المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : -الله اكبر-مدافع الهاون تحسم المواجهة في الدمام وتجهز على المتحصنين (الخوارج)


كيف حالك ؟

مفتاح السلفي
09-07-2005, 09:02 AM
مدافع الهاون تحسم المواجهة في الدمام وتجهز على المتحصنين
مقتل 11 إرهابياً بينهم مطلوبون من قائمة الـ36
العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر واستشهاد 4 وإصابة 56 من رجال الأمن


المبنى بعد تطهيره
حسمت قوات الأمن السعودي مواجهاتها مع الخلية الإرهابية المتحصّنة في مدينة الدمام، بمصرع آخر الإرهابيين الأحد عشر ظهر أمس الثلاثاء، بعد قرابة 46 ساعة بدأت في شارع الأمير محمد بن فهد، ظهر الأحد، وانتهت في حيّ الحمراء، منتصف نهار أمس وسط تأكيدات بأنها تشمل مطلوبين من قائمة الستة والثلاثين.

و أسهمت مدافع الهاون التي استخدمتها قوات الأمن ضد الإرهابيين في إنهاء المواجهة التي أسفرت عن استشهاد 4 من رجال الأمن طبقاً لبيان لوزارة الداخلية السعودية بثته أمس، إضافة إلى 56 مصاباً من رجال الأمن ، إصابة العديد منهم خفيفة طبقاً لمصادر "الوطن".
وكانت المواجهات قد سارت صباح أمس أكثر عنفاً وانتقلت إلى منزل مجاور للمبنى الأول الذي تحصن فيه الإرهابيون، وزادت حدة المواجهة التي استُخدمت فيها قذائف الـ "آر بي جي" من الطرفين، إلا أن الموقف أصبح أكثر ضراوة بعد أن قررت القيادات العسكرية في الموقع استخدام مدافع الهاون إلى جانب القاذفات التي دكت المنزل الذي تحصن فيه المطلوبون.

و انتهى الموقف بعد أن أصبح المشهد أكثر رعباً لحجم الدمار الذي أصاب المنازل التي دكت فوق رؤوس من تبقى من المطلوبين وتوقفت تماماً كافة الأسلحة الرشاشة و أصبحت المدافع هي سيدة الموقف.
ولم يدم الأمر طويلاً حتى تم استكشاف الموقع و تم التأكد من عدم وجود أي من المطلوبين على قيد الحياة، في حين تم أيضاً التأكد من عدم وجود أشراك متفجرة في المنزلين، لتبدأ شعبتا المتفجرات والأدلة الجنائية في رفع المضبوطات التي تنوعت بين أكياس من "البودرة" لتصنيع مواد متفجرة يعتقد بأنها من مادة "اليوريا" وكميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الرشاشة و قذائف الـ"آر بي جي"، إضافة إلى مبالغ مالية.



بعد القضاء على الرموز الكبيرة للتنظيم
القاعدة تلجأ الى تجنيد صغار السن لسهولة التغرير بهم وبعدهم عن أنظار الأمن

