المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( أثر فاطمة في شم التربة النبوية ))


كيف حالك ؟

علي رضا
11-16-2003, 06:14 PM
(( أثر فاطمة في شم التربة النبوية ))

يذكر الخرافيون كثيراً من القصص المكذوبة في شأن ترويج بدعتهم بل شركهم 0
فمن ذلك ما كتبه أحدهم في ( جريدة المدينة ) من أن فاطمة رضي الله عنها : بنت محمد سيد ولد آدم عليهما الصلاة والسلام قالت ترثي أباها - بأبي هو وأمي - :


صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا

ماذا على من شم تربة أحمد * ألا يشم مدى الزمان غواليا


وقد بحثت عن هذا الخبر في جميع كتب الحديث والسير ، وعلى رأسها بل وأجمعها في هذا : كتاب ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ) 12 / 273 - 287 لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي الذي توفي سنة( 942 للهجرة ) ؛ فلم أر له ذكراً !!
لكن المعلقين على الكتاب ذكرا ذينك البيتين في الحاشية على أنه مما عزي إلى لفاطمة رضي الله عنها ؛ ولم يذكرا مصدراً يعتمد عليه أو يعول عليه عند أهل العلم والحديث والسيرة ؛ مما يؤكد كونه أثراً موضوعاً على فاطمة رضي الله عنها ؛ مع مافيه من دعوة صريحة لتقديس التربة النبوية مما لم يرد في دين الله تعالى ؛ بل لم يفعله أحد من الصحابة رضوان الله عليهم ، ولا استحبه التابعون ، ولا أحد من الأئمة الأربعة رحمهم الله 0
وهذا من المعلوم بالاضطرار من دين الله تعالى ، ومن كلام السلف الصالح في مثل هذه المسائل ، وعلى رأس هؤلاء السلف - بعد الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة - : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلاميذه ؛ بل وكل من سار على نهجهم من الأعلام كشيخ الإسلام الثاني - كما يسميه شيخنا الألباني رحمه الله - محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وعلماء دعوة التوحيد في هذه البلاد - حرسها الله من كل خرافي وتكفيري وحزبي وعلماني وحداثي وغيرهم من الضالين المضلين - بل وفي جميع البلاد التي لا تزال فيها طائفة منصورة لا يضرهم من خذلهم أو عاداهم إلى يوم
القيامة 0
ولهذا جزم الحافظ الذهبي رحمه الله بأنه مما ينسب إلى فاطمة ، ولا يصح عنها ؛ فرحمه الله وأجزل مثوبته 0
انظر ( سير أعلام النبلاء ) 2 / 134 0

وفي كلام ذاك الكاتب من عبارات الإطراء المذمومة التي نهى عنها رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه حينما قال :
( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ؛ فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله ) 0
فمن عباراته : زعمه بأن كل ما في الكون من سنن عبد له عليه الصلاة والسلام !
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بحقيقة المحبة والاتباع كما فهمها الصحابة والسلف الصالح ؛ آمين 0

وكتب : علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

12d8c7a34f47c2e9d3==