المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الميزان في عمليات تخفيض الأوزان/ الدكتور محمد محفوظ


كيف حالك ؟

ابن القيم
10-15-2005, 03:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وأصحبه وسلم

الميزان في عمليات تخفيض الأوزان

الكاتب: د. محمد محفوظ

خلال العقدين الماضيين لوحظ إزدياد أعداد الذين يعانون من مرض السمنة وخاصة لدى الأطفال في منطقة الخليج العربي والدول العربية بشكل عام, وبغياب إحصائيات دقيقة لأعداد المرضى المصابين بمرض السمنة في هذه المنطقة أصبح الوضع غاية في الخطورة حيث أنه من الصعب تدارك كارثة دون معرفة أو توقع حجمها, بعكس ما تقوم به الهيئات الطبية في أوروبا وأمريكا لإستيعاب خطر هذا المرض وتداركه بعمل إحصائيات والتخطيط لتدارك الموقف ومواجهة المشكلة بالشكل والطريقة المناسبة والذي إن لم يتفادى أو يعالج بالوقت المناسب أدى للإصابة بأمراض خطيرة بالقلب والدورة الدموية والرئتين والسكري والسكتات الدماغية والسرطان وبشكل خاص سرطان القولون والثدي والرحم والكلى والبلعوم, لذلك تصدر مرض السمنة الأسباب المؤدية للموت بأُوروبا وأمريكا.

ولقد تخطى عدد المصابين بهذا المرض بالعالم ال40% من سكان الأرض, وتخمن الأرقام الغير رسمية بالدول العربية وقوعها بحدود هذه النسبة المئوية بل تجاوزتها في بعض المناطق كمنطقة الخليج العربي.

وصار لزاما على الهيئات الطبية الرسمية بالدول العربية تكثيف وتوحيد جهودها في توعية المجتمع أولا بهذا الخطر المحدق وكيفية تفاديه وعلاجه وثانيا عمل إحصاء دقيق لأعداد المصابين بهذا المرض حتى يسهل التعامل مع المشكلة بمعرفة حجمها على الأقل.

ومن الاسباب الرئيسية المسببة للسمنة كثرة الجلوس وقلة الحركة والنشاط من جهة والإفراط بتناول الطعام وخاصة الغني بالسعرات الحرارية من جهة أُخرى. ورجحت الدراسات الطبية وجود سبب جيني لدى البدناء يحفز زيادة الوزن على مر الزمن مقارنة بالأشخاص العاديين الذين تبقى أوزانهم مستقرة. كذلك هناك عوامل نفسية وإجتماعية تؤدى للإصابة بمرض السمنة.

ومن البديهي بأن أول خطوات تفادي مرض السمنة هو الوقاية منها قبل حدوثها يقول الله سبحانه وتعالى: " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"- سورة الأعراف 31- , وعن المقدام بن معد يكرب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحبه وسلم يقول :" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه" رواه أحمد [ رقم : 4 / 132 ]

ولعلاج مرض السمنة يلجأ دائما بعد معرفة السبب إلى إخضاع مريض السمنة الى حمية مدروسة و برنامج رياضي معين تحت إشراف طبيب الأسرة وأخصائي التغذية والرياضة وفي حالات الى الطب النفسي, ولنجاح هذا العلاج أو أي علاج يلزم التعاون الكامل من قبل المريض, وفي حالة فشل هذا العلاج بعد إستنفاذ جميع الوسائل والمدد المتاحة يلجأ إلى العلاج الجراحي لمن تجاوزت مؤشرات كتلة أجسامهم ( م ك ج) والمعروف بالإنجليزية بال (BMI) ال40 والتي يمكن حسابها بهذه العملية الحسابية البسيطة:

م ك ج = الوزن (كجم) / ( الطول بالمتر)²

مثال: رجل وزنه 80 كجم وطوله 180سم أي 1.8 متر فيكون

مؤشر كتلة الجسم = 80 / (1.8)² = 80 / (1.8 * 1.8) = 24.6

أي انه يصنف كوزن طبيعي





فيمكنكم معرفة تصنيف أوزانكم بعد حساب مؤشر كتلة الجسم من الجدول التالي :
http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667612.jpg
وهذا الجدول يوضح مؤشر كتلة الجسم الطبيعي بحسب الاعمار:
http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667611.jpg

الجراحة لا يلجأ إليها إلا للذين يعانون من سمنة مفرطة أي أن مؤشر كتلة أجسامهم تجاوز ال 40 , وبحدود ضيقة يمكن اللجوء للجراحة للذين تجاوزت مؤشرات كتلة أجسامهم ال 35 إذا كانوا يعانون من أمراض ناتجة عن السمنة أو مصاحبة لها وتشكل خطر على حياتهم كالسكري وأمراض القلب والدورة الدموية وضيق التنفس أو كانت السمنة تؤثر على ممارسة حياتهم الطبيعية كالنساء اللواتي تكون السمنة عائق لمقدرتهم على الإنجاب.



