المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة منبرية قيمة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى بعنوان *صفات أهل الإيمان*


كيف حالك ؟

رياض عبدالقادر
09-10-2005, 10:57 PM
--------------------------------------------------------------------------------

خطبة منبرية قيمة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى بعنوان *صفات أهل الإيمان*

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة منبرية قيمة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى بعنوان *صفات أهل الإيمان*
إليكم الخطبة

*** الحمد لله ذي الفضل و الإحسان, يمن على من يشاء بهدايته للإيمان, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لآ شريك له, و أشهد أن محمد ا عبده و رسوله
أرسله بالهدى و دين الحق بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا , و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا , صلى الله عليه و على أله و أصحابه و سلم
تسليما كثيرا.
أما بعد – أيها الناس اتقوا الله تعالى و اعلموا أن أعظم نعمة ينالها العبد هدايته للإيمان , فاسألوا الله أن يحبب إليكم الإيمان و يزينه في قلوبكم
ويكره إليكم الكفر و الفسوق و العصيان, إن الإيمان ليس بالتحلي و التمني, و لكنه ماوقر في القلوب و صدقته الأعمال , إن الإيمان قول باللسان
و إعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية له أركان ستة هي = الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الأخر
و بالقدر خيره و شره , و للإيمان علامات , و هو بضع و سبعون شعبة أعلاها قول لآإله إلا الله , و أدناها إماطة الأذى عن الطريق , و الحياء
شعبة من الإيمان , و الله تعالى ينادي أهل الإيمان في كثير من أيات القرأن فيأمرهم و ينهاهم لأن إيمانهم يدعوهم إلى فعل الأوامر و إجتناب النواهي
فالذي يقول بلسانه إنه مؤمن لكنه لا يفعل ما أمر الله به , و لا يجتنب ما نهاه الله عنه كاذب في دعواه الإيمان .قال الله تعالى # ومن الناس من يقول
ءا منا بالله و باليوم الأخر وما هم بمؤمنين , يخادعون الله و الذين أمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم و مايشعرون # البقرة8-9
إن الإيمان منطلق للأعمال الصالحة والصفات الحميدة, قال تعالى # إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم أياته زادتهم
إيمانا و على ربهم يتوكلون , الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون # الأنفال 2-3 و الإيمان يصحح الأعمال و يجعلها مقبولة عند الله تعالى
قال تعالى # من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون # النحل 97 و على العكس
لآ يقبل مع عدم الإيمان أي عمل مهما كثر. قال تعالى # و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا# الفرقان 23. أهل الإيمان هم الذين يتحاكمون
عند النزاع والإختلاف إلى كتاب الله و سنة رسوله قال تعالى # إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا
و أولئك هم المفلحون #النور 51 أما أهل الكفر و النفاق فإنهم يعرضون عن حكم الله و رسوله و يأبون التحاكم إليهما و يريدون التحاكم إلى الطواغيت
و القوانين الوضعية و فيهم يقول الله تعالى # و يقولون أمنا بالله و بالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك و ما أولئك بالمؤمنين , و إذادعوا
إلى الله و رسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون # النور 47-48 و يقول تعالى فيهم # ألم ترإلى الذين يزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك وما أنزل
من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به , و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالابعيدا , و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله
وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا# النساء60-61
عباد الله _ إن في وقتنا هذا من يريد إيمانا بالتسمي فقط فيريد إيمانا بلا أعمال, إيمان بلا صلاة و لا زكاة و لا صيام و لا حج , بل يريد إيمان بلا توحيد
ولا عقيدة, يريد إيمانا مع عبادة القبورو الأضرحة و الأولياء و الصالحين, يريد إيمانا مع تحكيم القوانين و الطواغيت في فك المنازعات و المخاصمات
مع أنه لآ بد لتحقق الإيمان من الكفر بالطاغوت قال تعالى # فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لآ انفصام لها, و الله سميع عليم #
البقرة 256 , ولآبد لصحة العبادة من الكفر بالطاغوت قال تعالى # ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت# النحل 36
وقال تعالى # واعبدوا الله ولآ تشركو به شيئا# النساء 36
عباد الله = وهناك معاص دون ذلك لآ تبطل الإيمان لكنها تنقصه و تضعفه , فيجب على المؤمن تجنب سائر المعاصي حفاظا على إيمانه فلا يغش
في المعاملة , و لآ يفجرفي الخصومة , و لآ يكذب في الحديث , و لآ يخلف في الوعد , و لآ يخون في الأمانة , و لآ يغدرفي العهد , و لآيغتاب ولآ يشتغل
بالنميمة , يجتنب المكاسب المحرمة فلآ يأكل الربا و لا يأخذ الرشوة و لا يأخذ مال اليتيم , يترفع عن الدنايا فلا يشتم و لا يسب , فليس المؤمن بالطعان
و لا باللعان و لا الفاخش و لا البذيء, يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه , يصلح ذات البين عملا بقوله تعالى # إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين
أخويكم # الحجرات 10 , يتألم لألم إخوانه المؤمنين عملا بقوله صلى الله عليه و سلم – مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى
منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى- ومن صفات المؤمنين , الشكر في حال الرخاء و الصبر في حال الضراء , قال صلى الله عليه وسلم
--عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير, و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر , فكان خيرا له , و إن أصابته ضراء صبر , فكان خيرا له-
أيها المؤمنون –وكما أن المعاصي تنقص الإيمان وتضعفه فإن الطاعات تزيد الإيمان و تقويه. قال تعالى # إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله و جلت قلوبهم
و إذا تليت عليهم أياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون # الأنفال 2, و قال تعالى # هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمان مع إيمانهم
و لله جنود السموات و الأرض و كان الله عليما حكيما # الفتح 4, فالإيمان يزيد بتلاوة القرأن و يزيد بفعل الطاعات و يزيد بمجالسة الصالحين و يزيد
بذكر الله. قال تعالى # الذين أمنوا و تطمئن قلوبهم لذكر الله ألآ بذكر الله تطمئن القلوب # الرعد 28, فعليكم يا عباد الله بما يقوي إيمانكم ويرفع درجاتكم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم # ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من أمن بالله و اليوم الأخر و الملائكة و الكتاب و النبين
و أتى المال على حبه ذوى القربى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و أتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين
في البأساء و الضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون # البقرة 177***, إنتهى
المرجع – كتاب الخطب المنبرية في المناسبات العصرية للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى , ص286- 288
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

12d8c7a34f47c2e9d3==