المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :::::::: الخَوَارِج وَ المَكْر :::::::::::: مهم جدا :::::::::::


كيف حالك ؟

عبد العلي الأثري
09-02-2005, 08:47 PM
الخَوَارِج وَ المَكْر

قال تعالى:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}((الصف:7)) أي لا أحد أظلم منه.
قال أحد علماء الخوارج بعد ما تاب ورجع إلى عقيدة أهل السنة و الجماعة: انظروا إلى من تأخذون دينكم منه، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثاً.
ونسوق لك أيها القارئ الكريم ثلاث قصص من مكر و كذب هؤلاء ترى العجب العجاب:
القصة الأولى: قصة محمد بن عبد الله بن تومرت المصمودي البربري، المدعي أنه علوي حسيني، وأنه المهدي، وهو غرثي بربري رحل من المغرب إلى الشرق، وحصل على فنون من العلم، وكان رجلا عاقلاً ورعا ساكنا ناسكا زاهداً متقشفا أمَّرًا بالمعروف ناهياً عن المنكر محباً للجهاد شجاعاً جلدا عميق الفكر بعيد الغور فصيحاً مهيبا، وكل هذه الحميدة التي قل أن تجتمع في رجل لم تمنعه و تحجزه من جرأته و إقدامه على حب الرئاسة و الظهور، وارتكاب المحظور، ودعوى الكذب و الزور، وانتحال النسب الحسني الشريف، وأنه المهدي المعصوم، وهو بالإجماع مخصوم.
جاء إلى مكة وأخذ ينكر على ولاة الأمر، فاخرج منها، ثم ذهب إلى مصر و انكر فطردوه، وأقام بالثغر مدة فنفوه وركب البحر.
ونزل بالمهدية فاجتمع إليه شباب يقرءون عليه، ثم تحول إلى بجاية فأنكر فأخرجوه، فلقي بقرية(ملالة) عبد المؤمن بن علي شاباً ذكياً، فأفضى إليه بسره ودرس عليه ولزمه، ودخل مراكش وأنكر كعادته، فأشار الشيخ بن وهيب الفقيه على الوالي علي بن يوسف بن تاشفين بالقبض عليه ومن معه سدا للذريعة، وخوفاً من غائلته و إثارة الفتن، وكانوا مقيمين في مسجد داثر خارج مراكش، فاحضر وعقد له مجلس مناظرة بينه وبين العلماء، وحضره الوالي و الأعيان، فأخذ بالإنكار و الوعظ، فقويت التهمة عند الشيخ بن وهيب ومن معه من العلماء وفهموا مراد تومرت، فأشاروا على الملك أن يسجنه ومن معه وينفق عليهم كل يوم دينار، وإلا سوف ينفق عليهم جميع بيت المال، فهون الوزير عليه أمرهم، ليقضي الله أمراً كان مفعولا، ولله في خلقه شؤون، وربك يفعل ما يشاء فصرفهم وتركهم وطلب منه الدعاء.
فخرجوا وساروا إلى أغمات قرية خارج مراكش، وانقطع بجبل هناك، فاشتهر اسمه وتطلعت النفوس إليه، وأخذ يستميل الشباب الأغتام و الجهلة الرعاع، ويلقي ما في أنفسه عليهم، وطالت مدته، وأصحابه يكثرون، ويحثهم على التقوى و الجهاد، ويذكر لهم الأحاديث الواردة فيه و المرغبة إليه.
ثم أخذ يذكر لهم المهدي و يشوق إليه بالأحاديث الواردة فيه حتى تلهفوا إليه واشتاقوا للقياه، فلما رأى ظمأهم إليه، قال: أنا هو، وانتحل لهم نسبا فصدقوه وامنوا به وبما يروي لهم من الرؤى الكاذبة ونحوها، وإن أفرى الفرى أن يقول الرجل رأيت وما أرى.
ثم جهزهم، وقال: اقصدوا هؤلاء المارقين، فادعوهم إلى إزالة المنكرات، والإقرار بالإمام المهدي المعصوم، فإن أجابوكم وإلا قاتلوهم، وقدم عليهم خليفته عبد المؤمن، ثم دارت المعارك بينهم و بين الدولة، وشن الغارات، وكثر الداخلون في دعوته، وانضم إليهم كل مفيد ومريب وهمج رعاع، حتى قضوا على الدولة بهذه الدعوى الكاذبة الباطلة.
وما أكثر هؤلاء الأدعياء، وما حادثة الحرم بالأمس القريب منها ببعيد، ودعواهم خروج المهدي المنتظر، وما جرت هذه الدعوى على الإسلام و المسلمين من البلاء والأذى وتشويه السمعة و تعطيل إقامة شعائر الإسلام في حرم الله من الآذان و الجمعة و الجماعات وسفك الدماء المحرمة في شهر الحرام، والمسجد الحرام، وما أشبه الليلة بالبارحة و اليوم بالأمس، وكانت كتبهم مملوءة من الباطل و الضلال و التمويه على الأغرار، نسأل الله العافية.
القصة الثانية: في مكر وكذب هؤلاء نحو أهل السنة و الجماعة، قصة رجل يكنى بأبي زيد، واسمه مخلد بن كيداد من بني يفرن من قبائل زناتة بالقيروان، كان يتمذهب بمذهب الخوارج، وأتباعه له على الطاعة، وكان يتحلى بالنسك وذلك في زمن دولة بني عبيد الشيعية.
وقد اشتد الأمر على أهل السنة و الجماعة منهم، فاستعان هذا الرجل بأهل السنة و الجماعة من أهل القيروان، فمكر بهم، حيث قال لأصحابه: إذا التحم القتال فانكشفوا عنهم، ففعلوا ذلك، فقتل من علماء القيروان و أهل السنة و الجماعة مقتلة عظيمة.
فانظر كيف المكر و الخديعة و الكراهة لأهل السنة و الجماعة، وما بعد تكفيرهم ذنب نسأل الله العافية.
القصة الثالثة: أن والي الأندلس، والمدعو عبد الودود، جاء من هناك بجيش عظيم وعدة إلى القدس لإخراج الإفرنج منه سنة 507هـ، فحاصر القدس مدة، ثم رأى أن يستعين بأهل الشام، فجاء إلى دمشق وصلى يوم الجمعة بالجامع الأموي فيها، فقتله رجل يوم الجمعة بالاجامع، فحزن المسلمون كثيرا، وفرح الإفرنج بذلك، وكتب ملكهم إلى والي دمشق: أن أمة قتلت عميدها في يوم عيدها في بيت معبودها لحري أن الله يبيدها.
أنتهى النقل من كتاب: (الخوارج قديماً.. و حديثاً) تأليف سليمان بن عثمان بن سليمان المنيعي مدير الشؤون الدينية بالمسجد الحرام، تقديم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام.
وإلى الحلقة القادمة مع (الخوارج و الصوفية) حتى ينتهي الكتاب إن شاء الله تعالى، وسأقدمه هدية للإخوة وخاصة الأخ الفاضل أبو فاطمة من الإمارات العربية.