قبل إجراء أي عمل جراحي يتم تقييم حالة المريض بشكل عام ودراسة ملفه السابق في علاج السمنة وأمكانية خضوعه لعمل جراحي تحت التخدير العام وشرح ومناقشة جميع خطوات العملية ومخاطرها ونسب نجاحها بإذن الله تعالى.



وتعتمد عمليات السمنة على مبدأين: الأول هو العمليات التي تقلل من حجم المعدة وبالتالي تقلل من كميات الطعام والشراب المتناول, والثاني هو عمليات تعتمد على تحويل المسار الهضمي للطعام بالتسريع في إخراجه والتقليل من أمتصاصه وهضمه. وعلى كل مبدأ قامت مجموعة مختلفة من العمليات تتحد في الهدف وهو التخلص من الوزن الزائد وتختلف بالطريقة والنتيجة والمخاطر المترتبة عليها.



عمليات تقليل حجم المعدة



بالون المعدة :

http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211front.jpg
وهو بالون مطاطي يتم وضعه داخل المعدة عن طريق الفم بمساعدة منظار الجهاز الهضمي ومن ثم يملء بمحلول خاص وتتم العملية دون الحاجة لتخدير عام أو إجراء جروح ويعود المريض لمنزله بنفس اليوم وتتراروح تكلفة هذه العملية 1000 – 1500 يورو تقريبا.



من محاسن هذه الطريقة هو عدم الحاجة لتخدير أو إجراء جروح أو بقاء بالمستشفى وإنقاص 25 كجم على الأكثر خلال 6 أشهر في حال نجاحها.



من عيوبه الفشل نتيجة إنفجار البالون أو عدم تحمله وفي حالات معدودة إنسداد الأمعاء, والإحساس الدائم بالتقيء وعدم الراحة نتيجة وجود جسم غريب داخل المعدة, حرقة المعدة والبلعوم, ومع الوقت وظهور طرق أفضل بدأت هذه الطريقة الى الإنحسار.



ربط المعدة:


http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667593.jpg ويتم إجراء العملية تحت التخدير العام حيث يربط الجزء العلوي من المعدة مما يكون جيب صغير يمتلأ سريعا بما مقداره كوب من الماء مما يؤدي الى الشعور بالشبع, ويمكن للطبيب التحكم بهذا الجيب عن طريق خزان يوضع تحت الجلد متصل برباط المعدة ويتم حقنه بسائل خاص مما يُمكّن من تصغير جيب المعدة العلوي أكثر وبالتالي تقليل كميات الطعام المتناول أكثر. تتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 3000- 4500 يورو تقريبا.



من محاسن هذه الطريقة أنها تجرى بالمنظار عن طريق فتحات صغيرة على الجلد ويمكن للمريض مغادرة المستشفى باليوم التالي للعملية, تخفيض 35 كجم على الاقل خلال 6 أشهر, ومخاطر العملية محدودة مع أمكانية فك الرابط لو لزم ذلك.



من عيوب ربط المعدة إلتهابات المعدة والبلعوم المزمنة وما يصاحبها من حرقة وعدم راحة وفي حالات نادرة تحول الاغشية المبطنة للمعدة الى خلايا غير حميدة, إنفجار الجيب الصغير للمعدة وضرورة عمل جراحي مفتوح مصاحب بمخاطر, إنزلاق رابط المعدة أو الخزان والحاجة لإجراء عملية إعادة تركيب وتثبيت, إلتهابات خزان الرابط التي تنتهي بإزالته, متابعة حمية شبه صارمة بالطعام والشراب لا يلتزم بها أغلب المرضى وتؤدي الى نتائج عكسية. عدم تحمل الرابط والإضطرار إلى فكه.



إستئصال ثلثي المعدة:
http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667591.jpg

المعدة قبل الإستئصال



ويتم إجراء العملية تحت التخدير العام بالمنظار عن طريق ثلاث فتحات صغيرة على البطن حيث يتم إستئصال ثلثي المعدة الخارجيين بأدوات خاصة بالتدبيس والقص, مما يؤدي الى بقاء ثلث حجم المعدة فقط وبالتالي تقليل كميات الطعام والشراب المتناولة بنسبة الثلثيين وإنقاص ثلثي الوزن الزائد خلال سنة على الأكثر. ويلزم البقاءه بالمستشفى يومين على الأقل بعد إجراءها, وتتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 5000- 6000 يورو تقريبا.

http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667592.jpg
المعدة بعد إستئصال ثلثيها

من محاسن هذه الطريقة رضاء المرضى شبه التام نتيجة عدم الزامهم بحمية مشددة وتمكنهم من التمتع بطعامهم بعكس الطرق الاخرى, إنقاص ثلثي الوزن الزائد بفترة وجيزة وثبات الوزن على المدى الطويل.



