المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمع أقوال أهل العلم في حديث الصورة وتخطئة الشيخ ربيع ( إضافة مستمرة )


كيف حالك ؟

أبوعبدالله سعد الليبي
09-14-2005, 04:34 PM
جمع أقوال أهل العلم في حديث الصورة وتخطئة الشيخ ربيع المدخلي - هداه الله -


الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين



وسئل : الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين ، عن قوله: خلق الله آدم بيده على صورته، هل الكناية في قوله: على صورته ، راجعة إلى آدم ... الخ ؟ .
فأجاب: هذا الحديث المسؤول عنه ، ثابت في صحيح البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً)) وفي بعض ألفاظ الحديث: ((إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته)) قال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات ، ومذهب السلف: أنه لا يتكلم في معناه؛ بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ، ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى؛ مع اعتقادنا أنه ليس كمثله شيء ، انتهى .
قال بعض أهل التأويل: الضمير في قـوله: ((صورته)) راجع إلى آدم ، وقال بعضهم: الضمير راجع على صورة الرجل المضروب ، ورد هذا التأويل ، بأنه: إذا كان الضمير عائداً على آدم ، فلا فائدة في ذلك ، إذ ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته؛ وأنه خلق الأنعام ، والسباع ، على صورها؛ فأي فائدة في الحمل على ذلك ؟ ورد تأويله: بأن الضمير عائد على ابن آدم المضروب ، بأنه لا فائدة فيه ، إذ الخلق: عالمون بأن آدم خلق على خلق ولده ،وأن وجهه كوجوههم ، فيرد هذا التأويل كله ، بالرواية
المشهورة ((لا تقبحوا الوجه ، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن)) .

وقد نص: الإِمام أحمد على صحة الحديث ، وإبطال هذه التأويلات؛ فقال في رواية إسحاق بن منصور ((لا تقبحوا الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته)) صحيح ، وقال في رواية أبي طالب ، من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم ، فهو جهمي ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه ؟! وعن عبد الله بن الإِمام أحمد ، قال رجل لأبي ، إن فلاناً يقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الله خلق آدم على صورته،فقال على صورة الرجل؛ فقال أبي كذب ، هذا قول الجهمية ، وأي فائدة في هذا ؟ وقال أحمد: في رواية أخرى ، فأين الذي يروي ((إن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) ؟ وقيل لأحمد ، عن رجل إنه يقول: على صورة الطين فقال: هذا جهمي ، وهذا كلام الجهمية .
واللفظ الذي فيه على صورة الرحمن، رواه الدارقطني، والطبراني، وغيرهما، بإسناد رجاله ثقات؛ قاله ابن حجر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجها ابن أبى عاصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، قال: ((من قاتل فليجتنب الوجه، فإن صورة وجه الإِنسان، على صورة وجه الرحمن)) وصحح إسحاق بن راهويه اللفظ فيه، على صورة الرحمن؛ وأما أحمد، فذكر أن بعض الرواة وقفه على ابن عمر، وكلاهما حجة؛ وروى ابن مندة، عن ابن راهويه، قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن آدم خلق على صورة الرحمن)) وإنما علينا أن ننطق به .
