الصواعق السلفية
11-15-2003, 01:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
دار نقاش بيني وبين زميل لي في المكتب حول وجود الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا الشخص ينفي وجود الله سبحانه وتعالى في السماء وأنا أثبته بدليل قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ...} [سورة الملك: آية 16.] الآية، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية قال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء [رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2/777)، ورواه الشافعي في "الرسالة" (ص75) "فقرة 242" تحقيق أحمد محمد شاكر، وانظر "صحيح مسلم" (1/381، 382) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، ورواه الإمام ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/278-289)، وانظر "مختصر العلو للعلي الغفار" (ص81).]. المطلوب من فضيلتكم توضيح الصواب وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم؟
الحمد لله
لا شك أن الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا يعتقده المسلمون وأتباع الرسل قديمًا وحديثًا، فهو محل إجماع لرسالات الله سبحانه وتعالى وعباده المؤمنين أن الله جل وعلا في السماء، وقد تضافرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة بما يزيد على ألف دليل على علو الله سبحانه وتعالى، وأنه في السماء وأنه استوى على عرشه سبحانه وتعالى كما أخبر الله جل وعلا بذلك، ومن ذلك ما ذكره السائل من قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [سورة الملك: الآيتين 16، 17.] وحديث الجارية الذي في "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/381، 382) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.]، ومعنى كونه في السماء إذا أريد بالسماء العلو فـ(في) للظرفية وهو أن الله جل وعلا في العلو بائن من خلقه سبحانه وتعالى عالٍ على مخلوقاته بائن من خلقه. وأما إذا أريد بالسماء السماء المبنية وهي السبع الطباق فمعنى (في) هنا: بمعنى على يعني: على السماء كما في قوله تعالى: {سِيرُواْ فِي الأَرْضِ} [سورة الأنعام: آية 11.] يعني: على الأرض، وكما في قوله: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [سورة طه: آية 71.] يعني: على جذوع النخل.
وعلى كل حال فالآيات المتضافرة والأحاديث المتواترة وإجماع المسلمين وأتباع الرسل على أن الله جل وعلا في السماء أما من نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإن هذا المذهب باطل وإلحاد في أسماء الله، والله جل وعلا يقول: {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأعراف: آية 180.] فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين، فإن كان عالمًا بذلك فإنه يكفر بذلك، أما إذا كان جاهلاً فإنه يبين له فإن أصر بعد البيان فإنه يكون كافرًا، والعياذ بالله
دار نقاش بيني وبين زميل لي في المكتب حول وجود الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا الشخص ينفي وجود الله سبحانه وتعالى في السماء وأنا أثبته بدليل قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ...} [سورة الملك: آية 16.] الآية، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية قال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء [رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2/777)، ورواه الشافعي في "الرسالة" (ص75) "فقرة 242" تحقيق أحمد محمد شاكر، وانظر "صحيح مسلم" (1/381، 382) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، ورواه الإمام ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" (1/278-289)، وانظر "مختصر العلو للعلي الغفار" (ص81).]. المطلوب من فضيلتكم توضيح الصواب وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم؟
الحمد لله
لا شك أن الله سبحانه وتعالى في السماء، وهذا يعتقده المسلمون وأتباع الرسل قديمًا وحديثًا، فهو محل إجماع لرسالات الله سبحانه وتعالى وعباده المؤمنين أن الله جل وعلا في السماء، وقد تضافرت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة بما يزيد على ألف دليل على علو الله سبحانه وتعالى، وأنه في السماء وأنه استوى على عرشه سبحانه وتعالى كما أخبر الله جل وعلا بذلك، ومن ذلك ما ذكره السائل من قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ، أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [سورة الملك: الآيتين 16، 17.] وحديث الجارية الذي في "الصحيح" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/381، 382) من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه.]، ومعنى كونه في السماء إذا أريد بالسماء العلو فـ(في) للظرفية وهو أن الله جل وعلا في العلو بائن من خلقه سبحانه وتعالى عالٍ على مخلوقاته بائن من خلقه. وأما إذا أريد بالسماء السماء المبنية وهي السبع الطباق فمعنى (في) هنا: بمعنى على يعني: على السماء كما في قوله تعالى: {سِيرُواْ فِي الأَرْضِ} [سورة الأنعام: آية 11.] يعني: على الأرض، وكما في قوله: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [سورة طه: آية 71.] يعني: على جذوع النخل.
وعلى كل حال فالآيات المتضافرة والأحاديث المتواترة وإجماع المسلمين وأتباع الرسل على أن الله جل وعلا في السماء أما من نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإن هذا المذهب باطل وإلحاد في أسماء الله، والله جل وعلا يقول: {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأعراف: آية 180.] فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين، فإن كان عالمًا بذلك فإنه يكفر بذلك، أما إذا كان جاهلاً فإنه يبين له فإن أصر بعد البيان فإنه يكون كافرًا، والعياذ بالله