المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة


كيف حالك ؟

الناصر
11-15-2005, 11:52 AM
المسألة الأولى :
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص37:( ومن تلك الأصنام قبر ابن علوان والشاذلي والهادي وأبي طير والبدوي وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد رأيت وأنا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت الحج منكرات عظيمة ذاك يتمسح بالقبر وآخر بالمنبر وآخر يطوف بالقبر وكما قال الشيخ قاسم بن محمد الفتيح حفظه الله :
ولا أحد في القوم ينكر فعلهم 000 ولا مسلم لله يرضى ويغضب
فوا أسفا ضلوا سبيل محمد 000 وفي سبل الشيطان شبوا وشيبوا)
انتهى كلام البرعي :
التعليق :
هكذا قال عبد العزيز البرعي : والكلام ظاهر في أن البرعي عد قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأصنام عياذا بالله من هذا المنكر الشنيع 0 كما أن الفتيح يتكلم عن الدرسي والبرعي رمى بها أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي وقت الحج كما يقول 0
وأقول للبرعي سبحان الله لم تجد في المدينة في ذلك الحين ولا مسلم لله يرضى ويغضب بل وجدت أنهم ضلوا سبيل محمد وأنهم في سبل الشيطان شبوا وشيبوا 0
ومع أن كلام البرعي لايحتاج إلى كثير بيان فهو واضح في النكران ولكن للأسف ان تجد من أصحاب البرعي من يقول هذا صحيح 0 فنعوذ بالله من الخذلان 0
وينسف هذيان البرعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد) 0
وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله 0 كما في تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد0
*** قال ابن القيم رحمه الله في نونيته :
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي 000 قد ضمه وثنا من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعائه 000 وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجائه بدعائه 000 في عزة وحمايه وصيان
*** وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ج 27 ص 327،328،329: (
ولهذا لما أدخلت الحجرة فى مسجده المفضل فى خلافة الوليد بن عبدالملك كما تقدم بنوا عليها حائطا وسنموه وحرفوه لئلا يصلى أحد إلى قبره الكريم وفى موطأ مالك عنه أنه قال ( اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد إشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ( وقد إستجاب الله دعوته فلم يتخذ ولله الحمد وثنا كما إتخذ قبر غيره بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة وقبل ذلك ما كانوا يمكنون احدا من أن يدخل إليه ليدعو عنده ولا غير ذلك مما يفعل عند قبر غيره لكن من الجهال من يصلى إلى حجرته أو يرفع صوته أو يتكلم بكلام منهى عنه وهذا إنما يفعل خارجا عن حجرته لا عند قبره وإلا فهو ولله الحمد استجاب الله دعوته فلم يمكن أحد قط أن يدخل إلى قبره فيصلى عنده أو يدعو أو يشرك به كما فعل بغيره اتخذ قبره وثنا فإنه فى حياة عائشة رضى الله عنها ما كان أحد يدخل إلا لأجلها ولم تكن تمكن أحدا أن يفعل عند قبره شيئا مما نهى عنه وبعدها كانت مغلقة إلى أن أدخلت فى المسجد فسد بابها وبنى عليها حائط آخر كل ذلك صيانه له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا وإلا فمعلوم أن أهل المدينة كلهم مسلمون ولا يأتى إلى هناك إلا مسلم وكلهم معظمون للرسول وقبور آحاد أمته في البلاد معظمة فما فعلوا ذلك ليستهان بالقبر المكرم بل فعلوه لئلا يتخذ وثنا يعبد ولا يتخذ بيته عيدا ولئلا يفعل به كما فعل أهل الكتاب بقبور أنبيائهم والقبر المكرم فى الحجرة إنما عليه بطحاء وهو الرمل الغليظ ليس عليه حجارة ولا خشب ولا هو مطين كما فعل بقبور غيره وهو صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن ذلك سدا للذريعة كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لئلا يفضى ذلك إلى الشرك ودعا الله عز وجل أن لا يتخذ قبره وثنا يعبد فإستجاب الله دعاءه فلم يكن مثل الذين إتخذت قبورهم مساجد فإن احدا لا يدخل عند قبره ألبته فإن من كان قبله من الأنبياء إذا إبتدع أممهم بدعة بعث الله نبيا ينهى عنها وهو خاتم الأنبياء لا نبى بعده فعصم الله امته أن تجتمع على ضلالة وعصم قبره المكرم أن يتخذ وثنا فإن ذلك والعياذ بالله لو فعل لم يكن بعده نبي ينهى عن ذلك وكان الذين يفعلون ذلك قد غلبوا الأمة وهو قد اخبر انه لا تزال طائفة من أمته ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة فلم يكن لأهل البدع سبيل أن يفعلوا بقبره المكرم كما فعل بقبور غيره )0