الدمام: الوطن
انتهج تنظيم القاعدة في السعودية خلال العامين الأخيرين خطا مختلفا عن نهجه السابق تمثل في التركيز على تجنيد صغار السن ليكونوا قاعدة للتنظيم بعد القضاء على الرموز الكبيرة للتنظيم من قبل قوات الأمن في مختلف العمليات التي قادتها أجهزة الأمن خلال المرحلة السابقة ومحاصرة الأعضاء الآخرين عبر قوائم المطلوبين.
وتركز نهج التنظيم الحديث في تجنيد صغار السن لسهولة التغرير بهم من جهة وبعدهم عن أنظار رجال الأمن من جهة أخرى.
ويتم استدراج صغار السن ليكونوا أعضاء فاعلين في التنظيم تحت بعض الحجج الواهية أهمها وجوب الجهاد في العراق والاستعداد لذلك ويتم تهريب عدد منهم إلى العراق عبر حدود الدول المجاورة.
فيما يتم تجنيد الآخرين كخلايا إرهابية داخل السعودية وقد كشفت عملية مداهمة حي البحر في المدينة المنورة عن تجنيد صالح العوفي ومساعديه محمد عويضة وأسامة عسيلان 42 شابا من صغار السن تم القبض عليهم جميعا حسب بيان وزارة الداخلية.
وكانت تقارير صحفية سابقة نشرتها "الوطن" قد كشف من خلالها أولياء أمور أنه تم تجنيد أبنائهم في غفلة منهم مستغلين بعض المراكز والاستراحات الخاصة التي يبثون من خلالها فكرهم المنحرف في عقول صغار السن حيث أقنعوهم بترك الدراسة والانسحاب من وظائفهم والخروج خفية دون علم أهاليهم ولعل اختفاء شباب في سن مبكرة من محافظة الطائف بعد فتاوى متشددة لهجر الكرة والانسحاب خفية دون علم أهاليهم مثل ما حدث مع ماجد السواط مهاجم فريق الرشيد وزميليه ثامر الثمالي وضيف الله الحارثي يبرهن على استراتيجية التنظيم في تجنيد هؤلاء وكذلك ما حدث في الزلفي والرياض والقصيم إذ تم تجنيد عشرات الشباب من مدارس القصيم و المملكة للذهاب إلى ما يسمى الجهاد بالعراق ومن ضمنهم ماجد صنت المطيري وسلطان عسيري وسلطان فيحان العتيبي والشقيقان محمد وعبد الله سالم القحطاني اللذان لقيا مصرعهما في العراق وهم من طلبة المرحلة المتوسطة بمدرسة الشقة بالقصيم وسبق لـ"الوطن" نشر تفاصيل ذلك في عدد السبت الماضي.
ولا تبعد خلية الدمام عن سير خط التنظيم في تجنيد الأتباع الصغار إذ تؤكد المصادر الأمنية أن من بين القتلى بعضا من الشباب المغرر بهم والذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما.http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-09-07/first_page/first_page01.htm



بعضهم في شقق مفروشة، وآخرون في جوار "المواجهة"
أهالي الحمراء ينهون ثلاثة أيام عصيبة من الترقب والفزع


الأمير محمد بن نايف أمام بقايا الأسلحة والقنابل التي خلفها الإرهابيون في المبنى الذي تحصنوا فيه بحي الحمراء في الدمام
الدمام: الوطن
أنهى سكان حي الحمراء ثلاثة أيام استثنائية حملتهم على معايشة أوضاع غير طبيعية بفعل أحداث المواجهة التي حسمها رجال الأمن السعودي. وأخل العديد من الأسر منازلها القريبة من المواجهات، ليعودوا إليها وقد تغيّر حال واجهاتها على الأقل. وقد تأثرت المباني في بواباتها ونوافذها بتراشق النيران، الأمر الذي يشير إلى أن الإخلاء كان أحد أهمّ إجراءات السلامة التي أمنتها القوات السعودية لسكان الحي، علاوة على السلامة النفسية التي حظي بها كثير من أطفال الحي ونسائه، بإبعادهم عن ضغط المواجهة العسكرية الشرسة. ولم تسمح وتيرة المواجهة لقوات الأمن بإخلاء كل الأسر، على الرغم من أن المنازل المتاخمة لمسرح المواجهة كانت خالية من المدنيين أثناء المواجهة الأمنية. وقد اضطرّت بعض الأسر إلى مواجهة الضغوط النفسية المترتبة على بقائهم وسط ضجيج القصف والتراشق الناري. ولم تتمكن أسر أخرى من الخروج من منازلها أو إدخال أحد من أقاربها إليها بسبب تشديد التطويق الأمني، في الوقت الذي حظيت فيه بعض الأسر بالإقامة في شقق مفروشة مستأجرة بعيداً عن مسرح الخطر.