قال القاضي أبو يعلى، والوجه فيه: أنه ليس في حمله على ظاهره، ما يزيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأننا نطلق تسمية الصورة عليه، لا كالصور ،كما أطلقنا تسمية: ذات، ونفس، لا كالذوات، والأنْفس؛ وقد نص أحمد، في رواية يعقوب بن بختان، قال: ((خلق آدم على صورته)) لا نفسره، كما جاء الحديث، وقال الحميدي، لما حدث بحديث: ((إن الله خلق آدم على صورته)) قال: لا نقول غير هذا، على التسليم والرضا، بما جاء به القرآن، والحديث، ولا نستوحش أن نقول كما قال القرآن، والحديث .
وقال ابن قتيبة: الذي عندي – والله أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذا، لأنها لم تأت في القرآن؛ ونحن نؤمن بالجميع، هذا كلام ابن قتيبة؛ وقد ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فيأتيهم الله في صورة غير صورة التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون)) .
وفي لفظ آخر: ((صورته التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيعرفونه)) الحديث؛ فالذي ينبغي في هذا ونحوه: إمرار الحديث كما جاء، على الرضا والتسليم، مع اعتقاد أنه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [ الشورى: 11].
وأجاب أيضاً:
وأما السؤال عن الحديث الصحيح ((إن الله خلق آدم على صورته)) فقال إسحاق بن منصور، سئل أحمد بن حنبل، عن الحديث ((لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته)) فقال: صحيح؛ وقال في رواية يعقوب ابن بختان ((خلق آدم على صورته)) لا نفسره، كما جاء الحديث، وأنكر الإِمام أحمد على من قال: إن ((الهاء)) في قوله ((على صورته)) عائدة على آدم؛ فقال في رواية أبي طالب، من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم،فهو جهمي؛ وأي صورة لآدم قبل أن يخلقه ؟ وروى ابن مندة، عن عبد الله بن أحمد، قال: قال رجل لأبي، إن فلاناً يقول في حديث رسول الله : ((خلق آدم على صورته)) فقال على صورة الرجل، قال أبي: كذب، هذا قول الجهمية، وأي فائدة في هذا ؟ .
وقال في رواية أخرى، فأين الذي يروي ((أن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) ؟ وقيل له عن رجل، إنه يقول: خلقه على صورة الطين؛ فقال: هذا جهمي، وهذا كلام الجهمية؛ واللفظ الذي فيه ((على صورة الرحمن)) رواه الدار قطني، والبخاري، وابن بطة، مرفوعاً؛ وبعضهم وقفه على ابن عمر ، هذا كلام القاضي أبي يعلى ، في كتاب إبطال التأويل .
قال: وروى ابن مندة ، عن إسحاق بن راهويه ، قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) وإنما علينا أن ننطق به ، ثم ذكر القاضي: أن ابن قتيبة ذكره في مختلف الحديث ، فقال: الذي عندي ـ والله أعلم ـ أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشية من هذه، لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع؛ هذا كله كلام ابن قتيبة، والقاضي ملخصاً؛ وقال بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، وذكر الحديث: أن الله خلق آدم على صورته، فقال: لا نقول غير هذا، على التسليم والرضا، بما جاء في القرآن، والحديث، ولا نستوحش أن نقول: كما قال القرآن، والحديث . ( أ هـ الجواب ) .

