المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام طيب للشيخ أمان الجامي رحمه الله تعالى في الإيمان في شرحه للأصول الثلاثة.........


كيف حالك ؟

رياض عبدالقادر
10-13-2005, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة أمان الجامي رحمه الله تعالى في شرحه للأصول الثلاثة:
قوله : ((المرتبة الثانية : الإيمان ))
الشرح : قال المؤلف رحمه الله : الإيمان . الإيمان كما تقدم أضيق من الإسلام والذي بعده الإحسان أضيق بأكثر يجب أن نقف عند الإيمان لنعرف اختلاف أهل العلم في حقيقته ، الإيمان ليتبين لنا أننا بحاجة إلى تحقيق الإيمان نفسه ، الإيمان الذي هو كل شيء عندنا لم يسلم من الاختلاف .
س / ما هو الإيمان ؟ جـ / أ ـ الإيمان عند بعض علماء الكلام مجرد المعرفة أي معرفة الله تعالى والكفر عندهم الجهل هذا ما ذهب إليه الجهم بن صفوان وعلى هذا لا يوجد كافرٌ إلا من هو جاهل ولا يوجد أجهل بالله من جهم بن صفوان لذلك يقال إنه حكم على نفسه بالكفر من حيث لا يشعر حيث قال : إن الإيمان هو المعرفة وان الكفر هو الجهل وإذا تتبعنا عقيدته نجده أجهل الناس
بالله إذاً هو كافرٌ بشهادة نفسه على نفسه ، الله سبحانه وتعالى في نظر جهم بن صفوان والجهمية لا يوصف لا بصفة ولا يسمى باسم أي وجود الله عز وجل عندهم وجود ذهني ليس له وجود خارجي الوجود المطلق لأن الموجود في الخارج لابد أن يوصف بصفة الذي لا يوصف بصفة هو العدم ، الموجود لابد له من صفة فإذا نفوا عنه جميع الصفات وجميع الأسماء شبهوه بالمعدوم الذي لا يوصف بأي صفة لأنه معدوم وعلى هذا جهم بن صفوان هو من أكفر الكافرين بشهادة نفسه على نفسه إذ الإيمان عنده المعرفة والكفر الجهل .
ب ـ القول الثاني : لأهل الكلام في الإيمان ، الإيمان هو التصديق فقط مجرد التصديق بالقلب بصحة ما جاء به رسول الله ( ولو لم ينطق باللسان ولو لم يقر بشهادة أن لااله إلا الله وان محمداً رسول الله طالما ادعى انه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما جاء به فهو مؤمن .
جـ ـ القول الثالث الإيمان هو التصديق والاقرار معاً أن يصدق بقلبه ويقر بلسانه هؤلاء جميعاً يقال لهم المرجئة ، ومرجئة الفقهاء أصل منبتهم من الكوفة لأن هذا القول بأن الإيمان هو التصديق أو التصديق والإقرار معاً قول الإمام أبي حنيفة وتبعه في ذلك جميع الكوفيين ثم انتقل هذا المذهب من والماترودية إلى الأشاعرة فصار الإيمان عند جمهور ألا شاعرة والماترودية هو التصديق وان توسعوا إلى التصديق والإقرار ، الإقرار محل خلاف عندهم ، القول الصحيح أن الإيمان عندهم التصديق وعلى هذا جميع الأعمال الإسلامية التي في الكتاب والسنة ليست من الإيمان في شيء عند هؤلاء أخرجوا الأعمال كلها من الإيمان هذا هو معنى الإرجاء ، الإرجاء معناه التأخير أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان لم يدخلوا الأعمال كلها في الإيمان بل الإيمان إما مجرد التصديق أو التصديق والإقرار هذا الذي عليه جمهور الأشاعرة وما أكثرهم وهو في الأصل عقيدة الماتريدية التابعين للإمام أبي حنيفة في هذه المسألة ، خالف الإمام أبو حنيفة الجمهور ، جمهور أهل السنة والجماعة بما فيهم الأئمة الثلاثة وغيرهم ، ولكن الذي ينبغي أن يفهمه طلاب العلم الإرجاء الذي هو عقيدة أبي حنيفة ومن تبعه غير إرجاء علماء الكلام لذلك يسمون هؤلاء مرجئة الفقهاء ، مرجئة أهل الكلام يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنبٌ ويرون أن الناس لا يتفاوتون في الإيمان وأن إيمان الأنبياء ومن بعدهم واحد لأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص عندهم حقيقة واحدة هؤلاء مرجئة أهل الكلام ولكن مرجئة الإمام أبي حنيفة ومن تبعه لا يصلون إلى هذه الدرجة وإن أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان وعلى كلٍ هذا المذهب خطأ ، الصواب هو ما عليه الجمهور لا لجمهرتهم وكثرتهم ولكن لكون الدليل من الكتاب والسنة ، كتاب الله يعد الأعمال من الإيمان كذلك السنة ، إذا قرأنا قوله تعالى في أول سورة الأنفال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( أولئك هم المؤمنون حقاً ( عد الله في هذه الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من الإيمان ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ( هذا من أعمال القلوب ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ( من أعمال القلوب ( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( من أعمال الجوارح إذاً أعمال القلوب وأعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان وعلى هذا يكون التصديق تصديقاً خاصاً ، أخذ المرجئة الإيمان اللغوي الذي هو مجرد التصديق وأخطأوا في ذلك لأن المراد بالتصديق هنا هو التصديق الشرعي لا التصديق اللغوي المعنى اللغوي دائماً أعم وأشمل من المعنى الشرعي والإصلاحي ، في اللغة مجرد التصديق أي شيء صدقته يسمى إيمان ، وفي الشرع تصديق خاص ما جاء به النبي ( تصديقاً تصدقه الأعمال لأن تصديق القلب وإن لم يوجد دليلٌ على صحته يعتبر دعوى ومن ادعى أنه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل ما جاء به ثم ترك العمل لا يعمل شيء من أعمال الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك لا يعمل يقول أنا مؤمن لاني مصدق نقول له ائتني بالدليل على تصديقك القلبي ما الذي يصدقك أعمال الجوارح هي الذي تصدق ذلك التصديق وتشهد بصحته ذلك التصديق ومن ادعى بأنه مصدقٌ بقلبه بكل ما جاء به رسول الله ( ثم لا يعمل يقال له هذه دعوى والدعوى لابد لها من بينة فأين البينة ؟ البينة الأعمال لذلك يقول بعضهم : وإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاءُ
فإذا كانت الأعضاء لاتعمل لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم [ يمشي ] هكذا مصدق لا يقبل مثل هذا التصديق وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائي لذلك لو أمرت إنساناً أو نصحته أو نبهته على ما فعل يقول لك الإيمان في القلب هنا الإيمان ويشير إلى قلبه ، والإيمان الذي هنا لو صح لظهر أثره في أعضائك وجوارحك ولست بصادق تترك الصلاة فيقال لك صلي فتقول لا ، الإيمان هنا في القلب ليس بصحيح وعلى هذا كيف تعالجون الذين يريدون يتنازعون الذين يحكمون بغير ما انزل الله تقولون لهم أنتم حكام غير مسلمين فيقول لك أنا مسلم لأني أقول لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنا مصدق وأنت معي في هذا التعريف يحاجك لكن متى تستطيع أن تقنعه أنه ليس على الإسلام إذا عرفت الإيمان بالتعريف الصحيح ما هو الإيمان ؟ الإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ، والتصديق الذي في القلب يشهد على صحته النطق باللسان بقولك أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله يصدق كل ذلك وتصدق كل ذلك الأعمال ، والأعمال الجارية على السنة وعلى وفق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذاً الإيمان مركب يتألف من أجزاء من تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ولهذا يشهد الكتاب والسنة وقد سمعنا من الكتاب الآية .
قوله : (( وهو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لاإله إلا الله ))
الشرح : واسمع قول رسول الله ( :{ الإيمان بضع وستون شعبة ـ رواية البخاري ـ أعلاها قول لا إله إلا الله } جعل النطق باللسان من الإيمان واعلى درجات الإيمان هذا مما يذكر في فضل لا إله إلا الله هذه الكلمة ركن في الإيمان وركن في الإسلام وأفضل الذكر كلمة عظيمة إذا جئت تعدد الإسلام فهي الطليعة وإذا جئت تعدد شعب الإيمان فهي في المقدمة إذا جئت تعرف أفضل الذكر بعد القران فهي لا إله إلا الله كلمة عظيمة إذا فهم معناها وطبقت هكذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : { الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لاإله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق } ، وهنا يرد سؤال قال عليه الصلاة والسلام أعلاها لاإله إلا الله ولم يقل محمدٌ رسول الله فهل يكفي أن نقول أشهد أن لاإله إلا الله وكفى ؟
جـ / لا ، ولو لم يذكر الجزء الثاني كأنه مذكور لأن لا إله إلا الله محمد رسول الله كالجسم والروح لا يفترقان ، لا ينفع قول لا إله إلا الله بدون محمدٌ رسول الله أي الشهادة بالوحدانية لاتجزء ولا تنفع حتى تشهد بالرسالة ولو شهدت بالرسالة ما نفعت الشهادة حتى قبل ذلك بالوحدانية ، هما شيئان بالظاهر ولكنها شيء واحدٌ في الحقيقة إذ بينهما تلازم لا يفترقان لذلك إذا جاء في بعض الأحاديث ذكر لا إله إلا الله ولم يذكر شهادة أن محمد رسول الله كما في مثل هذا الحديث فليعلم أن ذلك اكتفاء بالمعلوم لأنه من المعلوم أن لا إله إلا الله وحدها لاتغني إلا بالإضافة محمد رسول الله ، وهي تسمى بجملتها كلمة التوحيد ، وكلمة الإسلام وكلمة الإيمان ومفتاح الجنة .
