المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملحوظات على تحقيق مشهور حسن ومحمد زكريا لكتاب "الإنجاد في أبواب الجهاد " لابن المناصف


كيف حالك ؟

عبدالله القحطاني
08-09-2005, 10:39 AM
الملحوظة الأولى : قال المحققان في مقدمة الكتاب ( ص 18 ) : فقد ثبت في ( الصحيح ) أنَّ ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله .
أولاً : الحديث ليس في الصحيح – كما هو ظاهر في التخريج – ، والذي درج عليه المعاصرون أنَّ إطلاق لفظة : ( الصحيح ) يراد بها أحد الصحيحين .
ثانياً : ذكر المحققان أنَّ الشيخ الألباني – رحمه الله – خرَّج هذا الحديث بإسهاب في الإرواء والسلسة الصحيحة ، وهذا لا إشكال فيه .
إنما الإشكال في أنَّ الشيخ الألباني – رحمه الله – ذكر في الإرواء أن الخلاصة في الحديث : أنه لا يمكن القول بصحة شيءٍ منه إلا هذا القدر الذي أورده المصنف ، وهو : " وذروة سنامه الجهاد " ،
بينما كانت الخلاصة في السلسة الصحيحة هي : الحديث صحيح بمجموع طرقه ، ولاسيما هذا القدر منه في حفظ اللسان ...
مع أنَّ المتأمل لكلا التخريجين قد يخرج بنتيجةٍ مغايرةٍ لِمَا ذهب إليه – رحمه الله – .

الملحوظة الثانية : ذكر المحققان في المقدمة ( ص 25 ) : حديث : " إذا تبايعتم بالعينة ... " ، ثم ذكرا في تخريج الحديث تصحيح ابن القطان له ، وتعقب ابن حجر لابن القطان في التلخيص الحبير بقوله بأنه معلول ؛ ثم قالا :
قلتُ : والعجب من الحافظ ؛ فإنه القائل عنه في ( بلوغ المرام ) ( رقم 860 ) : ( رجاله ثقات ) ... إلخ .
قلتُ ( عبد الله المزروع ) : لم أفهم وجهَ تعجب المحققين من ابن حجر – رحمه الله – ؟! حيث إنه :
1 – قد تقرر في ( كتب المصطلح !! ) أن قول المحدث : ( رجاله ثقات ) لا يستلزم أن الحديث ( صحيح ) ، حيث إنه بقوله : ( رجاله ثقات ) قد ضمن لنا ثلاثة شروط ، ويبقى النظر في الشذوذ والعلة .
2 – أن ابن حجر – رحمه الله – في التلخيص أبان عن الفقرة الأولى حيث قال : وعندي أنَّ إسناد الحديث الذي صححه ابن القطان معلول ؛ لأنه لا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحاً ... إلخ .
3 – بالنظر إلى النقد الموجه للحافظ – رحمه الله – هنا نجده متطابقاً مع ما قاله الشيخ مشهور في الاعتصام ( 2 / 421 ) فما قيل هنا يقال هناك .

الملحوظة الثالثة : في تخريج الحديث السابق لي وجهة نظر :
الأولى : ذكر المحققان خلاصة الحديث بقولهم : الحديث صحيح بمجموع طرقه ... ثم قالا : وأورد الشاطبي في الاعتصام ( 2 / 421 بتحقيقي ) شاهداً مرفوعاً ...
قلتُ :
أولاً : لا فائدة علمية حديثية مما ذكره المحققان من كون الشاطبي ذكر الحديث إلا إطالة الحاشية ، وإضافة ( بتحقيقي ) .
ثانياً : ما فائدة نقل المحقق كلام الشاطبي حول الحديث ، وهو القائل عنه في مقدمة الاعتصام ( 1 / 179 ) : .. ووجدتُ أنَّ بضاعة المصنف – يعني الشاطبي – الحديثية ضعيفة ، لا يعوَّل عليها ، ولا أقول هذا جزافاً ، وإنما بعد علمٍ وتحرٍ ... .
ثالثاً : مما يؤكدُ – أولاً – أنه ذكر في تخريج كتاب الاعتصام ( 2 / 422 ) الإشارة إلى كلام ابن تيمية – رحمه الله – حول الحديث فقال : وانظر بيان الدليل ( ص 108 – 109 ) .
أمَّا هنا – وبعد خروج تحقيق الشيخ مشهور لكتاب إعلام الموقعين – فقد قال : ونقل ابن القيم في إعلام الموقعين ( 5 / 77 بتحقيقي ) عن شيخه ابن تيمية في بيان الدليل ( ص 110 ) أنَّه حسَّنه ( 1 ) .

الملحوظة الرابعة : في نفس الحاشية التي فيها تخريج حديث التبايع بالعينة ،
علَّق المحققان تعليقاً جميلاً بديعاً ، ولكن للأسف فليس هو من مقولهما وإنما من منقولهما دون إشارةٍ !!
فبالرجوع إلى الاعتصام ( 2 / 422 ت مشهور ) ، والموافقات ( 3 / 114 ت مشهور ) تجد أنَّ هذا الكلام إنما هو للشيخ محمد الخضر حسين – رحمه الله – .
مع التنبيه إلى أنَّ لفظة ( تغتر ) في الاعتصام تحريف من ( تفتر ) ؛ فلتصحح .


_________________________________________

( 1 ) مع ملاحظة تغير الصفحات في كتاب ( بيان الدليل ) .


بقلم أبو زرعة التميمي النجدي

12d8c7a34f47c2e9d3==