ومن عيوبها في حالات نادرة إمكانية إنحلال اماكن التدبيس وخروج عصارة المعدة لتجويف البطن الداخلي مما يستدعي تدخل جراحي بالمنظار أو فتح البطن .



عمليات تحويل المسار الهضمي
http://files.affinitiz.com/members/drgermany/82211_667596.jpg
يتم إجراء هذه العمليات تحت التخدير العام وبالمنظار عن طريق أربع الى خمس فتحات صغيرة على البطن. يتم بهذه العمليات قص الجزء العلوي من المعدة على شكل جيب صغير وفصله عن الجزء السفلي تماما بأدوات خاصة بالتدبيس والقص مما يشكل معدة صغيرة يتم وصلها بالجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة مباشرة. بهذه الطريقة تصبح بقية المعدة والإثنى عشر والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الأماكن الرئيسية التي يوجد بها عصارات الهضم) مهجورة من الطعام, ويمر الطعام مباشرة للجزء السفلي للأمعاء الدقيقة مما يبعده عن عصارات الهضم فيهضم بشكل أقل وخاصة الدهون. ويتم عمل التوصيلات الجديدة بأدوات خاصة عن طريق التدبيس. تعمل هذه الطريقة بفاعلية عن طريق الشعور بالشبع سريعا والتقليل من هضم الطعام وخاصة الدهون مما يساعد على إنقاص الوزن الزائد بشكل سريع جدا وبأعلى نسبة على الأطلاق مقارنة بكل الطرق الأخرى تقريبا 80 % من الوزن الزائد خلال سنة من بعد إجراء العملية. ويلزم البقاءه بالمستشفى يومين الى ثلاثة أيام على الأقل بعد إجراءها, وتتراوح تكلفة العملية شاملة لكل شيء 6000- 7000 يورو تقريبا.



من محاسن هذه العمليات كما ذكرت التخلص من الوزن الزائد بأكبر نسبة وأسرع وقت على الإطلاق بالإضافة إلى ثبات الوزن على المدى الطويل. التخلص السريع من الأمراض والأعراض المصاحبة للسمنة المفرطة.



ومن عيوب هذه العمليات أن تحويل المسار الهضمي يؤدي الى نقص في بعض المعادن والفتيامينات والعناصر الغذائية الهامة مما يستدعي تعويضهم دوائيا مدى الحياة. الإصابة بمتلازمة ما بعد إستئصال المعدة وهي متلازمة تحدث بعد إستئصال المعدة أو جزء منها أو تحويل المسار الهضمي حيث يصل الطعام الى الأمعاء الدقيقة بسرعة أكبر مما خلقنا الله سبحانه وتعالى عليه بالوضع الطبيعي مما يؤدي الى حدوث مشاكل وأعراض كالدوخة وآلام في البطن ومغص وإسهال وتعرق وتعب وإرهاق عام وإنخفاض مستوى السكر في الدم وما يصاحبه من أعراض... وبهذه الحالة يلزم بعض الأحيان اللجوء لجراحة جديدة ربما تتم بالمنظار أو فتح البطن. بالإضافة إلى إمكانية إنحلال أماكن التدبيس وخروج السوائل الهضمية للتجويف البطني الداخلي مما يستدعي تدخل جراحي سريع ومفتوح بأغلب الحالات.





وكما يتضح لكم فإن علاج السمنة جراحيا وصل الى مرحلة متقدمة جدا تستطيع بإذن الله تعالى مساعدة المريض للتخلص من هذا المرض المزمن, وكغيرها من الجراحات لا تخلوا من المخاطر والأعراض الجانبية التي يمكن التقليل من نسبة حدوثها إلى أدنى المستويات بإختيار الجراح الماهر المتمرس على آدائها وقبل ذلك القادر على منصاحة المريض بأمانة عن أفضل الطرق الجراحية لعلاجه من السمنة المفرطة وشرح كامل تفاصيل العملية وإجابة كافة أسئلته قبل البت في الأُمور المالية.



حقوق نشر الموضوع محفوظة لكل مسلم بشرط ذكر المصدر




والله أعلم

نميره
11-09-2005, 11:15 PM
جزاك الله خير

نور السنه
12-30-2005, 12:13 PM
بارك الله فيك

12d8c7a34f47c2e9d3==