علي رضا
11-17-2003, 12:12 AM
(( شبهة حول التكفير وردها ))
اطلعت على مجلة ( المنار الجديد ) التي تصدر من القاهرة بالتعاون مع التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية عدد 22 ربيع 2003 فوقفت على مقالةٍ للمدعو : محمد بن المختار الشنقيطي بعنوان ( مخاض الفكر السلفي ) ص 24 - 33
وقد ساء ني جداً زعم الكاتب أن العديد من العلماء توصلوا: ( إلى أن ما انشغلوا به طول أعمارهم لم يكن سوى اختلاف عباراتٍ وجدل لفظي ٍ 000 ) !! ص 26
ثم نقل كلمة أعجبت الذهبي عن أبي الحسن الأشعري أنه قال لما قرب أجله لزاهر بن أحمد السرخسي : ( اشهد علي ّ أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة ؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود ٍ واحدٍ ، وإنما هذا اختلاف عبارات ) !
قال الذهبي : قلت : وبنحو هذا أدين ، وكذا كان شيخنا ابن تيمية أواخر أيامه يقول : أنا لا أكفر أحداً من الأمة ، ويقول : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) فمن لازم الصلوات بوضوءٍ ، فهو مسلم 0 ( سير أعلام النبلاء ) 15 / 88 0
قال صاحب المقال : ( فانظر كيف أن رجالاً قضوا أعمارهم في مناقشة مقولات الناس وعقائدهم ، رجعوا في النهاية إلى منهج البساطة ( كذا قال ، والبساطة في اللغة هي على عكس ما يريد الكاتب ) النبوية ( !! ) : ( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) فأراحوا أنفسهم وغيرهم000 ) 0 ثم بين الكاتب أنها: ( خسارة كبرى أن يفني الإنسان عمره في معارك ، ثم يتوصل في أواخر أيامه إلى أنها لم تكن سوى ( اختلاف عبارات ) والخسارة الأكبر أن يكون قطاع ٌ عريضٌ من المجتمع هو الذي يضيع أعماره في ذلك 0000 ) !!
قال علي رضا : والله ! إن الخسارة لهي في قراءة مقالك هذا الذي تقضي به على جهود السلف في التحذير من الكفريات ، والشركيات ، والبدع ، والأهواء 0000
لقد ظن الكاتب - والظن أكذب الحديث - أن مقولة الأشعري ، وإعجاب الذهبي بها ، وكلام ابن تيمية مما يخدم هذا الباطل الذي يدعو الكاتب إليه من إهدار هذا الصرح الذي بناه السلف الصالح ، ومنهم شيخ الإسلام نفسُه في كتبه وأجوبته وفتاواه !
ولو رجع الكاتب إلى ( الفتاوى ) 3 / 229 لوجد فيها ما يزيل عنه الكربة ، ويدفع عنه الشبهة ؛ قال رحمه الله :
( 000 هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلمُ ذلك مني : أني من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معينٌ إلى تكفير ٍ ، وتفسيق ٍ ، ومعصية ٍ ؛ إلا إذا عُلِم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية ُالتي من خالفها كان : كافراً تارة ، وفاسقاً تارة ، وعاصياً أخرى ، وأني أقررُ أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها : وذلك يعمُ الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية 000 إلى أن قال رحمه الله : وكنتُ أبينُ لهم أنما نُقِل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا ، فهو أيضاً حقٌ ؛ لكن يجبُ التفريقُ بين الإطلاق والتعيين 000 ) 0
ثم قال رحمه الله تعالى : ( والتكفير هو من الوعيد ؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة 0 ومثل هذا لا يُكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة 0 وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص ، أو سمعها ولم تثبت عنده ، أو عارضها عنده معارضٌ آخر أوجبَ تأويلها ؛ وإن كان مخطئاً 000 ) 0
ولم أعجب - حقيقة - من الكاتب ؛ فهو من قوم ٍ عُرِفَ عن أغلبيتهم عداءُ السلفية ؛ فإذا أضفنا إلى ذلك أن الهيئة الاستشارية للمجلة يرأسها : د 0يوسف القرضاوي صاحب التقريب بين المذاهب ، بل والأديان : زال العجبُ تماماً 0
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب 0
اطلعت على مجلة ( المنار الجديد ) التي تصدر من القاهرة بالتعاون مع التجمع الإسلامي في أمريكا الشمالية عدد 22 ربيع 2003 فوقفت على مقالةٍ للمدعو : محمد بن المختار الشنقيطي بعنوان ( مخاض الفكر السلفي ) ص 24 - 33
وقد ساء ني جداً زعم الكاتب أن العديد من العلماء توصلوا: ( إلى أن ما انشغلوا به طول أعمارهم لم يكن سوى اختلاف عباراتٍ وجدل لفظي ٍ 000 ) !! ص 26
ثم نقل كلمة أعجبت الذهبي عن أبي الحسن الأشعري أنه قال لما قرب أجله لزاهر بن أحمد السرخسي : ( اشهد علي ّ أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة ؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود ٍ واحدٍ ، وإنما هذا اختلاف عبارات ) !