الناصر
11-15-2005, 02:59 PM
المسألة الثانية :
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة وهو يشرح دعوة أهل السنة وجهودهم ص 135:( كيف شرحوا القرآن شروحا موسعة ومحتصرة ، شروحا لا تحصى حتى قال الزمخشري متباهيا بتفسيره ومشيرا إلى كثرة التفاسير :
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد 000 وليس فيها لعمري مثل كشافي
التعليق:
ذكر البرعي للزمخشري وتفسيره الكشاف وهو يشرح دعوة أهل السنة وجهودهم خطأ فاحش 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج13 ص 357،358،359:( كالمعتزلة مثلا فإنهم من أعظم الناس كلاما وجدالا وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي ومثل كتاب أبى على الجبائي والتفسير الكبير للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني ولعلي بن عيسى الرماني والكشاف لأبى القاسم الزمخشري فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة وأصول المعتزلة ( خمسة ( يسمونها هم التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر و ( توحيدهم ( هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفى الصفات وغير ذلك قالوا إن الله لا يرى وان القرآن مخلوق وأنه ليس فوق العالم وأنه لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة ولا صفة من الصفات وأما ( عدلهم ( فمن مضمونه أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ولا هو قادر عليها كلها بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله لا خيرها ولا شرها ولم يرد الا ما أمر به شرعا وما سوى ذلك فانه يكون بغير مشيئته وقد وافقهم على ذلك متأخري الشيعة كالمفيد وأبى جعفر الطوسي وامثالهما ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة لكن يضم إلى ذلك قول الامامية الاثنى عشرية فان المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك ولا من ينكر خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ومن أصول المعتزلة مع الخوارج ( انفاذ الوعيد في الآخرة ( وأن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة ولا يخرج منهم أحدا من النار ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية وأتباعهم فأحسنوا تارة وأساءوا أخرى حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط في غير هذا الموضع والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين تارة من العلم بفساد قولهم وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن إما دليلا على قولهم أو جوابا على المعارض لهم ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا ويدس البدع فى كلامه وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف ونحوه حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك) 0

الناصر
11-17-2005, 05:29 PM
ذكر عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص23: هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلموهو:] قال الإمام مسلم رحمه الله حَدَّثنِي هاَرُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو -وَهُوَ: ابْنُ الْحَارِثِ- عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سَلْ هَذِهِ -لأُمِّ سَلَمَةَ-"، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُ ذَلِكَ.فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ.فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمَا وَالله إِنِّي لأَتْقَاكُمْ لله، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ"[0

فقال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص23 بعد إيراده الحديث
:( وجه الدلالة فيه أن عمر بن أبي سلمة رأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فظن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن بدر منه شيء من تحرك شهوة وغيرها فقد غفر الله له ذنبه ولن يؤاخذه عليه فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا هدي خير من هديه وتبين لنا من خلال ذلك أن فعل عمر فيه غلو ومبالغة فنهي عن ذلك ) 0
التعليق : ففي كلام البرعي أمور
1- قوله: (فيه أن عمر بن أبي سلمة رأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)0 هذا ليس مجرد رأي وإنما هو صريح القرآن كما هو معلوم لجميع المسلمين)0
2- قوله : (فظن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن بدر منه شيء من تحرك شهوة وغيرها فقد غفر الله له ذنبه ولن يؤاخذه) 0
هذا الكلام فيه سوء أدب من البرعي ظاهر 0 وكلام العلماء غير ما يقوله البرعي فالعلماء يقولون أن الصحابي اعتبر هذا مباحا لرسول الله بخلاف الأمة فبين له الرسول أن هذا ليس من خصوصياته0
3- قول البرعي :( وغيرها فقد غفر الله له ذنبه ولن يؤاخذه عليه) 0
سبحان الله من قال للبرعي أن الله سيؤاخذ نبيه !!!
وقريبا من كلام البرعي قول الحجوري وسيأتي : أن سكرات الموت كانت تكفيرا لذنوب رسولالله 0 نعوذ بالله من الخذلان0
4- أين الغلو الذي زعمه البرعي وأين النهي ؟
وقارن بين كلام العلماء وكلام البرعي :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج 22ص 322،323:]وفى صحيح مسلم ( أن رجلا سأل رسول الله أيقبل الصائم فقال له سل هذه لام سلمة فأخبرتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له أما والله إننى لأتقاكم الله وأخشاكم له فلما اجابه بفعله دل ذلك على أنه يباح للأمة ما أبيح له ولهذا كان جمهور علماء الأمة على أن الله إذا أمره بأمر أو نهاه عن شىء كانت أمته أسوة له فى ذلك ما لم يقم دليل على إختصاصه بذلك فمن خصائصه ما كان من خصائص نبوته ورسالته فهذا ليس لأحد أن يقتدى به فيه فإنه لا نبى بعده وهذا مثل كونه يطاع فى كل ما يؤمر به وينهى عنه وإن لم يعلم جهة أمره حتى يقتل كل من أمر بقتله وليس هذا لأحد بعده فولاة الأمور من العلماء والأمراء يطاعون إذا لم يأمروا بخلاف أمره ولهذا جعل الله طاعتهم فى ضمن طاعته قال الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فقال وأطيعوا الرسول وأولى الأمر لأن أولى الأمر يطاعون طاعة تابعة لطاعته فلا يطاعون إستقلالا ولا طاعة مطلقة وأما الرسول فيطاع طاعة مطلقة مستقلة فإنه ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ( فقال تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإذا أمرنا الرسول كان علينا أن نطيعه)0
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم عند شرحه لهذا الحديث :( قوله: (يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَمَا وَالله إِنِّي لأَتْقَاكُمْ لله، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ) سبب قول هذا القائل قد غفر الله لك أنه ظن أن جواز التقبيل للصائم من خصائص رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنه لا حرج عليه فيما يفعل لأنه مغفور له، فأنكر عليه -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذا، وقال: أنا أتقاكم لله تعالى وأشدكم خشية فكيف تظنون بي أو تجوزون علي ارتكاب منهى عنه ونحوه.وقد جاء في هذا الحديث في غير مسلم أن النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غضب حين قال القائل هذا القول، وجاء في (الموطأ): فيه يحل الله لرسوله ما شاء، والله أعلم. (ج/ص: 7/220)

