المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جديد ومهم جدا://:[طالب العلم والدعوة إلى التوحيد]:للشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى


كيف حالك ؟

محمد الصميلي
11-17-2005, 01:17 PM
طالب العلم و الاعتناء بالتوحيد والدعوة إليه
لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله تعالى-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعظيما لمجده، وأشهد أن محمدًا رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا-.
أما بعد:

فإن أعظم المسائل والأبواب التي تستحق العناية العظيمة من طالب العلم أبواب ومسائل التوحيد الذي هو حق الله -جل وعلا- على العبيد، وقد ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه سأل معاذًا –رضي الله عنه- (( أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من مات لا يشرك بالله شيئا ))
وهذا يبين لك عظم شأن التوحيد، وأنه هو الحق الأعظم، وهو أولى وأوجب ما توجه إليه الهمم من عناية بالدرس والحفظ والتأمل والدعوة والأمر والنهي، ولا شك أن الكتب إنما أنزلت من الله -جل وعلا- لبيان هذا الفصل العظيم، والأنبياء اتفقوا على الدين، واختلفوا في الشرائع كما قال -جل وعلا-: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } التوحيد واحد عند جميع الأنبياء؛ لأنه حق الله -جل وعلا- وأما الشرائع فمختلفة في قوله: { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً }.
وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال: ((الأنبياء إخوة لعلات، الدين واحد، والشرائع شتى))
فإذًا كل الأنبياء والمرسلين دعوا إلى هذا الأصل العظيم وهو توحيد الله -جل وعلا- وألا يعبد إلا الله وحده، وأن يكفر بالطاغوت، وألا يشرك بالله -جل وعلا- شيء، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي صالح ولا حجر ولا شجر، ولا يتعلق القلب تعلق العبادة إلا بالله -جل وعلا- وحده دون ما سواه؛ ولهذا كان ورثة الأنبياء على الحقيقة، هم الذين ورثوا الدعوة إلى التوحيد؛ لأن أعظم ما ورث الأنبياء الأصل الجامع الذي هو توحيد الله -جل وعلا- وغيره بعده في المرتبة، فالذي يرث ميراث الأنبياء هو الذي يعلم التوحيد ويدعوا إليه؛ ولهذا كان من الواجب على كل طالب علم أن يجعل اهتمامه بتوحيد الله -جل وعلا- فوق كل اهتمام، تعلما وحفظا وتعليما ودعوة وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.
بل إن الله -جل وعلا- جعل عباده وأولياءه هم الذين يأمرون بالتوحيد وينهون عن الشرك، فقال -سبحانه- مثنيا على من استجاب له من عباده: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }
قال العلماء: "أمروا بالمعروف": أمروا بالتوحيد وبلوازمه، "ونهوا عن المنكر": نهوا عن الشرك وطرائقه، ولا شك أن الطاعات جميعا من لوازم التوحيد ومن آثاره، وأن المعاصي والذنوب بأنواعها من آثار التشريك بأي نوع من أنواعه.
والدعوة إلى التوحيد لما كانت من أهم المهمات، بل هي أهم المهمات في كل زمان وفي كل مكان، فينبغي أن يعلم أن التوحيد يترك ويجهل وينسى إذا لم يدع إليه، ويترك الناس الدعوة إليه إذا لم يعلموا منزلته إذا لم يعلموا حقه، إذا لم يعلموا فضله، إذا لم يعلم محبة الله -جل وعلا- له ولأهله؛ ولهذا قال طائفة من العلماء منهم ابن القيم -رحمه الله-: "ما من آية في القرآن إلا وهي في التوحيد". وهذا صحيح.
لهذا ينبغي التواصي بهذا دائما، والتوحيد لا يترك حتى يتركه العباد تعلما، ثم يتركونه تعليما، ثم يفشوا المنكر والشرك وأنواع ذلك، وهم لا ينتبهون، وقد رأينا في زماننا هذا طائفة ممن حصل طرفا من العلم، وتجد عندهم مباحث كثيرة، وربما حسن كلام عرض، لكنهم نسوا مسائل التوحيد لعدم مراجعتها، يعلمون الأمر المجمل، منه وجوب التوحيد ومعناه، ويعلمون النهي عن الشرك والشرك الأكبر إلى آخره.
لكن إذا تأملت كتاب التوحيد الذي فيه أكثر أنواع التوحيد ومفرداته، وأكثر أنواع الشرك ومفرداته، إذا تأملت ذلك وجدت أن ثمة أبوابا كثيرة مما غشيه الناس في هذا الزمان وفي غيره ووقع فيه، فهذا ينسب الأفعال إلى البشر دون نظر إلى فعل الله -جل وعلا- وهذا ينكر الأسباب، وهذا يفعل كذا إلى آخره. من الأقوال والأعمال التي تنتشر وتسمعها تارة من الخاصة فضلا عن الجهلة والعامة.
الدعوة إلى التوحيد لها طريقان:
الطريق الأول: طريق المجمل. والثاني: المفصل.
وإن شاء الله تعالى نذكر لك هذين الطريقين مع أمثلة لها وإشارات تنبهك عن المقصود من ذلك في دروسنا القادمة -إن شاء الله جل جلاله-.
أسأل الله -تعالى- أن يجعلني وإياكم من ورثة علم محمد -عليه الصلاة والسلام- أن يجعلنا من حملة المجاهدين في سبيله، الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر المتبعين طريقة السلف الصالح، كل ذلك، إنه سبحانه جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