قال الذهبي : قلت : وبنحو هذا أدين ، وكذا كان شيخنا ابن تيمية أواخر أيامه يقول : أنا لا أكفر أحداً من الأمة ، ويقول : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن )) فمن لازم الصلوات بوضوءٍ ، فهو مسلم 0 ( سير أعلام النبلاء ) 15 / 88 0
قال صاحب المقال : ( فانظر كيف أن رجالاً قضوا أعمارهم في مناقشة مقولات الناس وعقائدهم ، رجعوا في النهاية إلى منهج البساطة ( كذا قال ، والبساطة في اللغة هي على عكس ما يريد الكاتب ) النبوية ( !! ) : ( لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) فأراحوا أنفسهم وغيرهم000 ) 0 ثم بين الكاتب أنها: ( خسارة كبرى أن يفني الإنسان عمره في معارك ، ثم يتوصل في أواخر أيامه إلى أنها لم تكن سوى ( اختلاف عبارات ) والخسارة الأكبر أن يكون قطاع ٌ عريضٌ من المجتمع هو الذي يضيع أعماره في ذلك 0000 ) !!
قال علي رضا : والله ! إن الخسارة لهي في قراءة مقالك هذا الذي تقضي به على جهود السلف في التحذير من الكفريات ، والشركيات ، والبدع ، والأهواء 0000
لقد ظن الكاتب - والظن أكذب الحديث - أن مقولة الأشعري ، وإعجاب الذهبي بها ، وكلام ابن تيمية مما يخدم هذا الباطل الذي يدعو الكاتب إليه من إهدار هذا الصرح الذي بناه السلف الصالح ، ومنهم شيخ الإسلام نفسُه في كتبه وأجوبته وفتاواه !
ولو رجع الكاتب إلى ( الفتاوى ) 3 / 229 لوجد فيها ما يزيل عنه الكربة ، ويدفع عنه الشبهة ؛ قال رحمه الله :
( 000 هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلمُ ذلك مني : أني من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معينٌ إلى تكفير ٍ ، وتفسيق ٍ ، ومعصية ٍ ؛ إلا إذا عُلِم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية ُالتي من خالفها كان : كافراً تارة ، وفاسقاً تارة ، وعاصياً أخرى ، وأني أقررُ أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها : وذلك يعمُ الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية 000 إلى أن قال رحمه الله : وكنتُ أبينُ لهم أنما نُقِل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا ، فهو أيضاً حقٌ ؛ لكن يجبُ التفريقُ بين الإطلاق والتعيين 000 ) 0
ثم قال رحمه الله تعالى : ( والتكفير هو من الوعيد ؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة 0 ومثل هذا لا يُكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة 0 وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص ، أو سمعها ولم تثبت عنده ، أو عارضها عنده معارضٌ آخر أوجبَ تأويلها ؛ وإن كان مخطئاً 000 ) 0
ولم أعجب - حقيقة - من الكاتب ؛ فهو من قوم ٍ عُرِفَ عن أغلبيتهم عداءُ السلفية ؛ فإذا أضفنا إلى ذلك أن الهيئة الاستشارية للمجلة يرأسها : د 0يوسف القرضاوي صاحب التقريب بين المذاهب ، بل والأديان : زال العجبُ تماماً 0
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب 0