أبوعبدالله سعد الليبي
09-14-2005, 04:38 PM
العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمه الله:

س 25 - يقول السائل: ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه وأن الله خلق آدم على صورته، فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث؟

الجواب للعلامه الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمه الله:
الحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته وفي لفظ آخر: على صورة الرحمن وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل، بل المعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا متكلما إذا شاء، وهذا هو وصف الله عز وجل، فإنه سميع، بصير، متكلم، ذو وجه جل وعلا، وليس المعنى التشبيه والتمثيل، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع، بصير، ذو وجه، ومتكلم إذا شاء، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا، ذا وجه، وذا يد، وذا قدم، ويتكلم إذا شاء. لكن ليس السميع كالسميع، وليس البصير كالبصير، وليس المتكلم كالمتكلم، وليس الوجه كالوجه. بل لله صفاته سبحانه وتعالى لا يشابهه فيها شيء، بل تليق به سبحانه، وللعبد صفاته التي تليق به؛ صفات يعتريها الفناء والنقص والضعف،
أما صفات الله سبحانه وتعالى فهي كاملة لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا فناء ولا زوال؛ ولهذا قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فلا يجوز ضرب الوجه، ولا تقبيح الوجه.

من هنا (http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4451)



جواب أخر للعلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


س 24 - يقول السائل: سمعنا من بعض العلماء أن أهل السنة والجماعة يتأولون بعض الآيات التي في الصفات فهل هذا صحيح أن مذهبهم التأويل أم أنهم يضطرون إلى ذلك أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب للعلامه الشيخ عبدالعزيز ابن باز-رحمه الله
: الصواب الذي أقره أهل العلم من أهل السنة والجماعة أنه لا تأويل في آيات الصفات ولا في أحاديثها، وإنما المؤولون هم الجهمية والمعتزلة، والأشاعرة في بعض الصفات، وأما أهل السنة والجماعة المعروفون بعقيدتهم النقية فإنهم لا يؤولون، وإنما يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، لا الاستواء، ولا القدم، ولا اليد، ولا الأصابع، ولا الضحك، ولا الرضا، ولا الغضب، كلها يمرونها كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لربنا سبحانه وتعالى يجب إثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

وبعض الناس يؤول الضحك بأنه الرضا، ويؤول المحبة بأنها إرادة الثواب، والرحمة كذلك، وهذا كله لا يرضاه أهل السنة والجماعة، بل الواجب إمرارها كما جاءت، وأنها حق، فهو سبحانه يحب محبة حقيقية تليق به لا يشابهها محبة المخلوقين، ويرضى، ويغضب، ويكره، وهي صفات حقيقية قد اتصف بها ربنا على الوجه اللائق به لا يشابه فيها خلقه، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] . وهكذا، يضحك ربنا كما جاء في النصوص ضحكا يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، وهكذا استواؤه على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا يشابه الخلق في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.

والمقصود أن التأويل لا يجوز عند أهل السنة بل الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، لكن مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لله لائقة به، أما التفويض فلا يجوز، والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية، والتفويض أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم، فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها وأنها معاني غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر، كلها معلومة لله سبحانه لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل: 74] . ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11] .

ويقول عز وجل: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا هو الحق الذي عليه أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، ومن تأول ذلك فقد خالف أهل السنة في صفة أو في أكثر.
من هنا (http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=nor00027.htm)

أبوعبدالله سعد الليبي
09-14-2005, 04:39 PM
الشيخ العلامة : محمد صالح العثيمين - رحمه الله -

السؤال: جزاكم الله خيراً هذه الأخت السائلة تستفسر عن حديث تقول نرجو توضيح معنى الحديث إن الله خلق آدم على صورته وهذه الهاء تعود على من؟
الجواب


الشيخ: الهاء تعود على الله عز وجل أي أن الله خلق آدم على صورته تبارك وتعالى كما جاء ذلك مفسرا في بعض الروايات (على سورة الرحمن) ولا يلزم من هذا أن يكون مماثلاً لله عز وجل لأن الله قال (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) فنقول إن الله خلق آدم على صورته دون مماثلة وهذا ليس بغريب فهؤلاء الزمرة الأولى من أهل الجنة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر بدون مماثلة فإذا جاز هذا بين المخلوقين فبين الخالق والمخلوق من باب أولى واعلم أن ما ورد في الكتاب والسنة في كتاب الله الواجب إجراؤه على ظاهره بدون تمثيل ولا يحق لنا أن نتصرف فيه بتحريفٍ عن معناه بل نقول بإثبات المعنى وننفي المماثلة وبذلك نسلم من الشر ومن تحريف الكلم عن مواضعه.


من هنا (http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7180.shtml)

ويوجد كلام للعلامة ابن عثيمين في شرح الواسطية نريد من ينقله
وكذلك كلام ابن خزيمة في كتاب التوحيد

أبوعبدالله سعد الليبي
09-15-2005, 12:18 AM
فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد أمان بن علي الجامي – رحمه الله –







ســُئل فضيلة الشيخ العلاَّمة محمد أمان بن علي الجامي – رحمه الله – عن اعتقاد أهل السنة والجماعة في قول النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الله خلق آدم على صورته ".فـأجـاب – رحمه الله – :

