المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إضافة لأجوبة العلماء عن حديث الصورة العلامة السلفي البابطين يوضح عقيدة السلف .


كيف حالك ؟

متبع السنة
09-14-2005, 01:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله ومن اهتدى بهداه وبعد :

فهذا جواب لأحد أئمة الدعوة النجدية وهو الشيخ العلاَّمة السلفي عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله حيث سئل عن مسألة عظيمة في باب الاعتقاد والأسماء والصفات وهو ( حديث الصورة ) فأجاب بما يدين الله به من العقيدة السلفية ووضَّح للسائل المسئلة وبيَّن له مذهب أهل السنة والجماعة ولم يقل كما قال ربيع المدخلي حينما سئل عن حديث الصورة ( لا تسألوا عن هذا يا أهل السنة ) أو ( أتركوا هذه الأشياء ) أو ( أنا أنصحكم دائماً عن هذه الأشياء ... أتركوها بارك الله فيكم ) .
بل أجاب رحمه الله وهذا السؤال والجواب كما في الدرر السنية ( 3 / 260 ) :
(ص260 ) الجزء الثالث :
وسئل أيضاً: الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين ، عن قوله: خلق الله آدم بيده على صورته، هل الكناية في قوله: على صورته ، راجعة إلى آدم ... الخ ؟ .
فأجاب: هذا الحديث المسؤول عنه ، ثابت في صحيح البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً)) وفي بعض ألفاظ الحديث: ((إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته)) قال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات ، ومذهب السلف: أنه لا يتكلم في معناه؛ بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ، ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى؛ مع اعتقادنا أنه ليس كمثله شيء ، انتهى .
قال بعض أهل التأويل: الضمير في قـوله: ((صورته)) راجع إلى آدم ، وقال بعضهم: الضمير راجع على صورة الرجل المضروب ، ورد هذا التأويل ، بأنه: إذا كان الضمير عائداً على آدم ، فلا فائدة في ذلك ، إذ ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته؛ وأنه خلق الأنعام ، والسباع ، على صورها؛ فأي فائدة في الحمل على ذلك ؟ ورد تأويله: بأن الضمير عائد على ابن آدم المضروب ، بأنه لا فائدة فيه ، إذ الخلق: عالمون بأن آدم خلق على خلق ولده ،وأن وجهه كوجوههم ، فيرد هذا التأويل كله ، بالرواية
المشهورة ((لا تقبحوا الوجه ، فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن)) .

وقد نص: الإِمام أحمد على صحة الحديث ، وإبطال هذه التأويلات؛ فقال في رواية إسحاق بن منصور ((لا تقبحوا الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته)) صحيح ، وقال في رواية أبي طالب ، من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم ، فهو جهمي ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه ؟! وعن عبد الله بن الإِمام أحمد ، قال رجل لأبي ، إن فلاناً يقول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الله خلق آدم على صورته،فقال على صورة الرجل؛ فقال أبي كذب ، هذا قول الجهمية ، وأي فائدة في هذا ؟ وقال أحمد: في رواية أخرى ، فأين الذي يروي ((إن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) ؟ وقيل لأحمد ، عن رجل إنه يقول: على صورة الطين فقال: هذا جهمي ، وهذا كلام الجهمية .
واللفظ الذي فيه على صورة الرحمن، رواه الدارقطني، والطبراني، وغيرهما، بإسناد رجاله ثقات؛ قاله ابن حجر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجها ابن أبى عاصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، قال: ((من قاتل فليجتنب الوجه، فإن صورة وجه الإِنسان، على صورة وجه الرحمن)) وصحح إسحاق بن راهويه اللفظ فيه، على صورة الرحمن؛ وأما أحمد، فذكر أن بعض الرواة وقفه على ابن عمر، وكلاهما حجة؛ وروى ابن مندة، عن ابن راهويه، قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن آدم خلق على صورة الرحمن)) وإنما علينا أن ننطق به .
قال القاضي أبو يعلى، والوجه فيه: أنه ليس في حمله على ظاهره، ما يزيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأننا نطلق تسمية الصورة عليه، لا كالصور ،كما أطلقنا تسمية: ذات، ونفس، لا كالذوات، والأنْفس؛ وقد نص أحمد، في رواية يعقوب بن بختان، قال: ((خلق آدم على صورته)) لا نفسره، كما جاء الحديث، وقال الحميدي، لما حدث بحديث: ((إن الله خلق آدم على صورته)) قال: لا نقول غير هذا، على التسليم والرضا، بما جاء به القرآن، والحديث، ولا نستوحش أن نقول كما قال القرآن، والحديث .
وقال ابن قتيبة: الذي عندي – والله أعلم – أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذا، لأنها لم تأت في القرآن؛ ونحن نؤمن بالجميع، هذا كلام ابن قتيبة؛ وقد ثبت في الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فيأتيهم الله في صورة غير صورة التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون)) .
وفي لفظ آخر: ((صورته التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيعرفونه)) الحديث؛ فالذي ينبغي في هذا ونحوه: إمرار الحديث كما جاء، على الرضا والتسليم، مع اعتقاد أنه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [ الشورى: 11].
وأجاب أيضاً:
وأما السؤال عن الحديث الصحيح ((إن الله خلق آدم على صورته)) فقال إسحاق بن منصور، سئل أحمد بن حنبل، عن الحديث ((لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته)) فقال: صحيح؛ وقال في رواية يعقوب ابن بختان ((خلق آدم على صورته)) لا نفسره، كما جاء الحديث، وأنكر الإِمام أحمد على من قال: إن ((الهاء)) في قوله ((على صورته)) عائدة على آدم؛ فقال في رواية أبي طالب، من قال: إن الله خلق آدم على صورة آدم،فهو جهمي؛ وأي صورة لآدم قبل أن يخلقه ؟ وروى ابن مندة، عن عبد الله بن أحمد، قال: قال رجل لأبي، إن فلاناً يقول في حديث رسول الله : ((خلق آدم على صورته)) فقال على صورة الرجل، قال أبي: كذب، هذا قول الجهمية، وأي فائدة في هذا ؟ .
وقال في رواية أخرى، فأين الذي يروي ((أن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) ؟ وقيل له عن رجل، إنه يقول: خلقه على صورة الطين؛ فقال: هذا جهمي، وهذا كلام الجهمية؛ واللفظ الذي فيه ((على صورة الرحمن)) رواه الدار قطني، والبخاري، وابن بطة، مرفوعاً؛ وبعضهم وقفه على ابن عمر ، هذا كلام القاضي أبي يعلى ، في كتاب إبطال التأويل .
قال: وروى ابن مندة ، عن إسحاق بن راهويه ، قال: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن الله خلق آدم على صورة الرحمن)) وإنما علينا أن ننطق به ، ثم ذكر القاضي: أن ابن قتيبة ذكره في مختلف الحديث ، فقال: الذي عندي ـ والله أعلم ـ أن الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع والعين، وإنما وقع الألف لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشية من هذه، لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع؛ هذا كله كلام ابن قتيبة، والقاضي ملخصاً؛ وقال بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، وذكر الحديث: أن الله خلق آدم على صورته، فقال: لا نقول غير هذا، على التسليم والرضا، بما جاء في القرآن، والحديث، ولا نستوحش أن نقول: كما قال القرآن، والحديث . ( أ هـ الجواب ) .

قاسم علي
09-14-2005, 05:00 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==