عبد العلي الأثري
05-28-2006, 03:38 PM
يرفــــــــــــــــــــــع لمعرفة حال هذه الفرقة الخبيثة وعلاقتها بالفرق الأخرى..
وعن قريب إن شاء الله تعالى (الخوارج و الصوفية) ..والله المستعان.

عبد العلي الأثري
05-17-2008, 10:13 PM
القصة الثانية: في مكر وكذب هؤلاء نحو أهل السنة و الجماعة، قصة رجل يكنى بأبي زيد، واسمه مخلد بن كيداد من بني يفرن من قبائل زناتة بالقيروان، كان يتمذهب بمذهب الخوارج، وأتباعه له على الطاعة، وكان يتحلى بالنسك وذلك في زمن دولة بني عبيد الشيعية.
وقد اشتد الأمر على أهل السنة و الجماعة منهم، فاستعان هذا الرجل بأهل السنة و الجماعة من أهل القيروان، فمكر بهم، حيث قال لأصحابه: إذا التحم القتال فانكشفوا عنهم، ففعلوا ذلك، فقتل من علماء القيروان و أهل السنة و الجماعة مقتلة عظيمة.
فانظر كيف المكر و الخديعة و الكراهة لأهل السنة و الجماعة، وما بعد تكفيرهم ذنب نسأل الله العافية.

12d8c7a34f47c2e9d3==