(هذا الحديث :" إن الله خلق آدم على صورته " ، إن كان السائل يريد الإيجاز يُـــقال : استئناسا بالحديث :" إن الله خلق آدم على صورة الرحمن " ، نُـثبت الصورة ، وإن اختلف أهل العلم في تفسير الصورة :
منهم من فسَّر بالصفة : أي متصفاً ببعض صفات الله تعالى ، أي : من حيث الاتفاق في اللفظ والمعنى العام ، وذلك وارد في الكتاب :" بعلـــم عليم " ، " بحلـــم حليم " ، وصْـف الله تعالى بالعلم والحلم ، ووصْـف عبد من عبيد الله تعالى بالعلم والحلم ، ونحن كُلــنا موصوفون بالسمع والبصـر ، فالله موصوف بالسمع والبصر. هذا الاتفاق في اللفظ العام ، والمعنى العام ، دون حقيقة السمع، وحقيقة البصـر، وحقيقة العلم ، وحقيقة الحلم ليـس في ذلك غضـاضة. أي : الاشتراك بين الخالق والمخلوق في بعض الصفـات في اللفظ أولاً ثم في المعنى العام : العلم العام ، الحلم العام . بمعنـى : قبل إضـافة سمع الله إلى الله ، وسمع المخلوق إلى المخلوق ، وقبل إضـافة علم الخالق إلى الخالق ، وعلم المخلوق إلى المخلوق ، هذا يُــقال له : المـطلق الكلي ( المعنى العام ) ؛ الاشتراك في هذا المطلق الكلي لا يضر ، لأن هذا المعنى العام ليس لأحد ، إنما تختص صفات الله بالله بالإضافة ، إذا قلنا سمع الله ، بصر الله ، علم الله ، مستحـيلٌ أن يشـارك الله أحدٌ في علمه وسمعه وبصره. هذه الإضـافة تسمى إضافة تخصيص ، الإضافة تُـخصص . إذاً بعد هذا الشرح ، إذا قيل : خلق الله آدم – كذلك أولاده – على صورته أي : متصفين ببعض صـفاته . كما شرحنا ، ليس في ذلك أي غضاضة.

منهم؛من يقول: نُـمِرُّ الحديث كما جاء : فنثبت صـورة تلــيق به دون بحثٍ عن حقيقة الصورة. هذان قولان لأهل العلم في هذا القسم ، وفي الحديث بحث طويــل لأن الحديث له سبب ، والحديث له تتمة.

لذلك بعض أهل العلم قد يخرج الحديث من نصوص الصفات : فيجعل الضمير راجعاً إلى المضروب " إذا ضرب أحدكم غُلامه فلا يضرب وجهه ولا يقبحه ، لأن الله خلق آدم على صورته " أي : على صورة هذا المضروب ، احتراماً لأبيكم آدم . يسمون هذا : التشبيه المقلوب ، لأنه شبَّهَ الأصل بالفرع ، شُـبِّهَ آدم بولده ، ولمْ يُشـبَّه الولد بالوالد ، لذلك يسمونه التشبيه المقلوب : إن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب . " إذا ضربتم غلامكم أو غِلْمَانكم فلا تضربوا الوجه ولا تُـقبِّحهُ " لا تقولوا : قبـَّـح الله وجهك ، ولا تضربوا في الوجوه ، احتراماً لأبيكم آدم ، لأن آدم خُلِـق على صورة هذا المضروب ، من نظر إلى سبب الحديث ، وفسَّر بهذا التفسير أخرج الحديث من كونه من نصوص الصفات.

وبعضهم؛ نظر إلى تتمة الحديث "إن الله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً" على صورته) :أي خلقه طويلاً هكذا ستون ذراعاً لم يتدرَّج كما تدرَّج أولاده ، " إن الله خلق آدم على صورته فطوله ستون ذراعاً " خلقه هكذا طويل ، واضح ؟!
كذلك من فسَّر بهذا التفسير يُـخرج الحديث من كونه من نصوص الصفات ، فيكون مرجع الضمير آدم نفسه ، خلق الله آدم على صورته هو ، أي على هذه الهيئة لذلك كل من يدخل الجَنَّة يدخل فطوله ستون ذراعاً كأبيهم آدم < ما شاء الله أهل الجنة طِــوال>.

هذان معنيان ؛ على هذين المعنيين : الحديث ليس من نصوص الصفات.
بعض أهل العلم يرجِّح المعنى الأول ، لماذا ؟! لوجود حديث آخر صريح ، هذا الحديث الثاني : " خلق الله آدم على صورة الرحمن ". عندما كتبت رسالةً تُـسمَّى : (المحاضرة الدفاعية عن السُّنَّة المحمدية) رداً على مدعي النبوة في السودان ، ناقشت هذا الحديث ، في ذلك الوقت لم يكن عندي الحديث الثاني ، لأن الحديث الثاني ضلَّ عندنا نصل إليه أنه ضعيف إلى أن صححه الشيخ التويجري وقرر تصحيحه الشيخ عبد العزيز بن باز شيخُنا ، بعد ذلك ثبت لدينا أن الحديث صحيح ، بناءً على صحة هذا الحديث يكون المعنى الأول هو الراجح ، أي : أن الحديث من نصوص الصفات ، خلق الله آدم على صورة الرحمن " متصفاً ببعض صفاته على ما شرحنا ، وبالله التوفيق. ) إ.هـ