وقالت حسنية الغامدي (معلمة في الابتدائية 48 بالعزيزية) لم أكن راغبة في الخروج من المنطقة إلا بعد إصرار زوجي على خروجنا، وكنت أحب متابعة الأحداث عن قرب من قلب الحدث حتى أصبح على دراية بما يحدث ولم يتسرب لنفسي أي نوع من المخاوف حتى على أبنائي، لكن تعرض أحد أطفالي إلى ارتفاع درجة حرارة جسمه بسبب التهاب شديد في أذنه اضطرّنا إلى الخروج جميعاً من المنزل، إذ لا يمكن عودة أحد بعد خروجه. وقالت: استأجرنا شقة مفروشة تبعد عن منزلنا بـ 4شوارع ليعيش أولادنا الخمسة في ترقب لما يجري، لكن أشد ما أقلقنا هو تسرب إشاعة عن هرب أحد الإرهابيين، وانتقالهم إلى مبنى آخر وهذه الأخبار تنتشر بين أهالي الحي في لقاء رجالهم في الصلوات في مسجد الحساوي بالحمراء الذي يقيم الصلوات كاملة رغم شدة الأحداث أوقات رفع الأذان وأثناء الصلوات وقالت أمل بوبشيت التي لم تخرج من الحي "عرفنا بانتهاء عملية المداهمة من التلفزيون"، مضيفة "لم ننم طوال ثلاثة أيام بسبب التراشق المستمر بالرصاص كما أن اهتزاز الأثاث يصيبنا بالهلع خاصة في وقت متأخر من الليل، خاصة بتأثر الزجاج في الشبابيك وبعض الأرفف داخل المنزل وبعض قطع الأثاث. ومع ذلك أصرت بوبشيت وأسرتها على البقاء خوفاً من السرقة وتعرضهم للخطر أثناء الخروج.



بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية
مغادرة عائلة تقيم بجوار منزل الإرهابيين المستشفى

الدمام: الوطن
غادرت العائلة التي استطاعت قوى الأمن إجلاءها مساء أمس من منزلها الملاصق للمنزل الذي تتحصن به الخلية الإرهابية في حي المباركية مستشفي الدمام المركزي بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية.
وكانت الأسرة المكونة من أب معاق وخمس نساء وأربعة أطفال قد ظلت محتجزة داخل إحدى الغرف الموجودة في منزلها حوالي 28 ساعة في حالة رعب وخوف جراء القصف المتواصل والمتبادل بين الجهات الأمنية والمطلوبين، وقد تجمع كل أفراد الأسرة ومعهم خادمتان آسيويتان في زوايا إحدى الغرف طوال الفترة التي سبقت إجلاءهم، خشية إصابتهم بالرصاص أو سقوط قذائف عليهم، وعند إخراج الأسرة من منزلها قالت امرأة منهم إنهم عاشوا حالة رعب لا يمكن وصفها، خاصة وأن والدهم معاق ولا يمكنه مساعدتهم في الخروج، و لم يتمكنوا من إخراجه.



قائد بقوات الطوارئ يرفض البقاء للعلاج في المستشفى أثناء المواجهة

الدمام: الوطن
رفض قائد شعبة المهمات بقوات الطوارئ الخاصة من قوة تبوك الملازم مهنا بن سعد الروقي أوامر الأطباء بالبقاء في المستشفى والعلاج بعد الإصابة التي تعرض لها في قدمه جراء شظية طائرة أصابته في رجله. و أصر " الروقي " بعد أن تلقى العلاج الأولي في المستشفى على العودة لمشاركة زملائه وأفراد فرقته في محاصرة الإرهابيين حتى تنتهي المهمة المكلفين بها للقضاء على الفئة الضالة.

