المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطوية حصول الأرب في التنبيه على ما يقع في شهر رجب


كيف حالك ؟

الحارث بن عبد الله
08-16-2005, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . وبعد :

محتوى المطوية :
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله جل وعلا :{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَم} [سورة المائدة:3]،قال الحافظ إبن كثير رحمه الله:« هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه » ثم قال :« فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه » [تفسير إبن كثير جـ(1) ص()].
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » وقال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».قال الإمام النووي: « باب نقص الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور قوله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي الرواية الثانية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد قال أهل العربية الرد هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد به وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات وفي الرواية الثانية زيادة وهي أنه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعة سبق إليها فإذا احتج عليه بالرواية الأولى يقول أنا ما أحدثت شيئا فيحتج عليه بالثانية التي فيها التصريح برد كل المحدثات سواء أحدثها الفاعل أو سبق بإحداثها » . [شرح مسلم ج 6 ص295]
إن مما يأسف له المسلم وهو يرى بعينه ، الناس قد غرقوا في أعمال اعتقدوا أنها مشروعة في أزمنة معينة ،وأمكنة معينة لم يرد فيها ولا نصيف كلمة من فِيِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،ومما نحن بصدد التنبيه عليه ما يقع فيه الكثير من الناس الصيام في شهر رجب وخصه بأعمال كصلاة الرغائب التي بيّن العلماء بطلانها و الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج رغم انه لم يرد نص صريح وصحيح في أنها كانت في شهر رجب ،وقد يستند أصحابها إلى أحاديث قد بين أهل العلم درجتها من الصحة ، فنسأل الله أن ييسر لنا جمع بعض أقوال أهل العلم في بيان الحق في هذه الأعمال ...والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « يوم لا تعظمه الشريعة أصلاً ،ولم يكن له ذكر في وقت السلف ، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه . مثل أول خميس من رجب ، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب .فإن تعظيم هذا اليوم والليلة : إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة .وروى في حديث موضوع باتفاق العلماء مضمونه فضيلة صيام ذلك اليوم ، وفعل هذه الصلاة المسماة عند الجاهلين بصلاة الرغائب . وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين من العلماء من الأصحاب وغيرهم »[اقتضاء الصراط المستقيم ص331]
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: « لم يرد في فضل شهر رجب ، ولا في صيامه ، ولا في صيام شيء منه معين ،ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه ، حديث يصلح للحجة ». [مطوية-بعض ما يتعلق بشهر رجب-الجنيد]
وقال الإمام ابن القيم: « وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم » ثم قال: « وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا حساب »[المنار المنيف ص (95-97)].
وقال الشـيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين : « أما
السنة فلم يرد في تعظيمه شيء ،ولهذا قالوا :إن كل ما يروى في فضل صومه أو الصلاة فيه من الأحاديث فكذب باتفاق أهل العلم بالحديث » [ الشرح الممتع ج6-ص476 ].
ومن الناس من يخصص أيام رجب بصلاة تسمى بالرغائب ، حيث قال الإمام النووي: « واحتج به( ) العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر والله أعلم ».[شرح مسلم ج4ص474]
قال العجلوني في كشف الخفاء : « الصلاة الموضوعة فيها التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا عند أئمة الحديث وإن ذكره صاحب الإحياء وصاحب قوت القلوب لأن السنة لا تثبت إلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله أو تقريره »[ج2ص563]
قال الأمير الصنعاني : « وقد دل هذا بعمومه على عدم مشروعية صلاة الرغائب في أول ليلة الجمعة من رجب ولو ثبت حديثها لكان مخصصا لها من عموم النهي لكن حديثها تكلم العلماء عليه وحكموا بأنه موضوع ».[سبل السلام ج2ص170].

ونقل الإمام ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية في مدى ثبوت زمن الإسراء والمعراج : « ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها ، ولا على عشرها ،ولا على عينها ،بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ،ليس فيها ما يقطع به ،ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره » وقال: « ولا كان الصحابة و التابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان ، ولا ذلك المكان بعبادة شرعية » . [زاد المعاد ج1 ـ ص34-35 ] .
إشارة لابد منها:
قال الشيخ العلامة محمد العثيمين رحمه الله : « ويؤخذ من قوله "إفراد رجب" أنه لو صامه مع غيره ،فلا يكره ؛لأنه إذا صام معه غيره لم يكن الصيام من أجل تخصيص رجب ، فلو صام شعبان و رجبا فلا بأس،ولو صام جمادى الآخرة و رجبا فلا بأس » . [الشرح الممتع ج6ص476].
ولا يسعني في الأخير ،إلا أن أسأل الله جل وعلا أن يسددني في مقالتي فما كان من الصواب فمنه وما كان من الخطأ فمن نفسي ومن الشيطان .والله أسأل أن يوفق المسلمين إلى اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم فالنجاة لمن امتطى ظهرها .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

حمل المطوية جاهزة

http://www.alathary.net/books/book.php?book_id=367

12d8c7a34f47c2e9d3==