قوله : (( وأدناها إما طة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان ))
الشرح : وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، إماطة الأذى عن الطريق عملٌ من أعمال الجوارح ، جعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك من الإيمان ومن تمام إيمانك أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك وأن تكره لأخيك المسلم ما تكره لنفسك . { أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان } ، وبين أعلاها وأدناها شعب تتفاوت ، الصلاة شعبة من الإيمان ، الجهاد شعبة من الإيمان ، الزكاة شعبة من الإيمان ، وطلب العلم شعبة من الإيمان ، إذاً الإيمان يتألف من شعب كثيرة ، وليس مجرد التصديق وليس مجرد الإقرار لذلك فلنسمع هذا التعريف الشارح الذي شرح الإيمان من كلام أبن القيم قال رحمه الله : < الإيمان هو حقيقةٌ مركبةٌ من معرفة ما جاء به الرسول ( علماً وتصديقاً عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبتاً وخضوعاً ، والعمل به ظاهراً وباطناً وتمثيله والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله في الحب في الله وفي البغض في الله ، والعطاء لله والمنع لله وأن يكون الله وحده إلهه ومعبودة والطريق إليه تجريد المتابعة للرسول ( ظاهراً وباطناً وتغميض عين القلب عن الالتفات [ بما ] سوى الله ورسوله >، وهذا هو الإيمان ، الإيمان مركب ومما ينتقد على علماء الكلام أهل السنة يقولون كيف يكون الإيمان مركباً ؟ لأن المركب إذا أزيل بعض أجزائه زال كله ، وهذا غير صحيح ما الذي يُرد على هذا ؟ يرد عليه الحديث السابق الذكر { الإيمان بضع وستون شعبة } لأن النبي ( جعل الشُعب متفاوتة الشعبة الأولى هي التي يزول الإيمان بزوالها إذا زالت الشعبة الأولى شعبة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله زال الإيمان كله لا يبقى شيء ، وهل إذا ترك الشعبة الأخيرة مر الإنسان في الطريق على الأذى فلم يزله ، هل يزول إيمانه ؟ لا ، ينقص الشُعب الأخرى غير الشعب الأولى بزوالها ينقص الإيمان بقدر ما يترك الإنسان شعبة من الشُعب وبقدر ما يرتكب من المحرمات والمعاصي ينقص إيمانه ولا يزول ، وإنما يزول بزوال كلمة التوحيد والكفر بها والإتيان بما يناقضها ليس معنى زوالها أنك تقول أنا لا أعترف أنه لا إله إلا الله ، لا ، قد تقول بلسانك لا إله إلا الله وتأتي بما يناقضها لأن للإسلام نوا قض كنوا قض الوضوء، فلو قال رجل مائة مرة يعد هذه السبحة لا إله إلا الله ثم إذا اشتدت به الأمور قال : أغثني يا فلان ما لي سواك يا فلان انتقض توحيده تماماً لا يبقى عنده شيء كافر ، نفى الله الذي كان يقره بلسانه عنا يزول الإيمان لكن إذا ترك شعبة من الشعب كأن قلّ حياءه فارتكب معصية ينقض إيمانه لا يزول كلياً ، فليفهم هذا جيداً .وقد يستدل عليك من يرى بأن الأعمال ليست من الإيمان يستدل بالعطف الذي جاء في القرآن: ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ( فيقول وعملوا الصالحات العطف يقتضي المغايرة إذاً الأعمال الصالحة غير الإيمان لأن الله عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ، الأعمال الصالحة هي الإسلام فالعطف تقتضي المغايرة كأن تقول جاء زيدٌ وعمروٌ فبينهما مغايرة ، أو تقول جاء زيدٌ وذهب عمروٌ فجاء غير ذهب وزيدٌ غير عمروٌ فصح العطف هنا فاقتضى المغايرة فإذا قال لك ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ( يدل على الأعمال الصالحة غير الإيمان تقول المغايرة درجات صحيح العطف يدل على المغايرة ولكن المغايرة درجات (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ( أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟ فكيف صح هنا ؟ ما معنى المغايرة ؟ الجواب : من باب عطف الخاص على العام كذلك العطف هنا أي في قوله ( وعملوا الصالحات ( من باب عطف الخاص على العام ، لأن الأعمال الصالحة جزء من الإيمان كما أن الصلاة الوسطى جزء من الصلوات التي أمرنا بالمحافظة عليها والأمثلة كثيرة في القرآن .

رياض عبدالقادر
10-13-2005, 08:34 PM
وقال في موضع أخر"يتهاون كثيرٌ وكثيرٌ من العوام بالصلاة بدعوى أن الإيمان بالقلب إذا دعوتهم إلى الصلاة يقولون ( ما عليش ) الإيمان بالقلب ، لو صح إيمان القلب لصح إيمان الجوارح ، وإيمان اللسان ، هذا هو الإرجاء المنتشر بين المسلمين ، الإرجاء معناه تأخير الأعمال عن مسمى الإيمان ، وأن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط أو التصديق والنطق معاً هذا هو الإرجاء المنتشر بين المسلمين كثيراًوهم لا يشعرون ، الإيمان تصديق بالقلب وذلك التصديق يحتاج إلى تصديق، الذي يصدق ذلك التصديق النطق باللسان والعمل بالجوارح يتكون الإيمان من كل ذلك ."

أبو فاطمة
10-14-2005, 03:54 AM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==