المرجع :"أسئلة عامة - الوجه الأول -

أبوعبدالله سعد الليبي
09-15-2005, 01:09 PM
العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
يشرح حديث ( الصورة ) في شرحه للعقيدة الواسطية


وذلك عند قول المصنف ( ولا تمثيل .....)
" قال النبي- صلى الله عليه وسلّم -"إن الله خلق آدم على صورته"(1)، والصورة مماثلة للأخرى، ولا يعقل صورة إلا مماثلة للأخرى، ولهذا أكتب لك رسالة، ثم تدخلها الآلة الفوتوغرافية، وتخرج الرسالة، فيقال: هذه صورة هذه، ولا فرق بين الحروف والكلمات، فالصورة مطابقة للصورة، والقائل: "إن الله خلق آدم على صورته": الرسول عليه الصلاة والسلام أعلم وأصدق وأنصح وأفصح الخلق.
والجواب المجمل أن نقول: لا يمكن أن يناقض هذا الحديث قوله تعالى ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11]، فإن يسر الله لك الجمع، فاجمع، وإن لم يتيسر، فقل: ]آمنا به كل من عند ربنا[ [آل عمران: 7]، وعقيدتنا أن الله لا مثيل له، بهذا تسلم أما الله عز وجل.
هذا كلام الله، وهذا كلام رسوله، والكل حق، ولا يمكن أن يكذب بعضه بعضاً، لأنه كله خبر وليس حكماً كي ينسخ، فأقول: هذا نفي للماثلة، وهذا إثبات للصورة، فقل: إن الله ليس كمثله شيء، وإن الله خلق آدم على صورته، فهذا كلام الله، وهذا كلام رسوله والكل حق نؤمن به، ونقول: كل من عند ربنا، ونسكت وهذا هو غاية ما نستطيع .
وأما الجواب المفصل، فنقول: إن الذي قال: "إن الله خلق آدم على صورته" رسول الذي قال: ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11] والرسول لا يمكن أن ينطلق بما يكذب المرسل والذي قال: "خلق آدم على صورته": هو الذي قال: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر"(1)، فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمل واستدارة الوجه وما أشبه ذلك على صورة القمر، لا من كل وجه؟! فإن قلت بالأول، فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم آناف وليس لهم أفواه! وإن شئنا قلنا: دخلوا وهم أحجار‌‍ وإن قلت بالثاني، زال الإشكال، وتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه .
فإن أبى فهمك، وتقاصر عن هذا، وقال: أنا لا أفهم إلا أنه مماثل.
قلنا: هناك جواب آخر، وهو أن الإضافة هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فقوله: "على صورته"، مثل قوله عزوجل في آدم: ]ونفخت فيه من روحي[ [ص: 72]، ولا يمكن أن الله عز وجل أعطى آدم جزءاً من روحه، بل المراد الروح التي خلقها الله عز وجل، لكن إضافتها إلى الله بخصوصها من باب التشريف، كما نقول: عباد الله، يشمل الكافر والمسلم والمؤمن والشهيد والصديق والنبي لكننا لو قلنا: محمد عبد الله، هذه إضافة خاصة ليست كالعبودية السابقة.
فقوله: "خلق آدم على صورته"، يعني: صورة من الصور التي خلقها الله وصورها، كما قال تعالى: ]ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم[ [الأعراف: 11]، والمصور أدم إذاً، فآدم على صورة الله، يعني: أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في المخلوقات، ]لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم[ [التين: 4]، فإضافة الله الصورة إليه من باب التشريف، كأنه عز وجل اعتنى بهذه الصورة ومن أجل ذلك، لا تضرب الوجه، فتعيبه حساً، ولا تقبحه فتقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فتعيبه معنى، فمن أجل أنه الصورة التي صورها الله وأضافها إلى نفسه تشريفاً وتكريماً، لا تقبحها بعيب حسي ولا بعيب معنوي.
ثم هل يعتبر هذا الجواب تحريفاً أم له نظير؟
نقول: له نظير، كما في: بيت الله، وناقة الله، وعبدالله، لأن هذه الصورة (أي: صورة آدم) منفصلة بائنة من الله وكل شيء أضافه الله إلى نفسه وهو منفصل بائن عنه، فهو من المخلوقات، فحينئذ يزول الإشكال.
ولكن إذا قال لقائل: أيما أسلم المعنى الأول أو الثاني؟ قلنا: المعنى الأول أسلم، ما دمنا نجد أن لظاهر اللفظ مساغاً في اللغة العربية وإمكاناً في العقل، فالواجب حمل الكلام عليه ونحن وجدنا أن الصورة لا يلزم منها مماثلة الصورة الأخرى، وحينئذ يكون الأسلم أن نحمله على ظاهره.
فإذا قلت: ما هي الصورة التي تكون لله ويكون أدم عليها؟
قلنا: إن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان، فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر لكن بدون مماثلة، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.)) .
وتوجد رسالة للعلامة التويجري في شرح هذا الحديث ورد على الشيخ ناصر الالباني ننتظر من ينقله