الناصر
11-18-2005, 04:20 PM
المسألة الرابعة : قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص72 :( وإليك مثالا من غلوهم : من المعروف أن حسن البنا رحمه الله تعالى رجل داعية ظاهر عليه الإخلاص لكن من قرأ في كتابه :( المذكرات) عرف أنه ليس عنده من العلوم الشرعية مثل ما عند أحمد شاكر مثلا أو محب الدين الخطيب وغيرهم ممن عاصره بل ولا أقل من ذلك فالواجب أن ينزل الرجل منزلته فهو رجل صاحب نشاط وغيرة على دين الله وصاحب عزيمة قوية يستفاد من خبراته ويكون بجانب العلماء يوجهونه إلى الصواب ولا يقرر شيئا إلا بعد عرضه عليهم فلو فعل ذلك لستفيد منه كثيرا ولست ناسيا أن حسن البنا صوفي ومبايع على الطريقة الحصافية وأنه كان يطوف بالقبر كما في كتاب (حوار هادئ مع إخواني ) ولم يذهب عن ذهني أن حسن البنا هو الذي سن في المسلمين تعدد الجماعات فكان سببا في الفرقة وعنده غير ذلك لكني أقول لو لازم لأولئك العلماء لذهب عنه ذلك كله بإذن الله)0
كذا قال البرعي والذي يتأمل كلامه يجد فيه من التناقض العجيب فتأمل في قوله :( من المعروف أن حسن البنا رحمه الله تعالى رجل داعية ظاهر عليه الإخلاص) وقوله : (ولست ناسيا أن حسن البنا صوفي ومبايع على الطريقة الحصافية وأنه كان يطوف بالقبر كما في كتاب (حوار هادئ مع إخواني ) 0فأين يجتمع ( ظاهر عليه الإخلاص) مع ( وأنه كان يطوف حول القبر)
وكلام البرعي هذا مع ما فيه من الخلط فهو تقرير لبدعة الموازنة الذي قال عنها كما في كتابه قراع الأسنة ص122:( وإنه لواجب على أهل العلم أن يعودوا إلى الجرح والتعديل حتى يعرف من هو الذي يستحق أن يقبل منه ومن هو الذي لا يستحق لكن يلزم على الذي يعمل في الجرح والتعديل أن يلزم العدالة ولا يجرح من خالف ما هو عليه بل إن انتقد شيئا لزمه أن يذكر الدليل على انتقاده وإلا فانتقده باطل ويلزمه أيضا أن يذكر محاسن الرجل إذا أراد أن يذكر المذام)

الناصر
11-18-2005, 04:51 PM
المسألة الخامسة :
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص تحت عنوان المعطلة 50:( ذكر بعض الأمثلة من أسماء وصفات الله التي عطلوها الإستواء : قالوا هو الإستيلاء : مستدلين بقول الشاعر : قد استوى بشر على العراق
فالجواب : أنا لا ننكر فصاحة الشاعر وعربيته ولكن ننكر من استدل به لماذا جمد عليه دون النظر في غيره لأن عندنا قول شاعر آخر يفيد الإستواء هو الإستعلاء فقال :
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة إذ حلق النجم اليماني فاستوى)
مناقشة كلام البرعي : كلام البرعي ظاهر في الإنكار على المعطلة ولكن قوله :( أنا لا ننكر فصاحة الشاعر وعربيته) هذا الكلام من البرعي باطل وهاك البيان :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج 5 ص146،147:( السابع أنه لم يثبت أن لفظ استوى فى اللغة بمعنى استولى اذ الذين قالوا ذلك عمدتهم البيت المشهور
ثم استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق
ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربى وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه وقالوا انه بيت مصنوع لايعرف فى اللغة وقد علم انه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاج الى صحته فكيف ببيت من الشعر لا يعرف اسناده وقد طعن فيه أئمة اللغة وذكر عن الخليل كما ذكره ابو المظفر فى كتابه ( الافصاح ) قال سئل الخليل هل وجدت فى اللغة استوى بمعنى استولى فقال هذا ما لا تعرفه العرب ولا هو جائز فى لغتها وهو امام فى اللغة على ما عرف من حاله فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل 0 الثامن : أنه روى عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا لا يجوز استوى بمعنى استولى الا فى حق من كان عاجزا ثم ظهر والله سبحانه لا يعجزه شىء والعرش لا يغالبه فى حال فامتنع أن يكون بمعنى استولى فاذا تبين هذا فقول الشاعر ثم استوى بشر على العراق لفظ مجازى لا يجوز حمل الكلام عليه الا مع قرينة تدل على ارادته واللفظ المشترك بطريق الاولى ومعلوم أنه ليس فى الخطاب قرينة أنه أراد بالآية الاستيلاء ) وأيضا فأهل اللغة قالوا لا يكون استوى بمعنى استولى الا فيما كان منازعا مغالبا فاذا غلب أحدهما صاحبه قيل استولى والله لم ينازعه أحد فى العرش فلو ثبت استعماله فى هذا المعنى الأخص مع النزاع فى ارادة المعنى الأعم لم يجب حمله عليه بمجرد قول بعض أهل اللغة مع تنازعهم فيه وهؤلاء ادعوا أنه بمعنى استولى فى اللغة مطلقا والاستواء فى القرآن فى غير موضع مثل قوله استويت أنت ومن معك على الفلك واستوت على الجودى لتستووا على ظهوره وفى حديث عدى أن رسول الله ( أتى بدابته فلما وضع رجله فى الغرز قال (بسم الله ( فلما استوى على ظهرها قال ( الحمد لله 0( التاسع : أنه لو ثبت أنه من اللغة العربية لم يجب أن يكون من لغة العرب العرباء ولو كان من لفظ بعض العرب العرباء لم يجب أن يكون من لغة رسول الله ( ( وقوله ولو كان من لغته لكان بالمعنى المعروف فى الكتاب والسنة وهو الذى يراد به ولا يجوز أن يراد معنى آخر)
وقال ابن القيم رحمه الله في نونيته :
يا مسلمين بحق ربكم اسمعوا 000 قولي وعوه وعي ذي عرفان
ثم احكموا من بعد من هذا الذي 000أولى بهذا الشبه بالبرهان
امر اليهود بأن يقولوا حطة 000فأبوا وقالوا حنطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى000 فأبى وزاد الحرف للنقصان
قال استوى استولى وذا من جهله000 لغة وعقلا ما هما سيان
عشرون وجها تبطل التأويل باس000تولى فلا تخرج عن القرآن
قد أفردت بمصنف هو عندنا000 تصنيف حبر عالم رباني
ولقد ذكرنا أربعين طريقة 000قد أبطلت هذا بحسن بيان
هي في الصواعق إن ترد تحقيقها000 لا تختفي إلا على العميان
نون اليهود ولام جهمي هما 000في وحي رب العرش زائدتان

أبو المهاجر
11-19-2005, 07:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله جزاك الله خيرا أخي ناصر علي هذه الفوئد الطية زادك الله فقها في الدين.

الناصر
11-19-2005, 09:44 PM
وأنتم كذلك غفر الله لنا ولكم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه

الناصر
11-21-2005, 05:07 PM
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه : التعليق على شريطي الحزبية ص 31:( ولذلك تجد البدع حتى في العصر القديم منها السياسية كالشيعة والخوارج ومنها العقائدية كالمعتزلة والجهمية والأشعرية والمجسمة وغيرهم ومنها بدع في العبادة كالصوفية )0 !!!
كذا قال البرعي :
فسبحان الله : هل بدعة الشيعة والخوارج والصوفية ليس لها تعلق بالبدع العقائدية !!!
ورحم الله ابن القيم حيث قال :
وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى 000 وأحسن فيما قاله المتكلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة 000 أو كنت تدري فالمصيبة أعظم

************************
المسألة السادسة : قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة ص 69: ( وليعلم أيضا أن المنهج خاضع لشرع الله ، ومتى وجدنا المنهج مخالفا لشرع الله في مسألة ما أو في وقت ما لا يدفعنا فيه حب المنهج واحترام المنهج عن أن نبين الحق وأن نحدد موقفنا من تلك المسألة )!!!
كذا قال البرعي وأقول البرعي أليس الذي شرع المنهج هو الله جل جلاله فكيف يكون فيه خطأ في وقت ما أو مسألة ما !!!

الناصر
11-22-2005, 07:47 PM
قال عبد العزيز بن يحيى البرعي كما في شريط جلسة مأرب الشريط الخامس :( والأقرع بن حابس لا يخفى علينا هلعه وضعف إيمانه)

إبراهيم يوسف
11-22-2005, 11:19 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

وجزاك الله خيرا يا اخي الناصر على هذا الجهد

الناصر
11-23-2005, 11:20 AM
وأنتم كذلك جزاكم الله خيرا وغفر لنا ولكم وأسأل من الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يسدد أعمالنا ويجعلها خالصة ابتغاء وجهه الكريم 0

الناصر
04-12-2006, 06:47 AM
وهناك أخطاء كثيرة جدا غير ما ذكر

الناصر
04-21-2006, 10:19 AM
وكذلك كتاب البرعي :( الرد على شريطي الحزبية للشيخ عبد المجيد الزنداني ) كذا اسم الكتاب فيه أيضا أخطاء كبيرة قد سبق بعضها ومنها قول البرعي إن أهل السنة ليس لهم إمارة في الحضر !!! كذا قال البرعي 0
ومعلوم أن أهل السنة يسمعون ويطيعون لمن ولاه الله أمر المسلمين برا كان أو فاجرا فإذا أمرهم الوالي المسلم بطاعة الله يطيعون في طاعة الله 0 وإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكنهم لا ينزعون يدا من طاعة كما هو معلوم من منهج أهل السنة والجماعة0

الاموي
04-22-2006, 01:38 PM
جزاك الله خيرا أخي الناصر أتعلم أني لما اتصلت بالبرعي في بداية فتنة ربيع المدخلي وجرى بيني وبينه كلام حولها وبعد أن سردت له بعض الأدلة على إجماع أهل السنة على كفر تارك جنس العمل قال لي معاندا:الحق مع الشيخ ربيع ولعلك تتصل به ليبين لك الحق ،ثم قلت له:وماذا عن أقوال العلماء التي هي بيدي الآن أأضرب بها عرض الحائط؟فقال لي ما كنت لا أنتظره منه ،قال:احفظ القرآن والأحاديث واترك هذه الأمور،فلم أجد إلا أن أقول له:حفظ العقيدة أولى حفظ العقيدة أولى حفظ العقيدة أولى حتى أغلق السماعة ....هذا هو التعصب وهذا هو الضلال وهذا هو الهوى أعاذني الله وإياكم منه.

الناصر
08-12-2006, 07:05 PM
للتذكير والرفع

الناصر
10-03-2010, 04:38 PM
ومما يتعلق بالمسألة الثانية أيضا
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في ميزان الإعتدال :( محمود بن عمر الزمخشري المفسر النحوي.
صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال.أجارنا الله.فكن حذرا من كشافه)0

وأعيدها ثانية :

المسألة الثانية :قال عبد العزيز بن يحيى البرعي في كتابه قراع الأسنة وهو يشرح دعوة أهل السنة وجهودهم ص 135:( كيف شرحوا القرآن شروحا موسعة ومحتصرة ، شروحا لا تحصى حتى قال الزمخشري متباهيا بتفسيره ومشيرا إلى كثرة التفاسير :
إن التفاسير في الدنيا بلا عدد 000 وليس فيها لعمري مثل كشافي
التعليق:
ذكر البرعي للزمخشري وتفسيره الكشاف وهو يشرح دعوة أهل السنة وجهودهم خطأ فاحش 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج13 ص 357،358،359:( كالمعتزلة مثلا فإنهم من أعظم الناس كلاما وجدالا وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية الذي كان يناظر الشافعي ومثل كتاب أبى على الجبائي والتفسير الكبير للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني ولعلي بن عيسى الرماني والكشاف لأبى القاسم الزمخشري فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة وأصول المعتزلة ( خمسة ( يسمونها هم التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر و ( توحيدهم ( هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفى الصفات وغير ذلك قالوا إن الله لا يرى وان القرآن مخلوق وأنه ليس فوق العالم وأنه لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة ولا صفة من الصفات وأما ( عدلهم ( فمن مضمونه أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ولا هو قادر عليها كلها بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله لا خيرها ولا شرها ولم يرد الا ما أمر به شرعا وما سوى ذلك فانه يكون بغير مشيئته وقد وافقهم على ذلك متأخري الشيعة كالمفيد وأبى جعفر الطوسي وامثالهما ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة لكن يضم إلى ذلك قول الامامية الاثنى عشرية فان المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك ولا من ينكر خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى ومن أصول المعتزلة مع الخوارج ( انفاذ الوعيد في الآخرة ( وأن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة ولا يخرج منهم أحدا من النار ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية وأتباعهم فأحسنوا تارة وأساءوا أخرى حتى صاروا في طرفي نقيض كما قد بسط في غير هذا الموضع والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأيا ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين تارة من العلم بفساد قولهم وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن إما دليلا على قولهم أو جوابا على المعارض لهم ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا ويدس البدع فى كلامه وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب الكشاف ونحوه حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدي لذلك) 0


0

الناصر
10-08-2010, 01:13 AM
ومما يتعلق بالمسألة الأولى : قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ووفقه وسدده في إعانة المستفيد:(قوله صلى الله عليه وسلم: "لعنة الله على اليهود والنصارى" اللعنة هي: الطرد والإبعاد من رحمة الله.
واليهود: الأمة المغضوب عليها، والنصارى: الأمة الضالة.{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} المغضوب عليهم: اليهود، ومن اقتدى بهم من هذه الأمة، ممن علم ولم يعمل بعلمه، والضالون هم: النصارى الذين يعبدون الله على غير علم، بل بالبدع والمحدثاث والخرافات من النصارى وكل من اقتدى بهم.
"اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يعني: أمكنة للعبادة يصلون عندها، يدعون الله عندها، ظنًّا منهم أن العبادة عند القبور أفضل من العبادة في الأمكنة الأخرى، مع أن العبادة عند القبور لا تجوز، لأنها وسيلة إلى الشرك. قالت عائشة رضي الله عنها: "يحذّر ما صنعوا" أي: أن الذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقول هذه الكلمة في هذه الحالة الحرِجة: أنه يحذّر أمته مما صنع اليهود والنصارى،لئلا يفعلوا بقبر نبيهم ما فعل اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم. فالذي حمله على هذا تحذير هذه الأمة لئلا تعمل هذا العمل، فلا تتخذ القبور مساجد، سواء بُني عليها أو لم يُبن عليها، إذا بُني عليها فالأمر أشد، وإذا لم يُبن عليها، وصلّي عندها، ودعا عندها فكذلك، هذا من اتخاذها مساجد كما يأتي."ولو ذلك" أي: ولولا الخوف من أن يحصل عند قبره صلى الله عليه وسلم مثل ما حصل عند قبور أنبياء بني إسرائيل."أبرز قبره" أي: لدفن في مكان بارز يراه الناس."ولكنه خَشي" بالفتح، أو "خُشي" بالضم."أن يتخذ قبره مسجداً" يعني: مكان صلاة ودعاء، كما فعل اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم.فقطعاً لهذه الذريعة وسدًّا لهذا الباب دُفِنَ - عليه الصلاة والسلام- في بيته في حجرة عائشة، داخل الجدران وتحت السقف، لا يراه أحد."ولا يزال- والحمد لله- في صيانة وأمانة، فلا يزال في بيته صلى الله عليه وسلم محاطاً بالجدران لا يراه أحد، صيانة لقبره أن يُفعل عنده كما فعلت اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم.هذه هي الحكمة في دفنه صلى الله عليه وسلم في بيته، وعدم دفنه في المقبرة مع أصحابه في البقيع.
قال ابن القيم:
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي ... قد ضمه وثناً من الأوثان
فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه ... في عزة وحماية وصيان
فدلّ ذلك على تحريم الغلو في القبور، والبناء عليها، واتخاذ بقاعها أمكنة للصلاة عندها، والدعاء عندها.لأن القبر إذا بُني عليه بنيّة، أو جُعل عليه ستائر وزُخرف، فإن العوام والجهّال يفتتنون به، ويظنون أنه ما عُمل به هذا العمل إلاّ لأن فيه سراً، وأنه محل للعبادة والدعاء وطلب الحاجات -كما هو الواقع-، ولهذا كان هدي الإسلام في القبور أن الميت يُدفن في المقبرة العامة مع أموات المسلمين، ويُدفن في تراب قبره الذي حُفر منه، لا يزاد عليه، ويُرفع عن الأرض قدر شبر من التراب من أجل أن يعرف أنه قبر فلا يُداس، ولا يُبنى عليه شيء، هكذا كان قبر النبي وكانت قبور الصحابة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو هدي الإسلام في القبور، لا يُبنى عليها بنيّة، ولا يُكتب عليها، ولا تزخرف، ولا تجصّص، لأن هذه الأمور إذا فُعلت صارت وسيلة إلى الشرك، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة، فقال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا تدع قبراً مشرفاً [يعني: مرتفعاً] إلاّ سوّيته" يعني: هدمت ما عليه من البناء، حتى يصبح كسائر القبور لا يُلفت النظر، ولا يُفتتن به، فالقبور إذا كانت على الهدي الشرعي لا يُفتتن بها، أما إذا بُني على بعضها، وجصّص، وزُخرف، فإن النّاس سينصرفون إليه ولابد.
المسألة الثانية: في الحديث دليل على تحريم العبادة عند القبر، حتى ولو لم يُبْنَ عليه بنيّة، لا بدعاء، ولا بصلاة، ولا بذبح، ولا بنذر، ولا بغير ذلك، وإنما هدي الإسلام أن القبور تُزار من أجل السلام على الأموات، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة، واتعاظ الزائر بأحوال الموتى، هذا هو هدي الإسلام في القبور، وأن لا تُهان القبور- أيضاً-، ولا تُمتهن، بل يُحافظ عليها، فلا تُهان ولا تُداس.
فهدي الإسلام وسط بين إفراط وتفريط، بين الغلو فيها، وبين التساهل في شأنها وإهانتها، يُحافظ عليها الإسلام، ولكنه لا يغلو فيها، هدي الإسلام هو الوسط في كل شيء- والحمد الله-، لأن من النّاس من يمتهن القبور، ويبني عليها المساكن، أو يجعلها محلاً للقمامات والقاذورات، أو بِدَوْسِ الأقدام عليها، أو مرور الحيوانات عليها، أو يقضون حوائجهم ويبولون عليها، وهذا حرام لا يقرّه الإسلام000 المسألة التاسعة: في الحديث دليل على وجوب الاهتمام بأمر العقيدة، والدعوة إليها قبل كل شيء من أنواع الفساد، نبدأ بإصلاح العقيدة قبل إصلاح الأمور الأخرى، لأن هذا منهج الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
المسألة العاشرة: في الحديث دليل على كمال حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته، ونصيحته لأمته، وأنه بلّغ البلاغ المبين حتى في آخر لحظة من حياته صلى الله عليه وسلم، بل في حالة حرِجة، وهي حالة الاحتضار.
المسألة الحادية عشر: فيه دليل على بيان الحكمة من دفنه صلى الله عليه وسلم في بيته.وعدم دفنه في المقبرة العامة، وأن ذلك لأجل الحفاظ على عقيدة المسلمين من الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم، وأن يُفعل عند قبره كما فُعل عند قبور الأنبياء والصالحين في بني إسرائيل، هذا هو بيان الحكمة.
وهذا فيه بيان الإشكال الذي لا يزال يتردّد عند بعض الناس، ويقولون: إن مسجد الرسول مبني على القبر، فهذا دليل على جواز البناء على القبور بزعمهم.
ونقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد، وإنما دفن في بيته خارج المسجد، والحكمة في ذلك ما ذكرته أم المؤمنين أنه خشي أن يتخذ مسجداً، فالبيت منفرد عن المسجد، وفي معزل عن المسجد، وإنما أدخل البيت في المسجد بعد عهد الخلفاء الراشدين في وقت الوليد بن عبد الملك؛ لما أراد أن يوسع المسجد عمّم التوسعة من جهة المشرق، فأدخل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هذا بمشورة أهل العلم، وإنما هذا عمل الخليفة بدون مشورة أهل العلم، ولكن مع هذا فالبيت لا يزال على شكله وحيازته، والمسجد لا يزال على وضعه والحمد لله، وما يحصل من النّاس الجهّال إنما يكون في مسجد الرسول وليس عند القبر، لأن القبر بعيد عنهم، ومَصُون عنهم، ولا يرونه، ولهذا لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد" استجاب الله دعاءه، فصانه في بيته، ولهذا يقول العلامة ابن القيم:فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجدران
يعني: صار القبر داخل الجدران، فلا يُرى أبداً، وذلك صيانة له عن الغلو - عليه الصلاة والسلام-).