وقال الشيخ كذلك- حفظه الله تعالى -: الحمد لله حق الحمد، وأوفاه، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده، ورسوله، ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:

فأسأل الله -جل وعلا- لي ولكم القبول في كل اعتقاد صالح، وعمل خالص، وقول نافع، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك، توكلنا عليك في صلاح ديننا ودنيانا، اللهم توكلنا عليك في صلاح ديننا، ودنيانا، وأنت نعم المولى، ونعم النصير.
ذكرنا لكم بالأمس أن أعظم ما يجب على طالب العلم، أن يهتم به: التوحيد الذي هو دين الله -جل وعلا- الذي اجتمعت عليه الأنبياء، والمرسلون، والذي ورثته العلماء عن النبي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
والدعوة إلى التوحيد من أعظم القربات؛ لأنها دعوة إلى حق الله -جل وعلا- ولأنها دعوة فيها متابعة لما إليه دعا النبي -محمد عليه الصلاة والسلام- ولأنها دعوة فيها مضاعفة الأجر، والعمل؛ لأنها من أعظم، بل هي أعظم الأعمال الصالحة.
والدعوة إلى التوحيد لها طريقان:
الطريق الأول: تبليغ التوحيد، وتبيين الآيات، والأحاديث فيه، وشرح ذلك، والتوحيد كما هو معلوم ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
والطريق الثاني: تبيين ضد التوحيد الذي هو الشرك بالله -جل وعلا- الذي هو أقبح الاعتقاد، والعمل فلا ثم اعتقاد، ولا عمل أقبح من الشرك بالله -جل جلاله- الطريق الثاني: أن يبين معنى الشرك، وأنواع الشرك بالله -جل وعلا- والخوف من الشرك بأنواعه، وكيف يحذر من ذلك، والتحذير من وسائل هذا الشرك، وتبيين ما يتصل بذلك، وكل من هذين أعني: الطريق الأولى، والطريق الثانية بيان التوحيد، وبيان الشرك له وسيلتان، أو منهجان في الدعوة إلى الله -جل وعلا- الأولى: في كل منهما البيان المجمل، والتبليغ المجمل، والبيان المجمل يعنى به ألا تذكر تفاصيل الكلام تحت أصول مسائل التوحيد، فلا يفصل الكلام لا على توحيد الربوبية، ولا على توحيد الألوهية، ولا على توحيد الأسماء، والصفات، وذلك إذا اقتضى المقام الاختصار، وعدم التطويل في أن يبين مجمل ما جاء في فضل التوحيد، وأنه دعوة الأنبياء والمرسلين، وأنه حق الله -جل وعلا- وما يكفر من الذنوب، ونحو ذلك، وتقديم التوحيد على غيره، والاستدلال بالأدلة في ذلك، ويذكر معنا توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات بشيء من الإجمال، وهذا القدر يحسن إذا اتبعه، وكان معه شيء من ذكر آثار أنواع التوحيد يعني: آثار توحيد الربوبية في إيمان العبد، وفي إيمان الناس، وكذلك أثر توحيد الألوهية في إيمان العبد، وفي إيمان الناس، وأثر ذلك في الأرض، وكذلك توحيد الأسماء، والصفات أثر التوحيد على إيمان العبد، وإيمان الناس، وذكر أمثلة للآثار، وكذلك في الشرك طريق مجملة على هذا النحو، بأن يذكر خطر الشرك، ومناقضة الشرك لشهادة: لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وذكر الخوف من الشرك، وأنه أعظم ما يخاف منه، ومصير المشركين في الدنيا وفي الآخرة، ونحو ذلك مما ينفر من الشرك، ويخيف منه، ثم يذكر معنى الشرك، وأنواع الشرك، تعريف الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، الشرك الخفي، بيان ما يتصل بذلك من آثار في الدنيا وفي الآخرة.
فهذان طريقان مجملان، قد يحتاج إلى الإجمال طالب العلم في بعض المواضع، فالداعية إلى الله -جل وعلا- قد يجمل، وقد يطنب، وقد يفصل، والقرآن فيه آيات فيها الإجمال، وثم آيات فيها التفصيل، والحجاج مع المشركين، وبيان ما في التوحيد من مقالة المشركين، والرد على ذلك، وبيان ما في الشرك من مقالة المشركين، والرد على ذلك، ونحو هذه المسائل.
بهذا، فإن الداعية إلى الله -جل وعلا- إذا دعا مجملا، فإنه يتبع طريقة القرآن في الإجمال، لكن لا يتميز أهل التوحيد إلا بأنهم لا يدعون مجملا دائما، بل إذا اقتضاه المقام، ولكنهم يدعون مجملا، ومفصلا، فيذكرون الإجمال في موضعه، ويذكرون التفاصيل في موضعها، ويذكرون معنى التوحيد، وأنواع التوحيد، وصور توحيد الربوبية، وصور توحيد الألوهية، وضد ذلك، ويبينون معتقد أهل السنة، والجماعة في الأسماء والصفات، والرد على المخالفين إلى غير ذلك من المسائل.
