المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحكمة في تحريم الربا‏


كيف حالك ؟

قاسم علي
10-09-2005, 07:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكمة في تحريم الربا‏

يلخص العلامة ابن حجر الهيثمي في كتاب الزواجر تلك الحكمة في النقاط التالية‏:‏

1- انتهاك حرمة مال المسلم بأخذ الزائد من غير عوض‏.‏

2- الإضرار بالفقير لأن الغالب غنى المقرض وفقر المستقرض، فلو مكن الغني من أخذ أكثر من المثل أضر بالفقير‏.‏

3- انقطاع المعروف والإحسان الذي في القرض، إذ لو حل درهم بدرهمين ما سمح أحد بإعطاء درهم بمثله‏.‏

4- تعطل المكاسب والتجارات والحرف والصناعات التي لا تنتظم مصالح العالم إلا بها إذ من يحصل على درهمين بدرهم كيف يتجشم مشقة كسب أو تجارة‏؟‏‏.‏

إن الله سبحانه وتعالى يشرع لعباده ما يربيهم على التراحم والتعاطف‏,‏ وأن يكون كل منهم عونًا للأخر‏.‏ - ولا سيما - عند شدة الحاجة إليه‏.‏ ولذلك حرم عليهم الربا‏,‏ الذي هو استغلال ضرورة إخوانهم‏.‏ وأحل البيع الذي لا يختص الربح فيه بأكل الغني الواجد مال الفقير الفاقد‏,‏ كما أن الله تعالى جعل طريق تعامل الناس في معايشهم قائمًا على أن يكون استفادة كل واحد من الآخر في مقابل عمل يقوم به نحوه‏,‏ أو عين يدفعها إليه‏,‏ والربا خال عن ذلك لأنه عبارة عن إعطاء المال مضاعفًا من طرف لآخر بدون مقابلة من عين ولا عمل‏.‏

إن إباحة الربا مفسدة من أكبر المفاسد للأخلاق وشئون الاجتماع‏,‏ تزيد أطماع الناس‏,‏ وتجعلهم ماديين‏,‏ لا همّ لهم إلا الاستكثار من الأموال من غير أن يستفيد منها مجتمعهم ‏‏.‏

ففي الغالب لا يخضع للزيادة الربوية إلا معدم محتاج‏,‏ إذا رأى أن الدائن يؤخر مطالبته‏,‏ ويصبر عليه بزيادة يبذلها تكلف بذل هذه الزيادة ليفتدي بها من أسر المطالبة والحبس‏,‏ ويدافع من وقت إلى وقت‏.‏ فيشتد ضرره وتعظم مصيبته ويعلوه الدين حتى يستغرق جميع موجوده فيربوا المال على المحتاج من غير نفع يحصل له‏,‏ ويزيد مال المرابي من غير نفع يحصل منه لأخيه‏,‏ فيأكل مال أخيه بالباطل‏,‏ ويحصل أخوه على غاية الضرر‏.‏ فمن رحمة أرحم الراحمين وحكمته وإحسانه إلى خلقه أن حرم الربا ولعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه‏,‏ وأذن من لم يدعه بحربه وحرب رسوله‏,‏ ولم يجيء مثل هذا الوعيد في كبيرة غيره‏,‏ ولهذا كان من أكبر الكبائر .‏
الفرق بين البيع والربا في الشريعة الإسلامية
الشيخ العلامة الفقيه صالح الفوزان حفظه الله

12d8c7a34f47c2e9d3==