المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درة نادرة


كيف حالك ؟

أبوعكاشة الأثري
08-25-2005, 06:23 PM
درة نادرة

في بيان
بأن العالم يعتبر عالماً بعلمه سواء كان صغيراً في السن أم كبيراً، فيطلق عليه اسم العالم
فمن عُرِفَ بعلمِهِ، واستفاد من مشايخِهِ، ولازم بطلب علمِهِ، وعَمل بعلمِهِ، وكتب بقلمِهِ، فهو العالم بعلمِهِ، وإن كان صغيراً في سِنِّهِ...
وهذا من لَدُنْ زمن الصحابة (رضي الله عنهم)، هلم جرَّا لا ينكر ذلك إلا جاهل.
وإليك أقوال العلماء في ذلك:
قال الحافظ ابن عبد البر (رحمه الله) في التمهيد (ج3ص150): ((إن العلماء لم يزالوا يتناظرون، ولم يزل منهم الكبير – يعني العالم - لا يرتفع على الصغير -يعني العالم - ، ولا يمنعون الصغير – يعني العالم - إذا علم أن ينطق بما علم، ورُبّ صغيرٍ في السنِّ كبيرٌ في عِلْمِهِ ، والله يمن على من يشاء بحكمته، ورحمته )).اهـ
فقوله (رحمه الله): ((ورُبّ صغيرٍ في السنِّ كبيرٌ في عِلْمِهِ)).فهذا واضح بأن الصغير في السن يطلق عليه اسم العالم لعلمه بالكتاب والسنة، ولا يلزم أن يكون كبيراً في السن، ففهم هذا.( )
وقال الحافظ ابن رجب (رحمه الله) في الفرق بين النصيحة والتعيير (ص26): ((فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم، وفضلهم، يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً – يعني العالم في ذلك العهد-، ويوصون أصحابهم، وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم... )).اهـ
وقوله: ((وإن كان صغيراً....)). فهذا يوضح بأن الصغير من العلماء فإن كان يتكلم بالحق فالسلف من الكبار يأخذون الحق منه دون النظر إلى صغر سنه أو كبره. ( )
وللعلم لا يتكلم في زمن السلف إلا أهل العلم كبارهم وصغارهم فتنبه.
ولذلك يجب طاعته في الحق وإن كان صغيراً لما يحمله من العلم كما أمر الله تعالى في كتابه فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.سورة النساء، آية: (59).
قال العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله) في العلم (ص17): ((إن أهل العلم هم أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[سورة النساء، آية: (59) ]، فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء، والحكام، والعلماء وطلبة العلم )).اهـ
وقال الحافظ السجزي (رحمه الله) في الرسالة (ص220): (( فالمتبع للأثر يجب تقدمه وإكرامه، وإن كان صغير السن غير نسيب، والمخالف له يلزم اجتنابه، وإن كان مسناً شريفاً)).اهـ
إن هذا الفهم السامي من السلف الصالح هو الذي يجب أن يسود العالم الإسلامي إذا أريد لهذه الأمة أن تتوحد كلمتها، وألا تكون شيعاً وأحزاباً كما هو مشاهد والله المستعان.
فعلى الناس أن يوفوا حق العلماء سواء كانوا كباراً في السن أو صغاراً من التوقير والاحترام وغير ذلك...
ومن الناس من الحزبيين والمذبذبين من ينكر ذلك، ولا وجه لإنكاره، لأن يحمله ذلك الحسد، وأكل البغض قلبه على أهل العلم كبارهم وصغارهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولله درُّ القائل:
قُلْ لِمَنْ لا يَرَى المُعَاصِرَ شيئاً ويَرَى للأَوَائِـلِ التَّقْدِيَما
إنّ ذَاكَ القَدِيمَ كانَ حَـدِيثاً وَسَيبقى هَذَا الحديثُ قَدِيماً
كتبه
فوزي بن عبد الله بن محمد
الحميدي الأثري
يوم الأربعاء 27/6/1426هـ
إليكم هذا الرابط من موقع الشيخ فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري
http://www.sheikfawzi.net/maqalat.php?do=show_subject&ID=15

القناص
08-26-2005, 03:42 AM
حفظ الله الشيخ فوزي

12d8c7a34f47c2e9d3==