فإذا الدعاة إلى الله -جل وعلا- على منهج السلف الصالح أعظم ما يتقربون به إلى الله -جل وعلا- به أن يبينوا ما أنزل الله -جل وعلا- على نبيه -عليه الصلاة والسلام- ولا يتركوا من ذلك شيئا، وأعظم ذلك الحقيق بأن يؤكد عليه لأجل ألا يرفع من الناس، وألا ينساه الناس، فيقع في مخالفته، ألا وهو البيان التفصيلي: للتوحيد، والبيان التفصيلي للشرك، وأنواعه، وما يتعلق بذلك، مع العناية بالاستدلال من الكتاب والسنة وإجماع الأمة في المسائل التي يعرض لها طالب العلم، ولا شك أن هذا إذا سلكه الداعي إلى الله -جل وعلا- فإنه سيجد فيه انشراحا، ونورا، وسيجد سرورا، وحبورا؛ لأنه سينفتح له من أنواع معرفة الله -جل وعلا- ومعرفة أسمائه وصفاته، والعلم بأنواع توحيده، والخوف من ضد ذلك ما لا ينفتح لغيره؛ لأن المجاهد يهديه الله -جل وعلا- سبله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }وللعلم زكاة لا بد من بذلها، وللعلم جهاد، فمن أنواع الجهاد أن يجاهد بالعلم.
فإذا لم يمكن الجهاد بالسنان، فإن المجاهد بالعلم مجاهد، المجاهد ببيان القرآن، والسنة، وحق الله -جل وعلا- لا شك أنه داخل في نوع من أفضل أنواع الجهاد، وذلك لقول الله -جل وعلا-: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }يعني: جاهدهم بالقرآن جهادا كبيرا، وكذلك المنافقون، فإنهم يجاهدون بالعلم النافع كما قال -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } ومعلوم أن المنافق في دار الإسلام مؤمن، كما أمّن النبي -عليه الصلاة والسلام- دماء وأموال المنافقين، فلم يستبحهم، ولما قيل له في قتل بعضهم قال: (( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه )) ومع ذلك يجاهدون بالعلم، والدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
فلا شك أن نشر العلم، والحق، والهدى، والدعوة إلى ذلك بالبيان أنه نوع من الجهاد، وهو من علامات الطائفة المنصورة التي نصرها الله -جل وعلا- في أول هذه الأمة، وفي آخرها.
فلا تزال منصورة كما ثبت في الصحيح أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك )) .
فظهور الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، ظهورهم في كل زمان، وفي كل وقت، وفي كل بلد، ظهورهم بالحجة والبيان، ظهورهم بالقرآن؛ لأن القرآن يعلو، ولا يعلى عليه، فمن كانت معه حجة القرآن، فهو الظاهر، وهو الغالب؛ لأن حجة القرآن هي الحجة الماضية؛ ولأن برهان القرآن والسنة، هو البرهان الماضي الذي هو الحق، ويوافق ما خلق الله -جل وعلا- في سماواته وفي أرضه من الحق، فهو الحق الذي يوافق كل حق، وبهذا، فإن الطائفة هذة لا تزال تجاهد ظاهرة على الحق.
يعني قائلة بالحق، ومعها الحق تبين ذلك، وقد يكون في بعض الأزمنة أن تظهر بالنوع الثاني من الظهور، وهو ظهور السنان، وظهور السلاح، وظهور الجهاد البدني، فهذا قد لا يكون دائما، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه لما كانوا في مكه كانوا ظاهرين على غيرهم، والله -جل وعلا- جعل لهم العزة، وإن كان المشركون لهم الغلبة؛ لأن هؤلاء أعني: النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن معه كانوا على الحق، وكانوا ظاهرين بما معهم من الحجة والبيان.
ثم جاهدوا لما أذن الله -جل وعلا- لهم وكانت عندهم القدرة على ذلك، والمصلحة في ذلك راجحة جاهدوا، وأذن الله -جل وعلا- لهم فاجتمع لهم نوع الظهور ظهور السنان، وظهور البيان، واللسان، والأمة لا تزال ظاهرة باللسان، والبيان لا تزال طائفة منها ظاهرة باللسان، والبيان معها حجة الله، ومعها قول الله -جل وعلا- وقول المبلغ عن الله دينه رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
لهذا، فإن معرفة هذه المسائل يشرح الصدر، ويجعل المرء يبذل لدين الله، ويبلغ، ويعلم، ويدعو، وهو يشعر أنه بحجته، وإن كان وحده، فهو ظاهر على الحق، وظاهر بالحق، وأنه ليس وحيدا، ولو كان واحدا؛ لهذا قال تعالى في وصف إبراهيم الخليل -عليه السلام- {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.
قال إمام الدعوة، الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في بيان تفسير هذه الآية قال: إن إبراهيم كان أمة؛ لئلا يستوحش سالك الطريق، يعني: طريق التوحيد من قلة السالكين، قانتا لله لا للملوك، ولا للتجار المترفين، حنيفا مائلا عن طريق الشرك، ولم يك من المشركين خلافا لمن كثر سوادهم، وزعم أنه من المسلمين، وبهذا يعلم العبد أنه، وإن كان في نوع من الزمان، أو في بعض الأرض، وإن كان واحدا، فإنه إذا كان على نهج الأنبياء، والمرسلين، فإنه هو الحق، وهو الجماعة، وهو الذي سلك الصراط المرضي؛ لأن الذي قبله على ذلك كثير، وإبراهيم -عليه السلام- كان أمة، ومحمد -عليه الصلاة والسلام- كان أمة لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين؛ نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلني وإياكم من المجاهدين في سبيله، الداعين إليه على بصيرة، وأن يجنبنا الضلال والردى، ونعوذ به -جل جلاله- أن نزل، أو نزل، أو نضل، أو نضل، أو نجهل، أو يجهل علينا، أو نظلم، أو نظلم اللهم، فأعذنا إنك سميع قريب.
[من شرحه المفرغ على كتاب الطهارة من بلوغ المرام]

