المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "‏ أصول أهل السنَّة والجماعـة ‏"‏


كيف حالك ؟

هادي بن علي
08-24-2005, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
"‏ أصول أهل السنَّة والجماعـة ‏"‏
إن أهل السنَّة والجماعة يسيرون على أصول ثابتة وواضحة في الاعتقاد والعمل والسلوك وهذه الأصول العظيمة مستمدة من كتاب الله وسنَّة رسول وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وهذه الأصول تتلخص فيما يلي‏:‏

الأصل الأول‏:‏ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره‏:‏

1 - فالإيمان بالله‏:‏ هو الإقرار بربوبيته وإلاهيته يعني الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة واعتقادها والعمل بها وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتوحيد الربوبية معناه توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة وأنه رب كل شيء ومليكه، وتوحيد الألوهية معناه إفراد بأفعال العباد التي يتقربون بها إليه إذا كان مما شرعه الله‏.‏ كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والذبح والنذر والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والصلاة والصوم والحج والإنفاق في سبيل الله وكل ما شرعه الله وأمر به لا يشركون مع الله غيره فيه لا ملكًا ولا نبيًا ولا وليًا ولا غيرهم‏.‏ وتوحيد الأسماء والصفات وتنزيه الله عنه نفسه أو نَزَّههُ عنه رسول لله من العيوب والنقائص من غير تمثيل ولا تشبيه ومن غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ ‏[‏الشورى/ 11].‏

وكما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا‏}‏ ‏[‏الأعراف/ 180].‏

2 - والإيمان بالملائكة‏:‏ معناه التصديق بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله خلقهم من نور‏.‏ خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره في الكون كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء/ 26، 27].‏

‏{جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء‏}‏ ‏[‏فاطر/ 1].‏

3 - والإيمان بالكتب‏:‏ يعني التصديق بها وبما فيها من الهدى والنور وأن الله أنزلها على رسله لهداية البشر وأعظمها الكتب الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن، وأعظم الثلاثة القـرآن الكريـم وهو المعجزة العظمى قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا‏}‏ ‏[‏الإسراء/ 88].‏

ويؤمن أهل السنَّة والجماعة بأن القرآن كلام الله منزّل غير مخلوق - حروفه ومعانيه - خلافًا للجهمية والمعتزلة القائلين بأن القرآن مخلوق كله حروفه ومعانيه‏.‏ وخلافًا للأشاعرة ومن شابههم القائلين بأن كلام الله هو المعاني وأما الحروف فهي مخلوقة - وكلا القولين باطل‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏التوبة/ 6].‏

‏{يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الفتح/ 15].‏

فهو كلام الله لا كلام غيره‏.‏

4 - والإيمان بالرسل‏:‏ يعني التصديق بهم جميعًا من سمى الله منهم ومن لم يُسَمّ من أولهم إلى آخرهم‏.‏ وآخرهم وخاتمهم نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، والإيمان بالرسل إيمان مجمل والإيمان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إيمان مفصل واعتقاد أنه خاتم الرسل فلا نبي بعده ومن لم يعتقد ذلك فهو كافر والإيمان بالرسل يعني أيضًا عدم الإفراط والتفريط في حقهم خلافًا لليهود والنصارى الذين غلوا وأفرطوا في بعض الرسل حتى جعلوهم أبناء الله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏التوبة/ 30‏]‏‏.‏

والصوفية والفلاسفة فرطوا في حق الرسل وتنقصوهم وفضلوا أئمتهم عليه والوثنيون والملاحدة كفروا بجميع الرسل‏.‏ واليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا‏}‏ ‏[‏النساء/ 150، 151].‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ‏}‏ ‏[‏البقرة/ 285].‏

5 - والإيمان باليوم الآخر‏:‏ يعني التصديق بكل ‏[‏ما يكون بعد الموت‏]‏ مما أخبر الله به ورسوله من عذاب القبر ونعيمه والبعث من القبور والحشر والحساب ووزن الأعمال وإعطاء الصحف باليمين أو الشمال والصراط والجنة والنار‏.‏ والاستعداد لذلك بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة والتوبة منها‏.‏

وقد كفر باليوم الآخر الدهريون والمشركون‏.‏ واليهود والنصارى لم يؤمنوا به الإيمان الصحيح المطلوب وإن آمنوا بوقوعه ‏{‏وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى‏}‏ ‏[‏البقرة/ 111]‏‏.‏ {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً‏}‏ ‏[‏البقرة/ 80].‏

6 - والإيمان بالقدر‏:‏ يعني الإيمان بأن الله علم كل شيء ما كان وما يكون وقدر ذلك في اللوح المحفوظ وأن كل ‏[‏ما يجري من خير وشر‏]‏ وكفر وإيمان وطاعة ومعصية فقد شاءه الله وقَدَّرَه وخلقه، وأنه يحب الطاعة ويكره المعصية‏.‏ وللعباد قدرة على أفعالهم واختيار وإرادة لما يقع منهم من طاعة أو معصية - لكن ذلك تابع لإرادة الله ومشيئته - خلافًا للجبرية الذين يقولون إن العبد مجبر على أفعاله ليس له اختيار‏.‏ وللقدرية الذين يقولون إن العبد له إرادة مستقلة وأنه يخلق فعل نفسه دون إرادة الله ومشيئته‏.‏

وقد رَدّ الله على الطائفتين في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ‏}‏ ‏[‏التكوير/ 29].‏

فأثبت للعبد مشيئة ردًا على الجبرية الغلاة وجعلها تابعة لمشيئة الله ردًا على القدرية النفاة والإيمان بالقدر يكسب العبد صبرًا على المصائب وابتعادًا عن الذنوب والمعائب‏.‏ كما يدفعه إلى العمل ويبعد عنه العجز والخوف والكسل‏.‏

كتاب (محاضرات في العقيدة والدعوة )
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله

عبد الكريم
08-24-2005, 11:25 PM
بارك الله فيك يأ خي هادي بن على على جهدك في نشر أصول العقيدة السلفية فجزاك الله خير الجزاء

هادي بن علي
08-26-2005, 05:08 PM
جزاك الله خيرا

هادي بن علي
08-03-2006, 07:55 PM
الرفع.................

12d8c7a34f47c2e9d3==