.. و جندي ينزف و يرفض التخلي عن سلاحه

الدمام : الوطن
امتنع أحد أفراد قوات الطوارئ المصابين التخلي عن سلاحه وظل ممسكا به بكلتا يديه الاثنتين رغم إصرار زملائه على أخذ سلاحه من يده لحين إتمام علاجه ووقف نزيف الدماء من جسده.



مفكرون ومحللون : لا يصح أن يظل رجال الأمن وحدهم في مواجهة الإرهاب

الدمام: فهد العيلي
أجمع عدد من والمفكرين والباحثين لـ "الوطن" أن الحل الأمني ليس كافيا في مواجهة أفكار الإرهاب مطالبين المجتمع بأن يضاعف جهوده لمواجهة هذا الفكر الهدام في معرض تعليقهم على أحداث الحمراء في الدمام.
ويقول الكاتب والباحث حماد السالمي إن رجال الأمن سيظلون وحدهم في مجابهة ومقاومة الإرهاب وأدواته البغيضة إلى أن يصبح كل مواطن حريص على التراب الوطني، رجل أمن،يدرك الخطر المحدق به،ويعمل بكامل مسؤوليته، على الوقوف في وجهه لصده وردعه واجتثاث جذوره.
وهذا بطبيعة الحال، لن يتحقق إلا إذا خلع الخطاب المتطرف عنه، جبته الطالبانية القبورية،فتحول إلى الوسطية والاعتدال،وسلك طريق السلام والوئام،ونبذ طريق الكره والحشد للتحارب والاختصام.
ويضيف: إذا أصبح كل معلم في مدرسة، رجل أمن، يشيع بين طلابه ثقافة وطنية لا حزبية،تجسد أبعاد الوطن الذي نعيش فيه،لا تلك الأوطان البعيدة عنا في أصقاع المعمورة،وإذا استطاع هذا المجتمع بكل فهم ومسؤولية، نزع فتيل الشريط المتطرف المفخخ،وتنزيه الدين عن الأغراض والأهواء الشخصية، التي تتزين برداء الدين وإذا نهض الوطن كله، بمهمة مشروع وطني شجاع، يستهدف التفكيك والمراجعة الشاملة، فلا يدع كتاباً أو فتوى أو مقرراً دراسياً، إلا أخضعه للفحص والتدقيق والمراجعة والتصحيح، وخاصة تلك الكتب القديمة أمثال كتاب: (الدرر السنية).
ويوضح السالمي أنه إذا استطعنا كمجتمع، كسب أنصار الموت إلى جانب أصدقاء الحياة، وأصبح في مقدور البعض منا، النظر إلى الأمام لأول مرة، بدل النظر إلى الخلف في كل مرة فالبيانيون وأصحاب الفتاوى المنفلتة، وأهل الدروس غير المنضبطة، ما زالوا يرفدون مشروع الإرهاب بالمزيد من الشباب.
وعلق الشيخ عبدالمحسن العبيكان عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت على ما عاشته السعودية من ويلات الإرهاب في الثلاث السنوات الأخيرة وتجنيد الشباب في معركة التطرف ضد مجتمعهم بقوله إنه ليست هذه الطريقة الشرعية ولا الطريقة العقلية المقبولة لأجل الوصول إلى مجتمع إسلامي متدين تطبق فيه أحكام الشريعة الإسلامية تطبيقا كاملا بلا أي خلل، ولا شك أن كل مسلم يريد الوصول إلى أرقى درجات التطبيق الفعلي للإسلام في جميع بلاد المسلمين، كما أن كل مسلم يريد أن يصل المسلمون جميعا إلى أرقى درجات التدين والتمسك بتعاليم الإسلام، ولكن كيف الوصول إلى هذا الهدف، فهو في الدرجة الأولى السعي إلى دعوة المسلمين جميعا أفرادا وجماعات وأيضا حكومات دعوتهم إلى الرجوع إلى التمسك الصحيح بالكتاب والسنة وتطبيق ما جاء في الشرع الحنيف الناس بالدين والعقيدة أولا الصحيحة ثم التمسك بتعاليم الإسلام السلوكية فإنه يحصل بعد ذلك التمكين.. الذي هو من الله عز وجل ولا يسعى إليه البشر، ويضيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان في مكة لم يدع أبدا إلى إيجاد دولة ولا إلى أن ينصب حاكما على أحد إنما دعا فقط إلى التوحيد ثم بعد ذلك مكن الله له بأن أتاه الأنصار فبايعوه فحصل بعد ذلك التمكين لدولة الإسلام في المدينة، إذاً أولا إصلاح الناس في عقائدهم وسلوكهم ثم يحصل التمكين بعد ذلك من الله عز وجل، وهؤلاء الذين يسعون إلى إثارة الفتن وإلى إيجاد الجماعات التي تسمى بالجماعات الإسلامية وإلى التحزبات، للأسف الشديد يركزون على الدولة أولا ثم الدعوة إلى التوحيد وإلى إصلاح المجتمع ثانياً وهذا خلاف ما دعا إليه الرسل تماما، فإنهم عكسوا الأمر بل وخالفوا السنة النبوية والسنة الكونية، فحصل من ذلك خلل كبير في المجتمعات الإسلامية بسبب هذه الدعوات المغرضة التي لا هم لها سوى الوصول إلى السلطة فهمهم في دعوتهم السرية ودعوتهم العلنية هو السعي إلى إيجاد تنظيمات سرية هرمية بحيث يسيطرون على الشباب في المكتبات وحلقات تحفيظ القرآن (الجماعات) ويستغلون التجمعات الشبابية الدينية والعلمية لأجل تنظيم هذه التجمعات بحيث تكون لها بيعة ولها انتماء فينتمي هؤلاء إلى من يقودهم ومن يقودهم ينتمي إلى من يقودهم وهكذا في شكل هرمي، وقد لا يفقه كثير من الشباب ما يساقون إليه، وإنما يوضح لهم أن هذا عمل إسلامي لأجل نصرة الإسلام والمسلمين وتحقيق أهداف إسلامية ونحو ذلك، ولكنهم لا يشعرون بما يخطط لهم ولا يعرفون الهدف الحقيقي والأساس وراء هذا الاستغلال وإنما هذا يكون واضحا ـ لقادة ـ معينين.
ويشير إلى أن الذي حصل في هذه العصور المتأخرة هو في الحقيقة نوع من الخروج على ولاة الأمر الذي قام به أسلافهم من خوارج عثمان رضي الله عنه وخوارج علي رضي الله عنه أيضا وهؤلاء أيضا يركزون على تحكيم بعض الدول في القوانين الوضعية ويجعلون من تحكيم القوانين الوضعية كفرا مخرجا عن ملة الإسلام يسوغ للناس أن يخرجوا على الحاكم، وأن يثيروا الفتنة والقتال ثم يحصل لهم التمكين والخلافة كما يزعمون، وطبعا مسألة تحكيم القوانين الوضعية هي مسألة فيها تفصيل كما قرر ذلك أهل العلم، ليس بكفر مخرج عن ملة الإسلام إلا إذا اعتقد المحكم للقوانين الوضعية أنه يجوز له أن يحكمها مع وجود الشرع، أو أنها أفضل من الشرع أو أنها مماثلة، أما إذا حكمها وهو يعتقد أن حكم الله أحسن ولكن لشهوة ما أو أمور اقتضت أنه لا يستطيع أن يحكم الشريعة مع الاعتقاد بأنها أحسن وأفضل هذا لا يكفر وإنما يؤثم، لذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقر النجاشي على أنه عندما أسلم لم يستطع أن يحكم شريعة محمد صلى الله عليه وسلم في قومه لأنه لظروف ما لم يستطع فأقره النبي صلى الله عليه وسلم ولما مات صلى عليه ولهذا حينما قال الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال بعد ذلك (فأولئك هم الظالمون) ثم قال (فأولئك هم الفاسقون) فلم يجعل كل محكم لغير حكم الله، لم يجعله على الإطلاق كافرا، هناك دول لم تحكم القوانين الوضعية مثل هذه الدولة المباركة التي قامت على تحكيم الشريعة الإسلامية، ولكن هؤلاء لم يستثنوا هذه الدولة، بل إنهم لما كفروا الدول التي تحكم القوانين جاءوا بشبه أخرى لتكفير هذه الدولة حتى يسوغوا للناس الخروج على الولاة لأن الولاة كما يزعمون أتوا ببعض الأمريكان وبعض الأوروبيين لجزيرة العرب ولابد من إخراجهم.
ويقول: هذا ما تكلمت عنه كثيرا وبينت ودحضت هذه الشبه بالأدلة وليس هناك مجال لإعادة الحديث عنها مرة أخرى، فمسألة التكفير ومسألة إخراج المشركين من جزيرة العرب ومسألة إعانة الأمريكان بزعمهم على قتال المسلمين في العراق كلها شبه باطلة، ودحضناها ولله الحمد وكلها مبنية على أسس غير صحيحة لا من حيث النقل ولا من حيث العقل ولا من حيث الدليل ولا من حيث كيفية التعامل مع هذه الأمور التي يعتمدون عليها في التكفير والخروج وقتل المسلمين والمعصومين من غيرهم.
وأضاف أن الجماعات هذه موجودة بشكل سري لأن الدولة لا توافق على أن يكون في هذا البلد جماعات وتحزبات، لأن هذا مما يدعو إلى ضعف المسلمين وتناحرهم وإثارة الفتن بينهم فالواجب أن نكون كمسلمين أمة واحدة، وإخوة وكما يقول الله عز وجل (إنما المؤمنون إخوة) إذاً فلماذا نفرق بين الإخوة، هذا هو التفريق وهذا الذي يسعى إلى إيجاد الجماعات والتحزبات هذا يريد تفريق كلمة المسلمين، ويريد كل جماعة أن تناهض الجماعة الأخرى ويحصل بينهم النزاع والفتن، وقد يصل الأمر إلى الاقتتال، كما حصل في مواطن أخرى أو في بلاد أخرى فيخشى من هذا وأيضا النبي صلى الله عليه وسلم دعانا إلى أن نكون أمة واحدة.
ويستطرد الشيخ قائلاً: ـ للأسف الشديد الجهات التربوية لم تقم بواجبها المناط بها على الوجه الأكمل، هناك تقصير كبير جدا لا في الجامعات ولا في المدارس عموما، فنسمع للأسف أن هناك من يقوم بالتدريس في المدارس أو إلقاء المحاضرات في الجامعات وهو يغذي الفكر التكفيري ويستغل خلوة هذا المدرس أو هذا الأستاذ الجامعي أو المحاضر بالطلبة في هذه الخلوة التي هي في الحقيقة خلوة رسمية وتحت مظلة الدولة فأوتي له شباب وجمعوا له رغم أنوفهم في الجامعة أو المدرسة لأجل أن يلقي عليهم المنهج، ولكن استغلوا هذا لنشر الفكر التكفيري والفكر المنحرف قام بعضهم بذلك ولا يزال يقوم بعضهم بهذا العمل وللأسف الشديد الرقابة ضعيفة جدا وهذا ما نخشاه في المستقبل.
وطالب الشيخ الأساتذة والمدرسين وكل العاملين في مجال التربية أن يتقوا الله في المسلمين عموما ويتقوا الله في هؤلاء الشباب خصوصا، لأن هؤلاء الشباب سوف يخرجون للمجتمع، فإذا خرجوا بهذه الأفكار ترعرع فكر الخوارج وفكر التكفير وفكر الانحراف وحصلت الفتن وأصبح الناس جميعا في فوضى لا يعلم مداها أحد.

12d8c7a34f47c2e9d3==