علي رضا
11-16-2003, 06:17 PM
< حديث : إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ؟>
كنت - ولا زلت بحمد الله تعالى - أدندن حول مسألة مهمة جداً عند المحدثين الذين يمتازون بها عن غيرهم من أهل العلم - فضلاً عن العامة - وهي مسألة توحد عقيدتهم في كل زمان ومكان على التمسك بالقرآن والحديث الصحيح ونهج السلف الصالح وعقيدتهم 0 ومن تلك الأمور التي تجمعهم : صراحتهم - بل صرامتهم - في الحق التي قد ينتقدهم بعض الجهلة عليها ؛ لأنهم لا يملكون الغيرة التي عند أهل الحديث على سنة النبي عليه الصلاة والسلام وحديثه الشريف من كل ما يمسهما بشيء من السوء ؛ فهم لا يحابون أباً أو أخاً أو غيرهما في ذلك 0 ولهذا فهم أشد الناس حساسية للأحاديث الضعيفة والموضوعة أن تنسب إليه صلى الله عليه وآله وسلم 0 وقد ذكر المحققون من أئمة الحديث أن تمييز الضعيف من الموضوع ؛ فضلاً عن شديد الضعف والواهي لا يتيسر لكثير من العلماء المختصين في الفقه والتفسير واللغة وغيرها ؛ فكيف بالذين يسمون أنفسهم بالمثقفين ! وبهذه المناسبة : سأضرب لكم مثلاً على هذه الغفلة عند بعض المثقفين الذين يكتبون في كل شيء ! فقد قرأت في جريدة< المدينة >- التي كانت صوفية المشرب ، فجمعت إلى ذلك الحداثة والعلمنة في بعض كتابها في الآونة الأخيرة - مقالاً لأحد المثقفين ختمه بقوله :< أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه < ! > :< إن الله يزع به - يعني بالسلطان - ويردع بهيبته ، ما لا يزع بالقرآن>! قال علي رضا - غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات -: هذا ليس بحديث أصلاً ! ثم إنه غير صحيح أيضاً ! وإنما هو أثر مشهور على الألسنة يروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه موقوفاً عليه بلفظ : < إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن >0 كذا أورده الزمخشري اللغوي المعتزلي - كما في < إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن> لنجم الدين الغزي المتوفى سنة 1061 للهجرة< 1 / 147>عن عثمان موقوفاً دون سند ! ثم ذكر الغزي أنه عند الخطيب البغدادي كذلك من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلفظ : <والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن> 0 وهكذا عزاه السيوطي - كما في <كنز العمال >5 / 751 - للخطيب من قول عمر 0 وقد ذكر الحافظ السيوطي في مقدمة كتابه بأن كل ما عزاه في كتابه للعقيلي أو لابن عدي أو للخطيب البغدادي أو لابن عساكر أو للحكيم الترمذي أو للحاكم أو لابن الجارود - في تاريخيهما - أو للديلمي : فهو ضعيف ؛ فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه 0
فالخلاصة : هو أنه حديث لا أصل له عنه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فكيف يكون مما صح عنه !؟
اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0
وكتب : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا
كنت - ولا زلت بحمد الله تعالى - أدندن حول مسألة مهمة جداً عند المحدثين الذين يمتازون بها عن غيرهم من أهل العلم - فضلاً عن العامة - وهي مسألة توحد عقيدتهم في كل زمان ومكان على التمسك بالقرآن والحديث الصحيح ونهج السلف الصالح وعقيدتهم 0 ومن تلك الأمور التي تجمعهم : صراحتهم - بل صرامتهم - في الحق التي قد ينتقدهم بعض الجهلة عليها ؛ لأنهم لا يملكون الغيرة التي عند أهل الحديث على سنة النبي عليه الصلاة والسلام وحديثه الشريف من كل ما يمسهما بشيء من السوء ؛ فهم لا يحابون أباً أو أخاً أو غيرهما في ذلك 0 ولهذا فهم أشد الناس حساسية للأحاديث الضعيفة والموضوعة أن تنسب إليه صلى الله عليه وآله وسلم 0 وقد ذكر المحققون من أئمة الحديث أن تمييز الضعيف من الموضوع ؛ فضلاً عن شديد الضعف والواهي لا يتيسر لكثير من العلماء المختصين في الفقه والتفسير واللغة وغيرها ؛ فكيف بالذين يسمون أنفسهم بالمثقفين ! وبهذه المناسبة : سأضرب لكم مثلاً على هذه الغفلة عند بعض المثقفين الذين يكتبون في كل شيء ! فقد قرأت في جريدة< المدينة >- التي كانت صوفية المشرب ، فجمعت إلى ذلك الحداثة والعلمنة في بعض كتابها في الآونة الأخيرة - مقالاً لأحد المثقفين ختمه بقوله :< أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه < ! > :< إن الله يزع به - يعني بالسلطان - ويردع بهيبته ، ما لا يزع بالقرآن>! قال علي رضا - غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات -: هذا ليس بحديث أصلاً ! ثم إنه غير صحيح أيضاً ! وإنما هو أثر مشهور على الألسنة يروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه موقوفاً عليه بلفظ : < إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن >0 كذا أورده الزمخشري اللغوي المعتزلي - كما في < إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن> لنجم الدين الغزي المتوفى سنة 1061 للهجرة< 1 / 147>عن عثمان موقوفاً دون سند ! ثم ذكر الغزي أنه عند الخطيب البغدادي كذلك من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلفظ : <والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن> 0 وهكذا عزاه السيوطي - كما في <كنز العمال >5 / 751 - للخطيب من قول عمر 0 وقد ذكر الحافظ السيوطي في مقدمة كتابه بأن كل ما عزاه في كتابه للعقيلي أو لابن عدي أو للخطيب البغدادي أو لابن عساكر أو للحكيم الترمذي أو للحاكم أو لابن الجارود - في تاريخيهما - أو للديلمي : فهو ضعيف ؛ فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه 0
فالخلاصة : هو أنه حديث لا أصل له عنه صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فكيف يكون مما صح عنه !؟
اللهم اجعلنا هداة مهتدين 0
وكتب : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا