لا يغرنك من انحرف عن الصراط المستقيم

[وضاح اليعمري]

الحمدلله الذي جعل لنا من انواع العبادات طريقا ييسر لنا به في دخول الجنة ‘ وجعل لمن يتعبد به ثوابا و اجرا عظيما ‘ الا و هو العلم .. و الحمد لله الذي رزقنا بالعلماء الصالحين الموحدين الذين نهجوا على سنة رسولنا " صلى الله عليه و سلم " واتبعوا اثره وصاروا على طريقه المستقيم ، الذين ثبتوا في وجه المحن و الفتن و الشبهات ، و اهلكوا الشياطين بدحر البدع التي نشروها ، قال الامام احمد " رحمه الله " : ( الحمدلله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل ، بقايا من اهل العلم يدعون من ضل الى الهدى ، ويصبرون منهم على الاذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ، و يبصرون بنور الله اهل العمى ، فكم من قتيل لابليس قد احيوه ، وكم من ضا ل تائه قد هدوه ، فما احسن اثرهم على الناس ، و ما اقبح اثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تاويل الجاهلين ، الذين عقدوا اولوية البدعة ، واطلقوا عنان الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب و مخالفون له و مجمعون على مفارقته ، يقولون على الله و في الله وفي كتا ب الله بغير علم ، و يخدعون جها ل الناس فنعوذ با لله من فتنة المضلين ) ـ انتهى ـ .... فا للعلماء فضل كبير علينا حيث عنوا بضبط قواعد الحلال و الحرام و هم بمنزلة النجوم في السماء و حاجتنا اليهم اشد من حاجتنا للطعام و الشراب ، و حفظوا لنا معاقد الدين و معاقله ، وردوا البدع و الفتن كلما ظهرت ، ووقفوا في و جه المحن كالجبل الشامخ كلما جاءته الرياح صدوها و هم كلما جائتهم الفتن صدوها ، فمن لنا بعدهم ، و نعلم ان الله لا يقبض العلم و انما يقبض العلماء ثم يذهب العلم و يتخذ الناس رؤوسا جهالا فيضلونهم و يفتونهم بغير علم ، فبالعلماء السلفيين الموحدين ننجو ولا نزيغ عن الطريق المستقيم ، فنجاتنا على يديهم ، وجعل لهذا العالم الموحد يسبح له من في السماوات و الارض باستغفارهم له ، قال " صلى الله عليه و سلم " : ان الله و ملائكته و اهل السماوات و الارض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت في بحره ليصلون على معلمي الناس الخير . وقال " صلى الله عليه وسلم " : ( فضل العا لم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) ونعلم من هذا ان القمر يضئ لنا و يمتد نوره الى العالم ، و كذلك العالم بنشر علمه و يصل الى الناس ... ثم لنعلم ان الدين قوامه و زينته بعلمائه فاذا ذهب علماؤه ذهب الدين ، قال " صلى الله عليه وسلم " : ( ان العلماء ورثة الانبياء ) سبحان الله هذه اعظم منقبة لاهل العلم و انهم اقرب الناس الى الرسل حيث اخذوا ميراث الرسل وهو العلم ، ولكن نقول ليس أي علم و ليس العلم الذي يكون عن جهل او علم على طريقة اهل البدع ، بل هو العلم الخالص من الشوائب الذي لا تشوبه شائبة ، فنعلم ان اول علم بدات به الرسل هو توحيد الله ونبذ الشرك ووسائله ونبذ البدع فكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار هذا هو ميراث الانبياء الذي يرثه العلماء ولا يرثه الا عالم يكون شديدا على اهل البدع خائفا على الناس من وقوعهم في الفتن فالدنيا شائكة و كل طريق نسلكه له دعاة ظاهرهم صالح وتقي و موحد وباطنهم محروق بالبدع و الخرافات ، يلهثون خلف كل فتنة و يتبعون اثر الفتن ولا يرجحون الحق من الباطل ، يجلسون بين العلماء كانهم اصحاب هدى و تقى ولا يغرنك من انحرف من طلبة العلم عن الصراط المستقيم ، فاهل البدع كداء السرطان بنتشر في الجسد ، اعاذنا الله منهم ، وكل الحرص باتباع علماؤنا السلفيين الموحدين المتبعين لاثر النبي " صلى الله عليه وسلم " كامثال : الشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ الغديان ، والشيخ فالح بن نافع الحربي ، حفظهم الله و غفر لمن مات منهم ،،، ونجد في حديثنا ( ان العلماء ورثة الانبياء ) ارشاد لنا بطاعتهم و احترامهم و توقيرهم واجلالهم ، ومحبتهم من الدين ومعاداتهم ومحاربتهم معاداة و محا ربة لله ، ( قال علي ـ رضي الله عنه ـ : محبة العلماء دين يدان الله به ) ، وقال " صلى الله عليه وسلم ": من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة . .. و العلماء كالنجوم فالنجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذالك العلماء نهتدي بهم في ظلمات الجهل وظلمات البدع والفتن والنجوم زينة للسماء والعلماء زينة للأرض والنجوم هي رجوم للشياطين وكذالك العلماء رجوم للشياطين من الجن والانس الذين ينشرون البدع والضلالات بين المسلمين ... فاقام الله العلماء حفظة لدينه وحراسا له ورجوما لاعدائه واعداء رسله ,( عن ابي الدرداء قال: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم " يقول : ـ وذكر حديثا طويلا وفي اخره ـ موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد , ونجم طمس , وموت قبيله ايسر من موت عالم ) ... لان بهم صلاح الناس ولولاهم لكان الناس كالبهائم ... وجعلهم الله ائمة نهتدي بهم قال تعالى :( وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) , قال : يوسف ابن اسباط رحمه الله (اذا بلغك عن رجل بالمشرق انه صاحب سنه فابعث اليه بالسلام فقد قل اهل السنه ) ... الله اكبر هذا في زمن السابقين فما بالنا بزمننا هذا اهل السنه قله ومن علما
ئنا المتبقين قليل وهؤلاء الجهلة يطعنون في هيئة كبار العلماء ويرفضون قولهم جملة وتفصيلا ويلمزون فيهم من بعيد او قريب ويوافقون المرجئه الشامية المتعصبه لمذهبهم بالرغم من نصح هيئة كبار العلماء و الرد عليهم ... يا اهل السنه انكم غرباء بين اهل البدع وسيعود الاسلام غريبا فطوبى للغرباء أي لقلة اهل السنة علماؤنا السلفيين الموحدين فسيأتي زمن يتخذ الناس به رؤسا كأنهم علماء ولكنهم جهال فعلينا بالتمسك بعلمائنا السلفيين الموحدين ونقف معهم حيث وقفوا ونكف عما كفوا عنه , ( قال: ايوب السختياني ـ رحمه الله ـ اني لاخبر بموت الرجل من اهل السنه فكأني افقد بعض اعضائي ) الله اكبر فقد فقدنا من علمائنا السلفيين كثير وبقي منهم قلة فعلينا ان نتمسك بهم ونقبض يدنا بأيديهم حتى نخرج معهم الى الطريق المستقيم طريق المتبعين والمقتفين لاثار الرسل عليهم الصلاة والسلام , وعلينا ان لاننظر الى كثرة المنحرفين الغافلين عن الدين والمقتفين آثار الشياطين, قال: الفضيل ابن عياض ـ رحمه الله ـ : ( عليك بطريق الهدى وان قلت السالكون واجتنب طريق الردى وان كثر الهالكون) وقال تعالى : (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوة ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلة ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون) واسأل الله ان يغفر لعلمائنا الاجلاء الذين تربينا على علمهم المستقيم كأمثال : الشيخ عبدالعزيز بن باز , والشيخ محمد بن العثيمين , والشيخ ناصر الدين الالباني , والشيخ محمد امان الجامي ـ رحمهم الله ـ جميعا وحفظ لنا من بقي منهم , وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين....



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[قاسم علي]

بارك الله فيك