محمد الصميلي
04-08-2007, 05:21 PM
قال إمام الدعوة، الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في بيان تفسير هذه الآية قال: إن إبراهيم كان أمة؛ لئلا يستوحش سالك الطريق، يعني: طريق التوحيد من قلة السالكين، قانتا لله لا للملوك، ولا للتجار المترفين، حنيفا مائلا عن طريق الشرك، ولم يك من المشركين خلافا لمن كثر سوادهم، وزعم أنه من المسلمين، وبهذا يعلم العبد أنه، وإن كان في نوع من الزمان، أو في بعض الأرض، وإن كان واحدا، فإنه إذا كان على نهج الأنبياء، والمرسلين، فإنه هو الحق، وهو الجماعة، وهو الذي سلك الصراط المرضي؛ لأن الذي قبله على ذلك كثير، وإبراهيم -عليه السلام- كان أمة، ومحمد -عليه الصلاة والسلام- كان أمة لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين؛

الاثري83
04-08-2007, 05:34 PM
جزاك الله خيرا اخي محمد وبارك فيك.

محمد الصميلي
04-09-2007, 05:54 PM
والدعوة إلى التوحيد لها طريقان: الطريق الأول: تبليغ التوحيد، وتبيين الآيات، والأحاديث فيه، وشرح ذلك، والتوحيد كما هو معلوم ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
والطريق الثاني: تبيين ضد التوحيد الذي هو الشرك بالله -جل وعلا- الذي هو أقبح الاعتقاد، والعمل فلا ثم اعتقاد، ولا عمل أقبح من الشرك بالله -جل جلاله- الطريق الثاني: أن يبين معنى الشرك، وأنواع الشرك بالله -جل وعلا- والخوف من الشرك بأنواعه، وكيف يحذر من ذلك، والتحذير من وسائل هذا الشرك، وتبيين ما يتصل بذلك،

محمد الصميلي
04-09-2007, 05:56 PM
جزاك الله خيرا اخي محمد وبارك فيك.
وإياكم أخي الأثري وجعلنا الله ممن يسمع القول فيتبع أحسنه آمين.

12d8c7a34f47c2e9d3==