المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى يجيب عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ مفتي عام المملكة


كيف حالك ؟

أبو عبدالرحمن البلوشي
07-20-2005, 10:54 PM
حگم قتل المعاهد

* ما حكم محاولة قتل بعض الجنسيات من أهل العهد والذمة؟

- قتل المعاهد، حال عهده، محرَّم ومن كبائر الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة). والواجب الحذر والتبصر في الأمور، والانطلاق من نصوص الكتاب والسنّة والالتزام بهما وعدم التسرع وأخذ الفتاوى من غير أهله. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

مسائل التگفير من المسائل العظام

* الكثير من الشباب يخوض في مسائل التكفير بغير علم، فمن له الحق في التكفير وما هي شروط التكفير وموانعه؟

- مسائل التكفير من المسائل العظام التي لم يكلف بها عامة الناس والواجب الحذر من الخوض فيها؛ فإن من خاض فيها وهو ليس بأهل لها فقد زلت قدمه، والأمر خطير يمس دين المرء والتساهل فيه أمارة خذلان والعياذ بالله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما امريء قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) أخرجه مسلم. فالأمر خطير والإنسان يجب عليه الحذر من زلات اللسان فإن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنحن مؤاخذون بما نتكلم به، أجابه صلى الله عليه وسلم: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).

فالحذر.. الحذر.. من الولوج في هذا الباب، وأنا أنصح إخواني طلاب العلم بالحرص على طلب العلم النافع والتدرج في ذلك فيحرصون على تعلم التوحيد وتحقيقه والحذر من ضده، ثم المسائل الفقهية الأهم فالمهم وهكذا، وألا يكون هم الواحد منهم النظر في المسائل المشكلة والقفز إليها والقراءة فيها فيظن أنه أدرك وهو مخطئ لأنه لا أساس علمي راسخ يبني عليه ما قرأ ونظر فيه، ومن أساسيات العلم والتعلم الصبر والمصابرة في طلب العلم، فإن العلم لا يأتي بسرعة بل بمرور الوقت مع الجد في طلبه وسؤال الله التوفيق، والصحابة رضي الله عنهم كان الواحد منهم ربما جلس ثماني سنين في سورة واحدة يتعلمها وهم من عاصروا التنزيل وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الشأن بمن هم دونهم بكثير كثير، أسأل الله العفو والعافية لي ولجميع إخواني المسلمين.

إذا استمر الإمام في سهوه ماذا يفعل المأموم

* صلى بنا إمام المسجد في صلاة العصر أربع ركعات وبعد السجود الأخير من الركعة الرابعة قام الإمام ليأتي بالركعة الأخيرة ظناً منه أنه صلى ثلاثاً، فما الحكم في هذه الحالة، هل ينبهه المصلون أم يلحقون به، أما ماذا؟ وجزاكم الله خير.

- الواجب على من علم حاله من المأمومين أن ينبهه، فإن تنبَّه ورجع فحسن، وإن لم يرجع الإمام فإن الواجب على من علم حاله أن يجلس ولا يتابعه في الركعة الزائدة، بل يجلس حتى يجلس الإمام للتشهد فيتشهد ويسلِّم مع إمامه. ومن تابعه في الركعة الزائدة وهو يعلم بأنها زائدة فإن صلاته باطلة.

إذا عطس في الصلاة

* عطس أحد المصلين بجواري وسمعته يقول (الحمد لله) وهو في الصلاة، فهل هذا القول جائز في الصلاة، وبماذا أرد عليه؟

- إذا عطس المصلي في صلاته، فإنه يُشرع له أن يحمد الله؛ لحديث معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه رضي الله عنه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم (فعطست فقلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: (من المتكلم في الصلاة) فلم يكلمه أحد، ثم قالها الثانية: (من المتكلم في الصلاة) فقال رفاعة بن رافع بن عفراء: أنا يا رسول الله. قال: (كيف قلت). قال: قلت الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، مباركاً عليه، كما يحب ربنا ويرضى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون مَلَكاً أيهم يصعد بها).

اتقوا الله في العمال

* أعرف صديقاً لديه بعض العمال الزراعيين، ولحاجة والده لأحدهم أحياناً فإنه يعيره إياه للعمل عنده جزءاً من اليوم ونحوه، ولكن الوالد قد يقسو أحياناً على العامل نتيجة جهله أو عدم معرفته ببعض الأساليب الزراعية، وقد تأثر الابن بذلك، وقرر عدم إرسال العامل لمساعدة والده، ونصحته بألا يفعل وذكّرته بوجوب طاعة الوالد والبر به ولكنه لم يفعل، فما نصيحتكم بارك الله فيكم في هذه الحالة؟

- هؤلاء العمال، هم أجراء وليسوا أرقاء، فالواجب على المسلم أن يتقي الله - عزَّ وجلَّ - فيهم، فإن الأجير له حق وعليه واجب، فحقه أن يكون عمله وفق ما تم التعاقد عليه، وألا يكلَّف ما لا يطيق، وأن يعطى أجرته فور انتهاء عمله.

