المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ على بن ناصر الفقيهي يرد على مرجئة الفرقة الخامسة


كيف حالك ؟

عسلاوي مصطفى
08-03-2005, 11:03 PM
علق الشيخ علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله على حديث النبي صلى الله عليه وسلم(من مات وهو يعلم أن لا اله الا الله دخل الجنة )
التعليق .الايمان عند السلف مؤلف من قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان وظاهر هذا الحديث يدل على أن الاعتقاد بالقلب كاف فى دخول الجنة وإن لم يكن هناك نطق بالشهادتين وعمل بالاركان ولما كانت هناك أحاديث أخرى وردت عن الشارع تفسر اجمال هذا الحديث وما ورد بمعناه لم يحمل على ظاهره عند السلف توفيقا بين نصوص الشريعة اذ أن ظا هر الحديث يدل
اولا .على ان معرفة القلب نافعة دون النطق بالشهادتين لاقتصاره على العلم ومذهب السلف أن المعرفة مرتبطة بالشهادتين فلا تنفع احداهما ولا تنجى من النار دون الأخرىالا لمن لا يقدر على الشهادتين لآفة بلسانه أو لم تمهله المنية ليقولها بل اخترمته قبل ذالك وعلى ذالك فلا حجة لمخالف الجماعة بهذا الحديث فقد ورد مفسرا في الحديث الآخر عند مسلم من قال لا اله الاالله ومن شهد أن لااله الا لله وأنى رسول الله وجاء في حديث عبادة بن الصامت عند البخارى ومسلم من قال أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أدخله الله الجنة على ما كان من عمل وفي حديث جابر عند مسلم أيضا ....ثم تحل الشفاعة ويشفعون حتى يخرج من النار من قال لا اله الا لله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة فهذه الأحاديث جميعا تدل على انه لابد من النطق بالشهادتين كما لابدمن العمل ومن أجل ذلك وردعن السلف تفسير هذا الحديث وما وردفي معناه من الاحاديث المجملة بأنه علم وعمل توفيقا بين النصوص الواردة عن الشارع الحكيم وحملا للمطلق على المقيد فعن الحسن البصرى من قال الكلمة وأدى حقها و فريضتها وهو ما قاله أبو بكر رضى الله عنه لعمر رضى الله عنه حين اختلفا في قتال مانعى الزكاة
وقال البخارى ,إن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك.أنظر النووى شرح مسلم 2-280
وعلى ذلك فمعنى الحديث من علم وعمل ثم مات على الايمان وتشهد مخلصا من قلبه بالشهادتين فانه يدخل الجنة فان كان تائبا أو سليما من المعاصى دخل الجنة برحمة ربه وحرم على النار بالجملة الاما جاء في قوله تعالى(وإن منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا )مريم71
فقد فسروا الورود بالمرور على الصراط.وإن من المخلطين بتضييع ما أوجب الله عليه أو بفعل ما حرم الله عليه فهو في المشيئة لا يقطع في أمره بتحريمه على النار وباستحقاقه الجنة لأول وهلة بل يقطع بأنه لابد من دخول الجنة آخرا وحاله قبل ذلك معلق بالمشيئةإن شاء الله عذبه بذنبه وإن شاء عفا عنه بفضله هذا مذهب أهل السنة و الجماعة والله أعلم.

المرجع كتاب الايمان للحافظ محمد بن إسحاق بن يحى بن منده(310-395هجرى)
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
أ.د علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
المجلد الأول
دار الفضيلة

12d8c7a34f47c2e9d3==