أبوعبدالله سعد الليبي
09-19-2005, 10:32 PM
الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله ثعالى
في شرح العقيدة الواسطية

" الإجماع الذ ي يذكر في العقائد غير الإجماع الذي يذكر في الفقه ، إجماع أهل العقائد معناه أنه لا تجد أحدا من أئمة الحديث والسنة يذكر غير هذا القول ويرجحه ، هذا معناه الإجماع ، وإذا خالف أحد ، واحد أو نحوه فلا يعد خلافا ، لأنه يعد خالف الإجماع ، فلا يعد قولا آخر ، فنجد أنه مثلا أنهم أجمعوا على أن الله جل وعلا له (صورة) وذلك لأنه لا خلاف بينهم على ذلك كلهم يوردون ذلك ، فأتى ( ابن خزيمة ) رحمه الله تعالى رحمة واسعة فنفى حديث الصورة وتأوله ـ يعني حديث الخاص " أن الله خلق آدم على صورة الرحمن " ـ وحمل حديث " خلق الله آدم على صورته " يعني على غير صورة الرحمن ، وأنكر ذلك ، وهذا عُدّ من غلطاته رحمه الله ولم يُقل إن ذلك فيه خلاف للإجماع أو إنه قول آخر ، فإذن الإجماع في العقائد يعني أن أهل السنة والجماعة تتابعوا على ذكر هذا بدون خلاف بينهم ، مثل مسألة الخروج على أئمة الجور على ولاة الجور من المسلمين ، هذا كان فيه خلاف فيها عند بعض التابعين وحصلت من هذا وقائع ، وتبع التابعين ، والمسألة تذكر بإجماع ، يقال : أجمع أهل السنة والجماعة على أن السمع والطاعة وعدم الخروج على أئمة الجور واجب ، وهذا مع وجود الخلاف عند بعض التابعين وتبع التابعين لكن ذلك الخلاف قبل أن تَقَرَّ عقائد أهل السنة والجماعة ، ولما بُيِّنَت العقائد وقُرِّرَت وأوضحها الأئمة وتَتَبَّعوا فيها الأدلة وقرروها تتابع الأئمة على ذلك وأهل الحديث دون خلاف بينهم ، ففي هذه المسألة بخصوصها رُدَّ على من سلك ذلك المسلك من التابعين ومن تبع التابعين لأن هذا فيه مخالفة للأدلة فيكون خلافهم غيرَ معتبر لأنه خلاف للدليل ، وأهل السنة الجماعة على خلاف ذلك القول ، إذن الخلاصة أن مسألة الإجماع معناها : أن يتتابع العلماء على ذِكْر المسألة العقدية ، إذا تتابعوا على ذِكرها بدون خلاف فيقال أجمع أهل السنة والجماعة على ذلك " .

من هنا (http://www.alathary.net/vb2/showthread.php?t=8271)

12d8c7a34f47c2e9d3==