وفي مثل حال السائل إن كان يرسل هذا العامل إلى والده ليعمل معه في غير ما تم التعاقد عليه مما لا يحسنه، فإن هذا العمل غير جائز، وليس لهذا الابن أن يرسل عماله ليعملوا في غير ما استئجروا من أجله وليس لوالده ولا لغيره أيضاً أن يطالبه بذلك، فالمقصود أن هؤلاء الأجراء هم أحرار ولهم كامل الحرية ولا يجب عليهم من العمل إلا ما تم التعاقد معهم عليه، فإن قاموا به استحقوا ما لهم من الأجرة، ولا يجوز للمسلم أن يستخدم الأجير في غير ما تعاقد معه عليه إلا برضاه.

اعزم المسألة

* كنت في مجلس عزاء وسمعت المعزين يدعون للميت بالرحمة إن شاء الله كقولهم (الله يرحمه إن شاء الله) ونحو ذلك. وأنكرت عليهم ربط الرحمة بالمشيئة، فلم يلتفتوا لنصحي إياهم، فهل ما قمت به صحيح أم أنا مخطئ)، بارك الله فيكم؟

- ما فعلته من نصحك لهم بأن يعزموا المسألة هو الحق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه) أخرجه الإمام مسلم.

الدين والدنيا إذا اجتمعا

* هذه الجملة (ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا) كيف يتم جمعهما بطريقة شرعية؟

أبو مازن - الرياض

- المعنى أن الله - عزَّ وجلَّ - إذا جمع للمرء بين حسن الديانة والأمانة وقوة الإيمان مع بسطة في الرزق كان هذا من الفضائل، كما في حديث أهل الدثور، لما سمعوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم للفقراء من التسبيح والتحميد والتكبير عقيب كل صلاة، ففعلوا كفعلهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (نعم المال الصالح للرجل الصالح). ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن المكثرين هم المقلُّون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيراً فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً ) أخرجه مسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير).

فتوافر المال بيد الرجل الصالح معين له على القيام على نفسه وعياله، وكافاً له عن الحاجة إلى الناس، وأيضاً يكون سبباً لنفقاته وصدقاته التي تكون سبباً في رفعة درجاته وحط سيئاته.

كفارة القتل

* وقع عليَّ حادث وأنا قائد السيارة بسبب نومي أثناء القيادة، وتوفي على إثر ذلك أربعة أشخاص، ولا أستطيع سداد الدية ولا الصيام لأنني أكتسب رزقي من نقل المسافرين على الطرق السريعة، فما توجيه سماحتكم في ذلك جزاكم الله خيراً؟

- الواجب عليك الدية والكفارة، أما الكفارة، فهي عتق رقبة عن كل نفس ماتت في هذا الحادث، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين عن كل نفس، ولا مانع من تفريق الصيام بحيث يصوم كل سنة شهرين متتابعين حتى يسهل عليه الأمر، وأما الدية فعلى العاقلة.

نصيحة لطالب العلم

* كلمة توجيهية لطالب العلم وإيضاح المطلوب منه في الأوضاع الراهنة؟

- سبق أن ذكرنا، أن النصيحة لطالب العلم هي الجد في طلب العلم، ومراعاة التدرج، والبعد عن المشكلات، والصبر على هذا الطريق، والتلقي عن الثقات الأمناء، فإن هذا العلم دين فلينظر طالب العلم عمن يأخذ دينه، وليكن في ذلك كله حسن النية والقصد متقرباً إلى الله عز وجل بهذا العمل فإنه من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة، وليكثر الدعاء والضراعة بين يدي ربه عز وجل يسأله التوفيق والإعانة والعمل بما علم، فإن ذلك أحرى للانتفاع بالعلم.

أسأل الله للجميع التوفيق والهداية والحرص على اتباع الكتاب والسنَّة في كل دقيق وجليل إنه سبحانه قريب مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو سفيان
07-20-2005, 11:49 PM
بارك الله فيك اخي .

قاسم علي
12-10-2005, 07:17 PM
جزاك الله خيرا

12d8c7a34f47c2e9d3==