** عنه وحاشاى أن يلهيني العذل
يا سيد العصر كم خلفت من كبد *** حرى عليك وعين دمعها هطل
ليبكين عليك العلم من أسف *** ليبكين عليك الفقه والجدل
ليبكينك أقوام إذا وفدوا *** من البلاد بعلم أمره شكل
لتبكينك دار كنت تسكنها *** وتشتكي فقدك الأسحار والأصل
فازوا بعلمك أقوام وقد سعدوا *** إذعن جناب حماك الرحب ما عدلوا
وشاع ذكرك في الدنيا بأجمعها *** فأنت في الناس مضروب بك المثل
دانت لعلمك أهل الأرض قاطبة *** فأنت مفتي الورى في كل ما جهلوا
شبهت علمك بالبحرالمحيط كما ال *** بحر المحيط بكل الأرض مشتمل
وإن تكن في مجال الدرس كنت به *** ليثا تصول ومن ألفاظك الأسل
تروي الخلاف وتأتي بالأصول وعن *** أهل الحديث بما قالوا وما نقلوا
وذكر علمك في الآفاق منتشر *** على ممر الليالي ليس ينفصل
كم قد أتتك فتاوى لا عداد لها *** أجبت أربابها عن كل ما سألوا
وكم أجبت النصارى عن مسائلهم *** بمخرقات علوم عنك تنتقل
وكم قمعت فدتك النفس من بدع *** وكنت فيها بأمر الله تستطل
وكم تواضعت عن علم ومعرفة *** تقى وقدرك بالجوزاءمنتعل
لقد رويت من الآثار أوضحها *** كما روتها الثقات السادة الأول
من ذا يضاهيك فيما قد خصصت به ***وبحر علمك منه العارض الهطل
قد كنت أعجوبة في الدهر مدهشة *** وكان درسك فيه العقل ينذهل
وكان يومك يوما آمنا عجبا *** والناس للنعش بالهامات قد حملوا
والخلق لا يهتدوا من عظم ما ازدحموا *** فكم دموع تراها وهي تنهمل
يا رحمة نزلت في الأرض وانتشرت *** على جميع الذي في تربه نزلوا
سقت ثراك الغوادي صيب وابلها *** كما ضريحك من تحت الثرى خضل
كما حبيت بدار الخلد منزلة *** حللتها وعليك الحلى والحلل
وتاجك النور والنعلان من ذهب *** وهكذا عن فتى شيبان قد نقلوا
قل للذي سره موت الإمام لقد *** يكفيك جهلك يا من غره الأمل
أما علمت بأن الموت ما سلمت *** منه ملوك بني الدنيا ولا الرسل
أين الملوك وأبناء الملوك لقد *** صالت عليهم صروف الدهر فارتحلوا
وعن قليل ترى الدنيا وقد رحلت *** فليس يغني ولايات ولا دول
وليس يغني الفتى يوم اللقا ندم *** إذ أثقلت ظهره الأوزار والزلل
وإنما المتقى ترجى النجاة له *** لأنه خائف من ربه وجل
ولم يزل في قيام الدين مجتهدا *** وإن خلا في الدياجي فهو مبتهل
قل للأولى كتبوا علياه واجتهدوا *** إن الذي علموا بعض الذي جهلوا
والله لست بمحص مدحه أبدا *** ولو أتيت بما ضاقت به السبل
وعليه مني سلام الله ما صدحت *** ورق على فنن في نوحها زجل
تمت وهي سبعة وخمسون بيتا 0
من كتاب :( العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)

الوازعي
12-10-2009, 11:17 AM
بذكرك يا مولى الورى نتنعموا ** وقد خاب قوم عن سبيلك قد عموا

شهدنا يقيناً ان علمك واسعاً ** فانت ترى مافي القلوب وتعلموا

إلهي تحملنا ذنوباً عظيمة ** أسأنا و قصرنا و جودك اعظموا

سترنا معاصينا عن الخلق غفلة ** وأنت ترانا ثم تعفوا و ترحموا

الوازعي
12-10-2009, 11:24 AM
اياصاح هذا الركب قد سار مسرعاً ** ونحن قعودٌ ما الذي أنت صانعه

أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم ** صريع الاماني والغرام ينازعه

على نفسه فليبكي من كان باكياً ** ايذهب وقتاً وهو باللهو ضائعاً

الوازعي
12-10-2009, 11:27 AM
مررت على المقابر ذات يومٍ ** بسفح الحصن كي أبكي الجدودا

فسالت أدمع العينينِ حزنا ** وتحنانا فبللت الخدودا

سلاما معشر الأموات أنا ** لقينا بعدكم عيشاً نكيدا

وكيف يطيب للمكلوم عيشٌ ** وأحبابٌ له سكنوا اللحودا

12d8c7a34f47c2e9d3==