الناصر
10-08-2010, 01:18 AM
وصدق الله إذ يقول :( والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين)0

الناصر
10-08-2010, 01:37 AM
وقال شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي رحمه الله في الصارم المنكي :(ومما يوضح هذا أن الشخص الذي يقصد اتباعه زيارة قبره يجعلون قبره بحيث تمكن زيارته ، فيكون له باب يدخل منه إلى القبر ، ويجعل عند القبر مكان للزائر إذا دخل بحيث يتمكن من القعود فيه ، بل يوسع المكان ليسع الزائرين ، ومن اتخذه مسجداً جعل عنده صورة محراب أو قريباً منه ، وإذا كان الباب مغلقاً جعل له شباك على الطريق ليراه الناس فيه فيدعونه ، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف هذا كله لم يجعل للزائر طريق إليه بوجهه من الوجوه ولا قبر في مكان كبير يتسع للزوار ، ولا جعل للمكان شباك يرى منه القبر ، بل منع الناس من الوصول إليه والمشاهدة له .
ومن أعظم ما من الله به على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أمته واستجاب فيه دعاءه أن دفن في بيته بجانب مسجده ، فلا يقدر أحد أن يصلي إلا إلى المسجد ، والعبادة المشروعة في المسجد معروفة ، بخلاف ما لو كان قبره منفرداً عن المسجد ، والمسافر إليه إنما يسافر إلى المسجد وإذا سمي هذا زيارة لقبره فهو اسم لا مسمى له ، إنما هو إتيان إلى مسجده .
ولهذا لم يطلق السلف هذا اللفظ ، ولا عنده قبره قناديل معلقة ولا ستور مسبلة ، بل إنما يعلق القناديل في المسجد المؤسس على التقوى ولا يقدر أحد أن يخلق نفس قبره بزعفران ، أو غيره ولا ينذر له زيناً ولا شمعاً ولا ستراً ، ولا غير ذلك مما ينذر لقبر غيره ، وإن كان في بعض الأحوال قد ستر بعض الناس الحجرة أو خلفها بعضهم بزعفران ، فهذا إنما هو للحائط الذي يلي المسجد لا نفس باطن الحجرة والقبر كما يفعل بقبر غيره ، وإن فعل شيء من ذلك في ظاهر الحجرة ، فعلم أن الله سبحانه استجاب دعاءه حيث قال : (( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد )) ، وإن كان كثير من الناس يريدون أن يجعلوه وثناً ويعتقدون أن ذلك تعظيم له كما يريدون ذلك ويعتقدونه في قبر غيره ، فهم لا يتمكنون من ذلك ، بل هذا القصد والاعتقاد خيال في نفوسهم لا حقيقة له في الخارج ، بخلاف القبر الذي جعل وثناً وإن كان الميت ولياً لله لا إثم عليه من فعل من أشرك به ، كما لا إثم على المسيح من فعل من أشرك به .
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (المائدة 116-117)
وقال تعالى : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصار } (المائدة 072) قال تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا * فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا } (الفرقان 017-019)
فالمعبود من دون الله سواء كان أولياء كالملائكة والأنبياء والصالحين ، أو كانوا أوثاناً قد تبرؤوا ممن عبدهم ويبنوا أنه ليس لهم أن يوالوا من عبدهم ، ولا أن يواليهم من عبدهم ، فالمسيح وغيره ، وإن كانوا برآه من الشرك بهم ، لكن المقصود بيان ما فضل الله به محمداً وأمته وما أنعم به عليهم من إقامة التوحيد لله والدعوة إلى عبادته وحده وإعلاء كلمته ودينه وإظهار ما بعثه الله بن من الهدي ودين الحق ، وما صانه الله به وصان قبره من أن يتخذ مسجداً ، فإن هذا من أقوى أسباب ضلال أهل الكتاب ، ولهذا لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك تحذيراً لأمته وبين أن هؤلاء شرار الخلق عند الله يوم القيامة ولما كان أصحابه أعلم الناس بدينه وأطوعهم له لم يظهر فيهم من البدع ما ظهر فيمن بعدهم لا في أمور القبور ولا في غيرها ، فلا يعرف من الصحابة من كان يتعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان فيهم من له ذنوب ، لكن هذا الباب مما عصمهم الله فيه من تعمد الكذب على نبيهم ، وكذلك البدع الظاهرة المشهورة مثل بدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئية لم يعرف عن أحد من الصحابة شيء من ذلك .
بل النقول الثابتة عنهم تدل على موافقتهم للكتاب والسنة ، وكذلك اجتماع رجال الغيب بهم أو الخضر ، أو غير وكذلك مجيء الأنبياء إليهم في اليقظة وحمل من يحمل منهم إلى عرفات ، ونحو ذلك مما وقع فيه كثير من العباد وظنوا أنه كرامة من الله وكان من إضلال الشياطين لهم ، ولم تطمع الشياطين أن توقع الصحابة في مثل هذا فإنهم كانوا يعلمون أن هذا كله من الشيطان ورجال الغيب هم الجن ، قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } (الجن 6)وكذلك الشرك بأهل القبور لم يطمع الشيطان أن يوقعهم فيه ، فلم يكن على عهدهم في الإسلام قبر نبي يسافر إليه ، ولا يقصد للدعاء عنده ، أو لطلب بركته ، أو شفاعته ، أو غير ذلك ، بل أفضل الخلق محمد خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وقبره عندهم محجوب لا يقصده أحد منهم لشيء من ذلك ، وكذلك كان التابعون لهم بإحسان ومن بعدهم من أئمة المسلمين ).

