المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبذة عن المرجئة للشيخ فالح الحربي


كيف حالك ؟

فكري الدينوري
09-24-2005, 04:09 PM
نبذة عن المرجئة
للشيخ فالح الحربي



{ تعريف الإرجاء:

الإرجاء في اللغة: التأخير والإمهال.
قال تعالى: قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين 
وقال تعالى:  وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم.
وقال تعالى:  ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء.
والإرجاء في الاصطلاح: مأخوذ من معناه اللُّغَوِي؛ فهو -هنا-: تأخير العمل عن الإيمان. بحيث يبقى الإيمان بدون العمل.


عظيم خطر الإرجاء والمرجئة:

الإرجاء مذهب من مذاهب أهل البدع، وقد شدّد السلف -رحمهم الله- في التحذير منه، وأغلظوا القول فيه، وذكر شيخ الإسلام أنه كان سبباً لخطإ عظيم في العقائد والأعمال .
وأغلظ السلف القول في المرجئة وتبديعهم والتحذير منهم والإنكار عليهم0
وخطر الإرجاء يكمن في كونه استخفافاً بشعائر الدين وأحكامه، وتضييعاً له ولرسومه ومعالمه، قال أبو داود-رحمه الله- في منظومته:
فلا تكُ مُرْجِيّاً لعوباً بدينه ** ألا إنما المرْجِيٌّ بالدينِ يمزحُ
ومما جاء في ذم المرجئة وخطرهم، وخطر الإرجاء وذمه: قول إبراهيم النخعي: " لأنا لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة" [فرقة من فرق الخوارج].
وقال الزهري: "ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من الإرجاء".
وقال الأوزاعي: "كان يحيي بن أبي كثير وقتادة يقولان: ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء".
وقال شريك القاضي - وذكر المرجئة –: "هم أخبث قوم، حسبك بالرافضة خبثاً، ولكن المرجئة يكذبون على الله".
وقال سفيان الثوري: "تركت المرجئةُ الإسلام أرق من ثوب سابري".
وقال الإمام أحمد: "تقربوا إلى الله – تعالى - ببغض أهل الإرجاء، فإنه من أوثق الأعمال إلينا".
وقال سعيد بن جبير : "مثل المرجئة مثل الصابئين".
وقال سفيان الثوري -عن الإرجاء-: "رأيٌ محدثٌ، أدركنا الناس على غيره".
وقال منصور بن المعتمر- في شيء- : "لا أقول كما قالت المرجئة الضالة المبتدعة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في الفتاوى (7/621)-: "ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً له أو جزءاً منه - فهذا نزاع لفظي -كان مخطئاً خطأً بيّناً، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف.."
وكان السلف يحقرّون عقيدة الإرجاء وأهلها، قال سعيد بن جبير لذر الهمداني: "ألا تستحيي من رأي أنت أكبر منه؟!".
وقال أيوب السختياني: "أنا أكبر من المرجئة".
وسئل ميمون بن مهران عن كلام المرجئة فقال: "أنا أكبر من ذلك".
وقال إبراهيم النخعي لمحمد بن السائب: " لا تقربنا مادمت على رأيك هذا" وكان مرجئاً .
وحتى إنه قد بلغ من كراهية السلف لهذا المذهب الخبيث وأهله أن من أئمتهم من كان لا يصلي على جنائز المرجئة -زجراً وتحذيراً- كالإمامين: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وغيرهما.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في (توضيح الكافية الشافية، المجموعة الكاملة: ص 360): "...من جمع هذه الجيمات: -ج: التجهم، ج:الجبر، ج:الإرجاء- فقد اجتمع فيه الشر كله، وفاته الخير كله...".


ومن خطر الإرجاء أنه قد يقع فيه من لا يشعر أنه مرجئ:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى ( 7/364): "وكثير من المتأخرين لا يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم ممن هو في باطنه يرى رأى الجهمية والمرجئة في الإيمان وهو معظم للسلف وأهل الحديث، فيظن أنه يجمع بينهما أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف".


الخلاف بين أهل السنة والجماعة ومرجئة الفقهاء: لفظي ومعنوي:
قرر كثير من أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة أن الخلاف مع مرجئة الفقهاء أصيل وحقيقي، ومن هؤلاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله: فقد قال:(إخراج العمل من الإيمان هو قول المرجئة وليس الخلاف بينهم وبين أهل السنة فيه لفظياً، بل لفظي ومعنوي، ويترتب عليه أحكام كثيرة، يعلمها من تدبر كلام أهل السنة وكلام المرجئة).
ومعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ :
إذ قال- حفظه الله -: ((الخلاف بين أهل السنة والجماعة، ومرجئة الفقهاء حقيقي لأن الأدلة دلت على أن العمل ركن في الإيمان فمن خالف أهل السنة في فهم الدليل فقد خالفهم في حقيقة الإيمان، ولو تصور أن رجلاً اعتقد وقال ولم يعمل عملاً قط فعند هؤلاء هذا مؤمن وعند أهل السنة هذا كافر)).
أسأل الله أن يجزي علماءنا خير الجزاء على ما قدموه ويقدمونه من جهود متضافرة لحماية منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، فهم كما قيل:

نجومُ سماءٍ كلما غارَ كوكبٌ ** بدا كوكبٌ تأوي إليه كواكبُه }
















من كتاب : تنبيه الالباء ( النسخة المزيدة الجديدة )

http://www.sh-faleh.com/books.php?book_id=13

بوخالد
09-24-2005, 09:48 PM
كلام من ذهب

جزاك الله خيرا

متبع السنة
09-24-2005, 11:44 PM
جزاك الله خيراً

12d8c7a34f47c2e9d3==