الناصر
10-08-2010, 08:20 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ج27 ص268:( السَّابِعُ : أَنَّ السَّفَرَ الْمَشْرُوعَ إلَى مَسْجِدِهِ يَتَضَمَّنُ أَنْ يُفْعَلَ فِي مَسْجِدِهِ مَا كَانَ يُفْعَلُ فِي حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ : مِنْ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ وَالثَّنَاءِ وَالدُّعَاءِ كَمَا يُفْعَلُ ذَلِكَ فِي سَائِرِ الْمَسَاجِدِ وَسَائِرِ الْبِقَاعِ . وَإِنْ كَانَ مَسْجِدُهُ أَفْضَلَ . فَالْمَشْرُوعُ فِيهِ عِبَادَةٌ لِلَّهِ مَأْمُورٌ بِهَا وَأَمَّا الَّذِي يَفْعَلُهُ مَنْ سَافَرَ إلَى قَبْرِ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ نَوْعِ الشِّرْكِ كَدُعَائِهِمْ وَطَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنْهُمْ وَاِتِّخَاذِ قُبُورِهِمْ مَسَاجِدَ وَأَعْيَادًا وَأَوْثَانًا . وَهَذَا مُحَرَّمٌ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ . فَإِنْ قُلْت : فَقَدْ يَفْعَلُ بَعْضُ النَّاسِ عِنْدَ قَبْرِهِ مِثْلَ هَذَا .قُلْت لَك : أَمَّا عِنْدُ الْقَبْرِ فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَجَابَ دَعْوَتَهُ حَيْثُ قَالَ : { اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ . } . وَأَمَّا فِي مَسْجِدِهِ فَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّالِ وَأَمَّا مَنْ يَعْلَمُ شَرْعَ الْإِسْلَامِ فَإِنَّمَا يَفْعَلُ مَا شُرِعَ وَهَؤُلَاءِ يَنْهَوْنَ أُولَئِكَ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ فَلَا يَجْتَمِعُ الزُّوَّارُ عَلَى الضَّلَالِ وَأَمَّا قَبْرُ غَيْرِهِ فَالْمُسَافِرُونَ إلَيْهِ كُلُّهُمْ جُهَّالٌ ضَالُّونَ مُشْرِكُونَ وَيَصِيرُونَ عِنْدَ نَفْسِ الْقَبْرِ ؛ وَلَا أَحَدَ هُنَاكَ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ)0

12d8c7a34f47c2e9d3==